المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تستخدم الجماهير لخلق الفوضى؟! – دراسة لنفسية الجماهير



نسائم الرحمن
03-03-2017, 04:18 PM
كيف تستخدم الجماهير لخلق الفوضى؟! – دراسة لنفسية الجماهير


http://2.bp.blogspot.com/-ZICviYOkkpo/T3TrgJGTSVI/AAAAAAAANSw/mADrNTUCSqE/s400/%D8%B5%D9%86%D8%B9%D8%A7%D8%A1+%D9%81%D9%8A+%D9%85 %D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9+%D8%AD%D8%A7%D8%B4%D8%AF% D8%A9+%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%AF+% D8%A8%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%82%D8%A9+%D8%B3%D8%A7%D 8%AD%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8 %B1+%D8%A8%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%85+%D9%88%D9%84%D9 %84%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8% B3%D8%B1%D8%B9%D8%A9+%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%84%D8%A 9+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B49.jpg

من المذهل كيف يمكن خلق فوضى من العدم وتركها تتفاقم بشكل آلي دون التدخل فيها، قد كنت أظن أن افتعال الفوضى والأزمات في الشعوب أمر يحتاج إلى تنظيمات هائلة للتحكم في تشكيلها وتسييرها في اتجاه يخدم من يصنعها..



إلا أنني لاحظت مؤخراً أنها لن تكون فوضى مجردة، وإنما نوع من الفوضى المنظمة لها مساحة من الحرية تتحرك فيها الأهداف وفقاً لغرائزها أو قوانينها الخاصة، لكنها بأي حال داخلة في إطار كبير لنظام تلك الفوضى.

التصرفات الغريزية للشعوب

http://ahscoldwarb.wikispaces.com/file/view/JFK.jpeg/327508532/358x248/JFK.jpeg

قبل عدة أيام، كنت في صف بإحدى محطات التزود بالوقود، وقد أدركت لأول وهلة أننا كنا وسط أزمة نقص حادة في الوقود، إلا أنني لم أجزم بالسبب الحقيقي وراء ذلك النقص حتى اقتربنا من المحطة بالسيارة، ورأيت أولئك الذين يدخلون بين الصفوف لملء أوعيتهم البلاستيكية، ومن ثم الخروج بسرعة للإتيان بغيرها أو بتفريغها وإعادة ملئها.

وكأن ذلك لم يكن كافياً، فقام البعض بحيلة أخرى على الأمر بأن يتزودوا بالوقود ثم يخرجوا لتفريغ خزان السيارة وإعطائها لشخص آخر يدخل بها في الصف مرة أخرى! وهكذا دواليك.

ولو نظرت لكمية الوقود الاحتياطية التي يقوم أولئك الناس بتخزينها مقارنة بدفعات الوقود التي ترد إلى المحطة –بغض النظر إن كانت قليلة حقاً أم عادية- لوجدت أنها العامل المساعد الأول في صناعة تلك الأزمة إن لم تكن هي مسببتها بالأساس.

ما أريد قوله هو أن ذلك الإجراء الوقائي الذي قام به المستهلكون بدافع غريزي بحت ودون تفكير، هو بعض ما كان يذكره جوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير، فجماعات الناس تتحرك بدون تفكير منطقي يحكم تصرفها ويوجهه، على عكس الفرد منهم إذا كان بمفرده.


الحلول الكبيرة

وأعتقد أننا يمكننا تجنب تلك المعضلة عن طريق حلول على مستويات كبيرة، فنحن نحتاج الإعلام في ذلك، كما نحتاج وزارة التربية والتعليم أيضاً، مدعومين من التوجه العام للدولة.

فمثلاً تستخدم أدوات الإعلام المرئية والمسموعة على السواء في التلفاز والراديو وقنوات الدولة الرسمية، وصولاً إلى إذاعة داخل محطات الوقود نفسها، أما الإرشادات المكتوبة فإنها لن تغني ولن تسمن من جوع في تلك الأوقات الحرجة، من لديه الوقت في تلك الأزمات لكي ينظر إلى ورقة مكتوب عليها تنبيه ما!؟

كما يجب أن تؤصل تلك الأفكار في التربية الموجهة للنشّأ الصغير في المدارس، عبر طرق عملية يتفاعل فيها الطلاب مع بعضهم في حالات واقعية، فلا يجوز مثلاً أن يتعلموا تلك القواعد في غرفة الدرس ثم يتقاتلون أيهم يصل أولاً إلى نافذة توزيع الوجبات في المدرسة!

وإن من أثر تلك الطريقة أن تجعل المجتمع كله يدور في فلك الاتجاه الذي أقصده، فالطالب يخرج من مدرسته ليجد التطبيق العملي لما يدرس في محطة الوقود التي تزود منها والده في طريق مرورهما على السوق قبل عودتهما إلى البيت.

كيف قاد كينيدي أمريكا إلى القمر؟


وأعتقد أن أحد تلك التطبيقات العملية كان أيام جون كينيدي، حينما أعلن في كلمته الشهيرة بجامعة رايس عام 1962 أن هدف دولته خلال عشر سنوات هو الهبوط على سطح القمر! ولكي يتحقق هذا الهدف سخرت الولايات المتحدة إمكانياتها كلها لخدمة هذا الهدف، فأعدت مناهج التعليم إعداداً بحيث يخرج بعد عشر سنوات أناس يصعدون إلى القمر، وسخرت آلة الإعلام لتزين هذا الهدف للناس وتحضهم على المضي قدماً في كل سبل تحقيقه بالمال والأنفس، وسخرت إمكانيات الجامعات والمصانع لتعد مركبات تخترق الغلاف الجوى لتصل إلى القمر، حتى تم لهم ما أرادوا.

فلم يترك الأمر هنا لإرادة الجماهير لتتصرف كيف شاءت، بل وضع في يد إدارة حكيمة ذللت السبل بكل طريقة ممكنة، بغض النظر عن حقيقة تزييف أمريكا لهبوطها على القمر من عدمه، فالشاهد هو أسلوب التفكير الذي قلب الأمة رأساً على عقب من أجل هدف واحد، ربما يحسن أن أقول أنه أوقفها على قلب رجل واحد.


فوضى التعليم


مثال آخر على الفوضى التي يمكن للجماهير أن تحدثها إذا ما تركت بيدها مقاليد كل شيء بدون إدارة يظهر في نسب الالتحاق بالكليات كل عام، فنحن نرى التهافت العجيب على دراسة الطب والهندسة في مجتمعنا العربي لمجرد المظهر الاجتماعي وخدعة تأمين المستقبل، وكأن الله لا يرزق إلا الأطباء والمهندسين!

ونتيجة لذلك نرى الواقع الذي نعيشه من حولنا يتبدل بصورة عجيبة، فبين متسرب من الدراسة ولاجئ للمخدرات ومنتحر بسبب فشله في الالتحاق بأحد المجالين! إلى خريجين لا يعرفون سبباً لالتحاقهم بتلك المجالات إلا رغبة آبائهم، ونتيجة لذلك أيضاً لا تجد إبداعات أو اختراعات تغير مجرى البشرية كما يحدث كل يوم في الدول الغربية، وأكثر منها في الدول الشرقية!

أخبرني أحد المهندسين أن قسم الميكانيكا في الهندسة لقي رواجاً في الثمانينات في مصر، فصار الشعب كله يدفع أولاده لدراسة ذلك المجال، حتى وصل خريجو ذلك القسم آنذاك إلى أعداد رهيبة، والنتيجة؟ لا شيء! صفر على الشمال.

لم يخترع أحد منهم شيئاً أو يبتكر أو يضف جديداً إلى المجال، كلهم خرجوا ليعملوا “موظفين” فقط! تلك هي النتيجة التي نحصل عليها عندما نترك أمراً مهماً مثل مستقبل الأمة في يد الجماهير تتصرف فيه كيف تشاء.

والحل في رأيي كما ذكره مهندس يعمل في إحدى الشركات التي تخدم الآلة العسكرية، أنه لا بد لبناء دولة حديثة، أن توجه حتى مجالات الدراسة في هذه الدولة توجيهاً يسد حاجتها ثم تنطلق في مجالات مرتبة ممنهجة، فمثلاً إن هندسة المواد أو الميتالورجي هى المرحلة رقم صفر قبل أي شيء..

فهي التي تحدد أي المواد أنسب للبناء، وأيها أنسب لصناعة أنابيب الصرف وكابلات نقل الكهرباء، وأي المواد التي سوف تستخدم لاحقاً في الشرائح الإلكترونية تتحمل درجة حرارة مناسبة للتشغيل، وأيها أقل مقاومة لسريان التيار…. إلخ.

فليس المقصود هو أن تلتحق بكلية الهندسة أو العلوم أو الطب أو الصيدلة فقط، هذا تفكير فردي قاصر قائم على مبدأ أنا ومن بعدى الطوفان. يلتحق الطالب بتخصص معين تحت وطأة إرادة والديه لأن هذا التخصص مثلاً له مجال عمل واسع في المكان الفلاني، أو لكي يحصل على وظيفة في نفس مكان عمل والده، أو تبعاً لمجموع درجاته فى السنة الإعدادية لهذه الكلية!

حدثني أحد الذين تخرجوا من الهندسة قبل عدة سنوات أن والده أصر أن يدرس قسماً معيناً يلقى رواجاً في أحد البلاد العربية، وإلا فإنه سيتوقف عن الإنفاق على تعليمه!

إن الحصيلة التي تعود على الفرد جيدة في غالب الأحوال، وهذا ملموس مشاهد، أما تلك الحصيلة التي تعود على أمة كاملة وتنتج من هكذا تفكير هي ما نراه الآن من …، حسناً إن لك بصيرة أيها القارئ الكريم تكفي لكي تنظر إلى دولتك وتحكم عليها مقارنة بالدول الصناعية الكبرى، أو الصغرى!

يقول نفس المهندس السابق أن الدولة ينبغي أن تسخر مواردها وإمكانيات جامعاتها لتخرج لها عدداً معيناً من قسم هندسة المواد لمدة خمس سنوات مثلاً، ثم تنظر أي المجالات التي ستشرع في العمل فيها سواء كان بناءً أو صناعة أو زراعة، وتقوم بنفس الخطوة السابقة مع هندسة المواد. هذا التفكير السليم هو ما وضع الدول الصناعية الكبرى في مكانها الذي لا يخفى على أحد!

الخلاصة


لكي لا تظن أن هذا المقال موجه لمجال التعليم فحسب، وإن كانت أهميته تطغى على تفكيري، إلا أنني أستطيع ختم المقال باقتباس كلام كريستوفر نولان على لسان شخصية الجوكر:

ادفع بالقليل من الهرج، أربك النظام القائم، ليصبح كل شيء فوضى!

فيحاء
05-03-2017, 05:20 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

تنسيم
07-04-2017, 11:19 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات والافادة