المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار السحر والسحرة والتعاويذ والتمائم عند الفراعنة (بحث كامل) 3



زرقاء اليمامة
03-04-2017, 07:30 PM
أسرار السحر والسحرة والتعاويذ والتمائم عند الفراعنة (بحث كامل) 3

الآثارى الفصيح محمود مندراوى - مفتش آثار المنيا

لعنــة الفــراعنة :

والسؤال الآن بعد كل ما وضحناه عن السحر والتنجيم والعرافة هو ما مدى صحة لعنة الفراعنة وما يصيب سارقي المقابر الفرعونية أو داخليها لأول مرة ؟

ولكى نجيب على هذا السؤال علميا لابد لنا أن نتعرف على بعض النقاط المهمة والتى تكون فى المقابر عند فتحاها لأول مرة منذ آلاف السنين حتى الآن، ومنها الفطريات والبكتريا والإشعاعات، الفطريات التى تخرج من الجثث والسموم وغيرة من الأشياء المضرة والتى تؤثر على صحة الإنسان لو تعرض لها تعرضا مباشراً.

وسوف نستعرض فيما يلى الأسلحة الخفية التى استخدمها المصرى القديم فى الحفاظ على مقبرته من السرقة، وكذلك بقاء المومياء فى حاله جفاف تام حتى لا تتأثر بالفطريات وغيرة مما دعاهم لاستخدام مواد وأشعة تضر بصحة الحى والذين ظنوا أنها لعنة من لعنات الفراعنة.

الفطريات والبكتريا :

عندما اختبر الفريد لوكس مومياء توت عنخ آمون لأول مرة ، وكان عام1925 رئيسا لقسم الكيمياء بمصلحة الآثار المصرية ، وصل إلى نتائج ربما تلقى الضوء على موضوع لعنة الفراعنة، فقد كتب على سبيل المثال عن الفطريات التى وجدت فى المقبرة، وعن أثارها الكيميائي على الجسيمات العضوية بنسيج جسم وعظام المومياء، وأعلن فى نفس الوقت عن خلو المقبرة من الجراثيم .

ونتائج دراسة "لوكاس" حول الفطر الكثيف النامي على حوائط المقبرة، والحشرات الكثيرة الميتة إلى وجدت على أرض المقبرة، اتخذت أساسا يساند النظرية القائلة بأن لعنة الفراعنة مصدرها وجود نوع من السموم فى المقبرة يؤثر على كل من يدخلها.

نبات تفاح الجن :

الشئ الذى بقى بلا تفسير هو وجود نبات لا يزرع فى مصر، داخل المقبرة "توت عنخ أمون" وقد وجد أيضا فى المقابر أخرى لفراعنة آخرين وهو النبات الذى يطلق عليه اسم تفاح الجن أو اليبروح"ماندريك" ، وهو نبات سام يدخل فى تركيب لعض الأدوية ، كما وجدت رسوم لتلك النباتات فى مقابر الأسرة الثامنة عشر، وأقرب البلاد الذى ينمو فيها هذا النبات هو فلسطين، وقد عرف العرب هذا النبات وعرفوا أن كمية قليلة منه تعمل على تنشيط الجسم، ولكن تناول جرعات كبيرة منه يؤدى إلى غيبوبة، وإلى آثار أشبة بهلوسة(66).

ويعتقد الأستاذ" ثيوبرى" أن فاكهة تفاح الجن الموجودة فى مقابر الفراعنة فى رسوم هذه المقابر، تطابق الفاكهة المعروفة باسم (ديدى) والتى تسمى بالعبرية "دوديم" والتى نجد لها ذكر متكرر فى العهد الجديد، وقد استخدمت كمخدر فى جزيرة فيلة(67).

وبمناسبة ذكر العهد الجديد فقد تذكرت قصة قد قرأتها من قبل ذُكرت فى العهد القديم، وهى أن إحدى النساء قد زنت أو سرقت، وبسؤالها أنكرت الحادث، فقدم إليها أحد الكهنة مشروبا، فشربته ومن بعدها اعترفت بكل شئ، فظن العامة الموجودين أن هذا سحرا مع أنه هو ما يعرف الآن باسم كشف الكذب وهى مواد كيميائية تستخرج من نباتات معينة تعمل على أثارة المخ لقول الحقيقة، وهذا النوع من العقار كان يستخدم فى أجهزة المخابرات قديما وأظن أنه قائم إلى الآن مع بعض التطوير والتحديث بما يناسب مع الثورة العلمية الهائلة التى حدثت فى القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.

السحر والفطريات ومفتشين الاثار :

على مدى زمن طويل، قام الدكتور عز الدين طه بالكشف الطبى على عدد من رجال الآثار والعاملين فى متحف الآثار المصرية القديمة، واكتشف أن الكثير منهم يعانى من فطر معين يسبب التهاب الجهاز التنفسى ، وكان الأثريون قد لاحظوا تلك الإعراض الغريبة وانطلقوا عليها الكحة القبطية، والتى تظهر على شكل طفح جلدى، مع أحساس بصعوبة التنفس، لكن الأمر لم يحظى باهتمام كبير، رغم تلك الأعراض كانت تظهر فقط على أولئك الذين يتعاملون بشكل مكثف مع أوراق البردي المصرية القديمة.

وقد أوضح الدكتور طه خلال مؤتمره الصحفي بجامعة القاهرة وجود سلسلة من العناصر المعدية الخطيرة، من بينها الفطر الذى يطلق عليه "اسبيرجيللاس نيجر".

قال الدكتور طه أن ذلك الفطر قادر على مواصلة البقاء فى الموميات وحجرات الدفن والأهرامات على مدى ثلاثة أو أربعة آلف سنه. ولكن العجيب كل العجب هنا أن الدكتور طه قد توفى بعد المؤتمر مباشرتا فى حادث سيارة هو ومن معه فى السيارة !!!!!!

ترى ما سبب الحادث ؟ وهل كان للعنة الفراعنة دخل فى هذا الحادث المروع ؟ والغريب فى الحادث أيضا أن الطب الشرعى شخص الموت "على أنه هبوط حاد فى القلب" وليس ما ينتج من الحدث من تكسير ونزيف وغيرة !!!!

السموم :

مما سبق فأن الاحتمال كبير أذن فى إصابة الأثريين بالطفيليات خلال عملهم الطويل تحت الأرض ، ولكن إذا أدخلنا فى الاعتبار أن لعنة الفراعنة كان المقصود بها حماية مقابر الملوك فى نتصور أن يعتمد فى هذا على تلك الطفيليات ومن ثم فالنظرية التى تكسب أنصارا فى هذا المجال هى نظرية الاعتماد على السموم(68).

فالسموم قديمة قدم الجنس البشرى، ومن المعروف أم مينا أول فرعون لمصر كان يزرع النباتات السامة ونحن نعرف أنه عهود تالية استخدم قدماء المصريين الأفيون والشوكران والبنج الأسود والزرنيخ ،بل أنهم عرفوا حامض البروسيك الذى كان يستخدم فى تنفيذ أحكام الإعدام عند الإغريق من 2500سنة(69).

فلا شك في أن المصريين القدماء قد استخدموا السموم فى حماية مقابرهم وقتل كل من تسول نفسه الاعتداء على الأموات فى مرقدهم الأخير، هذا إلى جانب الوسائل الأخرى التى استخدمت فى حراسة المقابر والدفاع عنها من السرقة، بل وكانت المقابر بجانب الوسائل العلمية أو السحرية فى حراستها استخدموا نظام الحراسة البشرية بإنشاء دركات للحراسة على المقابر ليلا ونهار حتى لا يسطوا عليها اللصوص وقتها.

السموم التى تخرج من الجثث :

إلى جنب ما سبق كان أكثر ما يخشاه القدماء المصريين من بين السموم ما أطلقوا عليه اسم "سم الميت" وكانوا يشيرون بذلك إلى السموم التى يفرزها الجسم أثناء تحلله بعد الوفاة، وقد ورد فى أوراق البردى ما يفيد ان أطباء مصر القديمة كان لديهم وسيلة للتخلص من السموم الموجودة فى جسم الميت وكانوا يعتمدون فى ذلك على الزيت والعسل وفضلات الفتيات الصغيرات والقطط والحمير والخنازير وقد ننظر إلى مثل هذا ببعض السخرية، ولكن الثابت ان تلك الأشياء تحتوى على أجسام مضادة تقاوم الكميات الصغيرة من السموم التى يمكن أن تصل إلى جوف الإنسان كل يوم(70). والذى لا شك فيه أن السموم تفقد تأثيرها بفعل الضوء والهواء والتعرض للشمس بعد عدة سنوات، لكن السموم القوية تحتفظ بمفعولها لعدة قرون، خاصة إذا كانت محفوظة فى فراغ محكم لا يتسرب منه أو إليه الهواء، ومقابر الفراعنة الصخرية تعتبر معامل تفريخ مثالية للبكتريا، وقد تسأل الأثريون على مدى الأجيال سر اللون الأسود الموجود على المومياء الفرعونية، والإجابة عن هذا تتلخص فى كلمة واحدة وهى البكتريا(71).

سر اليورانيوم ومدى علاقة الكهنة به :

فى عام 1949 أثار عالم الذرة المعروف بروفسير بلجارينى دهشة علماء الآثار عندما قال: "اعتقد أن المصريين القدماء فهموا قوانين التحليل الذري وان اليوراانيوم كان من المسائل المألوفة لدى كهنتم وحكمائهم .. ومن المحتمل أنهم استخدموا الإشعاعات الذرية لحماية أماكنهم المقدسة". وقد ساند رأى العالم الذري الكبير أن الصخور المحتوية على اليورانيوم جرى استخراجها من مناجم مصر الوسطى. فهل يعنى هذا أن الفراعنة اعتمدوا على حزام قاتل من الإشعاعات ؟؟؟

ويقول العالم بلجارينى والذى لا يستبعد هذا الاحتمال :

"من الممكن أن أرضية المقابر غطت باليورانيوم ،أو أن تكون القبور نفسها كسيت بصخور مشعة .. مثل هذا الإشعاع يمكن فى يومنا هذا أن يقتل أنساناً، أو على الأقل تأثير سيئا على صحته"(72).

وهنا يجب ان نذكر ما وردناه من قبل ،مع أن أكثر حالات الوفاة بين علماء الآثار المتصلين بالمقابر الفرعونية ، ولم يتمكن الأطباء من تحديد السبب الحقيقى لها ، وان العديد من علماء الآثار المصرية القديمة قد شكوا من أحساس متزايد بالإجهاد ،كما ظهر على البعض علامات واضحة لخلل فى المخ بعد العمل الطويل داخل المقابر.

ومنهم على سبيل المثال وليس العرض أن جميع من دخل مقبرة توت عنخ آمون وعلى رأسهم كارتر قد ماتوا جميعا فى غضون سنوات قليلة بأمراض تشابه الأمراض التى سبقنا عرضها وهو الإجهاد المتزايد والحمة الشديدة، والهذيان وخلال فى خلايا المخ والتى نتج عنها تصرفات غريبة أدت إلى موت البعض منهم.

وقد اكتشف فى المعبد الجنائزي لهرم سقارة المدرج بمنطقة سقارة بالجيزة حجران بها أحجار تشع موجات كهرومغناطيسية شافية للأمراض وأخري تطلق موجات اللون الأخضر السالب القاتلة للحيوية(73).

وأوضح الدكتور (سمير يحى الجمل) أن قدماء المصريين رفوا أشعة اللون الأخضر السالب واستخدموا هذه الأشعة فى كافة أعمالهم السحرية وذكر أن هذه الأشعة تنطلق أيضا من قاعدة الهرم الأكبر طبقا للنتائج التى أظهرتها أجهزة القياس الإشعاعي، وألمح أن هذه الأشعة موجودة فى كافة المضادات الحيوية(74).

وقد أعلن الخبراء المصريين أنهم تمكنوا من تسجيل إشعاعات نووية صادرة من بعض الموميات أناء مرورهم بجهاز قياس الأشعة بقاعة الموميات بالمتحف المصرى.(75) وقد تبين للعلماء ان قدماء المصريين كانوا يشحنون جثث موتاهم عند تحنيطها بشحنات من الأشعة الخضراء لحفظها من التحلل وقتل البكتريا التى تعمل على سرعة تحللها(76).

شحن الأثاث الجنزى بالأشعة القاتلة :

وقد أكد الدكتور سيد عبدالكريم عالم المصريات أن لعنة الفراعنة التى تم نسبها إلى السحر لم تكن فى الواقع إلا شحن بعض الموميات بأشعة الموت الخضراء القاتلة بالإضافة إلى شحن بعض متعلقات المومياء من أدوات منزلية وأدوات زينة ومصاغ وتمائم بنفس الأشعة وهذا ما دع سارقي بعض المقتنيات من كنوز توت عنخ آمون وسارقي بعض الموميات إلى أعادتها إلى أماكنها الأصلية مرة أخرى أو التخلص منها للخلاص من هذه اللعنة(77).

الفراعنة ومساحيق الهلوسة :

من المؤكد علميا وتاريخيا أن الفراعنة عرفوا العقاقير، وكانوا قادرين على خلطها وتركيبها واستخدمها، والطب الحديث يقول لنا أيضا أن تلك المساحيق ممكن أن تحدث أثرها عن طريق الأنف أو الفم، واحدث هذه المساحيق عن طريق ذرات هذا العقاقير إذا دخلت عن طريق العين(78).

حيث انه من المحتمل جدا أن يكون الفراعنة قد وضعوا تلك المساحيق من مادة اللهلوسة فى مقابرهم بكميات كبيرة حتى يتأثر الداخل للسرقة ويصاب بالجنون أو الهلوسة أو يسقط فى غيبوبة فيخاف من بعده من الدخول ويفر هاربا ، وفى رأى الشخصى أن هذا ما يفسر وجود هياكل عظمية فى دهاليز او غرف المقابر فيحتمل أن يكونوا لصوصا أثرت فيهم المواد التى حفظ الفراعنة بها مقابرهم من السرقة.

وهذه الحالة من الهذيان والهلوسة قد أصابت عددا كبيرا من علماء الآثار فمثلا العالم" يوهاتس ديمتش" الذى جاء إلى الصعيد والنوبة وكتب ونقل مئات النقوش أصيب بحالة من الهذيان المستمر، فسرها الأطباء على أنها انفصام فى الشخصية، وقد دفع له الناشرون ليؤلف كتابا ولكنه جلس فكتب 350 صفحة لم يستطيع أحد أن يفسر جملة واحدة منها(79).

تيتانيك والسحر المصرى :

كان على متن الباخرة تيتانيك 2200 راكب و40 طن بطاطس و12000 زجاجة ماء معدنية، و7000جوال من اللبن، و35000 بيضة، ثم ... مومياء مصرية !! أراد اللورد كانترفيل أن ينقلها من انجلترا إلى نيويورك. وكانت المومياء لكاهنة ذائعة الصيت فى عهد أخناتون عثر عليها فى تل العمارنة فى معبد صغير بنى خصيصا لهذه الكاهنة وعرف باسم معبد العيون.

كانت مومياء الكاهنة عند اكتشافها مزودة بالتعاويذ والتمائم المعهودة، ومن بين تلك التعاويذ تعويذة عليها رسم الإله اوزيريس، وقد كتب عليها: "أفيقي من تلك الغيبوبة التى ترقدين فيها ، فنظرة من عينيكى كفيلة بالانتصار على كل ما ارتكب ضدك" وجدت التعويذة تحت رأس المومياء فهل يعنى هذا ان ما بقى من جسد الكاهنة يتمتع بنوع خاص من الحماية ؟

وضعت المومياء خلف حجرة القيادة، ومن المعروف ان العديد من العلماء الذين تعاملوا مع الموميات، ظهر عليهم علامات واضحة من التشويش العقلى، فعل نظر كابتن سميث فى العينين المشعتين؟(80).

السحرة ومكانتهم :

حرى تب هو المعنى لكلمة ساحر فى اللغة المصرية القديمة (متصدر الجمع) هى الترجمة الحرفية لها، وربما لانه كان يقف على رأس التجمعات فى المناسبات وفى أداء التراتيل الدينية أو السحرية، وقد تغير الاسم فى العصر المتاخر الى (كتبة نصوص الإله). وقد كان للسحرة مركز مميز ومكانة خاصة فى كلا من الدولة القديمة وخلال الأسرات الثانية عشرة والثامنة عشرة وتقلد بعض السحرة المعروفين أعلى مناصب الدولة أو مستشارين وأعضاء فى مجلس الحكماء ، كما كان الكثير من كبار الكهنة والعلماء والأطباء يفتخرون بحمل لقب ساحر بجانب مهنتهم الأصلية(81).

وقد كان يبدو غريبا أن يوضع السحر ضمن معارف الكهان ، ولكن معرفة الصيغ السحرية الكاملة – فى رأى الكهان أنفسهم- قد أمدتهم على الأحياء والأرباب وقوى الطبيعة لا تكاد تحد.(82) وكان الساحر رجلا له خطره مقداما لا يتراجع أمام أعظم الأمور الجديرة بالمشاهدة فمن ذلك مثلا قول الساحر: "سوف أميد بالأرض إلى الغمر ولسوف يصير الجنوب شملا وتنعكس الأرض"(83).

أشهر السحرة والساحرات فى مصر الفرعونية :

لم يمارس السحر فقط من السحرة الرجال بل كان لبعض النساء معرفة تامة بالسحر والاتصال بالأرواح وبعضهن حملن لقب "عرافة المعبد" وقد خلد التاريخ أسماء الكثير منهن أمثال ميليت، وانهارى، وحنت تاوى، وروى، وبعضهن كن ملكات وأميرات.(84)

من أشهر هؤلاء السحرة الرجال هو ديدى ، والساحر" جاجا أم عنخ" وقد وردت أشارتهم وقدرتهم السحرية فى بردية وستكار، كما أن هناك ساحر مشهور فى عصر الرعامسة يعرف باسم مرى رع وذلك وفقا لما جاء فى بردية فاندييه، ثم ما أشارتله برديتان سحريتان من القرن الأول والثانى الميلادى ويعرفان باسم ستنى1 و ستنى 2.(85)

حال الساحر والكاهن فى السحر :

كان الكاهن او السحار حتى يقوم بالسحر له طقوس معينة اهمها هى ان يبقى فى حالة طهارة جسدية حتى لا يتعرض للشر والاذى من المعبودة سخمت.

وكان يسبق كل هذا كما اشرنا سابقا الطقوس الخاصة التى يقوم بها فى المعبد ومنها مقاطعة الخلق والصيام والبئر والدهاليز والوحش وغيرة من تلك العقبات التى كانت تقابل الساحر فى مرحلة أعداده وتهيئته ليكون ساحرا معترف به.

الزى الخاص بالساحر :

كان الساحر يرتدي زيا خاصا مميزا، ومنهم من كان يرتدى جلد الفهد إذا كان من السحرة المعبد، كما كان الساحر يحمل عصا سحرية على شكل حية أو تحمل رؤوس بعض الحيوانات الخرافية ورؤوس الإلهة، وكانت كل عصا تمثل المعبد الذي ينتمي إليه أو تخرج منه وهو الذي يمنحه العصا عند السماح له بمزاوله المهنة(86).

الادوات المستخدمة فى السحر :

تعددت الاوادت المستخدمة فى تأدية طقوس السحر الشفهية والعملية، ومن بينما يستخدم لاتمام ذلك التماثيل الصغيرة الشمعية، والتماثيل الشافية، ولوحة حور-شد، ثم الكتابات والتعويذ التى تتلى او تسجل على تلك الادوات، وكذلك الماء الذى يصب عليها ليتشبع بفحوى هذه النصوص والتعاويذ، وغيرها من الاداوات تتعلق بالساحر او بالكاهن الذى يقوم بعملية السحر.

القصص والاساطير السحرية :

انتشر فى الادب المصرى القديم نوعا خاصا من الأدب ألا وهو القصص التى تبنى وتحكى عن السحر، وقد انتشرت تلك القصص والأساطير حتى بين المعبودات بعضهم البعض.

وبخلاف النصوص والتعاويذ الدينية هناك بعض القصص التى حملت فى طياتها مغزى سحريا ،ومن بينها عددا من الأساطير الدينية التى تتعلق بالمعبودات المصرية والسحر بين الأرباب ومن بين هذه القصص ما جاء فى بردية وستكار، وأسطورة ايزيس وراع وعقارب ايزيس وقصة الأخوين.(87)

ومن القصص التى حوتها نفس بردية وستكار قصة الزوجة الخائنة والتمساح الشمعي التى تحكي كيف صنع الساحر "أوباأونر" تمساحاً من الشمع طوله نصف ذراع وألقاه فى البحيرة التى كانت الزوجة الخائنة تقابل فيها عشيقها أثناء غياب زوجها فى رحلاته مع الملك ،وكيف تحول تمثال الشمع إلى تمساح ضخم قبض على العشيق وغطس به تحت الماء عدة أيام حتى أتى الكاهن وأمره بالخروج به ليراه زوجها والشهود ، ثم أمره بافتراسه ، ثم تحول التمساح إلى تمثال شمع مره أخرى حملة الساحر معه فى صندوق خشبي خاص به ثم أمر الزوجة بأن تلقى بنفسها فى البحيرة لكى تلحق بعشيقها.(88)

غرائب السحر المصرى :

من أغرب ما يذكره سونيرون عن السحر هو تمكن السحرة المصريين من إسقاط المطر (سحر الاستسقاء ) وإثارة العواصف، وكان هذا النوع من السحر نافذاً لأنه يشير إلى قدرة الساحر على التحكم بعناصر الطبيعة وهو أقصى ما يطمح إليه الساحر.(89)

ويؤكد ذلك ما ورد فى قصة الحرب التى نجا منها الجيش الروماني بقيادة "ماركوس أوريلوس" من كارثة محققة وذلك عن طريق الامطار إلى انهمرت بمعجزة على يد "حارنوفيس" احد مفسري النصوص المقدسة فى مصر.(90)

وقد كشفت شقفة من الفخار وجدت فى طيبة، إلى مدى كان تأثير هذه الرقى والتلاوات السحرية فى بداية المملكة الوسطي، كانت هذه الشقفة هى نتاج لطقس من الطقوس المراعية يسمى "تكسير الأواني" لقد طلب أحد فراعنة الأسرة الحادية عشر كتابة أسماء أعدائه وحفرها على عدة جرار وأوان فخارية، قائمة بأسماء الأعداء تضمنت باكواى حاكم أوباتس وجميع أقاربه، وكان سكان كوش وميجيروشات، وكذلك كل حلفائهم الأقوياء وأصدقائهم.(91)

كما روت بردية وستكار كيف قام الساحر جدي فى حضور الملك وأبنائه وحكماء القصر بإحضار ثور كبير وضرب رأسه فسقط رأس الثور على الأرض بعيدا عن جسده ، ثم تلا عزائمة السحرية فقام الثور وراءه وخرج الساحر من القاعة يتبعه الثور وهو يخور.(92)

وقصص التنجيم عن بواسطة إناء مملوء بالماء، من فوقه طبقة رقيقة من زيت ،ويركع أمام الإناء وسيط من الأطفال يأمره الساحر بأن يفتح عينيه على ما فى الإناء ، حتى إذا ما لاح له ضوء على سطح الزيت كان ذلك أية على أن الاتصال بالآلهة قد تم وبذلك يكشف المستقبل عن أسراره الواحد نلو الأخر.(93)

حكاية قديمة عن لعنة الفراعنة والسحر :

ذكر المقريزى بكتابه مروج الذهب نقلا عن يحى بن بكير ان رجلا أتي الخليفة عبدالعزيز بن مروان واخبره بوجود كنز فى قبة (مقبرة) من مقابر الفراعنة وانه يعرف طريقها ،فأمر عبدالعزيز بن عبدالملك بعض العمال بالذهاب معه إلى الموقع ،وهناك حفروا حفرة عظيمة فى الأرض فظهر لهم ممر مبلط بالرخام والمرمر فى نهايته باب بجواره عامود عليه تمثال لحيوان من الذهب عيناه مصنوعتان من ياقوت احمر أبرقتا وظهر لهما ضوء احمر شديد بمجرد ظهور رأس التمثال أثناء الحفر.

وبداخل المقبرة وجدوا تماثيل وصورا من الذهب وأجربه "توابيت" من الأحجار عليها أغطية مطبقة "محكمة الإغلاق" وعندما استدعوا عبدالعزيز بن عبد الملك لفتح المقبرة أسرع بعض العمال وتوجه للسلم الموصل الى باب المقبرة وكان مصنوعا من النحاس ولما حاول الصعود عليه ووصل إلى الدرجة الرابعة من درجاته ظهر من جانبي السلم سيفان عظيمان من يمين ويسار الدرجة فقطعته جزلاً ثم فتحت درجة السلم فهوى منها إلى حفرة أسفلها.

وكان لما استقر جسمه على بعض الدرج قبل ان يهوى فى الحفرة اهتز العمود وصفر التمثال الذى يشبه شكل الديك وصفر صفيرا عجيبا وحرك جناحية وظهرت من تحته أصوات عجيبة لان السلم والديك كما ذكر المقريزى كان يعملان باللوالب والحركات الميكانيكية "أي بطريقة إليه أوتوماتكية" فأمر عبد العزيز بعد هلاك أكثر من رجل من رجاله بردم المقبرة والانصراف وقال: "هذا ردم عجيب الأمر ممنوع النيل نعوذ بالله منه "(94)

وهكذا حكايات أخرى قديمة تدل على اللعنة والسحر لكل من تسول له نفسه التعدي على موتى الأجداد، ومنها ما هو حقيقى موثق كالقصة السابقة والتى وردت فى أكثر من مكان والذين رووها شهود عدل وثقة ولذلك ذكرنها، ومن القصص أيضا ما هو خيالي لا يمت إلى الحقيقة بصلة نسجه خيال اللصوص ومحبى القصص الخالية وذلك للمتعة والعجب.

وأخيرا السحر والقانون المصرى القديم : بجانب ما كان للسحرة من مكانة عند السماح بممارسة مهنتهم المقدسة من حماية كل من الملك والمعبد ،وتقدم لهم العطايا والهدايا بسخاء من الحكومة والشعب لما يقومون به من خير للإنسانية وخدمات للناس من دينية ودنيوية فإن ممارسة السحر المعاكس أو السحر الأسود الذى يقصد به الضرر بالغير كان يعاقب من يقوم به بالإعدام. (95)

فلقد حوكم السحر الذى اشتركوا بسحرهم فى التآمر على حياة رمسيس الثالث، فأعدم البعض وانتحر البعض الآخر قبل إنزلقبل أنزال العقوبة به، وذلك حين أكتشف أن السحرة ثبتوا فى قصره كتابات سحرية ودمى من الشمع كتبوا عليها تعزيمات تمثل أعضاء من تمثلهم تسهيلات لتنفيذ المؤامرة على الملك (96)

وفى بردية "لي" بمتحف المكتبة الأهلية بباريس وصف لما قام به ساحر أراد الانتقام من قوم فصنع تماثيل من الشمع وقرأ عليها عزائم سحرية وخصص كل تمثال منها بنوع من الأذى والضرر فأصيب الأشخاص بالأنواع التي خصصها لكل منهم ، فرفعوا أمرهم إلى الملك ، فأمر بالقبض على الساحر وأمر بإعدامه ونفذ فيه حكم الإعدام علناً في سوق المدينة ، كما أمر بمنع جميع السحرة عن هذه الأعمال.(97)

تم

سيدرا
03-04-2017, 11:13 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات والافادة

ابو مصعب
04-04-2017, 05:49 PM
بارك الله فيكم

سلسبيل
05-04-2017, 03:16 AM
شكرا على المعلومات والافادة

زخارى
06-04-2017, 03:40 AM
شكرا على الافادات القيمة

غالية
07-04-2017, 01:09 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

عيوشة
08-04-2017, 03:06 PM
يعيشك اختي الفاضلة بارك الله فيك

كلثوم
10-04-2017, 10:13 AM
شكرا على المعلومات والافادة

ماهيتاب السويدى
11-04-2017, 01:36 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

جيهان
12-04-2017, 07:35 AM
شكرا على المعلومات والافادة

كوثر
13-04-2017, 11:43 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة

عايدة البكرى
14-04-2017, 04:47 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

صافى
14-04-2017, 11:02 PM
شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

بلبلة
16-04-2017, 06:15 AM
شكرا على المعلومات والافادة

حنين
17-04-2017, 09:54 AM
شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

الحسناء
18-04-2017, 01:44 AM
شكرا على المعلومات والافادة

عهود المالكى
19-04-2017, 11:21 AM
شكرا على المعلومات والافادة

ضحى
20-04-2017, 06:35 AM
يسلمووو على الطرح والافادة الحلوة

فايزة
21-04-2017, 03:12 AM
شكرا على المعلومات والافادة

ساندى
23-05-2017, 07:05 PM
شكرا على المعلومات والافادة

مايسة عبد الهادى
24-05-2017, 02:26 PM
شكرا على المعلومات والافادة

سوزان الشرقاوى
07-06-2017, 08:12 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة

خلود العنزى
15-06-2017, 05:36 PM
شكرا على المعلومات والافادة

صافيناز العتيبي
23-06-2017, 10:34 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة

خديجة العلوى
25-06-2017, 05:40 AM
شكرا على المعلومات والافادة

nona
30-06-2017, 03:44 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

tafouket
06-08-2017, 04:44 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

سمراء النيل
08-08-2017, 01:08 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

نجوى كريم
09-08-2017, 04:40 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة

لطيفة الخالدى
13-08-2017, 01:50 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة