المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذاتك الملكية



ابوعافيه المصري
24-06-2016, 01:18 PM
ذاتك الملكية
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبه, وبعد :


قررحاكم صالح كبير السن لتعليم ابنه أهم درس عن الطبيعة الملكية..... فقد شعر بدنو أجله وأنه لن يطول الوقت حتى يتسلم العرش ففعل مع ابنه كما فعل معه أبوه وحدد يوما للإحتفال الكبير وطبع المنشور الرسمي ليأتي إلى هذا الحفل كل من المواطنين الصالحين الموالين للملك و كبار رجال الدولة
بدأ ت الإستعدادات تجري على قدم وساق
والملك بنفسه يذهب ليشرف على هذا الحفل
أما الإبن فكان وسط الزحام من الحشود لايكف عن المجيء والذهاب في موكبه
عرف الملك ما يدور برأس من يرونه بأنه يقوم باستعراض نفسه مع الحرس الملكي
لكن الملك يعلم بما يفكر الأمير الشاب فقد كان في خياله الصورة الحلوة والجميلة لجبل الهدايا الرائعة التي سيحصل عليها في القريب العاجل
لقد كان الأمير الشاب يحصي ثرواته المستقبلية..وخاصة عندما نظر إليه أبوه وهو يرسم على وجهه هذه الإبتسامة

تذكر الأب نفسه في مثل هذا اليوم فقد كان أسيرنفس الحلم
الجميل وكذلك تذكر أنه بفضل أبيه تفتحت عيناه على شيء أجمل
من أي حلم من الأحلام وهو يود أن يكون قادرا على أن يفعل نفس الشيء مع ابنه

وجاء اليوم الموعود ...في مراسم من الأبهة والعظمة ظهر الملك الصالح وقوبل بعاصفة من التصفيق والتشجيع الحار
ووجه الملك التحية للجميع بشكر واخلاص ولكل من جاء للمشاركة
وبعد أن انتهي من حديثه استدعى ابنه وأمر ببدأ موكب الهدايا ...
ووسط حشود من الجماهير تقدم الأمير في موكبه واتجه الى المنصة الرئيسية بجوار الملك ..
وجد الأمير على مسافة ميل صفا طويلا من الناس الصالحين المخلصين وقدم كل منهم عرضه و هديته للأمير

الشيء الأول كان حقيبة من الفول الأسود ثم جاءه بعض من الذره الهندية ثم عدد من الدجاج الهزيل وقليل من القرع والبطاطس واللفت والخضراوات أوه وهو كم يكره اللفت والخضروات..
ظن الأمير في نفسه أن وزراء البلاط قد أعدو موقفا طريفا ...ولكن لا أحد يضحك
لا بد أن هناك خطأ ما.... وبدأ الأمير يعرق وتألم وجهه من الإبتسامة المصطنعة التي ينبغي الحفاظ عليها
ولكن أين صناديق العملات الذهبية والأقمشة الحريرية وأكياس الأحجار الكريمة والعملات الفضية.....و.......و......و
الشيء الوحيد الذي أبقاه جالسا هو يد الملك التي وضعت على كتفه بحزم
طبعابعد أن تركه فترة طويلة ليحدث التأثير عليه

في النهاية أصبح الأمر لا يحتمل ..على الإبن
مال الملك برأسه ليهمس في أذن ابنه وقال :انصت الي جيدا يابني أريد منك أن تفكر للحظة
فيما سأقوله لك ان وجدت نفسك بعد ذلك ترغب في الإنصراف فلن أمنعك من ذلك

نظر الإبن في عيني أبيه وبدون أن ينطق أي كلمة سمع ما قاله أبوه إلا أن قلبه كان ينصت أيضا


(الإنسان العادي هو الذي يقيس نفسه بالأشياء التي تمر عليه في حياته ...لأن الإنسان العادي هو وحده الذي يحكم على قيمتهالشخصية وفقا لما تمنحه إليه الحياة أو تمنعه.....
لقد قدر لك يابني أن تكون ملكا ولكنك اليوم تصرفت تصرفت كأي انسان عادي)

وأصابت كلمات أبيه الهدف مثلما يصيب السهم هدفه وبدون أي تفسير انتاب الأمير شعور غريب بالعجز وقلة الحيلة

ولم يكن الأمير في تلك اللحظة يعلم مالذي سيفعله وأن لا أحد هناك أحد يشعر به

حيث أنه أدرك ليس هناك سوى شخص واحد فشل في فهم موقعه في الحياة .... هذا الشخص هو ذاته
وأيقن أن لولا حديث أبيه اليوم لما كان عرف هذا الموقع أبدا

ثم قال له والده (..يا بني الملك الحقيقي لا ينشغل أبدا بما يجلبه له رعاياه ...

سواء كان ذلك حقائب مليئة بالذهب و الفضة أو مليئة بالقش لا يهم ..... لأنه يعرف أن المملكة كلها له ....
انظر لما هو أبعد من تلك الساحة كل شيء كان ولا يزال ملكا لك)

رفع الأمير رأسه ببطء وتجاوز ببصره الساحة التي يجلسون فيها حشود الجماهير في البداية أغمض عينيه
ثم مالبث أن فتح عينيه....

وقد كانت تبرقان فنظر الملك وجميع البلاط إلى الأمير ...وهو ينهض واقفا وقال ليستمر الإحتفال وليتقدم الزوار




طبيعتك السرية هي طبيعتك الملكية تعرف عنك ما لم تعرفه عن نفسك الآن..... دعها تكشف لك عن نفسها

يجب أن نتجاوز العصفور لنرى السماء التي يحلق فيها

وهذا الوعي والفهم الجديد هو المدخل إلى غرفة الكنوز الأبدية


عبدي خلقت لك السماوات والأرض فلا تتعب ...
.وخلقتك من أجلي فلا تلعب ...
فبحقي عليك لا تتشاغل ما ضمنته لك عما افترضته عليك
حديث قدسي

قال الأعرابي يوما لرسول الله صلى الله عليه وسلم لمن هذا الوادي؟
فقال صلى الله عليه وسلم: إنه لك ( وقد كان هذا الوادي لرسول الله)
فقال الأعرابي والله انك تعطي عطاء من لايخشى الفقر
فقال صلى الله عليه وسلم كيف أخشى الفقر وأنا عبد الغني..

يوجد أيضا موقف لسيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لشد ما يثير اعجابي
كان يوما هو ورجاء بن حيوه في الجامع ليلاً ...فكان رجل نائم
فمر من فوقه عمر خطأً
فرفع رأسه الرجل وصرخ بوجهه وقال أأعمى أنت ؟
فقال عمربن عبد العزيز لا

فصعق رجاء بن حيوه وقال أسمعت ما قال
فقال عمر بكل بساطه:سألني أنت أعمي فقلت له لا

لو كانت الذات الزائفة موجودة لأنفعلت... وهاجت.... وماجت.... وأنا رح ورجيه مين أنا ومين هوه

والخ...... سبحان الله أين نحن منهم

لنتعرف على ذواتنا الملكية... الثرية.. المتواضعة...الواثقة من نفسها... ووووووووو في داخلنا........

الهي لك الحمد كله... ولك الشكر كله......دائما وأبدا.....


اللهم اهدنا واهد بنا

داليا
24-06-2016, 02:00 PM
شكرا على الطرح والافادات القيمة استاذ ابو عافية بارك الله فيك ونرجو المزيد

بو حمد
24-06-2016, 03:33 PM
بارك الله فيك اخى وجزاك الله كل خير على المواضيع القيمة

ادهم
24-06-2016, 04:40 PM
مشكورين على الموضوع والافادة بارك الله فيكم

جنة
24-06-2016, 05:08 PM
شكرا استاذ ابو عافية على مواضيعك المفيدة والقيمة فى البرمجة العصبية وتنمية الذات وتحفيزها وتطويرها ونرجو المزيد

ابو بكر
25-06-2016, 09:45 AM
شكرا على الموضوعات والافادات القيمة جزاكم الله كل خير

نذار الشامى
26-06-2016, 02:39 PM
مشكور وبارك الله فيك على المواضيع والافادات القيمة وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم

جيهان
27-06-2016, 12:49 PM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

ماجد
28-06-2016, 12:36 PM
شكرا على الطرح والافادة القيمة جزاكم الله كل خير