شكرى
31-07-2016, 04:34 AM
غيمة ملونة
للشاعر محمود درويش
وأَنا أَغسل الصحون ، أمتلئ بفراغ منعش
وأَملأ الوقت بفقاعات الصابون .
لماء الحنفيَّة إيقاعٌ يفتقر إلى آلة موسيقية.
أُصاحبه بصفير متقطّع ، و بمقطع من أغنية شائعة لا شخصية لها .
أَلهو بالرغوة الشبيهة بغيمة تلمع فيها ألوانٌ موسميَّةٌ وتنطفئ .
أُمْسِك الغيمةَ بيديّ و أوزِّعها على الصحون والكؤوس والفناجين والملاعق
و السكاكين .
تَنْتَفِخُ الغيمة كُلَّما سالت عليها قطراتُ الماء.
أحفِنها وأُطيِّرها في الهواء فتضحك لي، و أزداد امتلاء بفراغي .
لا أفكِّر بشيء كأني ظهيرة لا مبالية.
لكن صُوَر ذكريات محايدة تهبط من مكان بعيد إلى حوض الماء ، ذكريات لا تجرح و لا تفرح ، كنزهة في حرش صنوبر، أو كانتظار حافلة تحت المطر، فأغسلها بحرصِ مَنْ يحمل إناء من بلّور أدبي .
و حين أتأكد من أنها لم تنكسر تعود سالمةً إلى مصادرها الأولى في حرش صنوبر،
و أبقى هنا. أَلهو برغوة الصابون ، و أسهو عمَّا ليس موجوداً.
أنظر برضا إلى ذهني الصافي كزجاج المطبخ ،
و إلى خُلُوِّ قلبي من الشوائب كصحن مغسول بعناية.
و حين أحسّ بأني امتلأت تماماً بالفراغ المنعش،
أملأ الفراغ بكلمات لا تخصّ أحداً سواي : بهذه الكلمات!
للشاعر محمود درويش
وأَنا أَغسل الصحون ، أمتلئ بفراغ منعش
وأَملأ الوقت بفقاعات الصابون .
لماء الحنفيَّة إيقاعٌ يفتقر إلى آلة موسيقية.
أُصاحبه بصفير متقطّع ، و بمقطع من أغنية شائعة لا شخصية لها .
أَلهو بالرغوة الشبيهة بغيمة تلمع فيها ألوانٌ موسميَّةٌ وتنطفئ .
أُمْسِك الغيمةَ بيديّ و أوزِّعها على الصحون والكؤوس والفناجين والملاعق
و السكاكين .
تَنْتَفِخُ الغيمة كُلَّما سالت عليها قطراتُ الماء.
أحفِنها وأُطيِّرها في الهواء فتضحك لي، و أزداد امتلاء بفراغي .
لا أفكِّر بشيء كأني ظهيرة لا مبالية.
لكن صُوَر ذكريات محايدة تهبط من مكان بعيد إلى حوض الماء ، ذكريات لا تجرح و لا تفرح ، كنزهة في حرش صنوبر، أو كانتظار حافلة تحت المطر، فأغسلها بحرصِ مَنْ يحمل إناء من بلّور أدبي .
و حين أتأكد من أنها لم تنكسر تعود سالمةً إلى مصادرها الأولى في حرش صنوبر،
و أبقى هنا. أَلهو برغوة الصابون ، و أسهو عمَّا ليس موجوداً.
أنظر برضا إلى ذهني الصافي كزجاج المطبخ ،
و إلى خُلُوِّ قلبي من الشوائب كصحن مغسول بعناية.
و حين أحسّ بأني امتلأت تماماً بالفراغ المنعش،
أملأ الفراغ بكلمات لا تخصّ أحداً سواي : بهذه الكلمات!