المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحِجْــر ( الحطيم)



نبيل مصطفى
22-12-2016, 03:02 PM
الحِجْــر ( الحطيم)



الحِجْـر


الحِجْر هو الحائط الواقع شمال الكعبة المشرفة على شكل نصف دائرة . قال ياقوت الحموي : ولقد سمي حِجْرًا ؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس إبراهيم عليه السلام ، وحجرت على المواضع ، ليعلم أنه من الكعبة . وقال الأزهري : الحِجْر : حطيم مكة ، كأنه حجرة مما يلي المثعب من البيت. وقال الجوهري : الحِجْر هو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانب الشمال ، وكل ما حجرته من الحائط فهو حِجْر .

الحِجْر تاريخ وأحكام :

من المعلوم أن قريشًا حينما بنت الكعبة وقصرت بهم النفقة تركوا جزءاً منها خارج البناء ووضعو حجارة مكانه لتكون بمثابة علامة، كما روت عائشة رضي الله عنها و ثبت في الصحيحين أن رسول الله قال لها: " ألم تري أن قومك قصرت بهم النفقة ؟ ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة، وجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا، وأدخلت فيها الحجر " .

http://www.emasjid.net/masajid/makkah/pic/kaaba/hijr.jpg

وروى مسلم في صحيحه عن عطاء قصة هدم وبناء عبد الله بن الزبير للكعبة على ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريده ، فقال : ( لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام ، فكان من أمره ما كان ، تركه ابن الزبير ، حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام ، فلما صدر الناس ، قال : يا أيها الناس أشيروا علي في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها ؟ أو أصلح ما وَهَى منها؟ قال ابن عباس : فإني قد فرق لي رأي فيها أرى أن تصلح ما وَهَى منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه ، وأحجارًا أسلم الناس عليها ، وبعث عليها النبي ? . فقال ابن الزبير : لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يُجِدَّه ، فكيف بيت ربكم !! إني مستخير ربي ثلاثًا ، ثم عازم على أمري ، فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها ، فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء ، حتى صعده رجل ، فألقى منه حجارة ، فلما لم يره الناس أصابه شيء تتابعوا ، فنقضوه حتى بلغوا به الأرض ، فجعل ابن الزبير أعمدة ، فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه ، وقال ابن الزبير : إني سمعت عائشة تقول : إن النبي قال :" لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر ، وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه ، لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع ، ولجعلت لها بابًا يدخل الناس منه ، وبابًا يخرجون منه" . قال : فأنا اليوم أجد ما أنفق ، ولست أخاف الناس ، قال : فزاد فيه خمس أذرع من الحجر ، حتى أبدى أسًّا ، نظر الناس إليه ، فبنى عليه البناء ، وكان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعًا ، فلما زاد فيه استقصره ، فزاد في طوله عشر أذرع ، وجعل له بابين : أحدهما يدخل منه ، والآخر يخرج منه . فلما قُتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك ، ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أسٍّ نظر إليه العدول من أهل مكة ، فكتب إليه عبد الملك : إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء ، أما ما زاد في طوله فأقره ، وأما ما زاد فيه من الحِجْر فرده إلى بنائه ، وسد الباب الذي فتحه ، فنقضه وأعاده إلى بنائه )اهـ .

وعليه فمن هذه الروايات يُعلم أن الحِجْر ليس كله من البيت ، بل منه ما يساوي خمسة أذرع أو ستة أذرع أو سبعة أذرع ، وكل هذه الروايات صحيحة ثابتة ، ولا تعارض بينها فإن الأقل داخل في الأكثر، قال المحب الطبري في ( شرح التنبيه ) : والأصح أن القدر الذي في الحجر من البيت قدر سبعة أذرع ، والرواية التي جاء فيها أن الحجر من البيت مطلقة ، فيحمل المطلق على المقيد.

وأما ذرع الحِجْر بالمتر في عصرنا الحالي : فطوله من وسط التدويرة من جدار الحجر الداخلي إلى جدار الكعبة الخارجي الشمالي (8.46.5) ثمانية أمتار وستة وأربعون ونصف سنتيمتر .

عمارة الحِجْر : قال ابن فهد في حوادث سنة 140هـ : « وفيها رخم الحِجْر بأمر أبي جعفر المنصور ، وهو أول من رخمه» . وذكر الأزرقي « أن المنصور العباسي لما حج ، دعا زياد بن عبيد الله الحارثي أمير مكة ، فقال : إني رأيت الحِجْر حجارته بادية ، فلا أصبحن حتى يستر جدار الحجر بالرخام . فدعا زياد بالعمال ، فعملوه على السرج قبل أن يصبح، وكان قبل ذلك مبنيًّا بحجارة بادية ليس عليه رخام . ثم كان المهدي بعد ذلك قد جدد رخامه» اهـ . وكان ذلك عام 161هـ عام زاد المهدي في المسجد الحرام زيادته الأولى . وقال أبو محمد الخزاعي : أنا أدركت هذا الرخام الذي عمله ، وكان رخامًا أبيض ، وأخضر ، وأحمر ، وكان مزويًا وشوابير صغارًا ، ومداخلاً بعضه في بعض ، أحسن من هذا العمل . ثم تكسر فجدده أبو العباس عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى ، وهو أمير مكة في سنة 241هـ في خلافة المتوكل . ثم جدد بعد ذلك في سنة 283هـ في خلافة المعتضد العباسي . ثم عمره الوزير جمال الدين المعروف بالجواد ، وذلك في عشر الخمسين وخمسمائة . وعمر أيضًا في خلافة الناصر العباسي في سنة 575 ، ثم في زمن المستنصر العباسي . ثم في زمن الملك المظفر صاحب اليمن . وكذلك في زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون . قال الفاسي : وفي الرخامة التي فيها خبر عمارة الملك الناصر أن ذلك سنة720هـ . ثم عمر أيضًا في دولة الملك المنصور علي بن الملك الأشرف شعبان بن حسين في سنة 781هـ . ثم عمر في سنة 801هـ في العمارة التي أمر بها الملك الظاهر برقوق . ثم عمر في سنة 822 في رجب وشعبان كثير من رخامه ، عمارة جيدة بالجبس ؛ لتداعي ذلك إلى السقوط ، وكان غالب ذلك في جدار الحجر ، بيد القائد علاء الدين كما ذكره ابن فهد . ثم عمر كثير من رخامه في جداره في ظاهره وباطنه وأعلاه ، وفي أرض الحِجْر ، وذلك في المحرم من سنة 826هـ عمارة حسنة بالجص . ذكر ذلك كله الفاسي ، وقال بعده : وقد خفي علينا شيء كثير من خبر عمارة الحجر من دولة المعتضد العباسي إلى خلافة الناصر ، فإنه يبعد أن يخلو في هذا الزمن الطويل من عمارة . وذكر ابن فهد في حوادث سنة 838هـ أن سودون المحمدي جاءه من مصر ستون ذراعًا رخامًا لمرمرة الحجر ، فعمره . وعمره السلطان جقمق سنة 843هـ . وقايتباي سنة 880هـ . وقال الطبري في الأرج المسكي : قد عمر الحجر جماعة من ملوك الجراكسة منهم أبو النصر قانصوه الغوري في سنة 917هـ وكانت عمارته في هذه السنة مرتين . وعمره من ملوك آل عثمان السلطان محمد خان بن السلطان مراد خان . وعمره السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان . وقال بعضهم : إنه عمره السلطان سليمان سنة 940هـ . وقال السنجاري : وممن جدد الحجر السلطان مرادخان ، وهو أول من جدد من آل عثمان ، وذلك لما بنى الشق الشامي من البيت ، وذلك في 10 رمضان سنة 1040هـ . وقال البعض : إنه عمره السلطان محمد خان سنة 1073هـ . وجاء في تحصيل المرام:وممن عمره السلطان عبد الحميد خان سنة 1260هـ. ذكر ما تقدم من عمارة الحِجْر العلامة حسين باسلامة .

وفي العهد السعودي عمر الحِجْر سنة 1397هـ تعميرًا في غاية الجمال والإتقان ، وفرشت أرضه بالحجر البارد الذي جلب من اليونان ، كما هو في أرض المطاف، وجعل على جداره ثلاثة فوانيس معدنية في غاية الجمال، تضاء بالكهرباء. وفي سنة1417هـ بعد الترميم الشامل للكعبة المشرفة الذي تم في عهد الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله ، تم إزالة الرخام القديم لجدران وأرضية الحجر ، واستبداله برخام جديد ، كما تم تنظيف الفوانيس الموجودة على الجدران وإعادتها إلى موقعها السابق ، وتم عمل حاجز من الحبال لمدخل الحجر متين القوام ، منمق الشكل يتناسب مع مكانة الحجر وتعظيمه ، ويفتح الحاجز بصورة دائمة ، ويغلق عند الحاجة فقط .

ويجب أن ينتبه المسلمون الى كون أن الحجر جزءً من البيت وأن الطواف لابد وأن يكون من وراءه كما فعل رسول الله وكما هو إجماع العلماء، فمن طاف من خلال الحجر فطوافه فاسد، وفي ذلك قال النووي: (( والجمهور بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف من وراء الحِجْر ، وقال : لتأخذوا مناسككم . ثم أطبق المسلمون عليه من زمنه صلى الله عليه وسلم إلى الآن ، وسواء كان كله من البيت أم بعضه ، فالطواف يكون من ورائه كما فعل النبي )). والله أعلم .

ضاحى العربى
25-12-2016, 05:30 AM
شكرا على الموضوع والافادة القيمة

نشوى المياسر
25-12-2016, 01:23 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

tafouket
26-12-2016, 05:24 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

يارا حسان
29-12-2016, 09:02 AM
يسلموووو على المعلومات المفيدة

جمال الرصافي
01-01-2017, 01:58 AM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

مركوش
05-01-2017, 12:24 PM
شكرا على الطرح الطيب