الشيخ درويش عبود المغربى
24-07-2008, 01:52 PM
نقد التربية الحديثة ....
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد صلاة لا يقوى على احصائها الا انت
يحار المراقبون والخبراء في تفسير ظاهرة الفشل الذي منيت به التربية الحديثة في اصلاح المجتمع اذ تتزايد سنويا نسبة الجرائم والقتل والسرقة وحوادث الخطف والاعتداء والجنون والانتحار والطلاق ...
والعيب ليس في الوسيلة التربوية المعتمدة وانما هو في مضمونها ..
انهم استندوا على التربية ولكنهم افرغوا مضمونها الاخلاقي من القيم الروحية والدينية وملأوه بالمضمون الفلسفي والفكري وحده وجعلوا العمق الاخلاقي للتربية متمثلا في الفكر والفلسفة والنظريات وحدها وليس في الدين ايضا وهنا سر قصور التربية الاخلاقية الحديثة .
فالاخلاق الحديثة في التربية تستند الى الحقوق والالتزامات البشرية وفق التحليلات النظرية لكبار رجال الفلسفة والحقوق والقانون ولا تستند الى الله والدين مما افقدها قدسيتها وفاعليتها وحولها الى مجلرد راي بشري يمكن انتهاكه او ابداله وتجاوزه في اي لحظة !
وبالغاء قيم الله في العمق الاخلاقي ازيلت اكبر مساحة من الثروة الروحية التي ينميها الدين وهي تغطي مساحة الضمير والسر والارادة الدخلية وتلبي اعظم واعمق طموحات الانسان وحنينه الروحي ...
لقد اخفقت التربية احديثة في الحد من تضخم الانانية لانها لم تاخذ الله قيمة عظمى في منهاجها .
ولا يكفي انتهاج الوسائل الناجحة فقط بل الطلوب مضمونها ايضا .
الوسيلة هي التربية والمضمون في التربية الحديثة هو الالتزامات الفلسفية واللياقات الاجتماعية وليس القيم الروحية ...
لهذا تجمدت الاخلاق في التربية الحديثة واقتصرت على تهذيب عادات الانسان الخارجية واسلوب حديثه وتحولت الى تربية مدنية ولم تستطع الوصول الى مساحة الروح والارادة الداخلية للانسان واصبحت عبارة عن دروس في (البروتوكولات) و(الاتيكت) تستطيع ان تتعلمها وتحفظ قواعدها عن ظهر قلب كما تحفظ جدول الضرب من دون اي تفاعل روحي !
هذه هي الاخلاق في التربية الحديثة .
انها عملية تلميع لقشرة الانسان الخارجية واصباغ يطلي بها الانسان اظافره ومخالب الذئب القابع فيه ويخفي بها سواته وعوراته التي تبقى كامنة تحت الجلد لتبرز كالطفح الجلدي في اي لحظة وليست اجتثاثا للمخالب او تقليما للاظافر ! انها تربية خارجية هذبت من الانسان ملابسه ووجهه وهندامه وحديثه في الصالونات ولم تهذب خبثه وسريرته ونزوعه نحو الظلم وشوقه لافتراس اخيه الانسان والانقضاض عليه واكل حقوقه كلما سنحت الفرصة .
والسر ان كل تربية لا تتناول الانسان من الداخل تربية ضعيفة مشكوك فيها .
لهذا اخفقت الحضارة الحديثة .. الراسمالية .. والشيوعية معا في بناء مجتمع عادل وغير استعماري لان شهوة السيطرة والظلم والاستغلال والانانية ما تزال تعيش في عمق تركيبة هذين النظامين الخطرين ولو باشكال ومفاهيم مختلفة او مبطنة وهذه المطامع المستورة هي اقوى من نوايا الاصلاح التي يعلنان عنها ... وهما يرفعان شعار الاخلاق نظريا ويقتلانها عمليا ...
مشكلة الراسمالية والماركسية هي الاقتصار على التربية الخارجية بغفال قيم الله في الراسمالية والغائها في الماركسية ...
لقد قصرت التربية الحديثة حلولها على الانسان من الخارج ولم تتغلغل الى الداخل فضعف تاثيرها ومات فاعليتها .
انها تحتاج الى مضمون اخر يملأ محتواها ويعيد خلق روحية الانسان من جديد .
اننا بحاجة الى ثورة تربوية جديدة تتجاوز الاهداف الصغيرة المحدودة الى الدينامية الانسانية الشاملة فتستوعب القيم الروحية والاخلاقية والامال الانسانية ومعنى وجود الانسان وحياته ومواقفه وموته ومصيره فضلا عن المهارات والخبرات الحياتية .
وهذه الرؤية للتربية لا يوفرها الا الدين ..........
ومن هنا تتضح الحاجة الى دمج الدين في التربية دمجا حيا فاعلا ...
وبمزج التربية بالدين نمتلك _في ما نمتلك_ اربع مميزات عملية :
_ انماء الشخصية الحضارية .
_بناء الانسان اخلاقيا .
_بث الحماس الروحي .
_ التغيير الاجتماعي .
اننا نريد عقلا مفعما بالانماء الروحي الديني الاخلاقي ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد صلاة لا يقوى على احصائها الا انت
يحار المراقبون والخبراء في تفسير ظاهرة الفشل الذي منيت به التربية الحديثة في اصلاح المجتمع اذ تتزايد سنويا نسبة الجرائم والقتل والسرقة وحوادث الخطف والاعتداء والجنون والانتحار والطلاق ...
والعيب ليس في الوسيلة التربوية المعتمدة وانما هو في مضمونها ..
انهم استندوا على التربية ولكنهم افرغوا مضمونها الاخلاقي من القيم الروحية والدينية وملأوه بالمضمون الفلسفي والفكري وحده وجعلوا العمق الاخلاقي للتربية متمثلا في الفكر والفلسفة والنظريات وحدها وليس في الدين ايضا وهنا سر قصور التربية الاخلاقية الحديثة .
فالاخلاق الحديثة في التربية تستند الى الحقوق والالتزامات البشرية وفق التحليلات النظرية لكبار رجال الفلسفة والحقوق والقانون ولا تستند الى الله والدين مما افقدها قدسيتها وفاعليتها وحولها الى مجلرد راي بشري يمكن انتهاكه او ابداله وتجاوزه في اي لحظة !
وبالغاء قيم الله في العمق الاخلاقي ازيلت اكبر مساحة من الثروة الروحية التي ينميها الدين وهي تغطي مساحة الضمير والسر والارادة الدخلية وتلبي اعظم واعمق طموحات الانسان وحنينه الروحي ...
لقد اخفقت التربية احديثة في الحد من تضخم الانانية لانها لم تاخذ الله قيمة عظمى في منهاجها .
ولا يكفي انتهاج الوسائل الناجحة فقط بل الطلوب مضمونها ايضا .
الوسيلة هي التربية والمضمون في التربية الحديثة هو الالتزامات الفلسفية واللياقات الاجتماعية وليس القيم الروحية ...
لهذا تجمدت الاخلاق في التربية الحديثة واقتصرت على تهذيب عادات الانسان الخارجية واسلوب حديثه وتحولت الى تربية مدنية ولم تستطع الوصول الى مساحة الروح والارادة الداخلية للانسان واصبحت عبارة عن دروس في (البروتوكولات) و(الاتيكت) تستطيع ان تتعلمها وتحفظ قواعدها عن ظهر قلب كما تحفظ جدول الضرب من دون اي تفاعل روحي !
هذه هي الاخلاق في التربية الحديثة .
انها عملية تلميع لقشرة الانسان الخارجية واصباغ يطلي بها الانسان اظافره ومخالب الذئب القابع فيه ويخفي بها سواته وعوراته التي تبقى كامنة تحت الجلد لتبرز كالطفح الجلدي في اي لحظة وليست اجتثاثا للمخالب او تقليما للاظافر ! انها تربية خارجية هذبت من الانسان ملابسه ووجهه وهندامه وحديثه في الصالونات ولم تهذب خبثه وسريرته ونزوعه نحو الظلم وشوقه لافتراس اخيه الانسان والانقضاض عليه واكل حقوقه كلما سنحت الفرصة .
والسر ان كل تربية لا تتناول الانسان من الداخل تربية ضعيفة مشكوك فيها .
لهذا اخفقت الحضارة الحديثة .. الراسمالية .. والشيوعية معا في بناء مجتمع عادل وغير استعماري لان شهوة السيطرة والظلم والاستغلال والانانية ما تزال تعيش في عمق تركيبة هذين النظامين الخطرين ولو باشكال ومفاهيم مختلفة او مبطنة وهذه المطامع المستورة هي اقوى من نوايا الاصلاح التي يعلنان عنها ... وهما يرفعان شعار الاخلاق نظريا ويقتلانها عمليا ...
مشكلة الراسمالية والماركسية هي الاقتصار على التربية الخارجية بغفال قيم الله في الراسمالية والغائها في الماركسية ...
لقد قصرت التربية الحديثة حلولها على الانسان من الخارج ولم تتغلغل الى الداخل فضعف تاثيرها ومات فاعليتها .
انها تحتاج الى مضمون اخر يملأ محتواها ويعيد خلق روحية الانسان من جديد .
اننا بحاجة الى ثورة تربوية جديدة تتجاوز الاهداف الصغيرة المحدودة الى الدينامية الانسانية الشاملة فتستوعب القيم الروحية والاخلاقية والامال الانسانية ومعنى وجود الانسان وحياته ومواقفه وموته ومصيره فضلا عن المهارات والخبرات الحياتية .
وهذه الرؤية للتربية لا يوفرها الا الدين ..........
ومن هنا تتضح الحاجة الى دمج الدين في التربية دمجا حيا فاعلا ...
وبمزج التربية بالدين نمتلك _في ما نمتلك_ اربع مميزات عملية :
_ انماء الشخصية الحضارية .
_بناء الانسان اخلاقيا .
_بث الحماس الروحي .
_ التغيير الاجتماعي .
اننا نريد عقلا مفعما بالانماء الروحي الديني الاخلاقي ...