المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقائق عن التصوف 10



الشيخ / خالد الجعفري
10-02-2017, 01:33 PM
*10- حقائق عن التصوف...*

لما كان التصوف -وكما سبق ذكره- بحد ذاته من الصفاء، أي من تصفية النفوس والقلوب والأرواح لتكون كلها متوجهة إلى الله تعالى، فقد كان أسلوب دعوتها ينبني على المحبة والرحمة والتسامح واللطف والرفق والإنصاف والأمل والرجاء والتآخي..
فقد كان ﻹرشاد مشائخ أهل التصوف السليم عبر زواياهم ومساجدهم في الديار القاصية والدانية الرسالة الروحية والعلمية الكبرى لإصلاح القلوب وتزكية النفوس، وتمتين أواصر التضامن الإسلامي بين مختلف الشعوب الإسلامية التي انتشرت فيها الطرق الصوفية..
فأستخدموا في إرشادهم كل الأساليب الجمالية المحمدية المبشرة والتي لا تنفر كي يعود الناس إلى رشدهم ورشادهم، إذ يقول الحق تبارك وتعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} سورة الزمر الآيتان 17-16..
يدعون الناس إلى عدم القنوط من رحمة الله تعالى -عكس هؤﻻء المنكرين الذين لا هم لهم سوى تكفير الناس وتبشيرهم بالنار- إذ يقول المولى سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} سورة الزمر الآية 50..
وكما أمتثل القوم في طريقهم إلى الله تعالى لقول حضرة النبي الأفخم صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري في صحيحه: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)..
وأيضاً يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني: (إن الله تعالى رضي لهذه الأمة اليسر وكره لها العسر)..
والكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية في هذا السياق، حتى أنه بفضل تخلق واتصاف وتحقق رواد ومشائخ التصوف بالمواصفات الإيجابية الواردة في النصوص الشرعية الكثيرة انتشرت دعوة الإسلام الصحيحة في جميع أرجاء المعمورة، فضربوا أروع الأمثلة في التربية والتوعية..
وكانت دعوتهم في مختلف المناطق من أهم عواملها وركائزها الألفة والتراحم بين الأمم والشعوب والقبائل التي انتشر فيها دعوة التصوف واعتنقها أهلها بصدق وإخلاص، فكانت لتلك الروح التربوية الجمالية الرائعة والسلوك الخلقي العظيم الذي تمتع ويتمتع به الصوفيون الدور الأكبر والأعظم والأبرز في ترسيخ قيم الإسلام ومبادئ الدين ومثله وتعاليمه السمحة..
فكان نتيجة كل ذلك أن قدم أهل التصوف -وما زالوا - الإسلام للناس على وجهه المشرق والوضاء بتلك الروح الدينية السامقة التي ترقى بالسالك إلى تطهير نفسه والبلوغ بها أعلى المقامات والمراتب لمشاهدة أنوار الحق، بعيداً عن هوس التكفيريين الذين جانبهم الصواب... يتبع..


📚 دكتور بهاء الدين ماهر - علوم وثقافة

حنين
10-02-2017, 02:34 PM
جزاك الله خيرا

قدرى العلى
12-02-2017, 04:48 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

شقيق
15-02-2017, 05:56 PM
شكرا على الطرح الطيب العطر بارك الله فيكم

بو حمد
19-02-2017, 02:02 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

اليمنى
23-02-2017, 04:18 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم