المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاج بالترضية سهل وقليل الثمن



ابوعافيه المصري
07-08-2016, 10:56 PM
العلاج بالترضية :
وهي إحدى الطريق في مجال العلاج النفسي وتسمى أحيانا المعالجة بالأدوية الغفل أو العلاج بالدواء الوهمي ( وتعني أن المعالجة تتم بحبوب أو سوائل شبيهة بالدواء الأصل لكن لا يحمل أي نوع من مادة دوائية وقد تتكون هذه الأدوية من النشا والسكر أو الجلاتين ومادة طبيعية أو حقن من الماء المقطر إلى غير ذلك كثير ) وعلى سبيل المثال :
في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، حقن بعض المصابين بالجراح الشديدة بالماء المقطر بعد أن أوحوا إليهم أن هذه الحقن ما هي إلا عبارة عن حقن مورفين ، فوجد أن نسبة 75 بالمائة منهم استجابوا للعلاج المزعوم وسكنت الامهم التي كانت على درجة من الحدة مثل حالات بتر الساق.
وقد اثبت الدراسات النفسية في هذا المضمار إن القوة العلاجية للحبوب الغفل لها قدرة علاجية تكاد تماثل مفعول الأدوية النفسية على الأشخاص المختبرين في مجال البحث العلمي لا تقل أهمية في بعض الاحيان عن نفس الدواء المستخدم من اصل كيميائي المعتاد لأحداث مثل هذه التغيرات في جسم الانسان .
إذن من السخافة أن نحكم على قدرة الدواء العلاجية وما يؤثره من ارتياح دون ربط ذلك الارتياح بالقبول النفسي لدى المريض . كما أن الدعاية الواسعة والفن في تسخيرها من قبل المروجين لمثل هذه الأدوية اصبح يعطي مدلولا اشمل عن الفكرة التي تدفع المريض للاعتقاد بها والارتياح وللاستجابة النفسية والتفاعل معها . فالقناعة والحاجة لدى المرضى بقبول مثل تلك الإعلانات ، يفتح الطريق أمام النفس البشرية لتقبل مثل هذه الأدوية وتهيء المدخل المناسب لتقبلها الشفاء من الأمراض اكثر مما يفعله الدواء ذاته .
ودون شك ان الإنسان العصري الذي بات محبطا تجاه الظروف المعيشية الصاخبة القصرية التي لا يقوى على التصدي لها ، اصبح أيضا أسير التأثيرات الدعائية والتي تبثها عشرات المحطات الاذاعية والتلفزيونية والصحافية في كل مكان كما اصبح مستسلما لها بإيجاد حل مناسب لما يتمنى وما تعده به .
إن مئات الأدوية من مضادات الاكتئاب وان أعطت نتائج جيدة على تحسن حالة المرضى بداية عند تعاطيها وأزالت بعض أعراض المرض ، إلا أنها من الوجه الأسود الآخر لها أدت بحصول انتكاسات مرضية وربما أسوأ مما كان عليه من قبل على حالته الصحية عند التوقف عن تعاطي تلك الأدوية فالدراسات العلمية تثبت أن مضادات الاكتئاب تضعف فاعليتها بعد مضي عدة أيام من تعاطيها كما ينعدم أو يضعف مفعولها بعد مضي شهر واحد من تناولها ، وهذا ما يدفع الطبيب لزيادة الجرعات المتعاطاه للمريض أو تغيير صنف الدواء بأخر قد يناسب أو لا يناسب المريض من الناحية البيولوجية . وهكذا دواليك حتى يعود الطبيب والمريض حائرين من تقرير نهائيات الشفاء ، وبالغالب إما أن يبقى المريض أسير التغيرات الدوائية وما تحمل من اضطرابات مزاجية ونفسية وإما أن يحاول المريض نفسه للخروج من هذا المأزق الخطير بتغير النظم الاجتماعية أو المسببات لمثل هذه الأمراض في وسيلة للهروب من طريق العذاب .
ولما رأى بعض العلماء إن المريض نفسيا هو شخص قبل الاستعدادية التفاعلية اكثر من غيره بالغالب مع الظروف المحيطة حوله حاولوا معرفة تأثير الأدوية الوهمية ( الغفل ) على المرضى .
في الدراسات التي قام بها بعض العلماء وجد أن في الأدوية الغفل تحسننا ملحوظا في سير العلاج على 25 % إلى 30 % عند الذين تعاطوها دون معرفتهم بأنها حبوب غفل (وهمية ) مقارنة بالادعاءات التي تقول ان هناك تحسنا على ما نسبته 60 % إلى 65 %مما تناولوا أقراص مضادات الاكتئاب .
مع أن هذه النسبة المسجلة فعليا على نجاح الأخير ( العلاج بالمضادات الاكتئاب ) ليس ثابتا وانه عرضة للتغير كما ذكرنا سابقا . ويوجد اكثر من عشرة دراسات أخرى بينت أن 30 % إلى 40 % من الأبحاث تدل على وجود فرق كبير في كيفية التجاوب بين العقار التقليدي مقابل الدواء الغفل . وأوضحت الدراسات بشكل عام على أن ثلث المرضى لا تتحسن أحوالهم بعد تعاطيهم الأدوية المضادة للاكتئاب من جهة وبين ثلث المرضى يتحسنون بعد تعاطيهم الأقراص " الغفل " .
وفي أبحاث منفصلة أخرى أكد العالم النفسي الأمريكي الدكتور ( روبرتس ) من مؤسسة أبحاث ( لاهيا – كاليفورنيا ) وزملاؤه انه كان للأدوية الغفل تأثير على ثلثي المرضى الذين عولجوا بالمؤسسة ، وقد شمل هذا الشفاء المرضى الذين كانوا يعانون من أمراض الربو والقرحة الهضمية والحلأ البسيط .
كما يجب أن نعلم أن هذه الدراسات لا تنصف تمام الإنصاف النجاح التي حصلت عليه الأدوية الغفل بسب ما تمنحه الأدوية المضادة للاكتئاب ، وهذا سبب كاف ليكتشف المريض باطنيا أن الأدوية مدار التجربة ليست أدويته الخاصة لأن الأدوية المضادة للاكتئاب تعمل على جفاف الحلق والتعرق والرعشة مقارنة بالأدوية الغفل التي لا تحدث مثل هذه الأعراض ، مما يضعف النتائج المترتبة على المحصلة النهائية للدراسة .
ومن العجيب أن النتائج غير النهائية التي حصل عليها العلماء في مجال الأدوية الغفل كانت كالتالي :
1 – أن الأدوية الغفل تحدث تأثير الإدمان عند بعض الأشخاص فيصبحوا اسيرين لهذا النوع من الدواء لإحداث التغير المفترض من جراء تعاطيه .
2 – إن الدواء الغفل يمكن أن يحدث نوعا من السمية الوهمية عند بعض الأشخاص عند تجرع كميات اكبر مما هو موصى عليه من الطبيب وهذا مما يؤكد حقيقية تفاعل النفس بالجسد وما ينجم من هذا التفاعل من تغيرات سواء كانت هذه التغيرات إيجابية أو سلبية .
3 – كما يمكن أن يحدث نوعا من التشابه في الأعراض الجانبية التي من المفترض أن يسببه الدواء ( التقليدي المستبدل ) مثل بعض الأعراض الجانبية كالطفح الجلدي والصداع وفقدان الذاكرة المؤقت ، وهذا تأكيد أخر يثبت قدرة تأثير الأدوية الوهمية بالنفس والجسد معا .
وأخيرا من الدراسات التي تؤهل الأدوية الوهمية ( الأدوية الغفل ) لأن تكون بديلا نوعا ما عن العلاج الحقيقي ، هو ما لاحظه الباحثون بأن مفعول الأدوية الوهمية تكون أقوى مفعولا إذا كان المريض يحب الطبيب ويثق به ، واضعف مفعولا في غير هذا الحال . وعلى سبيل المثال :يقول الباحثون إن الشدة تحدث تبدلا في جسم الإنسان وتحثه على إنتاج بعض الهرمونات مثل ( الكورتيزول ) و(الابنفرين ) ، وهذان الهرمونان يستطيعان تعديل الوظيفة المناعية بجسم الإنسان . كما تؤثر العواطف والانفعالات النفسية على الأمراض العضوية ويكن لها أثرا لا يمكن تجاهله على صحة الإنسان .
وفي هذا المجال يقدم لنا الدكتور ( روبرت ادلر ) أستاذ علم النفس بكلية الطب في جامعة ( روشستر ) بحثا ساق فيه قصة طفل مصاب بحالة من حالات الروماتزم المسمى بمرض الذاب ، وكان مقررا أن يتناول الطفل جرعات دوائية تستمر عاما . حيث بات بعد مضي عدة جلسات دوائية اختلافا بالرأي الطبي حول مقدار الجرعات ، واخذوا يدرسون استبدال بعض الجرعات بأدوية غفل يتم فيها استثارة كل المؤثرات الحسية عند المريض مثل منبهات حاسة الشم والذوق .

مركوش
08-08-2016, 02:32 AM
مشكور استاذ ابو عافية على مواضيعكم القيمة والمتميزة ونرجو المزيد دايما

ابو طلال
09-08-2016, 08:05 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

داليا
09-08-2016, 08:47 AM
شكرا على الموضوع المفيد والكلمات المحفزة والمشجعة للنفس

محمود
09-08-2016, 12:58 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة جزاكم الله كل خير

نور الهدى
09-08-2016, 03:41 PM
شكرا على الموضوع والافادات الجميلة