خالد الطيب
18-03-2017, 09:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تشكر و لا تشكو
قال الإمام الباقر (عليه السلام) :
دخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) على فاطمة (عليها السلام) وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من أجلّة الإبل ، فلما نظر إليها بكى وقال لها :
“يا فاطمة !.. تعجّلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا ، فأنزل الله عليه :
وللآخرة خير لك من الأولى ، ولسوف يعطيك ربك فترضى “ . ( كنز جامع الفوائد ص392 )
ينظر رسول الله صلى الله عليه و آله الى ابنته الزهراء سلام الله عليها و هي جالسة في فناء الدار تطحن الرحى بيديها و ترضع طفلها و عليها رداء من صوف الجمل الخشن .. يرق قلب الرسول فتنزل دموعه المباركة ثم يقول مسليا ابنته : تقبلي يا فاطمة مرارة العيش في الحياة الدنيا العاجلة لمنحك الله نعيم الآخرة الباقية .
و في نسخة أخرى من الحديث يقول الرسول صلى الله عليه و آله : يا بنتاه ! تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة .
و في المقابل ماذا ترد الزهراء ؟ و كما جاء في النسخة الأخرى من الحديث : ” فقالت : يا رسول الله الحمد لله على نعمائه و الشكر على آلائه .”
أجل .. بالرغم من صعوبة العيش و مرارة الدنيا و التعب الكثير في خدمة زوجها و أولادها فإنها لا تشكو بل و تشكر و هذه درجة أسمى من درجة الصابرين فالصبر على البلاء مقام عال و الشكر عليه مقام أعلى و درجة أرفع . و الزهراء عليها السلام لا تنظر الى صعوبات الدنيا و مرارتها إلا نظر الراضية المرضية لأن كل ما تراها بعين الله فلو أن ابنتها زينب ، الصديقة الصغرى رأت من المصائب ما لم تر عين و تقول : ” ما رأيت إلا جميلا ” فكيف بأمها و هي الصديقة الكبرى وقد رأت من المصائب في الدنيا ما لو صبت هلى الأيام صرن لياليا. و لذلك تنزل في حقها الآية الشريفة دلالة على رضا الله عنها فتقول : ” و للآخرة خير لك من الأولى و لسوف يعطيك ربك فترضى “.
و نحن نأمل أن تكون من دائرة رضاها عن ربها ، شفاعة المذنبين من محبيها ، فيشفع لنا ربنا ببركة محبة الزهراء عليها سلام الله وسلام المصلين أبد الدهر و دوم الحياة .
تشكر و لا تشكو
قال الإمام الباقر (عليه السلام) :
دخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) على فاطمة (عليها السلام) وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من أجلّة الإبل ، فلما نظر إليها بكى وقال لها :
“يا فاطمة !.. تعجّلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا ، فأنزل الله عليه :
وللآخرة خير لك من الأولى ، ولسوف يعطيك ربك فترضى “ . ( كنز جامع الفوائد ص392 )
ينظر رسول الله صلى الله عليه و آله الى ابنته الزهراء سلام الله عليها و هي جالسة في فناء الدار تطحن الرحى بيديها و ترضع طفلها و عليها رداء من صوف الجمل الخشن .. يرق قلب الرسول فتنزل دموعه المباركة ثم يقول مسليا ابنته : تقبلي يا فاطمة مرارة العيش في الحياة الدنيا العاجلة لمنحك الله نعيم الآخرة الباقية .
و في نسخة أخرى من الحديث يقول الرسول صلى الله عليه و آله : يا بنتاه ! تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة .
و في المقابل ماذا ترد الزهراء ؟ و كما جاء في النسخة الأخرى من الحديث : ” فقالت : يا رسول الله الحمد لله على نعمائه و الشكر على آلائه .”
أجل .. بالرغم من صعوبة العيش و مرارة الدنيا و التعب الكثير في خدمة زوجها و أولادها فإنها لا تشكو بل و تشكر و هذه درجة أسمى من درجة الصابرين فالصبر على البلاء مقام عال و الشكر عليه مقام أعلى و درجة أرفع . و الزهراء عليها السلام لا تنظر الى صعوبات الدنيا و مرارتها إلا نظر الراضية المرضية لأن كل ما تراها بعين الله فلو أن ابنتها زينب ، الصديقة الصغرى رأت من المصائب ما لم تر عين و تقول : ” ما رأيت إلا جميلا ” فكيف بأمها و هي الصديقة الكبرى وقد رأت من المصائب في الدنيا ما لو صبت هلى الأيام صرن لياليا. و لذلك تنزل في حقها الآية الشريفة دلالة على رضا الله عنها فتقول : ” و للآخرة خير لك من الأولى و لسوف يعطيك ربك فترضى “.
و نحن نأمل أن تكون من دائرة رضاها عن ربها ، شفاعة المذنبين من محبيها ، فيشفع لنا ربنا ببركة محبة الزهراء عليها سلام الله وسلام المصلين أبد الدهر و دوم الحياة .