المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكم الطيبية



تميم الشاوى
25-11-2016, 05:26 PM
الحكم الطيبية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك علي من قلبه عرشك الامجد سيدنا ومولانا محمد وعلي اله وأصحابه.
الاخوة الاعزاء هذه هي حكم سيدي احمد الطيب ود البشير سبدأ انشاء الله بكتابتها تباعا لما فيها من الفائدة لك الاخوان ساليكي الطريق
وفقنا الله في ذلك . لاتنسونا من دعائكم فانا في حاجة اليه.

الحكمة الاولى

(أول ألمقامات في طرق أهل الله ، التوبة لله ، والتزأم طاعة الله بخوف الله ،والصبر على مراد الله فيما سوى الله)
قال سيدي الشيخ احمد الطيب :
قلت به عنه طرائف هذه الحكمة شارحا لما انطوت عليه ( اول المقامات في طرق أهل الله ) اعني أول الدرجات في طرق القوم الموصلة إلي الله تعالي بالعهد المتصل بحضرة الله تعالي ، وطرق الوصال كثيرة ، قال الله تعالي بالعهد المتصل بحضرة الله تعالي ، وطرق الوصال كثيرة ، قال بعضهم ، على عدد انفاس الخلائق . ومن اراد أن يتمسك بطريق اهل الله فعليه بأركانها الاربعة التي ذكرها المشايخ . قال سيدي عبدالوهاب الشعراني في رسالته السماة بالأنوار القدسية . أن اركان الطريق اربعة اشياء : الجوع ، والعزلة ، والسهر ، وقلة الكلام ، فاذا جاع المريد تبعته ألأركان الثلاثة الباقية بالخاصية ، فمن شان الإنسان إذا جاع أن يقل كلامه ، ويكثر سهره ، ويحب العزلة عن الناس . وأنشد بعضهم :

بيت الولاية قسمت أركانه ساداتنا فيه من الآبدال
مابين صمت واعتزال دائم والجوع والسهر النزيه العالي

قال سيدي أبوالقاسم القشيري رحمه الله تعالى : قرع باب الطريقة الجوع ، لانهم لم يجدوا ينابيع الحكمة تحصل إلا به ، قال سيدي الشيخ محي الدين في الفتوحات المكية : وقد بلغنا أن الله لما خلق النفس قال لها : من أنا ، فقالت له : من أنا ، فاسكنها في بحر الجوع أربعة آلاف سنة ثم قال لها : من أنا ، فقالت له : أنت ربي . وقال سيدي سهل بن عبدالله التسترى : لما خلق الله تعالى الدنيا جعل في الجوع العلم والحكمة ، وجعل في الشبع الجهل والمعصية

وأما العزلة فقد روى أنه أوحى إلي داود عليه السلام ياداود كن بي مستأنسا ، ومن غيري مستوحشا . وقال صاحب فتح المنان ؛ من علامات المحبة الأنس بالخلوات والفلوات والليالى المظلمات انقطاعا إلى الله تعالى عن الخلق ، فمن استأنس بالناس ، فهو من اهل الافلاس فعليك يأخي بالعزلة إذا دخلت طريق القوم فإن فيها خيرى الدنيا والآخرة .
واما السهر فهو من اركان الطريق ، قال فى ذلك سلطان الاولياء سيدي أبراهيم الدسوقى : من شرط المريد أن يكون أبعد الناس عن الآثام ، كثير السهر والقيام قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ومن الليل فتهجد به نافلة لك ، عسى ان يبعثك ربك مقاما محموداً .. قلت : فاذا قال الله لنبيه هكذا ، وادخله في عسى فما انت ؟ وكيف أنت ؟ وكان صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام الليل ويقول : قم من الليل ولو قدر حلبة شاه .
والصمت ، كذلك من أركان الطريق المتقدم ذكرها . قال صلى الله عليه وسلم : الصمت يورث معرفة الله ، والعزلة تورث معرفة الدنيا ، والجوع يورث معرفة الشيطان ، والسهر يورث معرفة النفس . وقال لقمان الحكيم : لو كان الكلام من فضة ، لكان السكوت من ذهب . فعليك ياخي بالصمت تجد الله واحدا لا وجود لغيره ، وبه تبلغ الفتح الرباني والكشف الصمدانى ... لكن هنالك صمت يكون بالحضور مع الله ،باالله ، لله ، فهذا المطلوب .

التوبة لله :

أشير بذلك إلى ثبوت الوحدانية له وافتقار المذنب إليه ، والندم على ما مضى خوفا من وقوع عقوبة الله عليه . قال صلى الله عليه وسلم لعلى بن ابى طالب كرم الله وجهه فى وصيته له : ياعلي ، وللتائب ست خصال : الندم على ما مضى ، وعلى ماعمل من المخلفات ، ورد المظالم الى اهلها ، والاقلاع عن الذنب فى الحال ، ويتوب إلى الله توبة نصوحا ، و(هى ان) يعزم ألا يعود إلى المعصية أبدا ن ويترك الحرام ماظهر منه ومابطن ، ويطلب العمل ، و(هو ان) يكثر الاستغفار ويذيق نفسه مرارة العبادة كما اذاقها حلاوة المعصية ... اهّ بالمعنى .

وأعلم أيها العاقل المعتبر الناظر أن الذنوب التى تجب التوبة منها على قسمين : ظاهرة وباطنة ، ( وهى كثيرة فى القسمين ) وهانذا اذكر لك من الذنوب الظاهرة سبعة، ومن الباطنة سبعة (مقتصرا على ذلك ) خوف من الإطالة ، فمن تنحى عن السبعتين ، نرجو الله أن ينجيه ويمنعه بفضله من جميعها إنه على ذلك قدير. فاما الذنوب الظاهرة فالغيبة ،والنميمة ، والكذب ، والزنا ، وشرب الخمر ، وأكل الربا وترك الصلاة . وأما الباطنة وهى التى تفسد الباطن ، فالكبر ، والعجب ، والحسد ، والرياء ، والحقد ، والبخل ، والطمع . فينبغي للعبد أن يتخلى عنها ويتحلي بضدها .


الغيبة:

أعلم أن الغيبة ذنب عظيم ،وهي اكثر الذنوب انتشارا في الناس ولم يسلم منها إلا القليل . وهي ذكر الانسان أخاه بما يكره ، سواء كان ذلك فى دينه ، أو فى دنياه أو عمامته ، او مشيته أو غير ذلك مما يطول ذكره ، فعن ابي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تدرون ما الغيبة ؟ قال قلنا : الله وسوله اعلم ، قال : ذكرك اخاك بما يكرهه قيل :أرأيت ان كان فى اخى ما أقوله قال : ان كان فيه ما تقول فقد اغيبته . وان لم يكن فيه فقد بهته .

وروى عن جابر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : إياكم والغيبة ، فان الغيبة أشد من الزنا ، فان الرجل يزنى ويتوب فيتوب الله سبحانه عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه وقال صلى الله عليه وسلم : ترك الغيبة لايغفر له حتى يغفر له صاحبه وقال صلى الله وسلم : ترك الغيبة أحب إلى من عشرة آلاف ركعة تطوعا.

واما السامع لها فكقائلها ، وأول من اغتاب إبليس ، أغتاب آدم عليه السلام . وقال الله تعالى فيها : (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه . ) وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم : الغيبة الواحدة أشد من ست وثلاثين زنية فى الاسلام . وروى سيدي عبدالوهاب الشعراني في رسالته ( الانوار القدسية ) عن شيخه سيدى على الخواص قال : كان يقول : مما يوقف المريد عن الترقى وقوعه في غيبة احد المسلمين ، ومن آبتلى بوقوعه فى ذلك فليقراء الفاتحة ، وسورة الإخلاص ، والمعوذتين ، ويهدى ثوابها فى صحائف ذلك الشخص ، فإنى رايت رسول الله صلى عليه وسلم فى المنلم ، واخبرني بذلك . وقال لى الغيبة والثواب يقفان بين يدى الله عز وجل ، ونرجو الله أن يكون ذلك بذلك.




يتبع ان شاء الله

رضوى
29-11-2016, 11:53 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

ابو حاتم
11-12-2016, 10:23 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة جزاكم الله كل خير

حمدى زاهر
12-12-2016, 09:38 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

شكرى
17-12-2016, 12:20 AM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

ماجد
25-12-2016, 01:16 AM
شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

وليد البلوشى
05-01-2017, 03:19 AM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

قدرى العلى
12-01-2017, 09:45 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

بهاء الدين
14-01-2017, 09:13 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

مصطفى شوقى
15-01-2017, 08:11 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه