المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الكرامة والاستدراج:



خالد الطيب
29-03-2017, 09:40 PM
الفرق بين الكرامة والاستدراج:


لا بد من التنبيه إِلى الفرق بين الكرامة والاستدراج،

وذلك لأننا نشاهد بعض الفسقة المنسوبين للإِسلام تجري على يديهم خوارق العادات؛ مع أنهم مجاهرون بالمعصية، منحرفون عن دين الله تعالى.

فالكرامة لا تكون إِلا على يد وليٌّ، وهو صاحب العقيدة الصحيحة، المواظب على الطاعات، المتجنب للمعاصي، المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات، وهو الذي قال الله تعالى فيه:

{ألا إنَّ أولِياءَ اللهِ لا خوفٌ عليهِمْ ولا هُمْ يحزَنُونَ . الذينَ آمنوا وكانُوا يتَّقونَ} [يونس: 62ـ63].
وأما ما يجري على يد بعضهم من خرقات ، فهو من قبيل الاستدراج.

ثم إِن الولي لا يسكن إِلى الكرامة، ولا يتفاخر بها على غيره، قال العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير: (إِن صاحب الكرامة لا يستأنس بتلك الكرامة، بل عند ظهور الكرامة يصير خوفه من الله تعالى أشد، وحذره من قهر الله أقوى، فإِنه يخاف أن يكون ذلك من باب الاستدراج.

وأما صاحب الاستدراج،

فإِنه يستأنس بذلك الذي يظهر عليه، ويظن أنه إِنما وجد تلك الكرامة لأنه كان مستحقاً لها، وحينئذٍ يحتقر غيره، ويتكبر عليه، ويحصل له أَمْنٌ مِنْ مكْرِ الله وعقابه، ولا يخاف سوء العاقبة، فإِذا ظهر شيء من هذه الأحوال على صاحب الكرامة دل ذلك على أنها كانت استدراجاً لا كرامة، فلهذا قال المحققون: أكثر ما اتفق من الانقطاع عن حضرة الله إِنما وقع في مقام الكرامات، فلا جَرَمَ أن ترى المحققين يخافون من الكرامات، كما يخافون من أنواع البلاء، والذي يدل على أن الاستئناس بالكرامة قاطع عن الطريق وجوه) ثم ذكرها حتى عدَّ إِحدى عشرة حجة، نذكر منها واحدة.

قال الإِمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى:

(إِنَّ من اعتقد في نفسه أنه صار مستحقاً لكرامة بسبب عمله، حصل لعمله وقع عظيم في قلبه، ومَنْ كان لعمله وقع عنده كان جاهلاً، ولو عرف ربه لعلم أن كل طاعات الخلق في جنب جلال الله تقصير، وكل شكرهم في جنب آلائه ونعمائه قصور، وكلُّ معارفهم وعلومهم في مقابلة عزته حيرةٌ وجهلٌ،

رأيت في بعض الكتب أنه قرأ المقرئ في مجلس الأستاذ أبي علي الدقاق قوله تعالى: {إليهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصالحُ يرفَعُهُ} [فاطر: 10].
فقال: علامةُ أن الحق رفع عملك أن لا يَبْقى عندك [أي عملك] فإِن بقي عملك في نظرك فهو مدفوع، وإِن لم يبق معك فهو مرفوع) ["تفسير الرازي" ج5. ص692].

وعلى هذا فإِننا حين نرى أحداً من الناس يأتي بخوارق العادات

لا نستطيع أن نحكم عليه بالولاية، ولا يمكن أن نعتبر عمله هذا كرامة حتى نرى سلوكه وتمسكه بشريعة الله.

قال أبو يزيد رحمه الله تعالى: (لو أن رجلاً بسط مُصلاَّه على الماء وتربَّعَ في الهواء فلا تغترُّوا به حتى تنظروا كيف تجدونه في الأمر والنهي)

الفرغل ابو الرجال
30-03-2017, 12:14 AM
شكرا على الموضوع المتميز دمتم ودام عطاؤكم

شاهين
31-03-2017, 10:09 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

جابر عبد الله
06-04-2017, 07:06 AM
مشكورين وجزاكم الله كل خير على الطرح الطيب

قويدار السيد
07-04-2017, 03:40 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

هشام حسن
12-03-2018, 10:34 AM
مشكور وجزاكم الله كل خير

nadouche
17-03-2018, 02:27 PM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

بهاء الدين
18-03-2018, 04:37 PM
شكرا على الطرح الطيب العطر بارك الله فيكم

زين العسيرى
19-03-2018, 01:40 PM
شكرا على الطرح العرفانى الجميل وجزاكم الله كل خير

مروان التيفاشى
20-03-2018, 02:48 PM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

سلسبيل
23-03-2018, 01:39 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

فايزة
25-03-2018, 12:09 PM
شكرا على الطرح الطيب والافادة القيمة وجزاكم الله كل خير

تميم الشاوى
26-03-2018, 03:36 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

العنقاء
27-03-2018, 12:23 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

المغربية
30-03-2018, 02:16 PM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

عايدة البكرى
31-03-2018, 06:42 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير