المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاق الصقر. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي



صقر البرارى
08-10-2016, 01:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخلاق الصقر.


لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي



الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين, وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله, صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلم, وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
مقالة عجيبة:

أيها الأخوة المؤمنون, تتخذ معظم الدول الصقر شعاراً لها، وقد طالعت مقالة عن أخلاق الصقر، فعجبت مما قرأت، يقول كاتب المقال: إن من أخلاق الصقر: التناصر، فهو يحمي بني جنسه, ويدافع عنهم، ومن أخلاق الصقر: الصقر يحمي بني جنسه ويتمتع بأخلاق عالية

أنه يقبل التعلم، وهو يجد متعة عندما يشعر أن مدربه راضٍ عنه، ومن أخلاق الصقر: أنه لا يرضى بالذل، ولا يرضى بالغدر، وإذا احتاج أخذ، وإذا استغنى ترك، وفي معاملته للصقرة هو آية في الرقة والمجاملة, وهو محب لفراخه، غيور على أبنائه، قلت: سبحان الله! أيكون الصقر أكرم من الإنسان؟ أيكون الصقر أشرف من الإنسان؟ قال تعالى:

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾

[سورة الإسراء الآية: 70]

ركب الملك من عقل بلا شهوة، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل, وركب الإنسان من كليهما، فإن سمى عقله على شهوته, أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله, أصبح دون الحيوان، أيكون الإنسان الكافر دون الحيوان؟ نعم، إنه شر البرية.

من سمى عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة

هذا الصقر الحيوان الأعجم هكذا أخلاقه، تناصره لبني جنسه، دفاعهم عنهم، تقبله للتعلم, متعته بالتعلم، لا يرضى بالذل، لا يرضى بالغدر، إذا احتاج أخذ، وإذا استغنى ترك، آية في الرقة في معاملته أنثاه، محب لفراخه، غيور على أبناءه، إذا كان الصقر هكذا, فما قولك ببني البشر, الذين يغدرون، والذين يرضون بالذل، والذين يأخذون ما لا يأكلون، يجمعون من الأموال مالا يحتاجونه؟ ما قولك ببني البشر، الذين يتكبرون على التعلم، أخذته العزة بالإثم، إنهم كانوا:

﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾
[سورة الصافات الآية: 35]

أيكون الصقر أفضل من الإنسان ؟

أيكون الصقر أشرف من الإنسان؟ هذا الذي خلت له السموات والأرض، هذا الذي سخر الله له ما في الأرض جميعاً، هذا الذي سخر الله ما في السموات والأرض، هذا الذي كرمه، هذا الذي خلقه, من أجلك خلقت لك السموات والأرض فلا تتعب، وخلقتك من أجلي فلا تلعب, فبحقي عليك, لا تتشاغل بما ضمنته لك, عما افترضت عليك، كيف يكون موقف الإنسان يوم القيامة، إذا كان دون الحيوان، إذا رأى نفسه شر البرية؟ قال تعالى:

﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾
[سورة الإسراء الآية: 44]

كيف بالإنسان إذا جاء يوم القيامة غافلاً، تائهاً، ضالاً، شارداً, عاقاً، ظالماً، أيكون الصقر أشرف من الإنسان؟‍ إنها كلمات قليلة, ولكنها تنطوي على موعظة بليغة، ألا تغار أيها الإنسان من الصقر؟ ألا تخشى أن يكون الصقر أشرف منك، وأكرم عند الله منك؟ هذه أخلاق الصقر, لهذا السبب تتخذ بعض الدول الصقر شعاراً لها، لأنه رمز الإباء، لا يغدر، ولا يرضى بالذل، يدافع عن بني جنسه، يحميهم، يعطف على فراخه، لا يأخذ إلا عند الحاجة، إذا استغنى ترك.
الدعاء:
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولَنا فيمن تولَيت, وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا, وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا يا رب العالمين، أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بينا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك, ولا يرحمنا، مولانا رب العالمين.

اللهم اسقنا الغيث, ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث, ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث, ولا تجعلنا من القانطين.

اللهم اغفر ذنوبنا, واستر عيوبنا، واقبل توبتنا، وفك أسرنا، وأحسن خلاصنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات أعمالنا.

اللهم استر عورتنا، وآمن روعاتنا، وأمنا في أوطاننا، واجعل هذا البلد أمناً سخياً رخياً, وسائر بلاد المسلمين.

اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الفقر إلا إليك, ومن الذل إلا لك، نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء، مولانا رب العالمين.

اللهم أعلِ كلمة الحق والدين, وانصر الإسلام, وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى, إنه على ما تشاء قدير, وبالإجابة جدير.

ابو حاتم
09-10-2016, 03:49 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات الشيقة

يارا حسان
10-10-2016, 09:01 PM
شكرا على المعلومات والافادة

تميم الشاوى
12-10-2016, 02:37 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات والافادة

داليا
13-10-2016, 08:21 AM
شكرا على المعلومات والافادات

tafouket
20-10-2016, 02:08 AM
شكرا على المعلومات المفيدة

كارم المحمدى
21-10-2016, 03:29 PM
شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

وعد المحبة
22-10-2016, 06:18 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

هشام حسن
23-10-2016, 06:55 PM
شكرا على المعلومات والافادة جزاكم الله كل خير

رامى
16-11-2016, 05:33 PM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات المفيدة

سوزان الشرقاوى
18-11-2016, 10:43 PM
شكرا على الموضوع والافادة وسبحان الله

جنة
22-11-2016, 07:08 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

صافيناز العتيبي
25-11-2016, 11:19 AM
شكرا على الافادة والمعلومات الشيقة

حنين
28-11-2016, 02:01 AM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات المفيدة

لجين
03-12-2016, 02:20 PM
شكرا على الموضوع والافادة الجميلة