المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالم الصوفية بياض الثياب يرمز إلى الكفن.. والسواد رمز القبر



تفوكت السوسية
30-07-2016, 02:49 PM
عالم الصوفية بياض الثياب يرمز إلى الكفن.. والسواد رمز القبر

http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2014/07/27/35aceda6-ef9c-4b6b-95e6-de2b10f91f20_main_New.jpg

احدى الطرق الصوفية. مؤسسها الشيخ جلال الدين الرومي (1207 هـ- 1272 هـ). وهو أفغاني الأصل والمولد، عاش معظم حياته في مدينة قونية التركية، وقام بزيارات إلى دمشق وبغداد. وهو ناظم معظم الأشعار التي تنشد في حلقة الذكر الخاص بالطريقة والتي اشتهرت بتسامحها مع أهل الذمة ومع غير المسلمين أيّاً كان معتقدهم وعرقهم، ويعدها بعض مؤرخي التصوف من تفرعات الطريقة القادرية كما جاء في المولوية بعد جلال الدين الرومي ترجمة عبد الله أحمد إبراهيم كما اشتهرت بما يعرف بالرقص الدائرى لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم- حسب قول مشايخهم- إلى مرتبة الصفاء الروحي فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى الوجود الإلهي كما يرون
تشتهر الطريقة المولوية بالنغم الموسيقي عن طريق الناي، والذي كان يعتبر وسيلة للجذب الإلهي، ويعتبر أكثر الآلآت الموسيقية ارتباطاً بعازفه، ويشبه أنينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوي في عالم الأزل ولا تزال الطريقة المولوية مستمرة حتى يومنا هذا في مركزها الرئيسي في قونية. ويوجد لها مراكز أخرى في إسطنبول، وغاليبولي، وحلب. ورغم منع الحكومة التركية كل مظاهر التصوف إلا أن الجهات الرسمية في تركيا تستخدم مراسم المولوية كجزء من الفولكلور التركي. ويحضر جلسات ذكر المولوية كل من يريد من كل الأجناس ومع كل الأديان ويلقى الجميع تسامحاً ملحوظاً من المولويين

يؤمن المريدون بالتسامح غير المحدود، بتقبل الآخر، والتفسير والتعقل الإيجابي، والخير،و الإحسان والإدراك بواسطة المحبة. ويقومون بالذكر عن طريق رقص دوراني مصاحبا موسيقى وتسمى السمع والتي تعتبر رحلة روحية تسمو فيها النفس إلى أعماق العقل والحب لترقوا إلى الكمال. وبالدوران نحو الحق، ينمو المريد في الحب، فيتخلى عن أنانيته ليجد الحقيقة فيصل إلى الكمال. ثم يعود من هذه الرحلة الروحية إلى عالم الوجود بنمو ونضج بحيث يستطيع أن يحب كل الخليقة ويكون في خدمتها.

وقال عزام عبد الوهاب في فصول من المثنوى لجلال الدين الرومي أن المريد المولوي يسمى درويش والتي تعني الفقير أو الشخص الممتن بأقل الحاجات المعيشية، وعادة، تمارس طقوس السمع في مكان كان يسمى بالسمعخانة وتعني مكان السمع بالتركية. كما تحولت بعض التكاية إلى ما يسمى بالتكية المولوية بحيث كانت تحتوي على سمعخانة لممارسة الذكر وأماكن لخدمة الدراويش ويرتدي الدرويش عباءة سوداء تسمى حركة وتدل على القبر، فوق البسة بيضاء فضفاضة تدل على الموت وقبعة عالية بنية اللون تسمى الكلّة.

وأضاف عزام عبد الوهاب في فصول من المثنوى لجلال الدين الرومي وفي مصر كان يدعى أتباع المولويون الدراويش أوالجلاليون نسبة إلى جلال الدين الرومي. كما عرفوا بدراويش البكتاشية والذين هم من أصل تركي. وكان مكان تجمع المولويون يسمى التكية المولوية أو تكية الدراويش أو السمعخانة (أي مكان الإنصات). وتعد التكية المولوية بالقاهرة أول مسرح بمصر والشرق وربما بالعالم كله، إذ ترجع عروض فرقة الدراويش المولوية إلى العصر العثماني ابتداء من القرن السادس عشر الميلادي- العاشر الهجري- وترجع المباني الأثرية إلى داخل مبنى التكية إلى عام 1315م، أي في بدايات القرن الرابع عشر الميلادي . وكان الهدف الأول للتكية إيواء وإطعام الدراويش المنقطعين للعبادة والفقراء. وتتألف التكية من عدة أجنحة، منها المسجد والأضرحة والمدرسة المخصصة لتعليم الأولاد القرآن والخط وهناك تكية كهف السودان الذي اتخذته طائفة المولوية زاوية لهم في القرن الخامس عشر الميلادي ثم انتقلوا منه إلى المدرسة السعيدية في عهد الدولة العثمانية.، وكان من شيوخ هذه التكية الشريف نعمة الله الحسيني شيخ زاوية كرمان الجلالية الذي قدم إلى مصر سنة 820هـ ولما مات الشيخ الحسيني قام بتجديد كهف السودان أو التكية الشريف نور الدين أحمد الأيجي ثم آلت التكية بعد ذلك إلى دراويش البكتاشية وهي طريقة أناضولية دراويشها من الأتراك عملت الدولة العثمانية منذ قيامها على حمايتها وتنسب هذه الطريقة إلى حاجي بكتاش ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي وكان معظم المنشدين المولويين في مصر ينشدون الموشحات الدينية في حدود مقامات الراست والبياتي والصبا دون مصاحبة آلية، وكان البعض الآخر يؤدون الموشحات بمصاحبة بعض الآلات: كالناي، والكمان؛ وكان رجالها يلقون الألحان الدينية بلغتهم التركية في تكاياهم بمصاحبة الناي. وكان المنشدون المصريون يؤدون الموشحات بمساعدة مجموعة من ذوي الأصوات الجميلة يطلق عليها لقب البطانة، فالموشح الديني عبارة عن حوار وتبادل إنشادي بين المغني وبطانته. ومن رواد التلحين لهذا اللون الغنائي (الموشح الديني) زكريا أحمد، الذي جاءت ألحانه قريبة من الابتهالات الدينية، وكامل الخلعي الذي التزم في تلحينه للموشح الديني بوضعه على إحدى ضروب الموشحات الغنائية العاطفية.

مؤسس الطريقة

مؤسس الطريقة هو محمد جلال الدين بن حسين بهاء الدين البلخي القونوي، المولود في بلخ (من أعمال خراسان) أفغانستان عام 604 هـ- 1207م الملقب جلال الدين الرومي. عاش جلال الدين عهد اضطرابات وحروب من فتنة جنكيزخان حتى الحروب الصليبية، وما صاحب ذلك من مظاهر القتل والتخريب ومن جانب آخر ظهرت عدة فرق ومذاهب مختلفة مثل المعتزلة، والمشبهة، والمرجئة والخوارج فرأى ضرورة ظهور دعوة تهدف إلى الحفاظ على الإسلام في النفوس، وحث المسلمين على التماسك والحفاظ على وحدتهم، ومن هنا ظهرت الطريقة المولوية، خاصة وهو كان قد تتلمذ على يد العارف العالم شمس الدين التبريزى الذي حول مسار جلال من علم القال إلى علم الحال والخلوة والذكر. قام التبريزي بتدريب الرومي على أصول التوحيد مع الاحتفاظ بالثقافة الشرعية، وانتشرت المولوية أيام الدولة العثمانية عندما تصاهر الحكام العثمانيون مع المولويون عندما تزوج السلطان بايزيد من دولة حاتوم حفيدة سلطان ولد ابن جلال الدين وأنجبت محمد شلبي الذي أصبح سلطان عثماني بعد أبيه فأقام وقف لهم لدعم أعمالهم كما فعل السلاطين اللاحقين، والآن يتولى فاروق حمدان الشلبي، وهو الحفيد العشرون للرومي، أمور الطائفة. . كسبت شهرة عالمية من خلال الحفلات التي تقيمها في كل دول العالم.

الموسيقى والسماع

انتشر تأثير الطريقة المولوية في رقعة شاسعة من الأرض، تمتد ما بين أذربيجان إلى فينا ومع انتشار التكايا انتشر كتاب المثنوي، وأصبح له شعراؤه العظام، ومنهم: إبراهيم بك، وسلطان ديواني، وأرزي وديدي، وشيخ غالب وسواهم. من أهمّ المواضيع التي عالجها المثنوي قضيّة الإنسان وأصله الإلهي وحنينه الدائم وعودته الشعورية إلى هذا الأصل التي تبدو واضحة في افتتاحية المثنوي المعنوي، لجلال الدين الرومي، أو أنشودة الناي تماما مثلما يحنّ الناي إلى غصن الشجرة التي قُطِع منها. وبالسماع تذكير الإنسان بيوم الميثاق وحالته السماوية السابقة
وأشار د/ أحمد موسى الباحث في الفلسفة الإسلامية إلي أن الحديث عن الناي يحيلنا مباشرة إلى الحديث عن الموسيقى التي شغف بها أبن الرومي، ومن هنا حضورها الطاغي في شعره، فقد كان يحسن العزف على أكثر من آلة موسيقية، كما كان يستعين بها وهو يلقي قصائده على مريديه أثناء مجالس السماع. فلا غرو إذن أن تكتسي الموسيقى كل تلك الأهميّة في تجربته الروحية، ولا غرابة أن يشبّهها بصرير باب الجنّة وهو يُفتح على مصراعيه. وقد انتشرت الموسيقى المولوية، ورقص السماع، وأثرت التقاليد الفنية للطريقة في فني الرسم والخط. ويعد السماع، أو الرقص الكوني للدراويش الدوارين، من أشهر فنون الطريقة المولوية. وهو طقس له رمزيته، فالثياب البيض التي يرتديها الراقصون ترمز إلى الأكفان، والمعاطف السود ترمز إلى القبر، وقلنسوة اللباد ترمز إلى شاهدة القبر، والبساط الأحمر يرمز إلى لون الشمس الغاربة، والدورات الثلاث حول باحة الرقص ترمز إلى المراحل الثلاث في التقرب إلى الله، وهي طريق العلم، والطريق إلى الرؤية والطريق المؤدي إلى الوصال. وسقوط المعاطف السود يعني الخلاص، والتطهر من الدنيا، وتذكر الطبول بالصور يوم القيامة. ودائرة الراقصين تقسم على نصفي دائرة، يمثل أحدهما قوس النزول أو انغماس الروح في المادة، ويمثل الآخر قوس الصعود، أي صعود الروح إلى بارئها. ويمثل دوران الشيخ حول مركز الدائرة الشمس وشعاعها، أما حركة الدراويش حول الباحة فتمثل القانون الكوني، ودوران الكواكب حول الشمس وحول مركزها.

و أضاف موسي في البحث لم يكن جلال الدين الرومي هو أوّل من أدخل السماع إلى حلقات الذكر، ولكنه كان الأكثر احتفاء به، أمّا أوّل من نظم حلقات المولوية في صورتها التي تعرف بها الآن فهو ابنه سلطان ولد، فأصبحت قونية في عهده مركزاً يضم التكية الأم بعد إنشاء عدد من التكايا في المدن الأخرى، وتقوم الطريقة المولوية على عناصر ثلاثة أساسية هي الموسيقي والرّقص وإنشاد الشعر وتحديداً شعر مؤسّسها مولانا جلال الدين، وقد تعدّى تأثير هذه الطريقة حدود الحلقات الصوفيّة ليشمل فنونا أخرى كالأدب والرّسم والخط، يشهد على ذلك كثرة الشعراء الفرس والأتراك ممّن حذوا حذو مولانا في غزلياته وما تحتويه المكتبات والمتاحف ومنها متحف قونية من كنوز ومخطوطات نادرة من بينها المخطوط الأوّل للمثنوي ذي المنمنمات الرّائعة والمزيّن بالذهب وحلقات السماع، بما فيها من رقص، هي تجربة كونية، وطريقة للوصول إلى الحقيقة أي الله. وهو ما عبّر عنه جلال الدين الرومي نفسه عندما قال: هناك طرق عديدة تؤدّي إلى الله وقد اخترت طريق الرقّص والموسيقى. ومن أقواله الأخرى المأثورة عن الموسيقى قوله: في توقيعات الموسيقي يختبئ سرّ لو كشفت عنه لتزعزع العالم، ويضيف متحدثّا عن الرّباب: إنّها ليست سوى وتر يابس وخشب يابس وجلد يابس لكن منها يخرج صوت المحبوب وترمز الرّقصة الدائريّة التي يؤديها الدراويش كما سبقت الإشارة إلى دورة المجرات في الفضاء الشاسع، وإلى كل ما يتحرك في الطبيعة من كائنات. أما حفل السماع فيجري على النحو التالي، يدخل الرّاقصون إلى الحلبة مرتدين ثنايا بيضاء هي رمز للكفن وقد تجلببوا بمعطف أسود يمثل القبر وعلى رؤوسهم قلنسوة طويلة من اللّبد هي صورة لشاهدة القبر. ثم يدخل بعدهم الشيخ الذي يمثّل الوسيط بين الأرض والسماء، فيحييّ ويجلس على السجادة الحمراء التي يذكّرنا لونها بلون الشمس الغاربة وهي تنشر آخر أشعتها على مدينة قونية يوم وفاة مولانا. ثمّ يشرع المغنون في ترديد مدائح وأذكار منتقاة من أشعار جلال الدين الرومي، عندها يتقدّم الدراويش ببطء ويطوفون ثلاث مرّات حول السجادة الحمراء ويرمز عدد الدورات إلى المراحل الثلاث التي تقرّب السالك من الله وهي: طريق العلم أو الشريعة، وطريق الرّؤية أي علم الباطن وطريق المعرفة الحقيقيّة والاتحاد مع الله. ويستطرد الدكتور أحمد موسي في بحثه وفي نهاية الدورة الثالثة يتّخذ الشيخ مكانه على السجادة فيتخلى الدراويش عن جلبابهم الأسود ليظهروا بلباسهم الأبيض وكأنهم تحرّروا من جسدهم المادي من أجل ولادة جديدة، في تلك اللحظة يأذن لهم الشيخ بالرقّص فيطفقون يدورون ببطء، وقد مدّوا أذرعهم كالأجنحة: اليد اليمنى وكفها إلى السماء واليسرى وكفها إلى الأرض. وهذه الحركة هي كناية عن أن الدرويش يتلقّى الطاقة الحيوية من السماء ليمنحها إلى الأرض في عملية خيميائيّة يملك وحده أسرارها وعند بدء الدورة الثالثة يدخل الشيخ الحلقة لأداء رقصته، فيتسارع إيقاع الآلات، ثم يبدأ الدوران في مركز الدائرة فيكون بمثابة الشمس وإشعاعها، وهذه اللحظة هي لحظة التحقق القصوى والاتحاد مع المطلق وعندما ينتهي الشيخ من الرقص ويعود إلى مكانه تتوقف الآلات عن العزف ويشرع المنشدون في ترتيل القرآن إيذاناً باختتام مجلس السماع. والرّقص في حلقات السماع هو، أوّلا وأخيراً، تحرير للجسد وانفلات من قيود المادة بحيث يصبح الرّاقص، وهو يدور حول نفسه، هو النقطة والدائرة معاً أي محور العالم، ومن خلاله تلتقي السماء بالأرض وتبدآن حركتهما فيكون السماع، والحال هذه، مرآة أوسع هي حركة الأكوان المرئيّة وغير المرئيّة. أمّا الموسيقى المصاحبة فإنها كناية عن تناغم هذه الأكوان فيما بينها في نظام محكم هو أسطع دليل على وحدانيّة الخالق.

جعفر محمد
30-07-2016, 06:56 PM
شكرا على المعلومات الرائعة

وليد البلوشى
31-07-2016, 08:09 AM
شكرا على الموضوع والافادة بارك الله فيكم

هاشم
02-08-2016, 07:46 PM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم

الفرغل ابو الرجال
09-08-2016, 06:45 PM
شكرا على الافادة القيمة بارك الله فيكم