المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الرتابع من دروس البرمجة اللغوية العصبية



نبع المحبة
09-03-2017, 03:13 PM
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1835084&d=13632320 74


الدرس الرتابع من دروس البرمجة اللغوية العصبية


تكملة للتعريف بالبرمجة اللغوية العصبية



أمثلةٌ عَلَى الفرضياتِ

والآنَ سنحاولُ أنْ نعرضَ لهذِهِ الأفكارِ بلغةٍ مفهومةٍ لنا جميعًا: تخيّلْ أنّكَ اشتريتَ هاتفًا محمولاً ولكن لم تحصلْ مَعَهُ عَلَى أيِّ تعليماتٍ للتشغيلِ، وَفِي الواقعِ الهواتفُ المحمولةُ مثالٌ رائعٌ للدلالةِ عَلَى مَا نقول؛ فأجهزةُ الهواتفِ المحمولة المطروحة فِي الأسواقِ هذه الأيام بها مزايا عديدة لا نستخدمهَا البته وذلك بسبب أننا لَم نفهمْ تعليمات التشغيل الخاصة به. أننا لم نقرأْ تلك التعليمات. أنّنا لم نحصلْ على أيِّ تعليماتٍ لتشغيلِ الجهازِ منَ الأصلِ. حسنًا دعنا نفترضُ أنّنا لم نحصلْ على تعليماتِ التّشغيلِ، فكانَ عَلَيْنَا أنْ نتحسسَ طريقنا وحدنا ونستكشفَ كيفَ نجري مكالمةً مِن هَذَا الجهازِ ثُم نستقبل المكالمات، وَببعضِ الحيرةِ درّبنا أنفسَنا عَلَى طريقةِ تخزينِ الأرقامِ عَلَيْهِ، معتمدينَ فِي ذلكَ عَلَى شيءٍ مِنَ التخمينِ، و لكن ستبقَى بقيةُ مزايا الجهاز وخصائصه غير مستغلةٍ نهائيًّا؛ لأنّنا لَم نكنْ نعلم بوجودِهَا أصلاً!

فَكّرْ فِي «عقلِكَ»

والآنَ فَكّرْ فِي «عقلِكَ» الَّذِي هُو أعقدُ قليلاً مِن هَذَا المثالِ الَّذِي ضربناهُ، فَإِنّنَا عندَ ميلادِنا لَم يكن معنا دليل استخدامٍ أوْ تعليمات تشغيل، وكانتِ التعليماتُ الوحيدةُ التي تلقيناهَا مجرد هرطقةٍ، أو بعبارةٍ أخرَى، خضعنا للأهلِ والمدرسينَ والأصحابِ الَّذِينَ قامُوا ببرمجتِنَا؛ لذَا لَمْ تكنْ هناكَ أيّ تعليماتِ تشغيلٍ حقيقيةٍ نزلتْ مَعنا، وبالتأكيدِ لَم يكن هناكَ دليل شامل، ولكن كانَ الأمر أشبه بجهازِ المحمولِ الَّذِي لَمْ نعرفْ فيهِ شيء سوى إجراء مكالمةٍ عَلَيْهِ.

مثالُ السيارةِ

تخيّلْ أنّكَ تقودُ سيارةً للمرةِ الأولَى فِي حياتِكَ دونَ معرفةِ أيّ تعليماتٍ للقيادةِ، هلْ تظنّ أنّكَ ستسيرُ بِهَا لمسافةٍ بعيدةٍ؟ استحالة، بلْ ربّما ستصطدمُ أو تشتعلُ بمجردِ أنْ تديرَ محركهَا؛ لذلكَ مِن غيرِ دليلِ التّشغيلِ سنكونُ معرضينَ للفشلِ ... انتظرني ... أسمعُكَ الآنَ تُردد «نحنُ لم نحصلْ عَلَى دليلِ تشغيلِ عقلِنا، فهل معنَى ذلكَ أنّنا سنفشل؟» نعم، تلكَ هِيَ الفكرة! فدونَ وجودِ الدّليل سنفشلُ في المرةِ الأولَى حتَّى نتعلّمَ بعدَ ذلكَ من خلالِ تجاربِنا؛ وَلِهَذَا عندَمَا نُقدمُ حتّى على أبسطِ الأعمالِ للمرةِ الأولَى كثيرًا مَا يواجهنا الفشلُ فِي البدايةِ.

منهجُ تفكيرِ الإنسان

إنَّ البرمجةَ تُخضعُ منهجَ تفكيرِ الإنسانِ وخبرتِهِ تجاهَ العالَمِ الخارجي للدراسةِ؛ ولكن عَلَيْنَا أنْ ندركَ أنَّ هَذَا المنهجَ معقّدٌ للغايةِ وغيرُ موضوعيٍّ؛ فَهُوَ لا يستندُ دائمًا إلَى تركيبةٍ أوْ صيغةٍ دقيقةٍ، ولكنَّهُ يعتمدُ عَلَى نماذجَ عنِ الطريقةِ الَّتِي يعملُ بِهَا العقلُ، استخلصَ علمُ البرمجةِ من خلالِها أساليبَ وتقنياتٍ لتسهيلِ عمليةِ تغييرِ الأفكارِ والاعتقاداتِ والسلوكياتِ تغييرًا سلسًا وسريعًا. وقدْ تشكّلتْ تلكَ «النماذجُ» بعدَ دراسةِ بعض مَن استطاعُوا بلوغَ التفوقِ البشريّ، فمثلاً: وضعُ «نموذج ميتا» استنادًا إلَى دراسةِ المعالجةِ والخبيرة الشهيرة في مجالِ الاتصالِ «فرجينيا ساتير»، أمَّا «نموذج ملتون» فقامَ عَلَى دراسةِ خبيرِ التنويمِ الكبيرِ الدكتور ملتون إريكسون. ولم يُسئلْ هؤلاء الموهوبينَ عَمّا قامُوا بِهِ مِنْ أعمالٍ لوضعِ نماذجَ للاقتداءِ بِهِمْ، ولكن تشكّلتْ تلكَ النماذجُ بعدَ فَهمِ الإطارِ العامِّ الَّذِي اتبعُوهُ للتعبيرِ عنِ الاعتقاداتِ وَالسلوكياتِ وَالاستراتيجياتِ الَّتِي كانتْ تدورُ بأذهانِهِمْ وقتمَا كانُوا يقومُونَ بإنجازِ عملٍ معينٍ.

إدراكُ العالَمِ بالحواسِّ الخمسِ

وَمثالٌ آخرُ عَلَى ذلكَ أنْ نفهمَ كيفَ يتسنى لشخصٍ واسع الحيلةِ أنْ يتصرفَ فِي موقفٍ مَا، ويدركُ العالَمَ المحيطَ بِهِ عنْ طريقِ حواسِّهِ الخمسِ، وبمجردِ معرفةِ ذلكَ يسهلُ نقلُ هَذَا لغيرِهِ مِنَ النّاسِ حتَّى يقتدُوا بِهِ، فَعَلَى سبيلِ المثالِ: الخوفُ المرضيُّ هو عبارةٌ عن خوفٍ غيرِ عقلانِيّ؛ فالشخصُ الَّذِي يعانِي منَ الفوبيا أوِ الخوفِ المرضي تجاهَ العناكبِ مثلاً ستجدهُ يرسمُ صورةً فِي ذهنِهِ عَنِ العناكبِ عَلَى أنّهَا كبيرة وقريبة جدًّا مِنْهُ، ولكن عَلَى الجانبِ الآخرِ تجدُ عندَ الشخصِ الَّذِي لا يعير أيّ اهتمامٍ للعناكبِ تتكوّنُ عندَهُم صورة تمثيلية على اعتبارِ أنّهم مخلوقات صغيرة لاَ تلحقُ الضررَ بأيِّ إنسانٍ ولا تشكلُ عندَهُ أيَّ قلقٍ؛ لأنّها بعيدةٌ جدًّا وصغيرةُ الحجمِ. ونحنُ فِي مجالِ البرمجةِ نطرحُ هَذَا السؤالَ: «إِذَا كانَ هناكَ شخصٌ لا يعبأُ ألبتة بوجودِ العناكبِ لدرجةِ أنّها لاَ تشكلُ أيّ أهميةٍ عندَهُ، فلماذَا يتعذرُ عَلَى الآخرِ أنْ يحذو حذوه؟».


منقوول

نجوان
10-03-2017, 07:19 PM
شكرا على الطرح والافادات القيمة بارك الله فيكم

رحمة
13-03-2017, 10:38 PM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير