المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مولد النور صلى الله عليه وسلم 13



الشيخ / خالد الجعفري
03-12-2016, 05:00 PM
*13- مولد النور صلى الله عليه وسلم...*

كان حضرة النبي الأفخم والحبيب الأكرم صلى الله عليه وسلم لا يشتكي ألم جوع ولا حر عطش كأبناء ناديه لأنه يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه..

وقد ردته السيدة الكريمة حليمة السعدية رضي الله عنها إلى أمه وهو ابن خمس سنين وشهر كما جاء في بعض الخبر..

فرحلت به السيدة آمنة رضي الله عنها إلى دار الهجرة والإيمان المدينة المنورة بقصد زيارة أخوال أبيه الميامين الغرر من بني النجار..

فمكثت برفقته صلى الله عليه وسلم عدة أيام وفي رجوعها إلى وطنها المبارك مكة المكرمة زادها الله تشريفاً وتعظيماً أرشفتها راحة الاصطفا صرف راح المنون بشعب الجحون ودفنت رضي الله عنها بالأبواء أو بالمقابر الحجونية، وقبرها معروف..

وحضنته بعدها جاريته أم أيمن الحبشية رضي الله عنها وأدخلته على جده عبدالمطلب فلما رآه بادر له مسرعاً بالقيام، فأخبرته بوفاة أمه فرق له وضمه إلى صدره وأخذه عليه بأعظم شفقة وجعله في كفالته إلى أن بلغ من العمر ثمانية أعوام..

فكان جده عبدالمطلب ذو شمائل سنية، ولما انقضت من جده الكريم عبدالمطلب أيام عمره الدنيوية ونزل به ريب المنون وتولى أمره الملك العلام، تكفل بتربيته عمه الهمام أبوطالب شقيق أبيه عبدالله، وذلك بوصية من جده عبدالمطلب قبل أن ينزل به ركب الحمام..

فجعله في حيه ورباه أحسن التربية ولكن في حقيقة الأمر إنما رباه وأدبه ربه فأحسن تأديبه صلى الله عليه وسلم..

كان صلى الله عليه وسلم في بيت عمه أبوطالب إلى أن بلغ من العمر عشر سنين وبعد عامين توجه به مسافراً إلى الشام.. وفي رحلة الشام رآه بحيرا الراهب فعرفه بالعلامات النبوية، التي يعجز عن وصفها كل حبر خبير من ذوي الأفهام، فكانت الأشجار سجدت له والأحجار سلمت عليه وغمامة بيضاء قد أظلته في الأوقات الهجيرية..

فعمل بحيرا على ضيافته صلى الله عليه وإكرام من معه من الأقوام، ثم وقف لتفقد الداخلين فلم يجد فيهم من له العلامات المعلومة لديه فقد تركه القوم في الخارج عند أمتعتهم لحداثة السن، فقال بحيرا:
هل بقي أحد منكم يا ذوي الأحلام ؟
فقالوا:
بقي غلام يتيم تركناه للحراسة عند أمتعتنا، فقال:
لا تتم ضيافتكم إلا بوجوده يا ذوي الإكرام، ثم خرج إليه صلى الله عليه وسلم رجل من جماعة الراهب وقبل الأرض بين يديه وقال له: يا حبيبي إذهب بنا إلى أماكن ديرنا المبنية، فلا تتم الضيافة إلا بوجودك يا خير الأنام..

وقيل أنه لما دخل صلى الله عليه وسلم اخضرت الشجرة بدير الراهب.. وصح أنه ارتفع الباب لئلا تنحني قامته صلى الله عليه وسلم وهو ما ذكره مولانا الإمام فخرالدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه في بعض دروسه فأصح روايات الحديث تلك التي عنه مروية..

وقيل خرج إليه رجل منهم واحتضنه وجاء به فلما رآه بحيرا داخلاً نهض له قائماً على الأقدام، وقال:
أشهد أن هذا الذي يفتح الله ببركته مصر والشام ومدائن العراق، أشهد أن هذا رسول رب العالمين وخير الأنام، أشهد أن هذا الذي دلت الكتب القديمة على أوصافه السنية، وبين كتفيه خاتم النبوة قد غمره الله تعالى بالأنوار العظام، ثم قال لعمه:
ارجع به إلى مكة حذراً عليه من أهل الملة اليهودية..

فامتثل أبوطالب أمر الراهب بحيرا ونوى الرجوع إلى مكة ولوى نحوها الزمام، وذكر الإمام القاضي جعفر بن إسماعيل بن زين العابدين البرزنجي رضي الله عنه في مولده:
"ولما بلغ صلى الله عليه وسلم أربع سنين خرجت به أمه إلى المدينة النبوية ثم عادت فوافتها بالأبواء أو بشعب الحجون الوفاة..

وحملته حاضنته أم أيمن الحبشية التي زوجها بعد من زيد بن حارثة مولاه، وأدخلته على عبدالمطلب فضمه إليه ورق إليه وأعلا رقيه وقال:
إن لابني هذا شأناً عظيماً، فبخ بخ لمن وقره ووالاه..

ولم يشك في صباه جوعاً ولا عطشاً قط نفسه الأبية وكثيراً ما غدا فاغتذى بماء زمزم فكفاه..

ولما أنيخت بفناء جده عبدالمطلب مطايا المنية كفله عمه أبوطالب شقيق أبيه عبدالله، فقام بكفالته بعزم قوي وهمة وحمية وقدمه على النفس والبنين ورباه..

ولما بلغ صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة رحل به عمه أبوطالب إلى البلاد الشامية وعرفه الراهب بحيرا بما حازه من وصف النبوة وحواه، وقال:
إني أراه سيد العالمين ورسول الله ونبيه قد سجد له الشجر والحجر ولا يسجدان إلا لنبي أواه، وإنا لنجد نعته في الكتب القديمة السماوية وبين كتفيه خاتم النبوة قد عمه النور وعلاه..

وأمر عمه برده إلى مكة تخوفاً عليه من أهل دين اليهودية فرجع به ولم يجاوز من الشام المقدس بصراه "... يتبع..

📚 علوم وثقافة منقولة

حمدى زاهر
03-12-2016, 08:31 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب والسيرة العطرة وجزاكم الله كل خير

الفرغل ابو الرجال
13-12-2016, 08:31 AM
بارك الله فيك اخى الشيخ خالد على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

جنة
21-12-2016, 06:22 PM
شكرا على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

صالح
26-12-2016, 11:54 AM
اللهم صل وسلم وبارك عليه