المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفقر والمجتمع



hoseen
14-09-2016, 06:44 PM
الفقر والمجتمع

التغذية
و
الصحة
و
التعليم

وخط الفقر (Poverty threshold) هو أدنى مستوى من الدخل يحتاجه الفرد ليتمكن من توفير معيشة ملائمة له، أما الفقر المدقع (Absolute poverty) هو مستوى من الفقر يتمثل فى العجز عن توفير الاحتياجات الأولية من حيث المأكل والملبس والرعاية الصحية والمسكن.

يتم تحديد مستوي الفقر من خلال المجموع الكلي للموارد الأساسية والتي يستهلكها الأفراد البالغون في خلال فترة زمنية معينة غالباً ما تكون سنة واحدة.
وعندما نشير إلى أفراد فقيرة أو مجتمعات فقيرة فهذا يتضمن مستويات الدخل المنخفضة المستمرة لأفراد المجتمع. ويشمل عدم القدرة على الحصول على الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، والافتقار إلى المرافق مثل المياه والصرف الصحي والطرق والنقل والاتصالات. علاوة على ذلك يوجد ما يُسمى بـ "فقر الروح" وهى تلك المشاعر السلبية التى تجعل أفراد يؤمنون باليأس واللامبالاة.

والفقر آفة من الآفات التى بانتشارها فى المجتمعات تؤدى إلى الكثير من الأمراض والعلل الاجتماعية من انتشار الجهل والأمية والسرقة والإدمان والقتل أى أفراد منحرفة تؤدى إلى مجتمع منحرف .. أى أن الفقر يؤدى إلى خلخلة في القيم والسلوك والإنضباط بل والتماسك الاجتماعي.

عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار، وعددها 45 دولة معظمها في أفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا، وهناك حوالي 45% من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء أيضاً.

* العوامل المؤدية للفقر:

هناك فارق جوهرى بين العامل والسبب، فأسباب الفقر هى الأشياء التى أوجدت المشكلة فى الأصل، أما العوامل فهى الأشياء التى تساهم فى استمرار الظاهرة التى كانت موجودة بالفعل. فالعوامل يمكن علاجها والتحكم فيها وتقديم حلول لها أما أسباب الفقر فلا يمكن أن نعود إلى الماضى وإلى التاريخ لتغييرها وما يحتمل فعله هو تغيير العوامل التى تؤدى إلى إدامة الفقر - من الأسباب التاريخية للفقر الاستعمار والعبودية والحروب والغزاوات.

عوامل الفقر الرئيسية الخمس:

العامل الأول - الجهل:

الجهل يعنى عدم المعرفة أو نقص المعرفة، والجهل بخلاف الغباء وبخلاف عدم الحكمة .. فالمعرفة تتصل اتصالاً وثيقاً بالتعليم وبعملية التدريب وبالتثقيف المستمر للأشخاص كل فى مجاله وبتعزيز القدرات، فالمعرفة هى طريق القوة .. والمعلومة أو المهارة ستصل بشكل طبيعي أو تتسرب إلى بقية المجتمع.

العامل الثانى – المرض:

عندما ينتشر بالمجتمع معدلات عالية من المرض فهذا يعنى التغيب عن العمل ويعنى إنتاجية أقل وبالتالى ثروات أقل، اقتصاد المجتمعات يكون سليماً قوياً إذا كان أفرادها يتمتعون بصحة جيدة، فالصحة تساهم فى القضاء على الفقر والتى تتحقق بالحصول على مياه شرب آمنة، والمعرفة بأساسيات النظافة والوقاية من مرض.

العامل الثالث - اللامبالاة:

اللامبالاة تعنى عدم الاهتمام وعدم الاكتراث، وقد يتولد هذا الشعور عند البعض منا لإحساسه بالعجز وعدم القدرة على تحسين الأوضاع أو عمل الصواب، وهذه الحالة الشعورية يمكن نقل عدواها للآخرين بمحاولة إحباطهم لتحقيق شىء فى حياتهم، وقد يكون السبب الآخر فى حالة عدم اللامبالاة بخلاف العجز هو استخدام الايمان بالقضاء والقدر كذريعة وما يجهله الكثير أن لدينا مسئولية لمساعدة أنفسنا بجانب الإيمان بالقضاء والقدر، فالإنسان مخلوق تتوافر لديه قدرات كثيرة يمكن أن يستخدمها فى تحسين جودة حياته والارتقاء بها.

العامل الرابع - التضليل:
إن التضليل فى مفهوم اقتصاد البلدان وثرواتها الوطنية يتمثل فى أنماط من السلوك متعددة:
خيانة الأمانة وتحويل الموارد المراد استخدامها في الخدمات المجتمعية أو المرافق إلى جيوب خاصة.
ابتزاز الأموال أو اختلاسها والتى لها تأثير سلبى مضاعف على ثروات البلاد وانخفاض الاستثمار الاجتماعى.
مكافأة الأشخاص التى تتسبب في أضرار كبيرة ومعاقبة الضحايا فقط فى المواقف التي تكون في غير محلها .. كل هذه العوامل مجتمعة توضع تحت بند التضليل الذى يديم الفقر ويجعله آفة متاصلة فى المجتمعات.

العامل الخامس - الاعتماد:
الاعتماد هنا هو الاعتماد على الغير وعدم الاعتماد على الذات فى الحصول على المورد أو الدخل أو الاحتياجات من تلقى المساعدات الخارجية من المؤسسات الخيرية، مثل هذا الإيمان الراسخ لدى بعض الأفراد فى المجتمعات لا يبنى الثروات ولا يرفع من مستواهم لأن مثل هذه المؤسسات فى طريقها إلى الزوال أو احتمالية توقفها عن مزاولة نشاطها .. وها يعنى تراكم البطالة وغياب نطاق كبير من قطاع المجتمع عن الإنتاجية والعمل وبناء الاقتصاد والوفاء بالاحتياجات التى تضمن للشخص حياة كريمة.
هذه العوامل الخمس الرئيسية ليست مستقلة عن بعضها البعض، فكل عامل يؤدى إلى العامل الآخر .. فالمرض يساهم في الجهل واللامبالاة .. والتضليل يساهم في المرض والاعتماد، فهذه العوامل الخمس متالأصلة فى قيم الأشخاص وثقافتهم.

* أسباب الفقر:
إن ظاهرة الفقر تختلف من مجتمع لآخر فى درجته ونوعيته وشدته ونسبة الفقراء فيه، ولذا نجد أن أسباب الفقر يتحكم فيها أسباب داخلية وخارجية.
من الأسباب الداخلية:
- إن التطور الحضارى للمجتمع والبشرى يتحكم بشكل مباشر فى حالة الفقر التى تنتابه، فالمجتمع الذى لا يجيد تنظيم أعماله ونشاطه والاستفادة من ثرواته لا يتطور.
- الأنظمة السياسية الظالمة والمستبدة التى لا يشعر معها المواطن بالأمن والاطمئنان تترجم فى صورة أفراد لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية لأن الثروات يتحكم فيها طبقة بعينها دون الطبقات الأخرى مما ينجم عنها تفاوت اجتماعى كبير ويالتالى ضعف اقتصادى عام.
- اضطراب الأمن فى البلد فضلاً عن الحروب الأهلية حتى لو كان المجتمع غنياً بالثروات الطبيعية يؤدى إلى اتساع رقعة الفقر حيث يكون الاستبداد ليس سياسياً فقط وإنما اجتماعياً بالمثل.

بالإضافة إلى الأسباب التالية:
- الكوارث
و
ضعف التعليم
و
الطبيعة الحضارية
و
التكاثر السكاني السريع
و
قلة العمل
و
عدم القدرة على التنمية والتطوير لعدم توافر الإمكانات

أما الأسباب الخارجية فتتمثل فى:
وهى الأسباب الأكثر تعقيداً، التى من أهمها:
- النزاعات الدولية لاقتناص ثروات بلد ما لتعوقها عن التنمية التطور.
- انتشار الإرهاب.
- تدمير البنية التحتية وتجريف الأراضى الزراعية.
- نقص المساعدات الدولية وسوء توزيعها.

* كيف يؤثر الفقر على المجتمعات؟
أولاً – الآثار الأخلاقية والفكرية
لا يمكن أن ننكر أن للفقر تأثير سلبى بل وخطير على الفكر، فالإنسان يكون منشغلاً طوال الوقت بالتفكير فى كيفية توفير الاحتياجات الأساسية له ولأفراد أسرته، ولا يكون هناك مجال لاستغلاله فى المهارات الإبداعية .. فالفقر يجعل الإنسان يكذب ويخلف وعده، كما أن الحرمان يؤدى إلى التشكيك في القيم الأخلاقية نفسها، وعدالة مقاييسها.
وتوجد علاقة بين الفقر ـ إذا لم يصحبه ايمان قوي ـ وبين الرذائل مثل السرقة، والزنا، ونحوه من الاختلاسات والأخلاق والسلوكيات المذمومة.

ثانياُ - الآثار الاقتصادية

- إذا كان المجتمع فقيراً، فأية موارد للبلد يتم توجيهها لسد حاجة الفقراء بدلاً من توجيهها إلى التنمية ويظل هكذا فى الدائرة المفرغة بدون أن يخرج منها حث عجز استثمار موارده بما فيه صلاح وتقدم للمجتمع بأسره.

- زيادة الديون بدلاً من وجود الفائض الذى لن يتم تحقيقه إلا بزيادة الإنتاجية واستخدام الثروات الاستخدام الأمثل الذى يضمن تقدم البلد.

- زيادة التضخم، وتدهور القيمة الشرائية للعملة محلياً .
ـ زيادة معدلات الجرائم المالية والفساد الإدارى.

- تبعية الدول الضعيفة (الفقيرة) اقتصادياً إلى الدول الأكثر ثراءاً.
ما هى التبعية التكنولوجية؟
- زيادة الاستغلال والاحتكار من جانب طبقة محددة وهى طبقة الأغنياء، وبذلك يزداد الفقير فقراً لأن ليس فى مقدوره الدخول فى منافسة مع الغنى.
- انخفاض الإنتاجية، وعليها مزيد من انخفاض مستوى الدخل.
- ضعف الخدمات التى تقدم للمواطنين، وعدم قدرة الفقير على الحصول عليها إذا كانت تقدم مقابل أموال.

ثالثاً – الآثار الاجتماعية
بما أن الفقر آفة اجتماعية، فإن آثاره السلبية الاجتماعية تنال الحظ الأوفر، فالفقر يؤدى بالمجتمعات إلى:
- الأمية والجهل والتخلف، فالتلازم الذى يوجد بين الفقر والتخلف يؤثر تأثيراً مباشراً ويؤدي إلى تحقيق التخلف للمجتمع، فالفقير الجائع غير قادر على المساهمة الجادة في تحقيق التنمية، إلا إذا تم تقديم المساعدة له. كما أن النساء في البلدان النامية وفي ظل الفقر المدقع لا يتاح لهن التعليم أصلاً، أو مواصلة التعليم على الأقل.

- انتشار الأمراض وخاصة التى تتصل بعجز حصول الفرد الفقير على الاحتياجات الأساسية من التعليم والصحة والطعام مثل أمراض سوء التغذية، كما أن نقص فيتامين (أ) يسبب فقدان للبصر. فصحة المولود مرهونة بعوامل عدة منها صحة الوالدين وبخاصة الأم، ومستوى تغذيتها، والأمراض التي أصابتها أثناء الحمل، بالإضافة إلى بيئة الطفل من حيث النظافة والتهوية.

- ارتفاع معدل الوفيات فى الدول التى ينتشر فيها الفقر ويسود.
- الشعوب الفقيرة تعاني من نقص الخدمات الأساسية من مياه الشرب الصالحة، والمسكن المناسب.
- هجرة العقول وأصحاب المهارات إلى الخارج.

- التفكك الأُسرى وزيادة نسبة الطلاق فى البلدان الفقيرة، بل وفى الأحياء الفقيرة عنها فى الأحياء الغنية فى المدينة الواحدة .. بل وقد يصل الحد إلى انتشار ظاهرة رفض الزواج خوفاً من الالتزام.

- انتشار الجرائم، فالبيئة التي ينتشر فيها الفقر والبطالة هي البيئة التي تكثر فيها جرائم المال والاغتصاب والقتل ونحوها.

رابعاً – الآثار السياسية:
- التبعية السياسية فى الداخل حيث تكون القوة لأصحاب المال والنفوذ، والتبعية السياسية للخارج، أى للدول الاستعمارية المانحة للقروض والمساعدات .
- معاناة المجتمعات من الاستبداد السياسي والديكتاتورية المطلقة، فللفقر دوراً في صنع المستبد والديكتاتور.
- الفقر يؤدى إلى انتشار الفوضى والاضطراب بالمجتمعات وعدم الاستقرار، فالفقير يرى الأغنياء يتمتعون بأشياء كثيرة وهو يتضور جوعاً، فلا يستبعد منه أن يبذل كل جهده للفوضى والاضطراب حتى يحقق المساواة من وجهة نظره، بالإضافة إلى سهولة استغلاله من قبل الأعداء للتجسس وإثارة المشاكل والقلاقل.

خامساً – آثار الفقر على العلم والثقافة
- الفقير لا ينفق موارده المالية الضئيلة على التعليم أو الحصول على المعرفة، فالشغل الشاغل له هو سد جوعه.
- يجبر الآباء الفقراء أبناءهم ترك العملية التعليمية ويشغلونهم بالأعمال اليدوية أو الزراعية التى تمدهم بالعائد المادى الذي هم فى حاجة إليه .. وبالتالى ازدياد معدلات الأُمية بين الفقراء عنه بين الأغنياء والطبقات الوسطى.
- كما أن المهارات العقلية والإدراكية تتأثر عند الإنسان الفقير، فهو لا يبدع لأن نقص احتياجاته الغذائية ورعايته الصحية تؤدى إلى إصابته بالأمراض وتعوق تطور ذكائه بالقدر الذى لا يلائم التفوق وإبراز المهارات فى مختلف المجالات .. فنموه العقلى يتخلف بالمثل.
- الفقير لا يستطيع الاستفادة من التقدم التكنولوجى والمعرفى، لأن أساليب التكنولوجيا تحتاج إلى إنفاق المال الذى لا يتوافر لديه.

* الحد من الفقر:
تسعى الدول بشتى الطرق لمعالجة الفقر والتغلب عليه بوصفه مشكلة بل آفة اجتماعية خطيرة لكن الكثير من هذه الدول قد تخفق فى التوصل لعلاج له، وسبب إخفاقها في معالجة المشكلة يعود في الأساس إلى عدم قدرتها في تشخيص الأسباب الكامنة وراء الفقر .
فالأسباب متعددة فبعض الدول فقيرة بسبب ضعف مواردها الطبيعية وبعضها الآخر فقير بسبب المستوى التربوي والتعليمي، أو يكون الفقر بسبب سوء توزيع الثروات بها واقتصارها على فئة معينة بالرغم من توافر الموارد الطبيعية بها.

- بالتربية والتعليم يمكن محاصرة الفقر، فالتعليم يؤهل الأفراد للوظائف والمهن المطلوبة كما أن التربية تسمو بأخلاقيات الفرد وتجعله يتعلم معنى الالتزام الذى يقوده إلى كل ما هو إيجابى فى حياته .. والإيجابية تعنى الابتعاد عن الآفات.
المزيد عن الإيجابية فى حياتنا ..

- التنمية البشرية، العامل البشرى هو الوحيد القادر على إحداث النمو الاقتصادى والثقافى والاجتماعى حتى لو كانت هناك أساليب تقنية لا حد لها تساعد فى ذلك.

- الحرية واللامركزية فى إتخاذ القرارات، لتحديد المشروعات التى تهم أفراد كل مجتمع محلي على حدة.

- بناء التكنولوجيا المحلية وعدم الاقتصار على استيرادها من الخارج، فالفرد الذى ينتمى إلى مجتمع هو الوحيد القادر على تنميته والخوف عليه لما يتوافر له من حرص على موارده الطبيعية وهو الوحيد الذى يبذل الجهد الحقيقى لرفع الإنتاجية وإحراز التقدم.

ما هو مفهوم التكنولوجيا؟

- تعديل أوجه الإنفاق فى ميزانيات البلدان، بحيث يتم تخصيص النسبة الأعظم من منها للارتقاء بالخدمات الأساسية المتمثلة فى الصحة والتعليم والطعام فى المناطق التى تفتقر إلى مثل هذه الخدمات حتى يعود التوازن فى كافة المناطق وتصبح الخدمات المقدمة متساوية.

* المراجع:
"Poverty" - ".worldbank.org".
"Causes of poverty" - "globalissues.org".

عيون المهى
15-09-2016, 06:59 AM
شكرا على الموضوع القيم

جنة
16-09-2016, 01:44 AM
شكرا على الموضوع القيم والمفيد

فيحاء
18-09-2016, 04:16 AM
شكرا على الموضوع والافادة القيمة

شاهيناز
21-09-2016, 07:10 AM
شكرا على الموضوعات والافادات القيمة جزاكم

حنين
23-09-2016, 08:39 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

ازهار
26-09-2016, 11:43 PM
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

لجين
28-09-2016, 09:35 PM
شكرا على الموضوع والافادة

يسرا المرشدى
07-10-2016, 10:46 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات والافادة