المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موانع السلوك : المانع الثالث ( الشيطان )



خالد الطيب
28-03-2017, 05:26 PM
موانع السلوك :
المانع الثالث ( الشيطان )

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله صحبه وسلم وبعد؛

حديثنا اليوم عن العدو الثالث والعائق الرئيسي في وجه الإنسان؛ بل أن مسيرة الحياة معه منذ ولادة الإنسان فهو ملازم له منذ الولادة؛ وهو الشيطان؛ قال الله تعالى الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا.

بل أن الشيطان همه وعمله ووظيفته هي منعك من الوصول لربك؛ والحديث عن الشيطان واسع وكبير ؛لكن نأخذ منه ما يهمنا.

ما لحكمة من جعل الشيطان عدو للإنسان؟

إذا الحكمة الأولى: هي ابتلاء المؤمنين؛ وهي بدأت من خلق ادم فابتلاه الله بالشيطان؛ إذا هي ابتلاء وامتحان وتمحيص.

الحكمة الثانية: أن الله أعطى الشيطان قدرة على الإغواء والإضلال ولكنه أعطى مقابلها للإنسان القدرة على التحصين منه؛ كنت أقول أن ما يهمنا هو ما هي الحيال والطرق التي يدخل الشيطان بها على السالك؟

كيف يدخل الشيطان على السالك ؟ الواقف في باب الله السالك إليه؛ كيف يدخل عليه الشيطان؟ كلنا نعرف كيف دخل على أبينا آدم عليه السلام فأكل من الشجرة؛ وسوس له بان الأكل من الشجرة يخلده في الجنة فأكل؛ وهذا هو حال الشيطان.

ما هي الحيال والوسائل التي يدخل بها على السالك؟ ليس على الناس بشكل عام؛ بل على السالكين؛ انظروا إلي الشيطان؛ وركزوا في هذا المثال: المريد له نقطة ابتداء وله نقطة انتهاء؛ لنعتبر أن هذه المسافة 100 كيلو متر؛ وهي مقسمة أربعة أقسام:

القسم الأول: مسافته 25 كيلو وهي مرحلة العائق الأول الناس التي تكلمنا عنها.

القسم الثاني: أيضا 25كيلو وهي مرحلة العائق الثاني وهي الدنيا.

القسم الثالث: وهي 25وهي مرحلة العائق الثالث الشيطان.

والقسم الرابع: 25كيلو مرحلة العائق الرابع وهي النفس.

فالشيطان منذ أن يدخل السالك في مرحلته يبدأ بالعمل؛ ليرجع السالك ويرده عن طريقه إلى نقطة الابتداء؛ هذا هو الأمر؛ وليس معنى هذا انه لا يتدخل معه قبل ذلك؛ بلا موجود منذ ولادته؛ لكن نحن نقول ونتكلم عن مرحلة السلوك.

ما هي أسلحته التي يستخدمها ليرد السالك إلى حيث بدا؟ أول سلاح يستخدمه الشيطان مع السالك؛ أن يبعد عنه القريب يطول عليه المدة ويعظم عليه الطريق؛ هذا أول شيء يبدأ فيقلب له الأمور مثلا: هل أنت ستصبح مثل الشيخ عبد القادر؟ هل أنت ستصبح مثل الإمام الرفاعي؟ فيصبح يبعد له المسافة بينه وبين أولياء الله؛ حتى يقنع المريد بالاكتفاء والقنوع بما هو عليه فلا يطلب المزيد؛ فيصبح المريد يرى الطريق طويلة وصعبة المنال فيرضى بالقليل.

هذا سلاح خطير يقع فيه الكثير من السالكين؛ يتركون الأوراد والدعاء والخلوات؛ ويقول لنفسه خلاص حافظ على وردك وأمورك وخلاص؛ بحياتك لن تصبح قطب؛ لن تصبح شيخ.

هذا هو أول سلاح يشهره في وجه المريد؛ فان وقع المريد استراح الشيطان وان تابع وانتصر شهر سلاحا جديدًا؛ هذه قاعدة أوقع الشيطان فيها الكثير.

فهم خاطئ لقاعدة: أحب الأعمال ادومها وان قلت: لقد وردت قاعدة عن الرسول r قال: أحب الإعمال أدومها وان قلت؛ فهذا الحديث يحث على التمسك بالعمل؛ فيفهما الكثير على أنها إرشاد للتقليل من العمل؛ رسول الله يحث على الديمومة وليس على القلة.

كيف السبيل للخلاص من هذا السلاح؟ كيف نواجه هذا السلاح؟ أنت أيها المريد إذا جاءك الشيطان بهذا السلاح؛ هناك خطوات:

1- يجب أن تفهم وتتذكر أن الله هو المعطي؛ وليس هناك حدود لعطائه.

وتتذكر أن الله أنعم على الكثير من الأولياء بعد أن كانوا لصوصا كفار مجرمين.

ثم بعد ذلك صاروا أولياء وأقطاب؛ وعلى رأسهم الصحابة تذكر كيف كانوا وكيف صاروا لأن حقيقة العطاء من الله تعالى. يجب عليك أن تكثر من الدعاء في هذه المرحلة.

2- السلاح الثاني الذي يشهره الشيطان: هنا يظهر الشيطان السلاح الأقوى هو يوقعه في حفرة التمني والخيال؛ يبدأ الشيطان يوسوس لك بالتمني؛ ومعنى هذا؛ يجعلك تعيش في أوهام وأحلام.

ومعنى التمني: يعيش المريد في هذه الحال حالة؛ يستغرق فيها لساعات وهو يتخيل نفسه قطبا وعالما وشيخا؛ ومراد الشيطان هنا أن يهبط همتك؛ شيء فشي يصبح المريد يصدق هذا وينقلب على واقعه بين الناس؛ فيصبح يعيش بين الناس بهذا التمني والخيال؛ وهنا يدخل إليه مرض العجب؛ مراد الشيطان أن يوقعك بالعجب بنفسك؛ وأيضا ليقلل عبادتك؛ ومما يحدث للمريد وكلكم قد يصاب بهذا يكون جالسا يقرا أوراده وأذكاره؛ وإذا به يسرح بفكره؛ ويغيب عن نفسه؛ ويترك الورد ويستغرق بالتفكر والتمني والتخيل؛ فإذا وقع في هذا المطب سقط كمن يسقط عن شاهق؛ فليحذر من تصديق نفسه؛ بل إذا حدث هذا معه يستعيذ بالله من الشيطان.

ومما يساعد في مدافعة هذا السلاح: قصص الصالحين؛ وكيف تعبوا وجاهدوا حتى وصلوا؛ ومن هذا مخالطة الصالحين ينجيك من هذا السلاح؛ فإن نجوت منه شهر السلاح الثالث وهو الأخطر؛ طبعا لا يغيب عنك أن الله قد يسهل له حربه معك ليبتليك؛ ويمتحنك الله؛ لذلك لا تغفل عن الاستعانة بالله.

3- السلاح الثالث يبدا يظهر لك بمظاهر الخير: لذلك الشيوخ يوصون بالرابطة بشكل يومي؛ فتصبح تأتيك خواطر حسنة؛ وتظهر معك بعض الخوارق والكرامات البسيطة؛ ولكن قد يستدرجك الشيطان وهذا هو السلاح الرابع.

السلاح الرابع الاستدراج: يصبح يستدرجك الشيطان ليزلقك ويوقعك؛ وهنا مرحلة خطيرة وحاسمة؛ وأكثر المريدين يقعون؛ هنا يسقطهم الشيطان ويعيدهم لنقطة البداية؛ يصبح يرى منامات؛ تحدث معه مكاشفات؛ كرامات؛ فيظن أنه وصل إلى النهاية ومازال بعيدا في حقيقة الأمر.

والنتيجة تكون كالتالي: المريد يقصر في أوراده ؛يترك بعض أذكاره؛ ويصبح يستهين باللمم؛ يترك السنن؛ وقد يزوده الشيطان بالخواطر والمكاشفات؛ ومنهم يظن انه إنما يعلم من قبل الخضر أو الأولياء؛ هذا أعظم سلاح يشهره الشيطان على السالك.

والدفاع هنا له نقاط: هو الرجوع للشيخ في كل صغيرة وكبيرة؛ فهو نجاتك ومساعدك؛ كثيرون وقعوا بهذا؛ والشيطان يتمثل بالخضر؛ وهذا أمر طبيعي ؛فيعطيه بادئ الأمر أمورا صحيحة ويسير معك لفترة حتى تطمئن؛ وما أن تطمئن حتى يقلب لك الأمور.

وكما قال الحبيب المصطفى: صدقك وهو كذوب. قصة عظيمة عن الشيخ عبد القادر: كان أحد مريديه في الخلوة؛ فرأى في خلوته نورا عظيما ثم رأى كل ما في الكون يسجد لله؛ كل شيء من حوله ساجد؛ فأراد أن يسجد فما استطاع؛ حاول فلم يستطع؛ فلما حان الفجر ذهب ليصلي مع الشيخ؛ ليقص عليه الخبر وهو يبكي على نفسه؛ فلما رآه الشيخ عبد القادر قال يا بني لا تبكي قد نجوت؛ إن ما رايته من عمل الشيطان والذي منعك من السجود هو السر الذي أودعناه فيك؛ ثم قال له: صدقك وهو كذوب.

قصة سيدنا عبد القادر: عندما رأى نورا في السماء وفيه صورة فقال له: أنا ربك قد حللت لك المحرمات؛ وهي قصة مشهورة فقال أخسئ يا لعين.

هذا هو الحال؛ يعطيك حتى تأمن فإذا به يتركك؛ هذا أخطر سلاح لإبليس اللعين؛ والنجاة كما قلنا الصحبة والالتزام مع الشيخ والصالحين فإنها تنفع في مثل هذا وقراءة قصصهم وسيرهم؛ والأصل في هذا كله هو الاستعانة بالله تعالى؛ ويجب عليك أن لا تنشغل بما يحدث معك في الطريق ؛ مهما رأيت من أمور يجب أن تبقى تتهم نفسك بالقصور دائما الزمها بالاستغفار.

السلاح الأخير الذي يشهره الشيطان:

هنا بعد أن يأس منك ؛يكشر عن أنيابه عنك؛ فيتسلط عليك ويسلط عليك جنوده؛ وربما يعطيه الله ويمده؛ وتكثر عليك المشاكل؛ تسلط عليك الأمراض - الفقر - العوز - السنة الناس ؛هنا يأتي الابتلاء الحقيقي؛ هذا أمر طبيعي يحدث خيرا ويحدث شرا ويضيق عليك الشيطان ما استطاع؛ ونحن قلنا أن الله أعطاه قدرة ليبتلي به عبده؛ حتى تضيق الدنيا بوجهك؛ ويزداد الهم؛ فإن صبرت ورضيت نجوت منه وتابعت طريقك؛ ويكون الشيطان هنا قد انتهت مرحلته؛ لكن هل انتهى أمر الشيطان؟ هنا يتغير حال الشيطان.

الخاتمة:

تغير حال الشيطان بعد أن كان العدو المباشر ؛يصبح العدو الحليف وحليفه النفس.

وهنا يأتي دور العائق الرابع الذي هو النفس؛ وهي أخطر شيء؛ قال عنها رسول الله r أعدى أعداءك نفسك التي بين جنبيك؛ لأنها ليست لوحدها؛ بل الدنيا والناس والشيطان الذين خسروا أمامك يتحدون معها ويصبحون حلفاء ضدك لذلك تكون أقوى من الجميع؛ الشيطان يوسوس لها ويأمرها وتكون له عبدًا؛ والدنيا تتزين لها ؛والناس يرونها.

وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.

ابراهيم الدالى
28-03-2017, 11:39 PM
مشكور وجزاكم الله كل خير

البتول
03-04-2017, 06:35 PM
بارك الله فيكم

صافى
04-04-2017, 04:18 AM
جزاكم الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناتكم

ابو حاتم
11-04-2017, 10:40 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

ابو بكر
16-04-2017, 09:48 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

صقر البرارى
21-04-2017, 05:35 PM
شكرا على الموضوعات والافادات القيمة جزاكم الله كل خير

بيرم محمد
28-04-2017, 01:32 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

جنة
09-07-2017, 07:35 AM
شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

سمراء النيل
16-07-2017, 03:11 PM
شكرا على المواضيع العرفانية القيمة وجزاكم الله كل خير

هشام حسن
23-07-2017, 07:54 PM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

سلسبيل
28-08-2017, 07:47 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

قدرى العلى
30-08-2017, 03:43 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

جيهان
31-08-2017, 08:27 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات والافادة بارك الله فيكم

ماجد
02-09-2017, 02:53 AM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير