المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو الحال وماهو المقام



خالد الطيب
28-03-2017, 05:11 PM
ماهو الحال وماهو المقام


تعتبر الأحوال والمقامات عند الصوفية طريق موصل إلى معرفة الله عز وجل، وقد وصفها ابن خلدون في مقدمته بالغاية المطلوبة للسعادة، يقول:

"ولا يزال المريد يترقى من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي إلى التوحيد والمعرفة التي هي الغاية المطلوبة للسعادة"

ويتفق الصوفية مع ابن خلدون في رأيه بأن الترقي في المقامات ينتهي بصاحبه إلى توحيد الله تعالى ومعرفته، وطالما وصل صاحب المقام إلى هذا فإنه يكون قد تحقق له غاية السعادة والأمن والسلام مع نفسه ومع غيره .

وكما اتفق رجال الصوفية على أن الأحوال والمقامات طريق موصل إلى الله تعالى ومعرفته، نجدهم قد اختلفوا في عدد هذه الأحوال والمقامات، كما اختلفوا في ترتيبها،
وفي حقيقة الأمر نجد أن كل سالك يصف لنا على حدة منازل سيره وحال سلوكه الذي سلكه في الوصول إلى الله تعالى،
وعلى الرغم من هذا الاختلاف فيما بينهم فإنهم يقررون

"أن الأحوال مواهب والمقامات مكاسب، والأحوال تأتى من الوجود نفسه، والمقامات تحصل ببذل المجهود"

والحال عند القاشاني هو "ما يرد على القلب بمحض الموهبة من غير تعمل كحزن، أو خوف، أو بسط، أو قبض، أو شوق، أو ذوق يزول بظهور صفات النفس، سواء أعقبه المِثل أولاً، فإذا دام وصارا ملكًا يُسمى مقامًا (القاشاني: اصطلاحات الصوفية ص 57.)

." فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب" الجرجاني: التعريفات ص 110-111.
كما حُكي عن إمام العارفين وسيد الطائفة الجنيد (رحمه الله)، أنه قال:
" الحال نازلة تنزل بالقلوب فلا تدوم"الطوسي: اللمع ص 66.

ماهو الحال

الحال في اصطلاح أهل الطريقة كما يقول الواسطي (رحمه الله) فيطلق على "ما قام بالقلوب من المواهب الإلهية والجذبات القدسية فيقال حال الخوف، حال الشوق، حال الرجاء ... وأمثال ذلك، ويسمى في عرف أهل الزمان خوارق العادات حالاً أيضًا".الواسطي: في السلوك –القسم الرابع- لوحة 237 ص ب.
وهو أيضًا "ما أقام العبد به دين الله في قلبه وجوارحه مثل التعظيم لله تعالى والحب له، والمكاشفة بجلاله وإكرامه وعظمه شأنه، والحياء منه الموجب لاستقامة الظاهر وصفاء الباطن ... " .الواسطي: في السلوك –القسم الرابع- لوحة 237 ص ب.

اما المقام

والمقام عند الطوسي (رحمه الله)" معناه مقام العبد بين يدي الله عز وجل، فيما يقام فيه من العبادات والمجاهدات والرياضات والانقطاع إلى الله عز وجل، وقال الله تعالى " ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ "سورة إبراهيم : من آية 14.
" وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ".سورة الصافات: 164.
أو هو "ما يتحقق به العبد بمنازلته من الآداب، مما يتوصل إليه بنوع تصرف، ويتحقق بضرب تطلب، ومقاساة تكلف، فمقام كل واحد في موضع إقامته عند ذلك"........القشيري: الرسالة ص 56، وينظر التعريفات للجرجانى ص 289.

كما يشترط القشيري على العبد "أن لا يرتقى من مقام إلى مقام آخر ما لم يستوف أحكام هذا المقام، فإن من لا قناعة له لا يصح له التوكل، ومن لا توكل له لا يصح له التسليم، ومن لا توبة له لا تصح له الإنابة، ومن لا ورع له لا يصح له الزهد"....

كما لا يصح –في رأى القشيري- "منازلة مقام إلا بشهود إقامة الله تعالى إياه بذلك المقام؛ ليصح بناء أمره على قاعدة صحيحة".

وقد جعل الإمام الواسطي للأحوال والمقامات علامات منها:

" ما وافق كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، وجذب إلى الله، واتصل بالله، وآثرهما قربًا من الله، وعبد الله بذلك الحال، فاتصلت عبودية العابد بذلك الحال بالله، وكان الله عز وجل هو المعبود به والمعظم فيه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو الداعي إليه والعابد له فيه، وكان العبد هو الذليل الفقير الراجع إلى مولاه بالافتقار والالتجاء إليه، كما أنها تُزهِّد صاحبها في الفاني وتُرغِّبه في الباقي، وتُغِّيبه عن الخلق وعمَّا في أيديهم فيتصل غناه بالله وفقره إليه وينفصل عن العالم وعن الأشياء مما سوى الله تعالى " الواسطي: في السلوك –القسم الرابع- لوحة 237 ص ب.

نجم الليل
29-03-2017, 09:00 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

شاهين
31-03-2017, 10:10 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

جابر عبد الله
06-04-2017, 07:04 AM
مشكورين وجزاكم الله كل خير على الطرح الطيب

قويدار السيد
07-04-2017, 03:40 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

يمانى عزوز
22-04-2017, 02:20 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

الشيخ / خالد الجعفري
22-04-2017, 02:35 PM
بارك الله فيك على الطرح الموضوع الشيق من ربيع الأرواح وجزاك الله كل خير