المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة وعبرة منبه الصلاة :



فريدة
28-07-2016, 02:48 PM
قصة وعبرة منبه الصلاة :

د. علي الشيخي


كان رجل يجاهد نفسه لأن يشهد الصلاة مع الجماعة في المسجد القريب من بيته , لعلمه بفضل صلاة الجماعة , وأنها تفضل صلاته بمفرده سبعاً وعشرين درجة , للحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة . ( مسند الإمام أحمد , بإسناد صحيح :

162/8 ) , ولحرصه أن ينال براءتين من النار ومن النفاق عند شهوده لتكبيرة الإحرام في جماعة أربعين يوماً , تلك بشارة الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الصحابيان الجليلان عمر بن الخطاب وأنس بن مالك رضي الله عنهما :

أن من صلى لله أربعين يوماً في جماعة , يدرك التكبيرة الأولى , كتبت له براءتان , براءة من النار , وبراءة من النفاق . (السلسلة الصحية للألباني : 2652) , ولشغفه أيضاً أن يكون في ظل الله يوم القيامة , يوم لا ظل إلا ظله سبحانه , وذلك لما ثبت في صحيح البخاري , في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله .... وذكر منهم ورجل قلبه معلق في المساجد ... ( 1423) .

إلا أن ذلك الرجل كان يفشل كثيراً في إدراك تكبيرة الإحرام , فتفوته أحياناً ركعة أو ركعتان وقد تفوته صلاة الجماعة في أحيان أخرى , ولهذا عمد إلى برمجة جهاز الراديو على إذاعة القرآن الكريم التي تنقل الأذان حياً , وكان جهاز التلفاز مبرمج أيضاً في أغلب الأوقات على قناة القرآن الكريم التي هي الأخرى تنقل الأذان والصلاة مباشراً , كما قام بتحميل تطبيق الأذان على جهاز جواله المحمول وضبط الوقت على التوقيت المحلي لمدينته , هذا إلى جانب ساعة المنبه التي كان يستخدمها لإيقاظه لصلاة الفجر , إلا أن كل محاولاته تلك قد باءت بالفشل , حيث لازال يتأخر كعادته , وهنا لم يجد بداً من الاستعانة بأحد رجالات العلم الشرعي علّه يجد لديه وصفة لعلاج تقصيره في تأخره المتكرر عن شهود تكبيرة الإحرام مع الجماعة لينال فضائلها التي تطمح نفسه إليها , فسأل الرجل المقصر في صلاته شيخاً , فقال له : يا شيخ ما رأيك في حالنا في هذا الزمان ؟ المؤذن يؤذن , والجوال يؤذن , والراديو يؤذن والتلفاز يؤذن ومع هذا نتأخر عن الصلاة ! فما أفضل البرامج في نظرك يا شيخ لتنبيهنا لأوقات الصلوات حتى لا تفوتنا تكبيرة الإحرام ؟ , فقال الشيخ : ليس هناك أفضل من قلب المسلم لتنبيهه بأوقات الصلاة ! فمتى ما كان قلبك معلقاً بالمسجد فثق أن تكبيرة الإحرام لن تفوتك أبداً , وأعلم أن الأذان إنما شرع لتنبيه الغافلين عن الصلاة بأعمال الدنيا , وذلك للتوقف عن هذه الأعمال مؤقتاً ليشهد الصلاة مع جماعة المسلمين ثمّ يعود إلى عمله بعد ذلك .

ونسوق للعبرة قصة أحد الصالحين الذي تعود دخول المسجد قبل الأذان استعداداً للصلاة , فلما سأله أحدهم , قائلاً له : لماذا تذهب للمسجد قبل الأذان ؟! فقال له : الأذان لتنبيه الغافلين , وأرجو ألا أكون منهم .

ثمّ ليعلم ذلك الذي يتأخر عن صلاته أن فترة أداء الصلاة زمنها ثابت , سواء جئت إلى الصلاة مبكراً أم كنت متأخراً , فزمنها بين عشر دقائق إلى ربع ساعة تقريباً , والعاقل هو من يوزن ما يفوته جراء تأخره من الأجور , إلى جانب الخسارة في مهنته فهو بتأخره يصيبه من الهم والغم وعدم البركة في الوقت ما يؤثر في جودة صنعته في كمها وكيفها , إضافة إلى أن احترامه للوقت سوف ينعكس على حياته بعامة فيصبح منضبطاً ومنظماً , يجله الناس , لأنه يحترم وقته ووقت كل من يتعامل معه , والعاقل هو من يجيد هذه الحسبة جيداً استجابة لربه , وسلامة وفائدة لنفسه , فإن كنت بعد كل هذا مقتنعاً بهذه الحقائق الدينية والعقلية , فلا تعد إلى تأخرك ثانية , وأظنك كذلك !!

دمت في طاعة الله وحفظه , والسلام

وليد البلوشى
28-07-2016, 07:02 PM
شكرا على الموضوع والافادة القيمة بارك الله فيكم

بلال
29-07-2016, 01:37 AM
مشكور اخى ابو عافية على مواضيعك القيمة ونتمنى المزيد

مروان التيفاشى
29-07-2016, 01:19 PM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

نور الهدى
29-07-2016, 11:26 PM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

الفرغل ابو الرجال
30-07-2016, 07:18 AM
شكرا على الموضوع القيم والرائع بارك الله فيكم