المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رسائل سيدي الحسن البعقيلي



خالد الطيب
15-01-2017, 03:56 PM
من رسائل سيدي الحسن البعقيلي

الرسالة الأولى؛



يقول رضي الله عنه فيها؛

** أعز الله سيادة إخواننا جميعا في كل بلد قرة الأعين أحباب شيخنا المولى التجاني،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فالله يفيض عليكم و علينا سر ما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم وأن يعلق قلوبنا و قلوبكم بالرب الكريم حتى نرضى به وبفعله فلا نجد في فعله ضرا و لا مرا، فيستلذ طبعنا فعل ربنا الأكرم ولا نكره لأنفسنا أي قدر حكم به فنتبع مراده في فعله و أمره فما أمر به أحببناه ظاهرا و باطنا وما نهانا عنه أبغضناه لذاته والمحبوب هو الرب الكريم وإنما يحب أو يكره غيره لذاته تعالى ، حتى لا نرفع حاجة لغيره أيا كان إلا على بساط حكمة ملكه لا غير فلا نرى تأثيرا في قلوبنا لغيره تعالى فنفوض الأمر كله له ونشهد أنه تعالى هو الفاعل لا غير وما سواه مظهره ومفعوله لا غير؛ وعليه فيجب على أحبابنا أن يعلموا بأن جميع من لقن من الشيخ رضي الله عنه ولو بواسطة ما وفقه الله له حتى كان عنده من المقربين العارفين أيا كان صغيرا أو كبيرا فلتعلموه وأن كل ما نسب له أعلى مرتبة من جميع من طلب الولاية فأخلصوا أعانكم الله فإن الإخلاص سر الله لا يعلمه ملك ولا شيطان وفي مقام الإخلاص سكنا وهو وطننا وأعني بالإخلاص إخلاص العارفين لا إخلاص عموم الصوفية ، فإخلاص الصوفية إفراد العمل لله مع مراعاة العمل ورجاء ثواب الأعمال وأما إخلاصنا فهو أن ترى الله أوجدك بلا سبب منك وشرفك بالوجود عن ضده وكتب إليك بيده كتابا يقرأ و أرسل إليك رسولا فضلا منه وصيرك أهلا للتكليف و وفقك له فضلا منه فعلمك لا إلاه إلا الله فضلا وعلق ثوابا عظيما بكسب عملك فضلا و أقام فيك أوامر وزواجر فضلا وبسط رداء التوبة فضلا فلا نرى عليه أنفسنا أهلا للعمل فضلا عن الثواب فقصرنا طرفنا على الله * وعندهم قاصرات الطرف * في بساط المدح فلم يطمثنا إنس قبله و لا ملك ولا جان ولا زمان ولا مكان ولا برزخ ولا نعمة الكون إطلاقا فنظرنا بمائة ألف عين باصرة كألف شهر جمال ربنا وجلاله فأسكرنا وأعمانا عن رؤية الكون وأصمنا عن سماعه فجلسنا في بساط جنة معرفته و أنخنا واستوطنا دار جماله فلا نرى في الأشياء غيره ، فتبين أنه الله الظاهر بشدة بطونه الباطن بقوة ظهوره الأول الآخر الحق المبين فنشاهد يده في حقيقة كل شيئ محركا ومسكنا فانصبغنا بحبه وبحب مظاهره فلا نجد مرا ولا حارا فهنأ المساغ وحلا الشراب و أزيلت نقب الأغيار وبقيت سبحات الجلال فاضمحلت رؤية الغير فوفقنا بخط مستقيم مع نبينا معاينة ومع شيخنا عيانا فعبدناه على وجه المحبة لذاته و الإستحقاق و التكليف من غير اعتماد على غير ولا رجاء من الأعمال بل منه تعالى، فهذه عبادة أصحاب سيدنا الشيخ بين يدي ربهم جعلنا الله منهم آمين . و أوصيكم بالإضراب عما سوى الله فإنه خيال، فاسعظموا أمر الله في النبي و الشيخ وفي الفقراء واحمدوا الله عليه فببركة الشيخ انجذبتم وتبثم وقويتم حتى صرتم جبالا راسيات لا يحزنكم الفزع الأكبر وأنزلكم في ظل عرش الرحمان وجمع الله فيكم سر الأولين والآخرين حتى كنتم قرة أعين الناس مع احتجابكم عنهم بشدة القرب وبشدة النفع لهم كالبصر لهم فاعلموه واحمدوا ربكم عليه فهو الفاعل لا غير واجتنبوا ما عليه الناس من التسخط بأقدار الله فإنه رجس وأحبوا من ولاه الله من المسلمين و العلماء و الأشراف وجميع المؤمنين و تحلوا بلباس الإحسان وارتدوا باليقين و اتزروا بحلل الإيمان وكلوا ثمار التوحيد واقتطفوا رمان جنة الوصل ، فلا تشغلنكم الدنيا والآخرة ولاهم الرزق ولا هم السعادة ولا خوف الشقاوة فإنهم مفعول بهم مقهورون لا تأثير لهم وتعلقوا بربكم في الورود والصدور وهو تعالى المقصود والصمد المعبود لا رب سواه وعظموا من قدمه الشيخ عليكم فإنه بالله مقدم وهو ذات الشيخ الحية بالله لا سيما أهل الخصوصية منهم ، فلا تغفلوا وسددوا وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة فمن عرف الله استراح ومن عرف النبي استراح ومن عرف الشيخ استراح فكونوا عباد الله إخوانا و لاتنازعوا فتفشلوا ولا تخوضوا في الباطل فالله هو الحق لا غير فافرحوا بالله إنه لا يحب الفرحين بغيره واجتنبوا معاصي الله فإنها مساخط الله واتركوا ما ابتلي به أهل الوقت من التلذذ بغير حلال فإن الحرام ليس بلذة و إنما هو سفود النار أعاذكم الله منها ، واجتنبوا المعاملات الباطلة كالربى فإنه غضب الله و الرشوة وهي إعطاء مال أو جاه لإثبات باطل أو إبطال حق وغير ما صدق عليه الحد هدية من الله من أجل الحلال ، ولا تحلفوا بغير الله كالنبي و الشيخ فإنه ضلال واستعينوا بالله وتوكلوا عليه ولا تعتادوا الحلف فإنه وصف المنافقين ، واجتنبوا مثل الدخان فإنه ضلال واستعملوا جميع ما أحل الله فإن المباح واسع عظيم واجتنبوا المحرم والمكروه واجتنبوا الروائح الكريهة فإن الفقير يصحبه أبدا سبعون ألف ملك فعظموا أرواح الله و لا تاكلوا ثوما ولا بصلا نيئين فإنهما يضران بالملائكة الكرام واستديموا الطهارة ما لم تضر أبدانكم فإن البدن وجب حفظه فإنه محل دولة الأوامر الإلاهية، واجتمعوا للصلاة والذكر في الأوقات الإختيارية حتما حتما و إياكم و التهاون بدين الله فمن تهاون بالأوقات عوقب بالطرد في طوق السعادة و إياكم من الملل فشدوا أود بعضكم كالبنيان فإن الآخرة أقرب إلينا من شراك نعلنا ولا تذكروا الأموات إلا بخير ولا تذكروا المؤمنين إلا بخير فإن المؤمن مغفور له قبل وجوده ، الله الله في المؤمن من الأولياء وأتباعهم و لاتذكروا طوائف الأولياء إلا بقصد التعظيم لا غير و لا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ولا تنابزوا بالألقاب وأطعموا في الله فإنه يذهب جميع الأمراض الحسية و المعنوية ويزيل الأوساخ الظاهرة و الباطنة و لا تنسوا حق الإيخاء فإنما نحن خدام مراتبكم العلية وسامحوا لله. الأحسن بن محمد البعقيلي أمنه الله في ذي القعدة الحرام عام 1349 ه**



الرسالة الثانية ؛



** أعز الله الإخوان في الله قرة الأعين أحباب سيدنا القطب التجاني رضي الله عنه وعنكم حيثما كنتم السلام عليكم والرحمة والبركة تعمكم ومن انتمى إليكم أما بعد فالله يديم عليكم ستره الجميل ورضاه العميم وخيره من حيث هو ويحفظكم من شره من حيث هو ويسلك بكم مسلك الناجين الفائزين الراجين الواقفين على مثن سننه الحافظين على وظائف أمره ونهيه ويرزقكم كمال الإستقامة مع التوبة و التقوى والصدق و الإخلاص والطمأنينة و المراقبة و المشاهدة والمعاينة ويوقفكم وقفة العارفين المقربين وأن يثبتكم في درجة كمال حب ذاته تعالى حبك الشيئ يعمي و يصم فمن أحب الدنيا عبدها ومن أحب الآخرة عبدها ومن أحب المراتب عبدها ومن أحب الله عبده ، فنحن معشر التجانيين اضمحلت في قلوبنا الفواعل ولو فاعلية الأسباب وإنما نتسبب امتثالا للشرع فترك التسبب معصية والإتكال عليه كفر فالدعاء و أنواع العبادة سبب مشروع نعانقه مع ربنا بربنا فالمعبود في حضرة الطاعة و الأنبياء والشيوخ والنعم و الأزمنة والأمكنة هو الله جل وعلا، ونلاحظ من الكون من حيث هو ربه ونعظمه ولا نسبه ولا نلعنه فالدنيا للمومن عروس ومطية و درجة يقف بها وعليها في حضرة المعبود، فلا تسبوا الدهر و لاتسخطوا قدرا و لا تلهجوا بقضايا الكون المفروغ منها فالولي شغلته الخاتمة والخاص شغلته السابقة والفقير شغله الوقت عن الله والمقرب كأصحاب سيدنا الشيخ جعلنا و أنتم منهم مع ربهم فنحن مع ربنا، فمن قال هلكت الناس فهو الهالك، فدين الله في ازدياد وأهله في التيقظ و الإجتهاد فما مات ولي إلا وخلفه آخر أعظم منه بعشرين مقاما إلى آخر الظهر والكمالات الإلاهية متتابعة على المؤمنين في كل زمان متضاعفة عليهم ، فما خلق الله الكون إلا للفقير إليه المتيقظ الشاكر أنعمه، فمن شكر الله فهو المشكور فالشكر هو الفرح بفعل الله المحبوب فلا نحب غيره ، فعليكم بمركز الربح النية وبمركز البركة السنة، فالسنة نور وخرقها ظلام، وسجن الفقراء بالصبر فالشريعة وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فهو مثوانا ومتبوؤنا ومقام الأقوياء الإستسلام لله ، ولا تتفكهوا بالغيبة في أهل الطرق الأخرى فإنه سم قاتل مخرج من حضرة القدس ، وإياكم من الترهات،واشكروا الله في الحضرات واستوصوا بأنفسكم خيرا بحيث تقفون عند شروط الإسلام الستة وشروط الطريقة الأربعة عشر وعليكم بمسامحة الإخوان وإصلاح ما بينهم فإصلاح ما بين اثنين أفضل من خلوة خمسن سنة، والجلوس بين يدي ولي بالتعظيم خير من عبادة ألف سنة، فأوصيكم بما جاء به القرآن وإني قد جددت لمن وصله كتابي هذا دينه وطريقته التي هي لباب الشرع . الحسن بن محمد البعقيلي أمنه الله آميـــن أول ربيع الأول عام 1353ه .**



الرسالة الثالثة للعارف الكبير سيدي علي بن احمد الإسيكي رضي الله عنه .



**..............وبعد فأوصي الأخ الكريم بحب ذاته تعالى فهو المحبوب فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب لذاته تعالى تبعا له وكذلك المحسنون والمؤمنون إنما يحبون لله فأحبوا الله و أحبوني لحب الله إنما أنا هدية مهداة للأمة، فلا تهتم بنفسك ولا بولدك فقد كتبك في رقه ولا مزيد عليه، و كن عبد ربك ولا تر نفسك فوق أحد ولا معه ولا دونه فإنه فضول، ولا ترى لنفسك منفعة لأحد وكن عبدا ساذجا صرفا فافن عن نفسك وعن همتك، فالهمة مناقضة للعبودية و إن كانت تنفعل بها لأهل الله الأشياء من غير خرق الأقدار ، فإنها لا تنفعل حتى يستصغر غيره ويوجه كلمته للنفوذ به قهرا فيتأثر الصغير في نظره، وقد رأيته يستدعي الإستكبار على خلق الله وهو سم عند العقلاء فتنفذ همة صالح كرامة ظاهرة ، وهمة ساحر وعائن استدراجا ؛فلا تكمل حتى تذوب همتك بالإستسلام للقسمة الأزلية ،و استصغر أمر الكون فإنه مفعول به و إنما يعظم إن رأيته بربك في مقام *كنته* فلا يضرك لأنك فيه مكفول الحضرة صبيها ورضيعها عاجز عن نفسك وعن غيرك، فاعرف ربك قبل وجود الكون فما كان عليه قبله هو ما عليه الآن ، وهو مع الكون بذاته عند أهل الإيقان وبصفاته عند أهل الأذلة العقلية ، فأنت تستدل بالفاعل على المفعول فإنه مشاهدك، وهم يستدلون بالأثر على المؤثر وهو أظهر من كل ظاهر قبل الكون وهو باطن سرمدا ، فلا تر نفسك أهلا للعمل فضلا عن الثواب فضلا عن الشفاعات عنده فضلا أن تضر وتنفع ، فانصح وارشد على وجه السببية لاغير ، ولتعلم أن المومن من حيث هو ولي الله، ولا تعادي أحدا ممن خلقه الله إلا أنك تحب من أحبه وتبغض من أبغضه تبعا لأمره لا غير، مع خرم العقل بأنه لولا مراده ما وجد ما وجد، فلتسكن به، فالعقل فيه ألف جزء فلا تعط للكون شعرة من جزء واحد و أقبل بكليتك على ربك لا غير فإنك إن فعلت انبجست منك ألف شمس كل شمس منها خير من ألف شمس ضياء وهو الإيقان وتجرد من لوازم نفسك بحيث لو سألك ربك عما تحب لأجبت من غير روية أنت ولو سألك نبيك عن حوائجك لأجبت ما سبق فافهم .

خديم الأعتاب التجانية الأحسن بن محمد بن أبي جماعة البعقيلي أمنه الله آمين

ليلة عيد الفطر عام 1348ه **.

ضاحى العربى
16-01-2017, 07:37 AM
شكرا على الطرح الطيب جزاكم الله كل خير

ابو طلال
18-01-2017, 09:06 AM
شكرا على الطرح الطيب والسيرة العطرة بارك الله فيكم

اشرف زهران
31-01-2017, 07:44 PM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

قمر الزمان
08-02-2017, 09:18 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

خيرى السيد
07-03-2018, 12:23 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

محمود
09-03-2018, 05:18 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

بيرم محمد
10-03-2018, 07:22 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

حسين الرفاعى
13-03-2018, 05:17 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

اليمنى
14-03-2018, 05:07 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

يسرى عاكف
18-03-2018, 03:53 PM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

خالد الغمرى
19-03-2018, 10:44 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

احمد عمر
20-03-2018, 11:17 AM
مشكور وجزاكم الله كل خير

تاج الدين
23-03-2018, 08:21 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

يمانى عزوز
25-03-2018, 12:47 PM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

ثابت السنوسى
31-03-2018, 06:04 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

على سليمان
03-04-2018, 05:41 AM
مشكور وجزاكم الله كل خير

بو حمد
05-04-2018, 03:02 AM
مشكور وجزاكم الله كل خير

قويدار السيد
10-04-2018, 09:02 AM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

ابوهبه
18-04-2018, 02:44 PM
بارك الله فيكم

صدقى الخازندار
23-04-2018, 10:13 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

ابو حاتم
03-05-2018, 12:30 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

الفرغل ابو الرجال
04-05-2018, 05:53 AM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

فهد الهاجري
15-05-2018, 04:05 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

عزمى
18-05-2018, 03:44 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

صالح
19-05-2018, 03:57 AM
مشكور وجزاكم الله كل خير

ابو على
13-06-2018, 10:53 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

عثمان
19-06-2018, 08:04 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

مختار
21-06-2018, 12:30 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

ياسر فتحى
23-06-2018, 06:42 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

غزوان المالكى
27-06-2018, 08:09 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

محمد مشعل
14-08-2018, 05:08 PM
شكرا على الطرح الطيب جزاكم الله كل خير