المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بدائع العطر النافح بذكر فضائل صلاة الفاتح -جزء2



خالد الطيب
15-02-2017, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم

الفصل الثاني : في ذكر المرتبة الظاهرة


أعلم أن الشيخ رضي الله عنه أنه قال: اعلم أنه صلى الله عليه وسلم أمرني أن أفصح وأبين عن حكم المرتبتين الظاهرة والباطنة في صلاة الفاتح لما اغلق وعن المرتبتين الظاهرة والباطنة في الفاتحة بنية الاسم الأعظم، فها انا ممتثل أمره صلى الله عليه وسلم فيما أمرني به، ولكني أقدم مقدمة قبل المقصود تكون مهادا لاحتياج الناظر إليها إذ لا يفهم ما في المراتب الأربع إلا من عرف هذه المقدمة. وهي أن أرواح الموجودات كلها ناطقها وصامتها ومتحركها وساكنها حيوانها وجمادها كلها بالنسبة إلى الله تعالى على حد سواء وإنما اختلفت خواصها في النطق والصمت والحركات والسكون والحيوانية والجمادية بتخصيص الاهي صدر ذلك التخصيص عن المشيئة الالهية وهذا في الأرواح كلها، وإنما الاختلاف حاصل في الأجسام التي تلبسها الأرواح، لأن الأرواح كلها متحركة ناطقة حيوانية عالمة عارفة عابدة لله تعالى ذاكرة أبدا سرمدا بلا فتور. وهذا العلم كله غيب عن الإدراك البشرية والجانية لا تعلمه ولا يعلمه إلا الصديقون والأقطاب والنبيئون لا غير ومن سواهم لا علم لهم به حتى الأولياء لا يعلمونه ولا يعلمه إلا من وصل إلى مقام الصديقية فقط.ثم اعلم أن الأرواح في هذا على حد سواء حتى أرواح البشر والجن و الكفار وأصحاب الحجاب من المؤمنين فإن أرواحهم تنال هذا الأمر الذي ذكرناه ولا يعلمونه من نفوسهم لكنه مستور عنهم. فإنه أجمع أهل الكشف على أن لكل فرد من الجن والإنس في الغيب ذاتا نورانية متصلة بذات ذلك الشخص بخيط من نور، و تلك الذات النورانية هي التي تعبد الله حق عبادته في الغيب وتفعل ما تفعله الأرواح لأجل أن الروح من الجن والإنس انحصرت في قارورة الجسم وتلطخت بأوساخه فانحجبت عن مطالعة الغيب فصارت تلك الذات النورانية نائبة عنها في الغيب تفعل ما تفعله جميع الأرواح ولا علم لجميع الجن والإنس بهذا حتى علماؤهم وإنما يدركه أرباب الكشف والشهود. وليس للجن والإنس الانتفاع بهذه العبادة لأن هذه الذوات لم تخلق إلا لعبادة الله تعالى فقط دون طمع. وبذلك يتحقق قوله تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). فتعالى الله أن يخلقها لعبادته فتتخلف، ولكن طرأ على أرواح المكلفين وأجسامهم حكم القبضتين في الأزل حيث قال في قبضة: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وفي قبضة: هؤلاء إلى النار ولا أبالي. وطرأ عليها حكم قوله تعالى: ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم).و لا معارض لله تعالى في حكمه ولا منازع له في مراده في كل ما أراد بخلقه.وهذا موقف أصحاب الكشف بالغيب والعلماء بالله تعالى .ولا يستنكف عن هذا العلم وينكره إلا ظاهري جامدي على ظاهره، فهم في حجاب وسجن لا يعبأ بقولهم ولا بانكارهم. قال ابن عطاء الله في الحكم: الكائن في الكون ولم تفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته محصور في هيكل ذاته مسجون بمحيطات الأكوان.و قال صلى الله عليه وسلم: ان من العلم كهيئة المخزون لا يعلمه إلا العلماء بالله تعالى فإذا نطقوا به لا ينكره عليهم إلا أهل الغرة بالله تعالى. وبما ذكرناه يتحقق قوله سبحانه وتعالى: ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ). وهذا التسبيح صريح لا ضمني كما يظنه أهل الظاهر بل هو عند الصديقين كما ذكرنا. ثم اعلم ان الأرواح كلها لها القوة الالهية ، تجلى الله تعالى عليها بصفة كلامه. فكل روح في الكون هي قادرة على النطق بجميع ألفاظ الأكوان كلها في لفظة واحدة، وكل الصديقين يعلمون هذا ولا يجهلونه ولا يجهله إلا أهل الظاهر لأنهم يسجنون في سجن العقل. فالروح والجسد عندهم مهمى تكلم بكلمة انحجبت عن غيرها حتى يفرغ من تلك الكلمة. وعند أرباب الكشف ان الأرواح كلها قادرة على أن تذكر جميع ألفاظ الكون في كلمة واحدة فتكون تتكلم في الكلمة الواحدة بأمور كثيرة متباينة إلى غير نهاية، أدركوا هذا كشفا وذوقا. فإن الله عز وجل هو الذي تجلى في الأرواح بذلك وأقدرها عليه وليس ينكر هذا إلا من أنكر قدرة الله تعالى في الأمور الخارقة وجعل غاية قدرة الله تعالى في الأمور العادية فقط. وصاحب هذا العلم جاهل بالله تعالى او كافر وليس هذا المحل محل البحث في إيمانه وكفره وكيف يتأتى لأحد ان يغفل عن قوله تعالى: ( ويخلق ما لا تعلمون). ثم قال الشيخ رضي الله عنه: فإذا عرفت هذا فاعلم ان أرواح جميع الموجودات فردا فردا من كل ما سوى الله تعالى في كل لمحة من الزمان مشتغلة بأمور لا تنفك عنها حتى طرفة عين وتلك الأمور هي صلاة الفاتح لما أغلق وفاتحة الكتاب وجميع القرآن والاسم الذي خلقها به والاسم الأعظم الكبير والتسبيح الخاص بها. وقولنا: والاسم الذي خلقها به،إذ لكل روح اسم من أسماء الله تعالى خلقها به وبه قوامها، لا تشرك روحان فأكثر في اسم واحد فهي في كل طرفة عين تذكر هذه الأمور بتمامها. وإذا عرفت هذا عرفت ما نذكره بعد هذا. وهذا أوان الشروع في المقصود. فسلم الأمور ولا تنكر فإنا أخذناه من وجه لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بل هو في تحقيقه ووضوحه أشد وضوحا من الشمس في وقت الظهيرة صيفا.أما المرتبة الظاهرة في الفاتح لما أغلق مهمى قرآها أحد بشرطها كتب الله له فيها ان يؤخذ جميع تلك الأذكار من تسبيح وتهليل وتكبير وتحميد واستغفار وصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن وغيره من الكتب الالهية كلها مثل التوراة والنجيل مثلا من أول منشأ العالم إلى بروز تلك الصلاة من الذاكر وتجمع تلك الجمعية المذكورة وتتضاعف 6.000 مرة ثم تحسب ألسنة جميع المخلوقات من كل ما سوى الله تعالى وتتضاعف فيه تلك الجمعية بعد مضاعفتها 6.000 مرة بتضاعف أيضا على عدد ألسنة جميع العوالم من كل ما سوى الله تعالى، ثم تتضاعف مضاعفة ثالثة على قدر مرتبة كل لسان، فإن من الألسنة من ليس له من ذكره إلا مرة واحدة من كل لفظ وفيهم من له التضاعف 100 مرة في كل كلمة من كل ذكر وفيهم من له 10.000 وفيهم من له 1.000.000 إلى 10.000.000 إلى 100.000.000 إلى 1.000.000.000 إلى ما وراء ذلك مما يكثر ذكره، ثم تحسب كل لفظة على حدتها بعد التضاعف المذكور ويجري القانون في ثوابها على قدر ما ذكر في رسم الشروع من كون كل صلاة عليه صلى الله عليه وسلم خواصها في الشروع وكل صلاة بحوراء وقصر في الجنة و 10 درجات و 10 حسنات ومحو 10سيئات. والطائر الذي يقوم منها على صورة ما ذكر في الحديث يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة، وثوابه للمصلي 10 صلوات من الله تعالى ومن جميع الملائكة، وهذه الصلوات من الله تعالى في غير التي تأتي في المرتبة الباطنة، فإن تلك ليست هذه وفي كل صلاة أيضا يخلق منها ملك ينغمس في بحر الحياة ثم يخرج فينتفض فيخلق الله تعالى من كل قطرة تقطر منه ملكا يستغفر للمصلي إلى يوم القيامة.ثم في كل صلاة ثواب 400 غزوة وثواب 400 حجة مقبولة. وأما كل تسبيحة وتحميدة وتهليلة فكلها قرآن فيها ثواب القرآن. وأما ثواب القرآن في هذا فهو غير ما عند أهل الظاهر. فثواب القرآن في هذا أنه لو اجتمعت الأذكار كلها من كل روح في العالم فردا فردا من أي ذكر كان وجميع أسماء الله تعالى الظاهرة والباطنة وجميع الحسنات من جميع الموجودات في العالم فردا فردا وجميع العبادات في العالم من جميع الأرواح في جميع العالم فردا فردا وجمعت هذا الثواب الذي ذكرناه كله لم يعادل ثواب حرف من القرآن وهذا في غير الفاتحة. وأما الفاتحة فثوابها ثواب ختمة من القرآن كاملة في كل مرة، وفيها أيضا في كل مرة منها من الحور والقصور 1.000.000 حوراء يعني 1.000.000 ثم 1.000.000 أخرى ثم 607.000 . وكسر هذا العدد فيها كله كامل من الحور والأبكار ومثله من القصور وفيها ثواب قيام ليلة القدر كاملا وفيه اأيضا اكثر ما سبح به ربنا في جميع كورة العالم من جميع الأذكار كلها وجميع القرآن من كل تال ومن كل روح من كل ما سوى الله تعالى وهذا كله في الفاتحة من كل قارئ لها.والأذكار المحسوبة في كورة العالم من كل روح من أول منشأ العالم إلى وقت بروز صلاة الفاتح لما أغلق من ذاكرها. وهذا الذي ذكر في الفاتحة بعد مضاعفتها بالمضاعفات الثلاث التي تقدمت. وكل سلكة في القرآن أيضا من كل قارئ من منشأ العالم إلى وقت بروز صلاة الفاتح لما أغلق من ذاكرها تتضاعف أيضا تلك السلكة من القرآن من كل تال على قدر المضاعفات الثلاث المتقدمة ويكون ثواب تلك السلكة على قدر ما ذكرنا آنفا في ثواب القرآن عند اهل الظاهر. وخذ بجميع الأذكار هذا القياس وهذا المهيع واعمل به في المضاعفات الثلاث المتقدمة. ولا يستثنى من هذه الجمعية التي في الفاتح لما أغلق من جميع ما ذكر في الفاتحة والقرآن و جميع الأذكار إلا الاسم الأعظم وأذكاره صلى الله عليه وسلم فلا مدخل لهذين في صلاة الفاتح لم اأغلق لعلوهما عنها، لكن يحسب لسانه صلى الله عليه وسلم مع ألسنة الأكوان في المضاعفات. فإن له صلى الله عليه وسلم 124.000 لسان كل لسان من السنته صلى الله عليه وسلم إذا جمعت له آية واحدة من القرآن و تسبيحة واحدة من أي ذكر لم يعادلها ذكر جميع العالم من كل ذكر وتلاوة الفاتحة والقرآن من اول منشأ العالم إلى النفخ في الصور من كل ما ذكروه ومن كل ما قرءوه قرآنا وفاتحة ومن كل ما عبدوه من اول العالم وجودا إلى النفخ في الصور لم يعادلوا تسبيحة واحدة من تسبيحه صلى الله عليه وسلم أو آية من تلاوته فضلا عن الفاتحة. ثم من بعده صلى الله عليه وسلم كل لسان على قدر مبلغ ثوابه. فما عسى ان يكون الأمر إذا حسبت الجمعية التي ذكرناها قبل، كلها إلى لسان واحد من ألسنته صلى الله عليه وسلم وما عسى ان يكون ثوابه ذلك.فكيف إذا اضيفت الجمعية العظمى إلى كل لسان من ألسنته صلى الله عليه وسلم، فما عسى ان يبلغ ثوابها؟ و كذا لسان أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث يقول جبريل لنبينا صلى الله عليه وسلم: لو حدثتك بفضائل عمر في السماء ما لبث نوح في قومه ما نفذت فضائل عمر، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر. فما عسى أن يكون الأمر إذا تلا أبو بكر رضي الله عنه تلك الجمعية كلها بلسانه وكان ثوابه فيها على قدر رتبته وأعطى ذلك كله لصاحب الفاتح لما أغلق في كل مرة فما عسى ان يكون ثوابه. وكذا في الملائكة العالين الذين هم وراء العرش إذا ذكر كل واحد منهم تلك الجمعية بلسانه 6.000 مرة، وهم أبعد من أبي بكر الصديق رضي الله عنه بكثير لا حصر له وكذا ان تلا كل لسان من ألسنته صلى الله عليه وسلم تلك الجمعية ب 6.000 مرة فما عسى أن يحسب ثوابها. وكل لسان من كل نبي يتلو تلك الجمعية كل لسان منهم 6.000 مرة وهم ابعد من الملائكة العالين وهم خارجون عن الحصر والعد. و هذا الثواب كله بتمامه في كل مرة من صلاة الفاتح لما أغلق. فانظر ما جمعت من الثواب. هذا آخر مرتبتها الظاهرة. انتهى تكميل ما بقي علينا من الكلام على مرتبتها الظاهرة.ثم اعلم أن عدد الأرواح لا يوقف له على غاية، لأن عدد العوالم الالهية 8.000 عالم ، العرش بكل ما فيه عالم واحد من هذه العوالم وفي جوفه الكرسي والفلك الأطلس وفلك الكواكب الثابتة والمساوات السبع والأرضون و الجنة والنار وكلها مملوءة بالمخلوقات. وأرض السمسمة واسعة جدا لو وضع العرش فيها بجميع ما في جوفه لكان كحلقة ملقاة في فلاة وهي مملوءة بم.ا لا يحصي عدده إلا الله تعالى ثم هي كل مقدار طرفة يتزايد الخلق فيها تزايدا لا عدد له منذ خلقت إلى الأبد وأهلها لا يموتون وكل من خلق فيها بقي إلى الأبد . وأول نشأتها حين كون الله طينة آدم عليه السلام ومن حين انشاها الله تعالى والخلق يتزايدون فيها تزايدا لا يقع عليه عدد من كثرته، وفيها من أعداد عوالم المخلوقات ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى. وهي على هذا المهيع إلى الأبد وكل أهلها مع 8.000 عالم بجميع ما فيهم من المخلوقات داخلون تحت حيطة الفاتح لما اغلق. وأهل أرض السمسمة مجبولون على تعظيم الله عز وجل وعبادته، وزمانها مخالف لزماننا منذ خلقت فإن مقدار اليوم عندنا تمر عليهم فيه سنون وفي كل نفس يحدث الله فيها من الخلق ما لا يعلمه إلا الله تعالى وفي كل نفس يحدث الله تعالى فيها عوالم يسبحون الليل والنهار لا يفترون مثل الملائكة، وهكذا إلى الأبد بلا نهاية.ثم في عالمنا وغيره، كل ذرة على انفرادها لها روح لا تفتر عن ذكر الله تعالى ولا عن عبادته من حيوان وجماد حتى اوراق الأشجار ورقة ورقة حتى الحصا والرمل والهباء فردا فردا وحتى قطر المطر فردا فردا حتى حبوب المأكولة وغير المأكولة فردا فردا . و كلما هلك من اجساد هذه المخلوقات بموت أو هدم او اكل، بقيت أرواحها لا تفنى لأن الأرواح خلقت للأبد، فهي على حالها منذ خلقت لم تفتر عن ذكر الله تعالى بالأمور التي ذكرناها وكذا من المخلوقات التي لها أرواح الحروف المكتوبة فما من حرف يوضع في محل أي محل إلا ألبسه الله تعالى روحا جديدة تذكر الله تعالى بتلك الأذكار التي قدمناها وكذا آثار الأقدام في المشي وكذا آثار العيدان في الجدران والتراب إذا حركتها الرياح كل فرد من ذلك له روح حيث انطمست تلك الأجسام بموت او هلاك بقيت أرواحه إلى الأبد لا تفنى بفنائها.فانظر في هذا كم في الأشجار من أوراق متجددة في كل عام وحبوب متجددة في كل عام بل وجميع ما يصور الخلق من الأواني عودا ومعدنا ونحاسا أو غيره او طينا او أجرا او زليجا او دورا او جدرانا، كل شيء من ذلك له روح حكمها حكم ما تقدم ذكرا وبقاء إلى الأبد لا تموت بموت جسدها وهدمه. وهذا كله من منشأ العالم إلى الأبد منسحب عليه هذا الحكم. ثم كل تلك الجمعية العظمى التي تقدمت في أول المرتبة الظاهرة تتضاعف على عدد هذه الألسنة في جميع العوالم ثم في 6.000 اخرى ثم في مراتب الذاكرين كما قدمنا. فإن مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر تلك الجمعية كلها، كل كلمة منه لا يقدر قدرها في الثواب ولا يحصى ثوابها من كل من كان من الأنبياء له لسان واحد ومن كل من كان قطبا فإن كل قطب من الأنبياء والصديقين له 366 لسان وغير القطب له لسان واحد.وانظر الملائكة العالين في عددهم وهم لا يحصى عددهم فإن السماوات السبع والأرضين السبع مملوءة بالملائكة وإن أضيفت إلى ملائكة الكواكب الثابتة كان نزرا قليلا وكذا نسبة ملائكة الفلك الثامن إلى الأطلس على هذا المهيع وأن حول العرش 600.000 سرادق والسرادق هو الصور. بعد ما بين كل سرادق وسرادق قدر مسافة السماوات والأرض وذلك 13.500 سنة وكلها مملوءة بالملائكة ومن وراء السرادقات 170.000 صف من الملائكة، وكل هذه الملائكة في ملائكة السور نزر قليل، ثم وراء العرش 70 حجابا محيطة به كإحاطة بيضة النعام، غلظ كل حجاب 70.000 عام سيرا وسعة ما بين كل حجاب وحجاب مسيرة 70.000 عام هواء وكل ذلك الهواء مملوءة بالملائكة لا تجد فيه قدر الأنملة فارغا. وبين الحجاب الأول والعرش 70.000 عام هواء كله مملوء بالملائكة ومن وراء العرش حجاب عالم الرقى. و كل حجاب فوق حجاب مثل الحجب التي فوق العرش حتى الشيخ العارف بالله تعالى السيد ابراهيم المتبولي إن كشفه انتهى إلى مشاهدة 700 حجاب وراء العرش يعني مثل الحجب السبعين في القدر والسعة. ثم عالم الرقا كله حجب مثل ما تقدم في السبعين حجابا إلى الطوق الأخضر المحيط بكورة العالم. ووراء الطوق الأخضر حجب كثيرة، بين كل حجاب وحجاب 70.000 حجاب كلها مملوءة بالملائكة وكل ملائكة الحجب من العرش إلى الطوق الأخضر إلى ما وراءه كلهم عالون و مرتبة كل ملك من العالين في الثواب كمرتبة النبي أو أقل بكثير أو تقرب منه . و لكل ملك من العالين 70 لسانا. فإذا زدت تلك الجمعية المتقدمة على كل لسان من ألسنة الملائكة العالين على كثرتهم إلى غير نهاية، كم يكون ثوابه، وهذا في كل مرة من الفاتح لما أغلق.
إلحاق:ثم من جملة ما تتلوه الأرواح ولا تفتر عنه دعاء: يا من اظهر الجميل من اول العالم إلى الأبد ثم التسبيح الذي يقدس الله تعالى به نفسه دائما. فالأرواح لا تفتر عنه. فأما يا من أظهر الجميل فذكر في الحديث أن الله تعالى يعطي ذاكره في كل مرة ثواب جميع الخلائق وهو عام لجميع الخلق في العوالم كلها من كل عابد وذاكر، فإذا كانت الأرواح تذكره من حين خلقت إلى الأبد ثم أخذت جمعية ذلك من كل روح وجمع وضوعف بالمضاعفات الثلاث المتقدمة، كم يبلغ ثوابه؟ ومثله التسبيح الذي يقدس الله تعالى به نفسه دائما تذكره الأرواح لا تفتر. وذكر في الحديث أن ثوابه في كل مرة ان يعطيه الله تعالى عبادة أهل السماوات والأرض. فإذا جمعت أذكار الأرواح بها من حين أنشأ الله العالم إلى الأبد و ضوعف بالمضاعفات الثلاث كم يبلغ ثوابه؟ و في هذين الذكرين : يا من أظهر الجميل و التسبيح الذي يقدس الله تعالى به نفسه يستغرق جميع الثواب حتى ثواب الأنبياء والأقطاب والصديقين من غير ما يذكرونه بالاسم الأعظم فلا مدخل له فيه والباقي من الثواب كله داخل و يدخل فيه ثواب أعمال قلوبهم فإن ثواب عمل الصديق بإعطاء حقوق التجليات أدبا ووظائف، لو أضيف أعمال الجن والإنس وكثير من العوالم من منشأ العالم إلى قيام الساعة ما بلغت من عمل الصديق مقدار طرفة عين وجميع الصديقين لا يبلغ ثوابهم ثواب قطب واحد. وجميع الأقطاب من غير الأنبياء لا يبلغ ثوابهم ثواب نبي واحد من أعمال القلوب وهو حاصل لكل ذكر في هذين الذكرين، فاعتبرهما في الجمعية مع المضاعفات الثلاث كم تبلغ.ثم اعتبر أعمال جميع الملائكة العالين وثوابها من حين أنشأ الله تعالى العالم إلى النفخ في الصور وهو داخل في ثواب يا من اظهر الجميل. واعتبر بقدر الجمعية التي تذكره جميع المخلوقات لا تفتر عنه من حين أنشأها الله تعالى إلى الوقت الذي ذكرت فيه صلاة الفاتح واعتبر جمعيته بالمضاعفات الثلاث من كل ملك عال كم يبلغ ثوابه.انتهى ما أردنا ذكره من ثواب المرتبة الظاهرة في الفاتح لما أغلق ونسبة ما ذكرناه من فضل مرتبتها الظاهرة بالنسبة لما لم نذكره منها كنقطة في بحر و ما ذكرنا فيها الا ما هو معلوم عند اهله. و ذلك لا يكتب في كتاب بل لا يكاد يذكر لخواص الخواص فضلا عن غيرهم. وهنا انتهى كلام الرماح .

حميد عبد الهادي
17-02-2017, 12:54 AM
مشكور اخي الله يعطيك الف عافية

تبارك
21-02-2017, 06:51 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

بهاء الدين
22-02-2017, 06:59 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

محب التيجانية
23-02-2017, 09:17 AM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

ميمونة
24-02-2017, 11:44 AM
شكرا على الطرح الطيب
اللهم صل وسلم وبارك عليه

محمد المازن
03-03-2017, 09:37 PM
شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

يزيد الاسيوطى
17-03-2017, 01:56 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

اسامه العشرى
22-03-2017, 04:26 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

المعتز بالله
25-03-2017, 08:39 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

عثمان
01-04-2017, 07:35 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

غزوان المالكى
04-04-2017, 12:56 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

شاهين
11-04-2017, 01:24 AM
شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

بيرم محمد
17-04-2017, 08:50 AM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

وليد البلوشى
19-04-2017, 07:58 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

ماجد
31-05-2017, 06:37 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

هشام حسن
14-06-2017, 05:01 PM
جزاكم الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناتكم

مركوش
26-06-2017, 06:46 AM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

عسران الجيار
27-06-2017, 06:41 PM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

سيد مختار
11-07-2017, 11:05 PM
شكرا على الطرح الطيب العطر بارك الله فيكم

رحيمو
11-08-2017, 07:57 PM
شكرا جزيلا لك

nada
12-08-2017, 06:56 PM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

تامر السيد
21-08-2017, 10:09 AM
شكرا وجزاك الله كل خير

عبد الله
09-12-2017, 07:36 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

صالح
12-12-2017, 09:25 AM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

امغار
16-12-2017, 05:09 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

ادهم
24-12-2017, 12:11 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

عزمى
01-03-2018, 09:36 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم