المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الطريقة التجانية الاعلامية وتحديات العولمة



خالد الطيب
11-02-2017, 08:11 PM
رسالة الطريقة التجانية الاعلامية وتحديات العولمة


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم , وبعد :
هذه أحد المحاضرات التي القيت بمناسبة الملتقى الدولي الثاني للطريقة التجانية سنة 2008 , نفعنا الله واياكم بخيرها .



رسالة الطريقة التجانية الاعلامية وتحديات العولمة


بقلم الشيخ : سيدي لمين نياس - السنغال .

بسم الله الرحمن الرحيم، رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي.
أيها السادة والسيدات
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وبعد:
بشوق وحنين وتلبية لنداء تماسين، أرض العرجون وصاحب العرجون، سيدي علي التماسيني الذي خص بالطي فصار في خطى ثلاثة من تماسين إلى فاس، أحيي من خص بالسر الجامع الذي حمل به صاحب الجامع سيدنا المشري، بعد أن دار بالبقاع بإذن ممن أمره مطاع، حتى نزل بتماسين بمطية فكان آخر مصار السّر، حيث أعاده إلى صاحبه بعد إلحاح ويقين، كما أحيي سيدنا العيد، خليفة من كانت حياته كلها عيدا، فهو يجتمع العلم والايمان، وتلتقي الحداثة والأصالة، فسيدنا العيد )لا ينبؤك عنه مثل خبير( فهو رجل قرنه، ويسير بسير زمانه، ولا غرو فالجمرة لا تلد إلا نارا، وهذه الأقدام من تلك. فأين سيدي التماسيني رفعا، مكانته رفيعة في أعلى السماء. والرموز والإشارات حول هذه الحضرة ورجالها، جمة لا تحصى، آيات عظام. من هذا المنطلق نحاول أن ندلو بدلونا، في هذا البحر اللجي الطامي، وكأني بالشاعر وهو يقول:

رأيت الناس شدوا رحالهم °° إلى بحرك الطامي فأتيت بجرتي

وكأني به وقد ملئت له ذهبا وفضة، فخرج بها ليوزعها، فاتهم بالجنون، فنودي ليعاقب، وقد أغاظ من تحدي القوم ليكرمه فأجابه بشعره الحكيم قائلا:

يجود علينا الخيرون بمالهم °° ونحن بمال الخيرين نجود

فعودة إلى هذه البقعة الطيبة الطاهرة التي عشناها ونحن فطام، وفي البعد اشتقناها، وفي القرب حجاب.
فسلام على سيدي علي التماسيني، يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيا.
بعد هذه التحية، أتطرق إلى الموضوع الذي أساهم به في هذا اللقاء المبارك، تحت عنوان" رسالة الطريقة التجانية الإعلامية وتحديات العولمة"

1- عالم يتيه ويهيم

في عالم يسوده اليأس ويهيم الناس فيه في التيه والضياع، أمام حياة يتحول فيها الإنسان حيوانا يعيش ليأكل ويتمتع، والمادة فيه عجل جسد له خوار، فأصبحت الوسيلة فيه غاية, واختلط فيه الحابل بالنابل، فالدين فيه سياسة، والسياسة دين، فأصبح الغلو والتزمت هو السلعة المتداولة في الأسواق فعمت ظاهرة التكفير، وانتشر وجه الإرهاب، فلم يعد الإسلام مألوفا ولا موثوقا بل اسم بلا مسمى، وغلاف بلا رسالة، فلم تعد السماء صافية كعهدنا بها، فعم الظلام وانتشر الصراع بين عبدة المادة، وأنصار الغلو والتزمت الديني.
تأتي لحظة الإلتفاتة إلى نقطة البدء وعالم القيم، إلى الوسطية، والحياة الهادفة، والطريق القويم، استمساكا بالعروة الوثفى التي لا انفصام لها.
صرخة في وادي الصمت الآثم، لعلها تستميل قلوب وإرادة المخلصين، هناك حيث صوت ينادي هفاة البشر، إنها طريقة سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمد بن محمد التجاني التي في طياتها صدفات الحلول، فهي واقع يتحول فيه المخلوق في أحضان الخالق، فتصفو الأجواء، وتحلو الحياة، وترتفع الحجب وتنتفي الأغيار ويتم التوازن، فيقف الإنسان على ساقي قدميه وينظر بعينيه الإثنين.
في هذه العجالة نريد أن نقدم بسطا، ليكون دليل عمل لإيصال رسالة واضحة قيمة يستنير بها الشباب وأصحاب العقول، وتكون صوت نصرة للأمم المغلوبة في أرجاء المعمورة من خلال الجمع بعد الفرق، بين الإعلام والعولمة، والرسالة الهادفة.
فالطريقة التجانية، هي الحياة بأسرها، والحياة هي الطريقة التجانية في أسرارها. تلك هي العلاقة الجدلية بين الحياة والتجانية فمدار رحاها هو الإنسان، والهمة من أجل السمو الروحي، ومن أجل حياة أفضل، فكان عنوانها العريض هو الهمة، فجاء في مقال سيدنا الشيخ رضي الله عنه :"همة الإنسان قاهرة الأكوان"
وتختلف الطريقة التجانية عن بعض الطرق كونها منفتحة ومنسجمة تجتمع فيها المادة بالمعنى، فهي طريقة شكر النعم، تملك تكوين أجيال على درجة عالية من قيم الإيمان، والصدق، والنزاهة، والرحمة، والعدالة، والحرية، والفعالية في العمل، وذلك حلم الإنسان اليوم.

2- تاريخ يعيد نفسه:

إذا كانت الطريقة التجانية قد ظهرت في وقت انتشرت فيه الدعوة البهتانية، وعمت ظاهرة الاستدراج، وانتشرت فيه الزوايا وكانت في الزاويا خبايا، فعم الظلام وانتشر الطيش واشتاقت الأنفس إلى النور، فتعددت الخلوات وتفنن الرجال في الأذكار وصياغة الأحزاب وانتشرت ظاهرة المشيخة، فادعى كل ليلة حتى انفلق النور في وسط الظلام فتبين الرشد من الغي، فكانت طريقة القوم فتسابق إليها الرجال العظام بأقدامهم الراسخة في العلم والزهد والتقوى، فجاءت الهمة العالية والهداية الربانية لتوطد تلك المسيرة المليونية التي انطلقت من الصحراء إلى السفان، فكان رمزها السبحة والسيف وأصبحت فيضة ستعم أهل البسيطة، وكما يصرح الوالد الحاج محمد خليفة نياس الكولخي السنغالي في كتابه الكبريت الأحمر:

عمت فيوضـــات هذا الشيخ سيدنا °° أهل البسيطة أهل البــدو والحضري

فـــي الصين والهند أسرار الطريقة °° مع أنوار في رجـــال كمل غرري

في الشرق والغرب والدنيا الجديدة مع °° أفق السماء كضوء الشمس والقمري

ليس التميز بالملبوس شيــــمتهم °° وفي فناء فناء رتبة الستـــــري

فالمـــلك مع ملكوت الله فاض بها °° وفاحت الأرض من فيضانه العطـري

من شم فيحة هذا الفيض نال هــدى °° كما ينال صفاء القلـــب من كدري

أحـــي الإلـه به موت القلوب فما °° قلـــب به غير مشروح ومبتشري


فكان لها رجال تعد لهم المزايا العظام فعمت حواضر الطريقة أنحاء الأرض .
فتماسين هذه نار على علم واسم مستعار لعدة مدن وقرى، ولتماسين أخوات كعين ماض وأبي سمغون، والشلالة، وفاس، وتونس، وشنقيط، وكولخ، وتواون. وأشير بالبنان إلى سيدي علي التماسين، وسيدي علي حرازم برادة، والشيخ محمد الحافظ، والشيخ عمر الفوتي، والحاج عبد الله انياس، والحاج مالك سي.
أولئك الرجال هم آباؤنا فما أشبه الليلة بالبارحة، فالتاريخ يعيد نفسه مرة أولى في صورة مأساة ومرة أخرى في صورة ملهاة .

3.زوبعة في فنجان:

فالعالم اليوم حائر يبحث عن عصى النجاة في بحر أمواجه مترامية، فاعتقد البعض ولمدة من الزمن في الحل المادي للأشياء، وأن التيه والبؤس سببه الفقر فتهافت الفلاسفة وهام وراءهم البشر فجرى الحديث عن المادة الجدلية والتاريخ الجدلي، فجاءت أطروحة ماركس، فقيل عن المرحلة البدائية والإقطاعية والرأسمالية والإمبريالية، فنشر لها الأعلام وقيدت لها "البرافدا" وأذيع وصور فيها ما دار بالكرة الأرضية شرقا وغربا حتى حسبه الظمآن ماء فإذا هو سراب، ثم انهار حائط برلين العظيم، وانكسر إيوان السفيات الكبير، وجدار الصين، وغابات كوبا وهافانا، وقيل عن نهاية التاريخ، لأن العالم لم يعد إزدواجيا.
وجاءت الرأسمالية لتفتخر على العالم والحضارات وادعت أمريكا والغرب بأنها اللبنة التي بها تم بناء الهيكل وأنها الفرد الجامع والقطب الأوحد.
فانتشرت غنوة الديمقراطية والحرية والليبرالية وشاعت الممارسات المنافية للقيم والأخلاق ليصبح العالم عالما بلا قيم، الوسيلة فيه والغاية هي السلعة، والقانون هو العرض والطلب فعادت المادة في ثوب آخر، فظهر شكل جديد من الإعلام القائم على الأقمار الصناعية فأصبح الكوكب الأرضي قرية صغيرة فسادت الأصوات والصور والكتابات من خلال "النيت والسات والمحمول"، فملأت تلك الأوعية بإعلام دعائي يحول الإنسان حيوانا يلهف، والمادة صورا متحركة جذابة.
إلا أن أمريكا المدعية بأنها تملك الأمن والأمان وأنها المؤمنة ولا غيرها، انهار عليها جدار منهاتن وجدار البنتكون والأبيض، وأصبح الغرب خائفا يترقب.

4- حتمية الفجر المرتقب:

وفي الوجه الآخر، صورة ضبابية اختفت من شدة الظهور فهي البقية الباقية والسر الأعظم والرحيق المكتوم.
وفي بدء الخليقة دارت الحياة في البحث عن المطلسم فكانت مأساة التاريخ.
في حقبة من الزمن اعتقد الجن بالمادة فعبدوا النار واعتبروها غاية، فأهملت الروح والمعنى على حساب الأجرام والأجسام، فملئت الأرض جورا وظلما فعم الفساد وسفكت الدماء.
وفي الطرف الآخر، كان التسبيح والتقديس فلجأ إليه الجن مضطرين فكانوا في صف الملائكة المقربين، فأراد الله ما أراد، فكان الاستخلاف، وتم الاختيار من حيث لم يحتسب.
فالطينية الهائمة هي التي تحظى بنفخ الروح فيها وبشرف السيادة، فبدأ الصراع بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وقامت الحجة بالعلم: (وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاءَ كُلَّهَاَ)، فكان الإعلان عن حياة ضنكة على ظهر الأرض، مسرحا شاقا ولذيذا في آن واحد، فجاء دور الرسل والأنبياء والأولياء، إلى أن ختمت الرسالة والنبوة والولاية، فبدأ الترقب والانتظار والتمسك بالتام الأسقم وسار على الدرب رجال عظام منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
هذا التاريخ بمراحله الثلاث: الرسالة والنبوة والولاية، تجتمع مرة وتفترق مرة أخرى: فكل رسول نبي وولي، وكل نبي ولي، وكل ولي ولي، فيبقى المدد والفيض، فيستقر الإنسان في أسمى الرتب وأعلى المقامات لكونه عبد الله فسبحان الذي أسرى بعبده).
ففي المقابل التاريخ الجدلي الذي لا يستقر على حال لأن من المحال دوام الحال: صعودا وهبوطا، ونعمة تتحول إلى نقمة، أزمات في الأصعدة بدءا بالغذاء وصولا إلى المصاريف مرورا بالاقتصاد والسياسة، فأين المفر؟.
تتضح الأمور كلما اقترب الفجر فيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الليل، فالمادة العارضة الزائلة لا تصلح أن تكون غاية، والمخلوق لن يكون خالقا، فأنصار الدعاية مخطئون مهما كبرت وتطورت أبواقهم، وتعددت مدارسهم الدعائية، التي انطلقت من اختبارات على الحيوان، فجاءت أطروحة بافلوف، وأطروحة جون ديوي، وأخذ الخطاب والرسم ساحة دعائية، وإن من البيان لسحرا.
إلا أن الملل من التكرار يفقد السحر مفعوله فتعود الأمور إلى طبيعتها،ويتجدد الطلب إلى روح تدب في الجسد الهامد وإلى حياة لها طعم يستقر فيها الانسان بإنسانيته، فتصبح لحظة الانتظار جادة وماسة، فالكل يحدق إلى إعلام يحمل في طياته رسالة هادفة، وهذا الطلب لا يتوقف على بقعة دون أخرى فالشوق إلى بديل يحيي القلوب ويرفع المعاني، قاسم مشترك، ولهذا وجدنا الشعوذة والأوهام والداعاوى البهتانية والتفنن في الطقوس والكهنوتية تنشر،كأن الدين جزء من المتاحف العريقة،فالكل يقف حارسا على تراث القدامى، فلاق ترداد الآية الكريمة : إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ).

5.التجانية تتوج العولمة والإعلام :

كانت العلوم في وقت من الأوقات حبرا على ورق فاكتظت حواضر الشرق واهتزت بغداد وانتشرت المحافل العلمية وكان التفنن في العلوم والفنون هو طريق الشهرة والغناء،فتسابق قوم إلى تلك الظاهرة التي ملئت الآفاق والأبعاد، فخرج رجل يشار إليه بالبنان لعلمه الوافر وفنه الغزير، فاعتكف الغزالي عقدا من الزمن ليخرج بعناية ربانية وبمعية مع الروح القدس فأعلنها:"إحياء علوم الدين".
فصرخة الامام الغزالي ملأت الآذان وأيقظت النيام، وكانت صحوة بعد سبات فسبق بها الغرب الذي اقتبس منه الشك المنهجي، وانتحل من الحلاج "الأنا" الدال على الذات وعلى المسؤولية، فكانت الركيزة التي انطلق منها ديكارت والكارتيزيانية لتعلن عالما يحذى حذوه في العقلانية والموضوعية، فتلك بضاعتنا بصماتنا دلت عليها.
وتاريخنا الاسلامي في الغرب دل علينا، فرجال التصوف الذين وقفوا برجليهم الإثنتين جامعين بين العقل والايمان، تركوا أثارا جمة مما ينفع الناس، فجابر بن حيان وابن سينا وعدد كبير من القوم قطعوا البرهان على حيوية وجدية طريق القوم على أنه حياء وحياة، وإكسير يحول الحديد ذهبا والحجر جوهرا.
وجاءت رسالة التجانية تتويجا للمنهج الصوفي، فأصبح العسير يسيرا، والنادر وافرا، فانفلق الصبح وانكسرت الأقفال في الفاتح الخاتم، وطريقة الناصر الهادي، فربى رجالا بلا خلوة وارتفعت الهمة، واجتمع الفناء مع البقاء (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا).
ففيضة أبي العباس أحيت القلوب وأرقت النفوس فهي (كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين).
إذا كان الوعاء قد اكتمل، والأرض قد هيأت، والأمثال والعبر قد عمت الأرجاء، فلم يبق إلا الجوهرة التي من أجلها أعد الوعاء وهيئت الأرض وضربت الأمثال، فالعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما.
فهذا التطور التكنولوجي الذي حول العالم إلى قبضة يد ليس وليد صدفة، وليس غاية في ذاته، ولكنه حاجة في نفس يعقوب، وفي مثل هذا يقول الوالد الحاج محمد نياس خليفة الكولخي السنغالي عن صلاة الفاتح لما أغلق، في كتابه الجيوش الطلع بالمرهفات القطع.

ورب حكم قد أنيط بسبب °° تأخر الحكم لذلك السبب


6- عودة إلى ذي بدء:

فالرواد الأوائل من رجال الذوق والوجدان الذين جمعوا بين الحقيقة والشريعة وبين العلم والايمان قد حولوا الأندلس إلى جنات تجري من تحتها الأنهار: بقطوفها الدانية، ورجال على الأرائك ينظرون، فكانت العلوم والفنون مصرحا يهيم فيه المجاذيب فأرسلوا النفس على سجيّتها، إلى أن دارت الأيام دورتها وشاءت المقادير مآربها، فتغيرت أنفس قوم، فتحجرت بعد أن لانت وتزمتت بعد أن تغنت حولها الطبيعة فصار الشاذ هوالقاعدة، والفراغ هو الأصل فانقلبت الأمور رأسا على عقب، فالحديث عن المحرمات أصبح سائدا وجاءت العصا الغليظة لتمتد على كل الرؤوس فغاب التسامح، والاحترام فضاقت الأرض بما رحبت إلا أن جاء يوم الجلاء، فقامت الساعة وزلزلت الارض زلزالها، وكان يومها الغرب كله على موعد مع السماء التي هبطت فجأة، فعمت الحسرة، وبقيت الأطلال، وكانت الثكلاء كالنائحة فبقي ذكر الحمراء وأخواتها مع أخوات كان. عاد الدين غريبا كما بدا، وعادت الصحراء الوعاء الوحيد الذي يليق بالإسلام، فصارت هذه الحضارة الراقية نائمة تحت الرمال تنتظر يومها وساعتها الموعودة، فأصبح الغريب غريبا حتى بين ذويه فكثر الجدل والنقاش عن النفاس، والمسلمات، فالبعض يطنب في أن السماء فوقنا، والاخر في أن الأرض تحتنا، فأصبح الشرك والبدعة هي العملة المتداولة وكأني بأبي الحسن الندوي وهو يقول: "ياعباد القصور رأفا بعباد القبور". نكتة كان لها أن توقظ من هو في سبات عميق لكن لاحياة في من تنادي. وجرى في خراسان عجبا قصة مع شيخ تجاوز ثمانين حولا لا أب له يسأم فجاء فجاد بفيضة ابن العربي الحاتمي.
وكانت صفحات أخرى في أرض الأولياء والأنبياء، ما بين النهرين، الذي تحول إلى ما بين النارين، وبقيت كاظمة الغيظ اسما لمسمى.إلا أن الناقور لا يزال معلقا لم ينفخ فيه، والسبحة بين الأصابع تداعب لعلها يوما تروي قصتها الظريفة .فالنفس بمراتبها الثلاث: ومراحلها السبع لا يوقظها إلا من عاناها، فالنفس اللوامة، والأمارة بالسوء، والمطمئنة، قد اختلطت في سلك قيدها، والنفس الدنيئة والزكية والراضية والمرضية حالها الغبار إلى أخبار.
دارت البحوث عن فك اللغز، ورفع النقاب وكشف الغمة، وسئل عن السفينة، والغلام، والجدار، والكنز الذي تحته، الا ان الحوتة قد نسيت عند مجمع البحرين، العذب الفرات، والملح الاجاج، هناك البرزخ المكتوم والخاتم الاعلى.
فاحياء الدين ينتظر النفس المطمئنة، فهل من مدكر؟ فاذا كان الحاوي هو الاعلام والعولمة فان المحتوى هو النفس المرضية، فالشكل في حاجة الى مضمون، والسر يسري بالاجابة، والوسيلة إن سخرت من أجل الغاية كان العرض والطلب وجهي عملة واحدة.
إن العالم اليوم بمثابة كعبة تم بناؤها ولم يبق منها سوى لبنة ليكتمل البناء، ويتم الصفاء، وتعم المروءة، ويقترب المنى، وتعم المعرفة، والإفاضة.
تلك هي رسالة أبي العباس أحمد محمد التجاني الحائطة بمركز الفهوم والمعاني.
فالإعلام في حاجة إليها حتى تدب فيه الروح ويكون له طعم فيخرج من الهرم المقلوب ومن كون الحبة قبة، والقطار المتأخر، والشخص الذي يعد الكلب، فتنتهي المغالاة والغلو فتؤخذ الأمور بقدر وتدفع بقدرة.
وعودة إلى حيث تشرق الشمس أقول مع الوالد الخليفة الحاج محمد في كتابه: "الكبريت الاحمر في مدائح القطب الأكبر مولانا أحمد التجاني".


قد أشرقت شمس السماء وقت °° الضحى فتنورت آفاقها بضياء

وجلت دجـــى ليل بهيم دجنة °° فتراكمت أنـــوارها ببهاء

حتــى رأى كل الورى أنوارها °° تجلو عن الأبصـار كل غطاء

فغدا يهيم بحسنــها من لم يهم °° وسلا المحـب معاهد الحوراء





إلى أن قال:

عمت جميع الخلق فهي لهديها °° ولنورها كالشمس في الأضواء

وبعين ماض كان بدأ شروقها °° وبفاس قد سطعت على الأرجاء

ياقــوتة ما مثلها من جوهر °° برزت بحضرة مــالك النعماء




إلى أن قال:
شيخ المشايخ أحمد بن محمد °° فأولئك الاشراف هم آبائي

حـاز الكمال من النبي وراثة °° عين الكمال ومنبع العلياء

قوم كـرام لايخيب جليسهم °° نالوا العلى من واهب الآلاء

ولـه الكمال وراثة من جده °° عين الكمال ومركز الأضواء

شيخ المشايخ كاملا من كامل °° من حل فوق النسر والعواء

وأقامه رب الحقـــائق برزخ °° افيضانه يجري على الكبراء



اللهم عجل فرج الغوث الممد، والمتصرف في الأكوان أجمعها، وصل اللهم على سيدنا محمد الفاتح، الخاتم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم، صلاة تفتح بها أبواب الرضى والتيسير، وتغلق بها عنا أبواب الشر والتعسير وتكون لنا بها وليا ونصيرا.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

ابو طلال
12-02-2017, 11:22 PM
جزاكم الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناتكم

ذكوان
14-02-2017, 08:34 AM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

بهاء الدين
22-02-2017, 07:04 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

محب التيجانية
23-02-2017, 09:16 AM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

ابراهيم الدالى
27-02-2017, 05:10 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

ابو مصعب
11-03-2017, 04:03 PM
جزاك الله خيرا

يزيد الاسيوطى
17-03-2017, 01:59 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

اسامه العشرى
22-03-2017, 04:27 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

المعتز بالله
25-03-2017, 08:39 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

مروان التيفاشى
28-03-2017, 08:33 PM
مشكور وجزاكم الله كل خير

عبد الله
05-04-2017, 07:45 AM
جزاكم الله كل خير على الافادات والمعلومات القيمة

ابو على
12-04-2017, 02:29 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

كريمة
20-04-2017, 10:19 PM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

جابر عبد الله
22-04-2017, 10:15 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

طلعت شكرى
26-05-2017, 10:01 PM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

هشام حسن
14-06-2017, 05:01 PM
جزاكم الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناتكم

مركوش
26-06-2017, 06:46 AM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

عسران الجيار
27-06-2017, 06:41 PM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

قمر الزمان
23-07-2017, 07:27 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

فهد الهاجري
03-08-2017, 08:22 AM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

رحيمو
07-08-2017, 11:08 AM
شكرا جزيلا لك

جمال الرصافي
17-12-2017, 05:30 AM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

وصفي السليماني
18-12-2017, 03:42 PM
بارك الله فيكم

ابو حاتم
19-12-2017, 04:48 AM
مشكور وبارك الله فيك على الطرح والافادة القيمة

غزوان المالكى
21-12-2017, 06:53 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

الفرغل ابو الرجال
22-02-2018, 09:52 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

حمدى زاهر
03-03-2018, 03:34 PM
مشكور وجزاكم الله كل خير

صالح
28-06-2018, 05:37 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

يمانى عزوز
03-07-2018, 03:34 PM
جزاك الله خيرا