المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مولد النور صلى الله عليه وسلم 16



الشيخ / خالد الجعفري
06-12-2016, 09:36 PM
*16- مولد النور صلى الله عليه وسلم...*

بعد عام الحزن حيث رحل أبوطالب ومن بعده السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، كانت حادثة الإسراء والمعراج لسيد الرسل الكرام..

يقول بعض العارفين رضي الله عنهم أجمعين:
ولما بلغ صلى الله عليه وسلم إحدى وخمسين سنة دعاه مولاه إلى حضرته الربانية، وأرسل إليه جبريل فلاطفه في إيقاظه من المنام، وقال له:
قم من منامك يا مطلوب الحضرة الإلهية، يدعوك إلى قربه باريء الأنام، فقد هيئت لك المطالب الإحسانية، وقد مدت لك موائد الإنعام..
فلما انتبه صلى الله عليه وسلم من منامه أضجعه جبريل بعد أن احتمله مع ميكائيل وإسرافيل من جانب البيت إلى زمزم فشق صدره وطهره بالمياه الزمزمية، ثم أودع فيه ما شاء الله وختم عليه بعد بخاتم، ثم أتاه بالبراق مسرجاً ملجماً فاستصعب كالحيوانات الشموسية، فقال له جبريل:
أما تستحي يا براق والله ما ركبك خلق أكرم على الله من محمد سيد الأنام..
فاستحيا حتى ارفض عرقاً ثم قر حتى ركبه، فلما استوى على ظهره سوى إسرافيل أطراف ثيابه وأمسك جبريل ركابه وأخذ ميكائيل الزمام، وعلا به الجبال على حيال مكة وصلى بإشارة من جبريل في الأماكن الزكية..
وعرضت له في الطريق آيات وأحوال عظام، ولما وصل صلى الله عليه وسلم بيت المقدس رأى الأنبياء جميعاً فيا لها من جمعية بهية، فأذن جبريل وصلى نبينا صلى الله عليه وسلم ركعتين بالجميع إماماً فيا نعم المأموم ويا نعم الإمام..
ثم بعد الصلاة وثناء كل منهم على ربه بما هو أهل له رقى به جبريل إلى السماء الأولى فإذا فيها آدم بذاته البدرية فسلم عليه فرحب به ورد عليه السلام، ورقى به إلى الثانية فإذا عيسى بن مريم النقية، وابن خالته يحيى الذي أوتي في صباه جميع الأحكام، ورقى به إلى الثالثة فإذا فيها يوسف بصفاته الحسنية، ورأى في الرابعة إدريس الذي رفعه الله أعلى مقام ورأى في الخامسة هارون الذي وصفه الله في القرآن بالفصاحة اللسانية، ورأى في السادسة موسى الذي شرف الله مسامعه بلذيذ الكلام، ورأى في السابعة إبراهيم عند باب الجنة الفردوسية، فسلم عليه فرد ورحب وقال له:
يا محمد أبلغ أمتك مني السلام..

ولما وصل صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ورأى الجنة والنار بأعينه الرأسية، غشيته سحابة فيها من كل لون فتأخر جبريل..
ثم عرج به حتى ظهر لمستوى سمع فيه صريف الأقلام، فتجلى عليه رب العزة وحياه وقال:
سل يا محمد تعط كل عطية، فما زال الحبيب يسأل والكريم يجيبه حتى أرضاه وبلغه فوق ما رام، ثم فرض عليه وعلى أمته في اليوم والليلة خمسين صلاة أدائية، فرجع وأخبر موسى بذلك فقال له:
ارجع وسل التخفيف فإن أمتك أقصر الأمم أعماراً وأقلها أعمالاً وأضعفها في الأجسام، فرجع وسأل التخفيف حتى جعلها خمساً في العمل وخمسين في الفضل والأجرية..
ثم أهبط إلى بيت المقدس فركب براقه وجاء مكة والليل شديد الظلام..

ولما أصبح حدث الناس بما عاينه في الليلة المعراجية، فمنهم من صدق ومنهم من كذب ورجع عن الإسلام..

فالمصدقون وأولهم أبوبكر فازوا بالنعمة والسعادة الأبدية، والمكذبون وأولهم أبوجهل باؤوا بالخيبة والحسرة والندامة وأسباب الانتقام..

ثم سألوه عن بيت المقدس فأجابهم بأوصافه الحقيقية وأخبرهم بوقت مجيء عيرهم فجاءت كما أخبر عليه أفضل الصلاة والسلام..

وأيضاً ذكر الإمام البرزنجي ليلة الإسراء والمعراج في مولده، فيقول:
ثم أسري بروحه وجسده يقظة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ورحابه القدسية..
وعرج به إلى السماوات، فرأى آدم في الأولى وقد جلله الوقار وعلاه، وفي الثانية عيسى ابن البتول البرة النقية، وابن خالته يحيى الذي أوتي الحكم في صباه، وفي الثالثة يوسف الصديق بصورته الجمالية، وفي الرابعة إدريس الذي رفع الله مكانه وأعلاه، وفي الخامسة هارون المحبب في الأمة الإسرائيلية، وفي السادسة موسى الذي كلمه الله وناجاه، وفي السابعة إبراهيم الذي جاء ربه بسلامة القلب وحسن الطوية وحفظه الله من نار النمروذ وعافاه..
ثم إلى سدرة المنتهى إلى أن سمع صريف الأقلام بالأمور المقضية، إلى مقام المكافحة الذي قربه الله فيه وأدناه، وأماط له حجب الأنوار الجلالية، وأراه بعيني رأسه من حضرة الربوبية ما أراه، وبسط له بساط الإدلال في المجالي الذاتية..

وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة، ثم انهل سحاب الفضل فردت إلى خمس عملية، ولها أجر الخمسين كما شاءه في الأزل وقضاه..
ثم عاد في ليلته وصدقه الصديق بمسراه، وكل ذي عقل وروية، وكذبته قريش، وارتد من أضله الشيطان وغواه... يتبع..


📚 علوم وثقافة منقول

نجم الليل
07-12-2016, 08:40 PM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

سمية
10-12-2016, 10:36 PM
شكرا على السيرة العطرة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

رفيدة حسين
15-12-2016, 11:50 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير على الطرح العطر

سلمى النويشى
23-12-2016, 10:25 PM
شكرا على السيرة العطرة بارك الله فيكم