المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا كنت صفراً فكن ذا قيمة



فريدة
27-07-2016, 06:11 PM
إذا كنت صفراً فكن ذا قيمة


‎د. علي الشيخي‎

هناك صفران يشغلان أول خانة في بعض الأعداد ، أحدهما يضاعف العدد إلى أضعاف كثيرة مثل الصفر الذي يأتي قبل العدد الصحيح , فالعدد مئة (100) عند إضافة صفر له يصبح العدد ألفاً (1000) , إذ تضاعف العدد عشر مرات ، وذا أضفنا صفراً آخر تحول العدد إلى (10000) عشرة آلاف ، وهنا تضاعف العدد بالتالي عشرة أضعاف أيضاً , أما الصفر الآخر الذي لا يؤثر في زيادة قيمة العدد فوجوده مثل عدمه مثل الصفر الذي يأتي أمام الكسر العشري , فالكسر العشري (0,5) خمسة من عشرة , عندما نضيف له صفراً إلى اليمين يصبح الرقم بعد الإضافة (0,50) فهنا تحول مسماه من خمسة من عشرة إلى خمسين من مئة , لكن القيمة بقيت ثابتة لم تتغير ، ومثله لو أضفنا صفراً آخر لذلك الكسر لتحول الرقم إلى (0,500) وهنا سوف يقرأ العدد خمس مئة من ألف , وتبقى القيمة ثابتة كما كانت سابقاً لم تتغير أيضاً , وأنت أيها العزيز هل تريد لو قدر لك أن كنت صفراً في الحياة , أن تكون صفراً مؤثراً , بمعنى أن يكون لك أثر في الحياة ، فيدخل في رصيدك سمعة تفوح أريجاً وأجوراً كثيرة لم تبذل فيها مجهوداً ظاهرياً ، لكنها في الحقيقة قد جاءتك من جراء تأثر الآخرين بأقوالك الصائبة وسلوكك الحميد أو حتى بعمل من قام بتقليد من عمل بعملك حتى ولو بعد حين ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .

وهنا نقصد بالصفر ذي القيمة الذي يضاعف العدد , هو مثل ذلك الشخص الذي لم يحصل على عمل بعد تخرجه , أو هم أولئك الذين يعملون في وظائف بسيطة لا تتناسب مع مؤهلاتهم , وكذا الموظفين والعمال الذين لا يقدرون من قبل رؤسائهم وزملائهم , ولكنهم مع هذا لم يستسلموا لليأس , فلم يجلسوا ليندبوا حظوظهم , بل كانوا إيجابيين في الحياة , حيث ملأت الفئة الأولى أوقات فراغهم بأعمال مفيدة كتطوير الذات أو التطوع في المؤسسات الخيرية ليكتسبوا خبرة وينموا مهاراتهم , وقامت الفئة الثانية بالإخلاص في أعمالهم دون ملل أو امتعاض , وقدمت الفئة الثالثة في مجال أعمالهم عطاء مثمراً حتى ولو تخاذل المتخاذلون , بل وحتى في حالة عدم تقدير جهودهم من قبل رؤسائهم ، لأن رسالتنا جميعاً في هذه الحياة هي عمارة الأرض .

ومثل أولئك أيضاً من ضحوا بإخلاص وسخاء في هذه الحياة ، فتجدهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على قدر استطاعتهم , وهم أيضاً من يقدم أعمالاً تطوعية لمجتمعاتهم غير مبالين بنقد الناقدين أو شماتة الشامتين ، فالإنسان إذا لم يضف شيئاً على هذه الحياة فإنه يعد زائداً عليها , أما لو كان الشخص من أصحاب الصفر غير المؤثر , الذي لا يبالي بمدى نفعه وتأثيره في الحياة , فأولئك هم الذين لا يؤدون الواجب المناط بهم على الوجه المطلوب , أو لا يهتمون بأن تكون أعمالهم في رضا الله سبحانه وتعالى ومن ثم إرضاء ضمائرهم من منطلق أداء الواجب المناط بهم ، فهم كما يقال ( مع الخيل يا شقرا ) ، أو من أصحاب ( علّي وعلى أعدائي ) فهم هنا سيجنون وبالاً في الدنيا يتمثل في هزيمة نفسية وعدم رضا عن الذات وقلة تقدير لقيمة أنفسهم في هذه الحياة , وفي يوم القيامة سيجنون ثمرة أعمالهم خيبة وحسرة وندامة.

وإنني أعرف أشخاصاً كونوا لأنفسهم أمجاداً خالدة دون مجد مؤثل سابق ، أو كانت الظروف قد عاندتهم في بداية حياتهم العملية , ثمّ أصبحوا – بحمد الله - نجوماً لامعة في سماء الحياة بسبب مثابرتهم وعدم استسلامهم ، ونعرف جميعاً إلى جانب ذلك أناساً كثيرين يمثلون أصفاراً غير مؤثرة في هذه الحياة سودوا أوراق الحياة مع أن لديهم من القدرات والمهارات ما يمكن أن يبنوا لهم بها أمجاداً تناطح السحاب .

فاحرص يا رعاك الله لو قدر أن عاندتك الظروف فكنت صفراً في هذه الحياة أن تكون ذا قيمة .

اشرف زهران
27-07-2016, 11:05 PM
شكرا على الطرح والافادة القيمة

ضاحى العربى
27-07-2016, 11:12 PM
شكرا على الموضوعات والافادات القيمة جزاكم الله كل خير

ماجد
28-07-2016, 02:17 AM
شكرا على الموضوع المفيد

عهود المالكى
28-07-2016, 03:57 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة جزاكم الله كل خير