المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكر الله، 3



الشيخ / خالد الجعفري
15-03-2017, 07:15 AM
*3- ذكر الله...*

بعد إيراد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة عن الذكر، يتضح أنه -أي الذكر- سبب السعادة في الدنيا والآخرة ﻷنه يرضي المولى سبحانه وتعالى ومطردة للشيطان الرجيم ويجلب الرزق وييسره، ويكسو الذاكر مهابة ويورث محبة الله تعالى ومراقبته..
كما أنه يورث الإنابة والقرب من العلي الأعلى تبارك وتعالى، ويفتح باب المغفرة ويورث العبد إجلالاً للجليل جل جلاله..
وبه -أي ذكر الله- تحيا القلوب كما يحيا الزرع بالمطر، وهو قوت الأرواح وجلاء القلب من الصدأ، ويورث النور في الفكر ويحط الذنوب ويزيل الوحشة بين العبد والمعبود، وكما أنه للعبد سبب لنزول السكينة عليه وحفوف الملائكة به ونزولها لديه وغشيان الرحمة، وهو للإنسان شاغل عن الغيبة والكذب وكل باطل، والذاكر لا يشقى به جليسه ومجلسه لا يكون عليه حسرة يوم القيامة..
ويثمر المعرفة والولاية والتوفيق والحماية، ويعدل عتق الرقاب والجهاد والقتل في سبيل الله وإنفاق الورق والذهب كما سبق ذكره من خلال اﻷحاديث النبوية المطهرة..
وهو رأس الشكر، ويدخل الجنة ويذهب من القلب القساوة، والذكر شفاء للقلوب، وهو أصل موالاة الله تعالى كما أن الغفلة أصل معاداته، وهو رافع للنقم وجالب للنعم وموجب لصلاة الله وملائكته على الذاكر، ومجالس الذكر رياض الجنة ويباهي الله ملائكته بالذاكرين في السماء، وهو ينوب عن سائر الأعمال ويقوي الجوارح و يفتح مغلق الأبواب، وهو أمن ونجاة وسيف..
والذكر سد بين العبد وبين النار، ونار لا تبقي ما نبت من فضول الحرام ويثبت الأنوار في القلوب، والملائكة يستغفرون للعبد إذا لازم الذكر والجبال تتباهى به إذا مر بها، وهو شيمة المؤمن وله لذة أجل من لذة المطعومات والمشروبات، ووجه الذاكر يكسى في الدنيا نوراً وفي الآخرة يكون أشد بياضاً من القمر، وهو يرفع إلى أعلى الدرجات..
والذاكر حي وإن مات، والغافل ميت وإن كان حياً، ويورث الري من العطش حين الموت..
بل من أكبر كرامات الذاكر أن يكون جليساً للحق جل شأنه، فقد أورد سيدي عبدالوهاب الشعراني رضي الله عنه في كتابه [لواقح الأنوار القدسية]: (سمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: ما ثم كرامة للعبد أفضل من ذكر الله تعالى لأنه يصير جليساً للحق كلما ذكره..
وقد اختلى مريد سنة كاملة فما رأى نفسه وقعت لها كرامة فذكر ذلك لشيخه فقال: أتريد كرامة أعظم من مجالسة الله تعالى..
ما رأيت أكثر حجاباً منك، لك في الكرامة العظمى سنة كاملة ولا تشعر بها)... يتبع..


📚 دكتور بهاء الدين ماهر - علوم وثقافة

نبع المحبة
15-03-2017, 03:09 PM
بارك الله فيكم وعليكم ونور طريقكم

عزمى
17-03-2017, 05:52 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

التميمى العراقى
19-03-2017, 03:19 AM
شكرا على الموضوع الهادف والقيم جزاكم الله كل خير

بلال
20-03-2017, 05:00 PM
شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

غانم العمروسى
23-03-2017, 02:08 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

ابو طلال
24-03-2017, 09:08 PM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم