الشيخ / خالد الجعفري
06-02-2017, 11:45 AM
*6- حقائق عن التصوف...*
كما أن التصوف يعمل للوصول إلى جوهر الشرع وحقيقته التي كان عليها سلف هذه الأمة، وكل ما خالف ذلك ليس بتصوف وإنما هو هوى أو شيء دس عليه وأقحم فيه والتصوف منه براء؛ فإذا أخذنا كمثال الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية، فقد ورد عن شيخها في وقته موﻻنا الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه أنه قال: (طريقة سيدي إبراهيم هذه مبنية على الشريعة الصرفة)؛ أو كما قال رضي الله عنه..
فالتصوف شأنه شأن أي علم من العلوم المادية والطبيعية قد يدخل فيه الجهلة والشذاذ أو المغرضون، ويتسمون باسمه زوراً وبهتاناً والتصوف منهم براء، فيسلكون أو يقولون ما هو مخالف للشريعة المطهرة..
فليس من الإنصاف أن نجمل الصالح بالطالح ونشمل المحسن مع المسيء بحكم واحد، ﻷن المشكلة هنا ليست مشكلة التصوف وإنما المصيبة في هذا المدعي وهذا المغرض؛ فلو رأينا مثلاً طبيباً يشخص الأمراض وفق هواه ويصف أدويته مخالفة للعلوم والمناهج التي درسها في كلية الطب فﻻ نستطيع أن نوجه انتقادنا واتهامنا إلى جميع الأطباء وننعتهم بالجهل أو بإلحاق الضرر بالناس ولكن في هذه الحالة يقال أن علم الطب ومهنة الطب صحيحان غير أن هذا الطبيب بعينه هو المخطئ أو الشاذ عن أصول مهنته الصحيحة..
وبالرجوع إلى السيرة النبوية العطرة نقرأ كثيراً عن معاناة حضرة النبي الأفخم صلى الله عليه وسلم ومعاناة صحابته رضي الله عنهم أجمعين من سوء المنافقين الذين انتشروا بين الصحابة، وكذلك في عهد التابعين نجد أنه دخل بين علماء الحديث من المدجلين والوضّاعين، وكذلكم المتصوفة تسلل بينهم من المدعين الذين أساءوا إليه..
فالتصوف من هؤلاء المدعين براء، ولا يتجاوز -أي التصوف- بحدوده حدود الشرع قيد أنملة، فهو العلم والسلوك الداعي إلى التمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدعة واتباع سبيل المؤمنين؛ وقد ورد عن قطب أقطاب التصوف سيدي إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه أنه قال: (الشريعة أصل، والحقيقة فرع)... يتبع..
📚 دكتور بهاء الدين ماهر - علوم وثقافة
كما أن التصوف يعمل للوصول إلى جوهر الشرع وحقيقته التي كان عليها سلف هذه الأمة، وكل ما خالف ذلك ليس بتصوف وإنما هو هوى أو شيء دس عليه وأقحم فيه والتصوف منه براء؛ فإذا أخذنا كمثال الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية، فقد ورد عن شيخها في وقته موﻻنا الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه أنه قال: (طريقة سيدي إبراهيم هذه مبنية على الشريعة الصرفة)؛ أو كما قال رضي الله عنه..
فالتصوف شأنه شأن أي علم من العلوم المادية والطبيعية قد يدخل فيه الجهلة والشذاذ أو المغرضون، ويتسمون باسمه زوراً وبهتاناً والتصوف منهم براء، فيسلكون أو يقولون ما هو مخالف للشريعة المطهرة..
فليس من الإنصاف أن نجمل الصالح بالطالح ونشمل المحسن مع المسيء بحكم واحد، ﻷن المشكلة هنا ليست مشكلة التصوف وإنما المصيبة في هذا المدعي وهذا المغرض؛ فلو رأينا مثلاً طبيباً يشخص الأمراض وفق هواه ويصف أدويته مخالفة للعلوم والمناهج التي درسها في كلية الطب فﻻ نستطيع أن نوجه انتقادنا واتهامنا إلى جميع الأطباء وننعتهم بالجهل أو بإلحاق الضرر بالناس ولكن في هذه الحالة يقال أن علم الطب ومهنة الطب صحيحان غير أن هذا الطبيب بعينه هو المخطئ أو الشاذ عن أصول مهنته الصحيحة..
وبالرجوع إلى السيرة النبوية العطرة نقرأ كثيراً عن معاناة حضرة النبي الأفخم صلى الله عليه وسلم ومعاناة صحابته رضي الله عنهم أجمعين من سوء المنافقين الذين انتشروا بين الصحابة، وكذلك في عهد التابعين نجد أنه دخل بين علماء الحديث من المدجلين والوضّاعين، وكذلكم المتصوفة تسلل بينهم من المدعين الذين أساءوا إليه..
فالتصوف من هؤلاء المدعين براء، ولا يتجاوز -أي التصوف- بحدوده حدود الشرع قيد أنملة، فهو العلم والسلوك الداعي إلى التمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدعة واتباع سبيل المؤمنين؛ وقد ورد عن قطب أقطاب التصوف سيدي إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه أنه قال: (الشريعة أصل، والحقيقة فرع)... يتبع..
📚 دكتور بهاء الدين ماهر - علوم وثقافة