نسائم الرحمن
04-03-2017, 02:53 PM
الموضة والعوامل المؤثرة فيها ..
اعداد : حصه سعود الفهيد
http://www.paaet.edu.kw/FutureMakers/FutureMakers26/FM1-26-2010/pics/14.jpg
الموضة هي ذلك الأسلوب المنتشر السائد في أمور وأشياء من شأنها أن تخضع للتغيير في الشكل والهيئة والطراز، وهذه الطراز تظهر وتختفى في ميدان الملابس والتزين والتجميل والهندسة والموسيقى .. الخ.
كما تعرف بأنها الأسلوب الجديد، أو مجموعة من الطرز في الملابس، أو إضافة لمسات زخرفية للملابس خلال فترة معينة في موسم معين .
كما تعرف بأنها العلاقة الوطيدة والمتبادلة بين الجسد الانساني ولباسه
ومفهوم الموضة في قاموس الأزياء هو الاسلوب الشائع في وقت معين وتعني الأناقة أو السعادة أو حتى القبح (الرديء) , والموضة أسلوب من التعبير في أي فن , وتظهر بوضوح في الملابس , في الاتزان أو الخط أو اللون .
كما يمكن أن تكون الموضة هي المقياس الذي نحكم به على الناس , وكلما زادت معرفتنا عن اتجاهات الموضة كلما زادت دقة حكمنا , فنحن نقوم بتصنيف الملابس التي يرتديها الناس بأنها أكثر أو أقل مسايرة للموضة أو أكثر أو أقل عصرية , فهي تؤثر بشكل الملابس وألوانها وكذلك القوام الذي يتناسب معها
فالموضة من وجهة نظر علماء الاجتماع هي ظاهرة اجتماعية تعني الممارسة التي تستسيغها الجماعة وتتقبلها عن اقتناع خاص أو تقليد للأخرين فتنتشر بين كثير من الافراد . ومن الناحية الاقتصادية فإن مفهوم الموضة كما عبر عنه رجال الاقتصاد يمثل عنصراً صناعياً يميل دائماً للتجديد , بمعنى أنها غير مستقرة وغير دائمة . ومن وجهة نظر علماء النفس فالموضة لها سيطرة على أغلب الناس في مجتمعنا الحديث ولها سحر ينفذ في نفوسهم لأنها تنطوي على أراء وجاذبية يتعلق بها خيالنا وإحساسنا .
دورة حياة الموضة :
لكل موضة دورة حياة وكأنها كائن حي فتولد الموضة عندما يبدأ الفرد في ارتدائها ، وتنضج وتزدهر عندما يبدأ كثير من المشاهير في ارتدائها وتبدأ في الذبول حينما تنتشر وتصبح شعبية(Popular fashion) وتصبح موضة قديمة (old fashion) عندما لا يقبل عليها الناس أو عندما تدور عجلة الموضة بسرعة فإنها تمثل بدعة Fad سرعان ما تزول .
إن مستهلكين الموضة الحالية متعطشون إلى كل ما هو جديد من الموضة للفترة التي يعيشونها , وبمرور الوقت يقبل الموديل عن طريق أغلبية المستهلكين , ويكون بعدها في طريقة الهجر والقدم بعد مضي وقت من الزمن وهو أيضاً يرفض من الأفراد الذين تقبلوه في البداية .
ولقد سئم الناس من التصميمات التي تتحرك ناحية الجمود ولاتعرض شيئاً جديد أو مختلف أو أفضل من السابق .
كما نجد اليوم أفضل محلات الموضة تبيع المتبقي من هذه الملابس المرفوضة من قبل المستهلكين بطريقة ذكية للبيع وبجهود متقدمة ليتخلصوا من السلع المتبقية بسرعة مستخدمين مصطلح Quik Change) ) وهو ما يعني التغير السريع لمزاج المستهلكين والذي يقودهم إلى نتائج إيجابية .
http://3.bp.blogspot.com/-2DhSTChAWZw/VkzqeB0wmFI/AAAAAAAAAjo/5tsYq_sy8Vs/s400/111.jpg
رسم بياني لدورة حياة الموضة .
اسباب إنتشار الموضة :
1ـ أن ما يميز أكثر الموضة هو التغير والتجديد وعدم الاستقرار والثبات .
2ـ سرعة انتشارها بين جميع فئات المجتمع خاصة لدى الفئات التي تتمتع بالنفوذ الاجتماعي والاقتصادي .
3ـ ارتباطها بالمظاهر والكماليات مما يجعلها ملفتة أكثر للانتباه والإعجاب , وتتمتع بها الطبقات العليا من المجتمع .
4ـ تنتقل أفقياً بين الافراد والجماعات وتختلف درجة التأثير بها لما يتمتع به الفرد أو الجماعة من شهرة ومكانة اجتماعية واقتصادية
العوامل التي تؤثر في الموضة :
الموضة كالأرض الخصبة التي اذا ما تهيئت لها الظروف المناسبة تجني ثماراً , وهي أيضاً نتيجة تفاعل عوامل مختلفة تتأثر ببعضها البعض لتعطي لنا موضة جديدة . وأخيراً ترتبط الموضة بقبول الناس أو رفضهم لها , ومن أهم العوامل التي تؤثر في الموضة هي :
1ـ العامل الاقتصادي :
يلعب العامل الاقتصادي دور هام في حركة الموضة والدليل على ذلك فترة ازدهار تصميمات الأزياء والموضة ارتبطت بفترة تقدم المجتمعات ولذلك يمكن الحكم على هذه المجتمعات بالتعرف على أزياؤها , فالعامل الاقتصادي مرتبط باتساع نطاق المكينة وإنتاج المنسوجات على نطاق واسع وانتشار الملابس الجاهزة والتقدم في تجهيزات الأقمشة والكلف والإكسسوارات
حينما ينتعش الوضع الاقتصادي في مجتمع معين يظهر ذلك في سلوك أفراده، فنجدهم يقبلون إقبال ملحوظ على تيارات الموضة واتباع الأفراد لأحدث خطوط الموضة والعكس صحيح، فنجد أن اتجاه الموضة في بداية القرن العشرين في الفترة ما بين (1900 : 1905) كان يعتمد على الخطوط التي تتميز بالفخامة والثراء نتيجة لارتفاع الحالة الاقتصادية في تلك الفترة، بينما على الجانب الآخر بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى كان يميل الأفراد نحو البساطة والعملية والبعد عن الأزياء التي تتميز بالثراء وذلك لانخفاض الحالة الاقتصادية .
2ـ العامل الاجتماعي :
تلعب الملابس دوراً هاماً في حياتنا الاجتماعية فهي حاجة اجتماعية مرتبطة بتطور حياة الأفراد ويتوقف انتشار الموضة على مدى قبول أفراد المجتمع لها، ولذلك فهي عادة اجتماعية سريعة التغير، فالموضة على حد قول (سابير Sapir) تبدأ عن طريق عدد محدد من الأفراد في جماعة معينة ولا تستمر لفترة طويلة، ويصبح من غير المهم استرجاعها حيث أنها تعتبر تنويعات تجريبية لعادة تغير الزى اجتماعياً، والأزياء لها صفة تعبيرية كبرى فهي تتكيف مع الوضع الاجتماعي للفترة التي تنشأ فيها وتتحول من فن ذو نطاق ضيق في أسلوبه ووظيفته وتعبيره إلى فن شامل ذو طبيعة إنسانية عامة، ولقد كانت موضة الأزياء قديماً قاصرة على الطبقات الراقية في المجتمع، غير أن رغبة الأفراد في الطبقات الدنيا ومحاولاتهم ارتداء ملابس مشابهة لطبقة النبلاء جعل هناك نوع من التنافس بين الطبقتين فالطبقة العليا ترغب في التميز والعلو والطبقات الأقل ترغب في التقليد وهذا بدوره يؤثر على سرعة التغير في اتجاهات الموضة.
ولقد كانت الموضة قديماً قاصرة على الطبقات المؤثرة في المجتمع , فقد ظل من الشائع أن يرتدي أفراد المجتمع من ذوي النفوذ والثراء الملابس التي تميزهم عن باقي أفراد المجتمع وكرد فعل لارتداء بعض الناس ملابس مشابهة لهم فقد قامت هذه الطبقات بتبني طرز جديدة للمحافظة على اختلافها عن باقي أفراد المجتمع , وقد ترتب على هذا الاتجاه وجود صراع لاقتناء ملابس مشابهة , ويظل الصراع بين الطبقات الأقل في تقليد من هم أفضل منهم , هذا إلى جانب رغبة الناس في تزيين أنفسهم
3ـ عامل التكنولوجيا :
التكنولوجيا هي التطبيق المنهجي لنتائج العلم ولكل المعارف الأخرى , وقد لعبت التكنولوجيا دوراً هاماً في الموضة وإحداث كل ما هو جديد ابتداء من الخامة حيث تصمم وتنفذ وإعطاء التجهيزات النهائية لها وصياغتها بما يتناسب مع متطلبات التصميم ثم يأتي بعد ذلك فرد القماش آلياً وعمل المتراج من خلال الكمبيوتر والقص بأشعة الليزر , ثم يأتي بعد ذلك التمكين بأحدث الماكينات المتخصصة لجميع العمليات وكذلك الكي وما استحدث من ماكينات خاصة بالكي المرحلي والكي النهائي , وقد امتدت التكنولوجيا إلى أساليب صناعة مكملات الزي ( الإكسسوارات ) المتنوعة والتي تلبي احتياجات أفراد المجتمع , وكذلك التغليف وما صاحبة من ماكينات للتسعير وكتابة المقاسات والبيانات وأخيراً النقل للحفاظ على سلامة المنتج وتوصيلة إلى كل مكان .
و ساهمت التكنولوجيا بصورة مباشرة في تطور الموضة في القرن العشرين، حيث التطور في الآلات والماكينات المتعلقة بتجهيز المنسوجات وصباغتها وإنتاج خامات نسجيه ذات ملامس مختلفة مع الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر في تصميم الرسومات التي يتم طبعها على الخامات وفرد القماش آليا وعمل "الميتراج" والقص بأشعة الليزر، كذلك التطور كان له أثر في مجال ماكينات الحياكة والكى والتشطيب وأعمال الزخرفة والتطريز وأساليب صناعة مكملات الملابس، في إبراز مجال الموضة وتصنيع الملابس بصورة لم تشاهد في العصور السابقة.
4ـ عامل التقليد :
إن عامل التقليد من العوامل الهامة التي تحدد الصراع القائم بين الطبقات العليا وما دونهم . فالطبقات العليا ترغب بالتسامي والعلو , والطبقات الدنيا ترغب بالتقليد ومحاكاة الغير من الطبقات العليا , وهذا له تأثير قوي على التغير السريع للموضة .
5ـ عامل السياسة :
تلعب العوامل السياسية دوراً فعال على الموضة فالحالة السياسية لمجتمع ما سواء في حالة حرب أو سلم يضفى نوعا من التدخل على الحياة العامة، ولأن الأزياء جزء من السلوك الإنساني فهي تتأثر بالاتجاه السياسي للمجتمع، على سبيل المثال في الحرب العالمية الأولى ظهر اتجاه الزى الموحد في موضة الأزياء لتوفير الأموال وشراء الأسلحة اللازمة للحرب.
كذلك ظهر في فرنسا عام 1789 الملابس المعروفة باسم Sans culottes وهى عبارة عن بنطلون ممزق قديم ارتداه الفلاحين والبحارة الفرنسيين والكادحين كرمز للثورة في فرنسا في ذلك الوقت .
ويلعب العامل السياسي دوراً هاماً في الموضة فيمكن القول بأن الملابس توضح أو تطمس القضايا السياسية , وخير دليل على ذلك الملابس المعروفة باسم ( Sans Culotts ) وهي أشهر ملابس السياسيين وهي عبارة عن بنطلون ممزق قديم وكان بمثابة الشرارة الأولى للثورة الفرنسية 1789, وانتشرت هذه الملابس بين الفلاحين والبحارة الفرنسيين الكادحين كرمز للثروة .
وفي زامبيا قبل التحرير طبعت الأقمشة بصور القادة السياسيين , وابتكرت النساء أزياء من هذه الأقمشة , وعند ابرام اتفاقيات بين الشعوب نجد صورة الزعماء على ( التيشيرت ) كما حدث في اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل , وطبعت صور كلاً من الرئيس السادات والرئيس كارتر ورئيس الوزراء مناحن بيجن .
كما تلعب الحروب والفتوحات دور كبير في الموضة , واقرب دليل على ذلك هو إنتشار الموضة التي سميت بعاصفة الصحراء عام 1991 في حرب الخليج , ومن اهم سماتها التأثر بالبيئة الصحراوية من حيث الألوان وبعض الخامات .
اعداد : حصه سعود الفهيد
http://www.paaet.edu.kw/FutureMakers/FutureMakers26/FM1-26-2010/pics/14.jpg
الموضة هي ذلك الأسلوب المنتشر السائد في أمور وأشياء من شأنها أن تخضع للتغيير في الشكل والهيئة والطراز، وهذه الطراز تظهر وتختفى في ميدان الملابس والتزين والتجميل والهندسة والموسيقى .. الخ.
كما تعرف بأنها الأسلوب الجديد، أو مجموعة من الطرز في الملابس، أو إضافة لمسات زخرفية للملابس خلال فترة معينة في موسم معين .
كما تعرف بأنها العلاقة الوطيدة والمتبادلة بين الجسد الانساني ولباسه
ومفهوم الموضة في قاموس الأزياء هو الاسلوب الشائع في وقت معين وتعني الأناقة أو السعادة أو حتى القبح (الرديء) , والموضة أسلوب من التعبير في أي فن , وتظهر بوضوح في الملابس , في الاتزان أو الخط أو اللون .
كما يمكن أن تكون الموضة هي المقياس الذي نحكم به على الناس , وكلما زادت معرفتنا عن اتجاهات الموضة كلما زادت دقة حكمنا , فنحن نقوم بتصنيف الملابس التي يرتديها الناس بأنها أكثر أو أقل مسايرة للموضة أو أكثر أو أقل عصرية , فهي تؤثر بشكل الملابس وألوانها وكذلك القوام الذي يتناسب معها
فالموضة من وجهة نظر علماء الاجتماع هي ظاهرة اجتماعية تعني الممارسة التي تستسيغها الجماعة وتتقبلها عن اقتناع خاص أو تقليد للأخرين فتنتشر بين كثير من الافراد . ومن الناحية الاقتصادية فإن مفهوم الموضة كما عبر عنه رجال الاقتصاد يمثل عنصراً صناعياً يميل دائماً للتجديد , بمعنى أنها غير مستقرة وغير دائمة . ومن وجهة نظر علماء النفس فالموضة لها سيطرة على أغلب الناس في مجتمعنا الحديث ولها سحر ينفذ في نفوسهم لأنها تنطوي على أراء وجاذبية يتعلق بها خيالنا وإحساسنا .
دورة حياة الموضة :
لكل موضة دورة حياة وكأنها كائن حي فتولد الموضة عندما يبدأ الفرد في ارتدائها ، وتنضج وتزدهر عندما يبدأ كثير من المشاهير في ارتدائها وتبدأ في الذبول حينما تنتشر وتصبح شعبية(Popular fashion) وتصبح موضة قديمة (old fashion) عندما لا يقبل عليها الناس أو عندما تدور عجلة الموضة بسرعة فإنها تمثل بدعة Fad سرعان ما تزول .
إن مستهلكين الموضة الحالية متعطشون إلى كل ما هو جديد من الموضة للفترة التي يعيشونها , وبمرور الوقت يقبل الموديل عن طريق أغلبية المستهلكين , ويكون بعدها في طريقة الهجر والقدم بعد مضي وقت من الزمن وهو أيضاً يرفض من الأفراد الذين تقبلوه في البداية .
ولقد سئم الناس من التصميمات التي تتحرك ناحية الجمود ولاتعرض شيئاً جديد أو مختلف أو أفضل من السابق .
كما نجد اليوم أفضل محلات الموضة تبيع المتبقي من هذه الملابس المرفوضة من قبل المستهلكين بطريقة ذكية للبيع وبجهود متقدمة ليتخلصوا من السلع المتبقية بسرعة مستخدمين مصطلح Quik Change) ) وهو ما يعني التغير السريع لمزاج المستهلكين والذي يقودهم إلى نتائج إيجابية .
http://3.bp.blogspot.com/-2DhSTChAWZw/VkzqeB0wmFI/AAAAAAAAAjo/5tsYq_sy8Vs/s400/111.jpg
رسم بياني لدورة حياة الموضة .
اسباب إنتشار الموضة :
1ـ أن ما يميز أكثر الموضة هو التغير والتجديد وعدم الاستقرار والثبات .
2ـ سرعة انتشارها بين جميع فئات المجتمع خاصة لدى الفئات التي تتمتع بالنفوذ الاجتماعي والاقتصادي .
3ـ ارتباطها بالمظاهر والكماليات مما يجعلها ملفتة أكثر للانتباه والإعجاب , وتتمتع بها الطبقات العليا من المجتمع .
4ـ تنتقل أفقياً بين الافراد والجماعات وتختلف درجة التأثير بها لما يتمتع به الفرد أو الجماعة من شهرة ومكانة اجتماعية واقتصادية
العوامل التي تؤثر في الموضة :
الموضة كالأرض الخصبة التي اذا ما تهيئت لها الظروف المناسبة تجني ثماراً , وهي أيضاً نتيجة تفاعل عوامل مختلفة تتأثر ببعضها البعض لتعطي لنا موضة جديدة . وأخيراً ترتبط الموضة بقبول الناس أو رفضهم لها , ومن أهم العوامل التي تؤثر في الموضة هي :
1ـ العامل الاقتصادي :
يلعب العامل الاقتصادي دور هام في حركة الموضة والدليل على ذلك فترة ازدهار تصميمات الأزياء والموضة ارتبطت بفترة تقدم المجتمعات ولذلك يمكن الحكم على هذه المجتمعات بالتعرف على أزياؤها , فالعامل الاقتصادي مرتبط باتساع نطاق المكينة وإنتاج المنسوجات على نطاق واسع وانتشار الملابس الجاهزة والتقدم في تجهيزات الأقمشة والكلف والإكسسوارات
حينما ينتعش الوضع الاقتصادي في مجتمع معين يظهر ذلك في سلوك أفراده، فنجدهم يقبلون إقبال ملحوظ على تيارات الموضة واتباع الأفراد لأحدث خطوط الموضة والعكس صحيح، فنجد أن اتجاه الموضة في بداية القرن العشرين في الفترة ما بين (1900 : 1905) كان يعتمد على الخطوط التي تتميز بالفخامة والثراء نتيجة لارتفاع الحالة الاقتصادية في تلك الفترة، بينما على الجانب الآخر بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى كان يميل الأفراد نحو البساطة والعملية والبعد عن الأزياء التي تتميز بالثراء وذلك لانخفاض الحالة الاقتصادية .
2ـ العامل الاجتماعي :
تلعب الملابس دوراً هاماً في حياتنا الاجتماعية فهي حاجة اجتماعية مرتبطة بتطور حياة الأفراد ويتوقف انتشار الموضة على مدى قبول أفراد المجتمع لها، ولذلك فهي عادة اجتماعية سريعة التغير، فالموضة على حد قول (سابير Sapir) تبدأ عن طريق عدد محدد من الأفراد في جماعة معينة ولا تستمر لفترة طويلة، ويصبح من غير المهم استرجاعها حيث أنها تعتبر تنويعات تجريبية لعادة تغير الزى اجتماعياً، والأزياء لها صفة تعبيرية كبرى فهي تتكيف مع الوضع الاجتماعي للفترة التي تنشأ فيها وتتحول من فن ذو نطاق ضيق في أسلوبه ووظيفته وتعبيره إلى فن شامل ذو طبيعة إنسانية عامة، ولقد كانت موضة الأزياء قديماً قاصرة على الطبقات الراقية في المجتمع، غير أن رغبة الأفراد في الطبقات الدنيا ومحاولاتهم ارتداء ملابس مشابهة لطبقة النبلاء جعل هناك نوع من التنافس بين الطبقتين فالطبقة العليا ترغب في التميز والعلو والطبقات الأقل ترغب في التقليد وهذا بدوره يؤثر على سرعة التغير في اتجاهات الموضة.
ولقد كانت الموضة قديماً قاصرة على الطبقات المؤثرة في المجتمع , فقد ظل من الشائع أن يرتدي أفراد المجتمع من ذوي النفوذ والثراء الملابس التي تميزهم عن باقي أفراد المجتمع وكرد فعل لارتداء بعض الناس ملابس مشابهة لهم فقد قامت هذه الطبقات بتبني طرز جديدة للمحافظة على اختلافها عن باقي أفراد المجتمع , وقد ترتب على هذا الاتجاه وجود صراع لاقتناء ملابس مشابهة , ويظل الصراع بين الطبقات الأقل في تقليد من هم أفضل منهم , هذا إلى جانب رغبة الناس في تزيين أنفسهم
3ـ عامل التكنولوجيا :
التكنولوجيا هي التطبيق المنهجي لنتائج العلم ولكل المعارف الأخرى , وقد لعبت التكنولوجيا دوراً هاماً في الموضة وإحداث كل ما هو جديد ابتداء من الخامة حيث تصمم وتنفذ وإعطاء التجهيزات النهائية لها وصياغتها بما يتناسب مع متطلبات التصميم ثم يأتي بعد ذلك فرد القماش آلياً وعمل المتراج من خلال الكمبيوتر والقص بأشعة الليزر , ثم يأتي بعد ذلك التمكين بأحدث الماكينات المتخصصة لجميع العمليات وكذلك الكي وما استحدث من ماكينات خاصة بالكي المرحلي والكي النهائي , وقد امتدت التكنولوجيا إلى أساليب صناعة مكملات الزي ( الإكسسوارات ) المتنوعة والتي تلبي احتياجات أفراد المجتمع , وكذلك التغليف وما صاحبة من ماكينات للتسعير وكتابة المقاسات والبيانات وأخيراً النقل للحفاظ على سلامة المنتج وتوصيلة إلى كل مكان .
و ساهمت التكنولوجيا بصورة مباشرة في تطور الموضة في القرن العشرين، حيث التطور في الآلات والماكينات المتعلقة بتجهيز المنسوجات وصباغتها وإنتاج خامات نسجيه ذات ملامس مختلفة مع الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر في تصميم الرسومات التي يتم طبعها على الخامات وفرد القماش آليا وعمل "الميتراج" والقص بأشعة الليزر، كذلك التطور كان له أثر في مجال ماكينات الحياكة والكى والتشطيب وأعمال الزخرفة والتطريز وأساليب صناعة مكملات الملابس، في إبراز مجال الموضة وتصنيع الملابس بصورة لم تشاهد في العصور السابقة.
4ـ عامل التقليد :
إن عامل التقليد من العوامل الهامة التي تحدد الصراع القائم بين الطبقات العليا وما دونهم . فالطبقات العليا ترغب بالتسامي والعلو , والطبقات الدنيا ترغب بالتقليد ومحاكاة الغير من الطبقات العليا , وهذا له تأثير قوي على التغير السريع للموضة .
5ـ عامل السياسة :
تلعب العوامل السياسية دوراً فعال على الموضة فالحالة السياسية لمجتمع ما سواء في حالة حرب أو سلم يضفى نوعا من التدخل على الحياة العامة، ولأن الأزياء جزء من السلوك الإنساني فهي تتأثر بالاتجاه السياسي للمجتمع، على سبيل المثال في الحرب العالمية الأولى ظهر اتجاه الزى الموحد في موضة الأزياء لتوفير الأموال وشراء الأسلحة اللازمة للحرب.
كذلك ظهر في فرنسا عام 1789 الملابس المعروفة باسم Sans culottes وهى عبارة عن بنطلون ممزق قديم ارتداه الفلاحين والبحارة الفرنسيين والكادحين كرمز للثورة في فرنسا في ذلك الوقت .
ويلعب العامل السياسي دوراً هاماً في الموضة فيمكن القول بأن الملابس توضح أو تطمس القضايا السياسية , وخير دليل على ذلك الملابس المعروفة باسم ( Sans Culotts ) وهي أشهر ملابس السياسيين وهي عبارة عن بنطلون ممزق قديم وكان بمثابة الشرارة الأولى للثورة الفرنسية 1789, وانتشرت هذه الملابس بين الفلاحين والبحارة الفرنسيين الكادحين كرمز للثروة .
وفي زامبيا قبل التحرير طبعت الأقمشة بصور القادة السياسيين , وابتكرت النساء أزياء من هذه الأقمشة , وعند ابرام اتفاقيات بين الشعوب نجد صورة الزعماء على ( التيشيرت ) كما حدث في اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل , وطبعت صور كلاً من الرئيس السادات والرئيس كارتر ورئيس الوزراء مناحن بيجن .
كما تلعب الحروب والفتوحات دور كبير في الموضة , واقرب دليل على ذلك هو إنتشار الموضة التي سميت بعاصفة الصحراء عام 1991 في حرب الخليج , ومن اهم سماتها التأثر بالبيئة الصحراوية من حيث الألوان وبعض الخامات .