نسائم الرحمن
18-08-2016, 04:54 PM
العلاج بالقراءة... فن وعلم
د.صديق الحكيم
http://img.youm7.com/large/12201413131051.jpg
نعم أصبحت القراءة نوع من العلاج المبني علي الدليل العلمي ولم تعد عادة أرستيقراطية أو نوع من تسلية الوقت أوحتي اكتساب ثقافة فقط أو معرفة اللآخر البعيد أو القريب
نعم العلاج بالقراءة علم وفن أخذ موقعه الطبيعي بين طرق ووسائل العلاج المعرفي الأخري
وقد آن للقراء المخضرمين أن يخرجون من صوامع القراءة ويهدوا للناس جميعا وللمحتاجين للقراء كعلاج عصارة خبراتهم بالحديث والتسويق للكتاب المفيد والقراءة الواعية
وقد تطرق إلي هذا الموضوع بكثير من التفاصيل الأستاذ حسن آل حمادة في كتابه المعنون العلاج بالقراءة وهذا بعض من حديثه ( لا زالت الأصوات تتعالى في العالم العربي مطالبة بوضع الدراسات الميدانية والحلول لمعالجة ضعف الإقبال على الكتاب، ومحاولة النهوض بمجتمعاتنا ثقافيًا لترقى إلى مثيلاتها من المجتمعات الأخرى.
و«المشتغلون في حقول الثقافة والتربية والنشر في العالم العربي هم أكثر من يعبرون عن قلقهم المتزايد حول انحدار وتراجع ظاهرة القراءة في هذه المجتمعات. وصوتهم لم ينخفض، وهم ينبهون إلى ضرورة الالتفات لهذه الظاهرة، وتنمية الوعي بخطورة هذا الانحدار، وتدارك هذا التراجع».
«فالمجتمع الذي لا يقرأ هو مجتمع لا يتطوّر، ولا يستطيع أن يكتشف ذاته، أو يمتلك إرادة التقدّم، أو ينظر إلى المستقبل بأمل وطموح»
إذا أمعنَّا النظر في مصطلح "Bibliotherapy" نجد أنه مكون من مقطعين يونانيين: الأول ( Biblion) ويعني "كتاباً" ، والثاني(Therapeia) ويعني "التدواي أو العلاج" . ومن الناحية الاصطلاحية يمكن تقسيم التعريفات حسب تخصصات المهتمين بهذا المجال ، كالآتي:
1. من منظور المتخصصين في الطب النفسي: يعني هذا المصطلح بأنه أحد أشكال العلاج التدعيمي الذي يجري فيه عملية اختيار لعدد من القراءات الموصى بها لتحقيق أهداف بعينها.
2. من منظور علم النفس : يعني هذا المصطلح أنه أسلوب من أساليب تخفيف الاضطرابات النفسية الحادة عن طريق القراءة.
3. من منظور علم المكتبات والمعلومات : هو عملية يتم فيها استخدام مختلف أنماط النتاج الفكري ثم إجراء حوار حول هذا النتاج بشكل منهجي منظم ضمن برنامج علاجي تدعيمي تأهيلي سابق الإعداد لمساعدة فرد بعينه أو مجموعة أفراد في التغلب على ما يعانونه من مشكلات.
…النشأة ومراحل التطور:
على الرغم من أن بداية ظهور مصطلح "العلاج بالقراءة" يرجع إلى النصف الأول من القرن العشرين، إلا أن الممارسة العملية لهذا العلاج ترجع إلى أبعد من ذلك، إذ ظن القدماء المصريين بالقوة التأثيرية التحويلية للكتاب، ومن ثم نجدهم يقرأون بعض مقاطع من الشعر والأدب والحكم والتراتيل والتلاوات التي يضمها " كتاب الموتى" على مسامع المرضى ومن يحتضر؛ بهدف طمأنتهم وبث السكينة في نفوسهم .بل إنه في مكتبة الإسكندرية القديمة كان يطلق على قاعة القراءة " مستشفى الروح " .
وفي عصر الدولة الإسلامية، وتحديداً في القرن الثالث عشر الميلادي إبان حكم الخليفة المنصور كان يتم تقديم خدمة أخرى إلى جانب الخدمات الصحية العلاجية بالبيمارستان تمثلت في قيام أحد الشيوخ بتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم . ويكفي للعرب فخراً ، أن أول مستشفى عقلي في العالم قد شيدت في بغداد بالعراق عام 705 م .
أما الإرهاصات الأولى للعلاج بالقراءة كممارسة منضبطة فترجع إلى عام 1802 م ؛ حيث أطلق الدكتور "بنيامين رش" دعوته إلى استخدام القراءة في علاج المرضى العقليين. وفي عام 1812 م أوصى بضرورة استخدام كتب القصص والكتب الدينية ضمن روشتة العلاج لمرضاه .
…أهداف العلاج بالقراءة :
1. تنمية وعي الفرد بذاته .
2.زيادة فهم الفرد للسلوك والدوافع البشرية .
3. تدعيم ثقة الفرد بذاته .
4. التخفيف من الضغوط النفسية والعصبية .
5. إحاطة الفرد علماً بأنه ليس هو الوحيد الذي يعاني من تلك المشكلة التي تؤرقه، بل أن هناك كثيرين غيره يعانون منها، ويستطيعون التغلب عليها، أو على الأقل التعايش معها .
6. إحاطة الفرد علماً بأن هناك أكثر من حل واحد للمشكلة التي تؤرقه .
7. مساعدة الفرد في التبصر بمشكلته .
8. مساعدة الفرد في وضع خطة واضحة ومنظمة تعينه على حل مشكلته .
9. إكساب الفرد قيماً واتجاهات جديدة
وقد ذكرت إحدى الدراسات الحالية أن هناك 255 مرض نفسي وبدني يمكن معالجته بالقراءة
ومن حسن آل حمادة إلي شعبان خليفة في أول كتاب عربي في مجال المكتبات يتناول موضوع العلاج بالقراءة، وهو أيضًا من أوائل الكتب العربية في هذا الموضوع عامة، يبدأ الكتاب في فصله الأول بتعريف عام للعلاج بالقراءة ومفهومه، ثم عرض تاريخي في الفصل الثاني مع عرض لأشهر التطبيقات وأشهر المتخصصين في العلاج بالقراءة، كما يتناول الكتاب أهداف العلاج بالقراءة وأهم مبادئه وخطوات إجرائه ، كما يتناول علاقته بعلم النفس والمعروف بعلم نفس الكتاب، ثم يعرض الكتاب لتطبيقات العلاج بالقراءة في المؤسسات المختلفة مثل المستشفيات بأنواعها والسجون والإصلاحيات وفي المكتبات العامة، ثم يتناول الكتاب مواصفات ومؤهلات الشخص المسؤل عن العلاج بالقراءة والمعروف بالنطاسي وأنواع الكتب التي تستخدم لأغراض العلاج، وفي النهاية يقدم الكتاب قائمة ببليوجرافية بالإنتاج الفكري الأجنبي في الموضوع
وفي تطبيق متخصص للعلاج بالقراءة علي مرضي الفصام نطالع كتاب عبد الله متولي
مبادئ العلاج بالقراءة : مع دراسة تطبيقية على مرضى الفصام تقديم يحيى الرخاوي.- ط1.- القاهرة: الدار المصرية اللبنانية،2004
كانت هذه السطور بعض ما تيسر جمعه علي عجل عن العلاج بالقراءة من كتب ومقالات أرجو أن تكون شرارة بدء للمهتمين بهذا النوع الرائع من العلاج لأنه يعلي من قيمة القراءة ويعلي من قيمة العقل البشري حين يعالج بما يغذيه ويرويه بالمعرفة
د.صديق الحكيم
http://img.youm7.com/large/12201413131051.jpg
نعم أصبحت القراءة نوع من العلاج المبني علي الدليل العلمي ولم تعد عادة أرستيقراطية أو نوع من تسلية الوقت أوحتي اكتساب ثقافة فقط أو معرفة اللآخر البعيد أو القريب
نعم العلاج بالقراءة علم وفن أخذ موقعه الطبيعي بين طرق ووسائل العلاج المعرفي الأخري
وقد آن للقراء المخضرمين أن يخرجون من صوامع القراءة ويهدوا للناس جميعا وللمحتاجين للقراء كعلاج عصارة خبراتهم بالحديث والتسويق للكتاب المفيد والقراءة الواعية
وقد تطرق إلي هذا الموضوع بكثير من التفاصيل الأستاذ حسن آل حمادة في كتابه المعنون العلاج بالقراءة وهذا بعض من حديثه ( لا زالت الأصوات تتعالى في العالم العربي مطالبة بوضع الدراسات الميدانية والحلول لمعالجة ضعف الإقبال على الكتاب، ومحاولة النهوض بمجتمعاتنا ثقافيًا لترقى إلى مثيلاتها من المجتمعات الأخرى.
و«المشتغلون في حقول الثقافة والتربية والنشر في العالم العربي هم أكثر من يعبرون عن قلقهم المتزايد حول انحدار وتراجع ظاهرة القراءة في هذه المجتمعات. وصوتهم لم ينخفض، وهم ينبهون إلى ضرورة الالتفات لهذه الظاهرة، وتنمية الوعي بخطورة هذا الانحدار، وتدارك هذا التراجع».
«فالمجتمع الذي لا يقرأ هو مجتمع لا يتطوّر، ولا يستطيع أن يكتشف ذاته، أو يمتلك إرادة التقدّم، أو ينظر إلى المستقبل بأمل وطموح»
إذا أمعنَّا النظر في مصطلح "Bibliotherapy" نجد أنه مكون من مقطعين يونانيين: الأول ( Biblion) ويعني "كتاباً" ، والثاني(Therapeia) ويعني "التدواي أو العلاج" . ومن الناحية الاصطلاحية يمكن تقسيم التعريفات حسب تخصصات المهتمين بهذا المجال ، كالآتي:
1. من منظور المتخصصين في الطب النفسي: يعني هذا المصطلح بأنه أحد أشكال العلاج التدعيمي الذي يجري فيه عملية اختيار لعدد من القراءات الموصى بها لتحقيق أهداف بعينها.
2. من منظور علم النفس : يعني هذا المصطلح أنه أسلوب من أساليب تخفيف الاضطرابات النفسية الحادة عن طريق القراءة.
3. من منظور علم المكتبات والمعلومات : هو عملية يتم فيها استخدام مختلف أنماط النتاج الفكري ثم إجراء حوار حول هذا النتاج بشكل منهجي منظم ضمن برنامج علاجي تدعيمي تأهيلي سابق الإعداد لمساعدة فرد بعينه أو مجموعة أفراد في التغلب على ما يعانونه من مشكلات.
…النشأة ومراحل التطور:
على الرغم من أن بداية ظهور مصطلح "العلاج بالقراءة" يرجع إلى النصف الأول من القرن العشرين، إلا أن الممارسة العملية لهذا العلاج ترجع إلى أبعد من ذلك، إذ ظن القدماء المصريين بالقوة التأثيرية التحويلية للكتاب، ومن ثم نجدهم يقرأون بعض مقاطع من الشعر والأدب والحكم والتراتيل والتلاوات التي يضمها " كتاب الموتى" على مسامع المرضى ومن يحتضر؛ بهدف طمأنتهم وبث السكينة في نفوسهم .بل إنه في مكتبة الإسكندرية القديمة كان يطلق على قاعة القراءة " مستشفى الروح " .
وفي عصر الدولة الإسلامية، وتحديداً في القرن الثالث عشر الميلادي إبان حكم الخليفة المنصور كان يتم تقديم خدمة أخرى إلى جانب الخدمات الصحية العلاجية بالبيمارستان تمثلت في قيام أحد الشيوخ بتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم . ويكفي للعرب فخراً ، أن أول مستشفى عقلي في العالم قد شيدت في بغداد بالعراق عام 705 م .
أما الإرهاصات الأولى للعلاج بالقراءة كممارسة منضبطة فترجع إلى عام 1802 م ؛ حيث أطلق الدكتور "بنيامين رش" دعوته إلى استخدام القراءة في علاج المرضى العقليين. وفي عام 1812 م أوصى بضرورة استخدام كتب القصص والكتب الدينية ضمن روشتة العلاج لمرضاه .
…أهداف العلاج بالقراءة :
1. تنمية وعي الفرد بذاته .
2.زيادة فهم الفرد للسلوك والدوافع البشرية .
3. تدعيم ثقة الفرد بذاته .
4. التخفيف من الضغوط النفسية والعصبية .
5. إحاطة الفرد علماً بأنه ليس هو الوحيد الذي يعاني من تلك المشكلة التي تؤرقه، بل أن هناك كثيرين غيره يعانون منها، ويستطيعون التغلب عليها، أو على الأقل التعايش معها .
6. إحاطة الفرد علماً بأن هناك أكثر من حل واحد للمشكلة التي تؤرقه .
7. مساعدة الفرد في التبصر بمشكلته .
8. مساعدة الفرد في وضع خطة واضحة ومنظمة تعينه على حل مشكلته .
9. إكساب الفرد قيماً واتجاهات جديدة
وقد ذكرت إحدى الدراسات الحالية أن هناك 255 مرض نفسي وبدني يمكن معالجته بالقراءة
ومن حسن آل حمادة إلي شعبان خليفة في أول كتاب عربي في مجال المكتبات يتناول موضوع العلاج بالقراءة، وهو أيضًا من أوائل الكتب العربية في هذا الموضوع عامة، يبدأ الكتاب في فصله الأول بتعريف عام للعلاج بالقراءة ومفهومه، ثم عرض تاريخي في الفصل الثاني مع عرض لأشهر التطبيقات وأشهر المتخصصين في العلاج بالقراءة، كما يتناول الكتاب أهداف العلاج بالقراءة وأهم مبادئه وخطوات إجرائه ، كما يتناول علاقته بعلم النفس والمعروف بعلم نفس الكتاب، ثم يعرض الكتاب لتطبيقات العلاج بالقراءة في المؤسسات المختلفة مثل المستشفيات بأنواعها والسجون والإصلاحيات وفي المكتبات العامة، ثم يتناول الكتاب مواصفات ومؤهلات الشخص المسؤل عن العلاج بالقراءة والمعروف بالنطاسي وأنواع الكتب التي تستخدم لأغراض العلاج، وفي النهاية يقدم الكتاب قائمة ببليوجرافية بالإنتاج الفكري الأجنبي في الموضوع
وفي تطبيق متخصص للعلاج بالقراءة علي مرضي الفصام نطالع كتاب عبد الله متولي
مبادئ العلاج بالقراءة : مع دراسة تطبيقية على مرضى الفصام تقديم يحيى الرخاوي.- ط1.- القاهرة: الدار المصرية اللبنانية،2004
كانت هذه السطور بعض ما تيسر جمعه علي عجل عن العلاج بالقراءة من كتب ومقالات أرجو أن تكون شرارة بدء للمهتمين بهذا النوع الرائع من العلاج لأنه يعلي من قيمة القراءة ويعلي من قيمة العقل البشري حين يعالج بما يغذيه ويرويه بالمعرفة