المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكم الطيبيه: الحكمة الثانية



تميم الشاوى
25-11-2016, 07:39 PM
الحكم الطيبيه

الحكمة الثانية


(أيها المريد الجاهل بإقبالك ، حط بالك لنظر الله إليك في جملة أذكارك ، تكن من أهل حضرته في غدوك وآوصالك )

قال سيدي الشيخ أحمد الطيب بن البشير قلت ناسجاً لما أنطوت عليه هذه الحكمة الحكيمة ، من المعاني الجسيمة :

((أيها المريد )) أريد بذلك ، كل من كانت إرادته إلى الملك المالك ، والارادة على قسمين عامة وخاصة ، فالعامة هي أن كل ماكان فيه إرادة لقول لا إله إلا الله محمد رسول الله سمي مريداً ، والخاصة هي أن كل من كان قلبه حب الله وبغض ماسواه فهو مريد لله خاصة

((الجاهل)) - الجهل ضد العلم . ((باقبالك)) أى إن كنت جاهلا بكيفية إقبالك على الله في سيرك إليه ، ودخولك في حضرته ، فاعتبر في هذه الحكمة .

أوضح لك عين الوسيلة الدالة عليه والمقربة لديه ، وهي أن تحط بالك لنظر الله إليك ، بالفكرة ، وجمع الهمة ، ومنع القلب من الشواغل الدنيوية .

فنظر الله مسبل عليك أبداً ، وهو مقتضى صفة البصر القائمة بذات الله ، المتعلقة بموجودات الله ، من جمادات ، ونباتات وحيوانات ((في جملة أذكارك)) أعني في أى جنس من أجناس الأذكار المتوسل بها إلى حضرة الله تعالى ، فإذا دوام المريد على الحضور مع الله كما ذكرنا أولا ، فانه يكون - أي بتكوين منه سبحانه وتعالى - من أهل حضرة الله بالغدو والآصال.

واعلم أن كيفية الحضور مع الله المراقبة لله .اتباع أمر الله ، والحياء من الله في كل وقت والشعور بنظر الله ( إليه في كل زمان ومكان ) (ودوام) الخوف من ( الله) تعالى فمن وفقه الله تعالى على ذلك ، كان من أهل حضرة الله ، وذلك مقام الأولياء الأبرار .

قال عليه الصلاة والسلام :

(إذا عملت عملا بالجوارح فاذكر نظر الله إليك) (تفكرت في ذلك ) ، فانظر علم الله (فيك) وحضرة الله تعالى ليس لها مكان مخصوص أو جهة من الجهات الست : العلو والسفل والأمام والخلف واليمين والشمال
قال :

(فأينما تولوا ، فثم وجه الله ) لكن الجهات (بعضها أشرف من بعض ) وأشرفها الأمام ، والعلو ، فالأمام جهة بيت الله تعالى ، والعلو أشرف لأنه يشير إلى علو الله تعالى ورفعته على ماسواه . واعلم يا أخي أنه لو كان لله مكان مخصوص أو جهة ، لما قال الله تعالى : واسجد واقترب ، ولما قال :

( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) وحاصل ذلك أن للعبد صفتين ليس لله منهما شئ ، وهما الذل والافتقار ، ولا يتحققان في حالة من حالات العبد كما يتحققان في السجود ، وبذلك يكون العبد أقرب ما يكون من الله وهو ساجد .

فإذا لاحظ العبد مع ذلك نظر الله إليه وهو مقتضي صفة البصر القائمة بذات الله تعالى المتقدم ذكرها ، إذا لاحظ العبد فى سجوده وغيره هذه الصفة ، ولاحظ معناه الملازم لهل ، نظر الله إلى سريرته بعين الرحمة ، واوصله إلى مطلوبه فى أقرب مدة .

يقول في هذه الصفة : (إن الله بصير بالعباد )

وقال : ( أروا الله من أنفسكم خيراً ) .

وأعلم ياأخي أن خير مايراه الله من عبده هو مداومة ذكره بكيفية الحضور معه بالسمع والبصر والعلم ومشاهدة القدر والإرادة (الأزليتين)

والحضور مع الله تعالى على ثلاثة أقسام :أدنى ، وأوسط ، وأعلى . فالأدنى المراقبة ، والأوسط المشاهدة ، والأعلى الشهود . ومعنى المراقبة((تحقق العبد برؤية الله له )) أينما كان ، والمشاهدة رؤية العبد الحق في كل ذرة من ذرات الوجود ، والشهود رؤية العبد الحق بالحق للحق ، و ما كل ما يعلم يقال .

هذا وقد قال : ((لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بنى آدم لرأؤا ملكوت السموات والأرض )) يشير الحديث إلى سر الحضور مع الله ، وإعراض القلب عما سواه ، فافهم تغنم .

وقد ذكر الإمام البوني فى شرح اسمه تعالى البصير ، حديثا غريبا قال فيه : قال : سألت أخي جبريل عن الإحسان : فقالان تشهد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فانه يراك .

قلت في هذا المعنى تشهد الله كأنك تراه من حيث توحيد الأفعال لا توحيد الصفات لأنه أثبت له الحياة والوجود ، وذلك منع عن توحيد الصفات والذات فإن لم تكن تراه ، بإن لا ترى فاعلا إلا إياه ‘ فاشهد بعين قلبك أنه ناظر إليك بصفة البصير .

قال الإمام البوني في معنى هذه الصفة: البصير هو الذي لا يعزي عنه ، أى لا يغيب عنه ، شئ فى السموات العلى ، ولا فى الأرضين السفلى ، ولا فيما بينهما ، ولا تحت الثرى ، منزها عن حدق وأجفان ، منزها عن انطباع الصور فى ذاته ، كانطباعها فى حدقة الإنسان ، هذا والبصر الحسى مقهور قاصر ، لأنه لا يشاهد البواطن والأسرار . قلت : فعليه أن يشهد نعمة الله عليه بأنه بمرأى من الله تعالى . وبالله التوفيق

.

منقوول

بلال
07-12-2016, 01:04 AM
شكرا على الطرح الطيب ونتمنى المزيد الاخ الفاضل تميم الشاوى

ماجد
09-12-2016, 04:30 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

حمدى زاهر
12-12-2016, 09:37 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

شكرى
17-12-2016, 12:19 AM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

عبير الزهور
07-01-2017, 10:41 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

وليد البلوشى
10-01-2017, 11:07 PM
شكرا وبارك الله فيكم على الطرح الطيب

صالح
11-01-2017, 04:41 PM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

بهاء الدين
14-01-2017, 09:13 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير