المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لى قدر أهل العزم تأتي العزائم



نسائم الرحمن
02-02-2017, 10:40 PM
على قدر أهل العزم تأتي العزائم





كان كافور الإخشيدي وصاحبه عبدين أسودين، فجيء بهما إلى قطائع ابن طولون، صاحب الديار المصرية وقتئذ، ليباعا في أسواقها،

فتمنى صاحبه أن يباع لطباخ حتى يملأ بطنه بما شاء، وتمنى كافور أن يملك هذه المدينة ليحكم وينهى ويأمر، وقد بلغ كل منهما مناه...

فبيع صاحب كافور لطباخ، وبيع كافور لأحد قواد المصريين فأظهر كفاءة واقتداراً.

ولما مات مولى كافور قام مقامه، واشتهر بذكائه وكمال فطنته حتى صار رأس القواد وصاحب الكلمة عند الولاة،
وما زال يجد ويجتهد حتى ملك مصر والشام والحرمين.

مرّ كافور يوماً بصاحبه فرآه عند الطباخ بحالٍ سيئة، فقال لمن معه: لقد قعدت بهذا همته فكان كما ترون،
وطارت بي همتي فكنت كما ترون، ولو جمعتني وإياه همة واحدة لجمعنا عمل واحد.

كم نحن بحاجة إلى تأمل حال كافور و صاحبه، ذلك لأن نفراً من الناس يتفنَّنون في لبس لباس صاحب كافور، وفي تقمص شخصيته وهمته وطموحاته، فتكون النتيجة مزيجاً من الفشل والقهر والهم والألم.

يقول المتنبي:

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ *** فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ ***كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ ***وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ

وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني ***ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ

وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً*** وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ





*****************

-وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور

إن العملية التغييرية وصناعة الحياة تحتاج إلى عقلاء أذكياء لا يرضيهم الواقع المعوج،
ولا يركنون إلى الحال الرديء، هم في حركة دائبة، لا يكل أحدهم ولا يمل،
إذ التغيير والتفاعل والحركة هي شأن الأحياء، أما سكان اللحود والمقابر
الذين فارقوا الدنيا وضمهم قبر ضيق موحش فهم أصحاب السكون والهمود والخمود

قالوا السعادة في السكون وفي الخمول وفي الخمود.

في لقمة تأتي إليك بغير ما جهد جهيد

في أن تقول كما يقال فلا اعتراض ولا ردود

في أن تعيش كما يراد ولا تعيش كما تريد

قلت الحياة هي التحرك لا السكون ولا الهمود

وهي التفاعل والتطور لا التحجر والجمود

هي أن تحس بأن كأس الذل من ماء صديد

هي أن تعيش خليفة في الأرض شأنك أن تسود

هذي الحياة وشأنها من عهد آدم والجدود

فإذا ركنت إلى السكون فلذ بسكان اللحود





مقتبس من مجلة عالم الإبداع

صقر البرارى
03-02-2017, 03:54 PM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

ريح الجنة
03-02-2017, 05:13 PM
جزاكي الله على الطرح الجميل

شذى الورود
12-02-2017, 03:45 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير