المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اغتنموا اللحظة



نسائم الرحمن
28-02-2017, 03:39 PM
اغتنموا اللحظة


mourchid abdellah

إن كل ما نملكه هو الحاضر . والمعيار الذي نقيس به راحة البال ومقدار الكفاءة الشخصية يتحدد حسب قدرتنا على أن نعيش اللحظة الحاضرة ؛ بغض النظر عما حدث بالأمس وما الذي يمكن أن يحدث غداً فإن اللحظة الحاضرة هي التي تحدد موقعك في هذه الحياة .

ومن هذا المنطلق يتحدد المعنى الحقيقي للسعادة والرضا في تركيز تفكيرنا على هذه اللحظة التي نعيشها .
من أجمل الصفات التي يتمتع بها الأطفال أنهم ينغمسون كلياً في اللحظة الحاضرة التي يعيشونها .

فهم ينجحون في الإنشغال بما يفعلون أيا كان ، سواء كان ذلك بمراقبتهم لخنفساء ، أو رسم صورة ،
أو بناء قلعة رملية ، أو أيا كان النشاط الذي يختارونه ليفرغوا فيه طاقتهم .

وعندما نكبر ، نتعلم مهارة القلق ، والتفكير في عدة أشياء في نفس الوقت .

فنسمح لمشكلات الماضي والخوف من المستقبل بأن يزاحموا حاضرنا ، ولهذا نصبح تعساء وعاجزين عن فعل أي شيء .

ونتعلم أيضاً أن نؤجل سعادتنا ومتعتنا ، حاملين بذلك الشعار الذي يقول إنه في المستقبل قد تتحسن الأوضاع عن حالها الآن .

فطالب المرحلة الثانوية يقول في نفسه : ” عندما أنتهي من هذه الدراسة ، فلن أكون مضطراً لأن أفعل ما يأمرونني به ،
وستتحسن الأمور كثيراً “
وعندما تنتهي مرحلة المدرسة يكتشف فجأة أنه لن يكون سعيداً إذا لم يترك المنزل ويستقل بذاته بعيداً عن الأسرة .

وعندما يترك المنزل ويدخل الجامعة يقول في نفسه :

" عندما أحصل على شهادتي العلمية سأكون حينها سعيداً حقاً “

وبعدها يحصل على شهادته ولكنه يدرك أنه لن يكون سعيداً إلا عندما يحصل على وظيفة .

ويحصل على وظيفته ذات المرتب القليل وعليه أن يبدأ من الصفر .

هل توقعت معي ماذا سيحدث بعد ذلك ؟ فهو لم يتمكن من أن يصبح سعيداً بعد كل ذلك .

وبمرور سنين ، يمضي حياته مؤجلاً لسعادته وراحة باله حتى يخطب ثم يتزوج ، ويحصل على منزل ،
ويحصل على وظيفة أفضل ، وتكون له أسرة ، ويذهب أولاده للمدرسة ، هل توقعت معي ماذا سيحدث بعد ذلك ؟

يتخرج الأولاد من المدرسة ويتقاعد عن العمل …. وهكذا حتى يموت دون أن يمنح نفسه هذه السعادة .

فقد أضاع كل حاضره في التخطيط لمستقبل رائع لن يأتي أبداً .

هل تتشابه قصتك مع هذه القصة بعض الشيء ؟

وهل تعرف شخصاً ما كان يؤجل سعادته دائماً لوقت ما في المستقبل .

فعندما نذهب في رحلة مع بعض الأصدقاء نستمتع بجميع الوقت الذي نقضيه في الرحلة ولا نقرر تأجيل متعتنا حتى نصل إلى المكان الذي نريده .

وبنفس الطريقة نؤجل قضاء أوقاتنا مع هؤلاء الذين نحبهم .
الخلاصة :

( إن الوقت ماهو إلا فكرة مجردة بعقلك )

واللحظة الحالية هي كل الوقت الذي تملكه . فلتستفد من هذه اللحظة كما ينبغي ! .

علّق ” مارك توان ” مرة قائلاً إنه تعرض لخبرات قاسية في حياته ،البعض منها حدث بالفعل على أرض الواقع . أليس هذا حقيقياً ؟

فإن تفكيرنا في :

ماذا قد يحدث غداً وكيف يمكن أن نتغلب على ما سيأتي من صعاب ؟
قد يلقينا في التهلكة ، ولكن إذا حصرنا تفكيرنا في اللحظة التي نعيشها ،
والتي لا نملك إلا سواها فلن تكون هناك مشكلة على الإطلاق .

طلعت شكرى
01-03-2017, 02:47 PM
شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

عسران الجيار
08-03-2017, 10:50 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير