المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برهانيات



الشيخ / خالد الجعفري
21-11-2016, 09:15 PM
#برهانيات 💎 #مهم_جدا🔖
سائل :هل يجوز الإهتزاز أثناء ذكر الله ؟
سيدى فخر الدين : قبل الإجابه على هذا على السؤال هل هناك نص بعدم الإهتزاز أثناء الذكر ؟
قال تعالى فى سورة آل عمران : ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) ويفسر البعض هذه الآيه على إنها للصلاة وإذا دققنا النظر على الآيه جيدا نجد (ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ) فهل يصح التفكر أثناء الصلاة فى خلق السموات والأرض ؟
و‘ذا كانت خاصة بالصلاة فلماذا لم يقل على ظهورهم أو بأعينهم لأنه من المعروف جواز الصلاة – عندالمرض – على الظهر وبالعين ، ( فإذا قضيتم الصلاة إذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم )النساء .
إذن الصلاة شىء وذكر الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم شىء آخر وأمر إلهى بنص الآية الكريمه ولم تحدد الكيفية فى حالات القيام أو القعود لأن الآية مطلقة فأنى لنا أن نقيدها من أنفسنا على هيئة معينه .
وقوله تعالى : ( فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيا إسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الذكاة يخافون الله يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ) النور ، فتأمل قوله تعالى : ( عن ذكر الله وإقام الصلاة) فإفهم .
وغير أن الذكر ليس له هيئة مخصوصة فيدعى المنكرون أن حلق الذكر على الهيئة التى تقام عليها الآن من تمايل الذاكرين فيها لم يكن على عهد سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم ويطلبون نصوصا صريحة تؤكد أن هذا الذكر بهذه الطريقة يخدش وقار المسلم وينقص من كرامته ، فلو كان الأمر هكذا لكان من الأولى حركات الصلاة من ركوع وسجود تخدش الوقار ونسوا أو تناسوا أنه من مناسك الحج الهرولة فى السعى بين الصفاة والمروة والمشى السريع يذهب بهاء المؤمن كما قالى صلى الله عليه وآله فى الحديث ( سرعة المشى تذهب بهاء المؤمن) أخرجه ابو نعيم .
فيجب عليهم أن يغيروا من عبادات الإسلام لأنها تخدش وقار المسلم وتنقص من كرامته ، والأمثلة فى ذلك عديدة ، وأنى لنا أن نذكر التمايل فى الذكر.
وقد أورد عبد الله بن عقبة فى مجمع الزائد قائلا : (كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتمايلون فى الذكركما تمايل الريح الأشجار) .
وإنظر معى على هذا الحديث الذى لم يحدد فيه اشرف الخلق حالة الذكر بل أطلقه ، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( أيها الناس إذكروا الله على كل حال ) ، الديملى والمناوى فى كنوز الحقائق .
وقال مجاهد : ( لا يكون الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا) الإمام النووى والإذكار ، وإنظر إلى قارىء القرآن أما تراه يهتز أثناء قراءته ذلك لأن كلام الله يخاطب الأروح فتهتز طربا ويهتز معها جسدها ، ولله در من قال :
إذا إهتزت الأرواح شوقا إلى اللقاء نعم ترقص الأشباح ياجاهل المعنى .
وفى ذلك الكفاية لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ، وسنسرد فيما يأتى بعض الأحاديث عن التواجد فى الذكر وفضله واهميته ,
أخرج السيوطى فى الخصائص والسهروردى فى كتبه عوارف المعارف الباب الخامس والعشرون فى القول والسماع ما نصه : أخبرنا أبو زروعة طاهر عن والده أبىالفضل الحافظ المقدسى قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك المظفر بسرجس قال : أخبرنا أبو على الفضل بن منصور بن نصر الكاغدى السمرقندى إجازة قال : حدثنا الهيثم بن كليب قال : أخبرنا أبو بكر عمار بن إسحاق قال : حدثنا سعيد بنا عامر عن شعبة عن عبد العزيز عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ نزل عليه جبريل عليه السلام فقال : يارسول الله إن فقراء أمتك يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهوخمسمائة عام ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هل فيكم من ينشدنا ؟ فقال بدرى : نعم يارسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هات ، فأنشأ الاعرابى :
لقد لسعت حية الهوى كبدى فلا طبيب لها ولا راقى
إلا الحبيب الذى شغفت بــه فعنده رقيتى وترياقـى
فتواجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواجد الأصحاب معه حتى سقط رداءه عن منكبه ، فلما فرغوا آوى كل واحد إلى مكانه ، فقال معاويه بن أبى سفيان : ما أحسن لعبكم يارسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم على من حاضرهم باربعماءة قطعة ) ، ومعنى التواجد أى الإهتزاز ، وسقوط ردائه دلالة على شدة الإهتزاز .
وأخرج الإمام أحمد فى الزهد عن ثابت البناتى قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت ( وإصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ) فخرجنا نلتمسهم فوجدنا سلمان فى عصابة يذكرون الله فلما رأونا كفوا فقال صلى الله عليه وسلم : ما كنتم تقولون ؟ قال سلمان : نذكر الله الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : انى رأيت الرحمه تغشاكم ، الحمد لله الذى وجد فى أمتى من أمرت أن أصبر نفسى معهم) .
وللحديث رواية أخرى عن عثمان بن مظعون ورواية ثالثة عن عبد الله بن رواحة .
وأخرج الطبرانى والحاكم وأبو الدنيا والبزار وصححه البيهقى عن جابر رضى الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ياأيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر فى الأرض ، فإرتعوا فى رياض الجنة ، قلنا : وأين رياض الجنة يارسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : مجالس الذكر فإغدوا وروحوا فى ذكر الله وذكروه أنفسكم .
وأخرج الإمام أحمد فى الزهد وإبن أبى الدنيا والحافظ وابو نعيم فى الحلية وإبن عساكر عن أبى اراكة قال : ( صليت خلف الإمام على بن ابى طالب صلاة الصبح فلما سلم جلس وعليه كآبة فمكث حتى طلعت الشمس قدر رمح فصلى ركعتين فلما إنفتل عن يمينه قلب يده وقال : والله رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما ارى اليوم شيئا يشبههم كانوا يصبحون شعثا غبرا قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتابالله يراوحون بين اقدامهم وجباههم وكانوا إذا ذكروا الله مادوا كما يميد الشجر فى يوم الريح وهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم .
وجاء فى كتب الأذكار للنووى عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أى العبادة أفضل درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : ( الذاكرين الله كثيرا ، قلت : يارسول الله ومن الغازى فى سبيل الله عز وجل ؟ قال : لو ضرب بسيفه فى الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه ) .
وجاء فى كتاب الأذكار للإمام النووى عن أبى الدرداء قال : قال صلى الله عليه وآ له وسلم : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عن مليككم وارفعها فى درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ذكر الله تعالى ) . رواه بن ماجه والحاكم على شرط الصحيحين .
قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذكروا الله ذكرا حتى يقول المنافقون إنم تراؤن ) أخرجه لإمام أحمد .
وفى رواية أبو يعلى الموصلى : ( إذكروا الله ذكرا كثيرا حتى يقولوا مجنون ) المناوى فى كنوز الحقائق ، وفى رواية الإمام أحمد : ( أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون ) .
وجاء فى كتاب الأذكار للإمام النووى عن بن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا مررتم برياض الجنة فإرتعوا قالوا : ومارياض الجنة يارسول الله ؟ قال : حلق الذكر فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ) .
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم : ( ما من قوم إجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سئاتكم حسنات ) .أخرجه الإمام أحمد فى مسنده .
وقال تعالى فى الحديث القدسى : ( أنا عند ظن عبدى بى وأنامعه إذا ذكرنى ، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم) . عن ابى هريرة من حديث البخارى .
وجاء فى كتاب الأذكار للإمام النووى عن معاوية رضى الله عنه أنه قال : ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال : ما أجلسكم ، قالوا : جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا ، قال آلله : ما جلسكم إلا ذلك ، أما إنى لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه آتانى جبريل فاخبرنى أن الله تعالى يباهى بكم الملائكة ) ، أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه .
وعن أبى سعيد الخدرى وابى هريرة رضى الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده ) للإمام مسلم .
وأورد صاحب الترغيب والترهيب عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : : قال صلى الله عليه وسلم : (سبق المفردون قالوا وما المفردون يارسول الله قال المستهترون (المولعون بالذكر المداومون عليه لا يبالون ماقيل فيهم ولا ما فعل بهم وهذا ما أورده صاحب الترغيب والترهيب فى تفسيره فى باب الذكر وفضله ) بذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون الله يوم القيامة خفافا) .
وفى رواية الإمام مسلم قال : (سبق المفردون قالوا وما المفردون يارسول الله قال : الذاكرين الله كثرا) .
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الشيطان واضع خطمه ( فمه) على قلب إبن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسى إلتقم قلبه ) رواه إبن أبى الدنيا وأبو يعلى والبيهقى فى الترغيب ، وروى البيهقى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( أعظم الناس درحة الذاكرون الله ) .
وروى الديملى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( لكل شىء شفاء وشفاء القلوب ذكر الله ) ، وعن معاذ رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أن رجلا سأله فقال : أى المجاهدين أعظم أجرا؟ قال : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، قال فأى الصالحين أعظم أجرا ؟ قال : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، ثم ذكر الصلاةوالزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، فقال أبو بكر لعمر : يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل ) رواه الإمام أحمد والطبرانى وفى الترغيب .

ترنيم
22-11-2016, 09:03 PM
شكرا على الموضوع والافادة بارك الله فيكم

حسين الرفاعى
24-11-2016, 09:32 PM
بارك الله فيك شيخ خالد وجزاكم الله كل خير

ادهم
25-11-2016, 11:06 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

جمال الرصافي
27-11-2016, 11:41 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

لمياء الدميرى
01-12-2016, 09:43 PM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

هشام حسن
04-12-2016, 05:52 AM
شكرا على المواضيع الصوفية القيمة

ابوعافيه المصري
04-12-2016, 11:01 AM
جزاكم الله خيرا

الشيخ / خالد الجعفري
05-12-2016, 07:34 AM
جزاكم الله خير وبارك الله فيك