المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روح التضحية لدى الكائنات الحية تفنّد ادعاء نظرية التطور بأن البقاء للأقوى



البتول
23-07-2017, 02:29 PM
روح التضحية لدى الكائنات الحية تفنّد ادعاء نظرية التطور بأن البقاء للأقوى فكل الكائنات الحية تتحرك بواسطة إلهام إلهي


واجه دعاة نظرية التطور إشكاليات كبيرة تتعلق بتفسير سلوك الحيوانات في حين أنّ الحقيقة واضحة جلية وهي أن أنّ كل الكائنات الحية تتحرك بواسطة إلهام إلهي فالمصادفة لا يمكن ان تجعل الكائن الحي غير العاقل يقوم بتمييز الفروق الواضحة ويقوم بالربط بين الوقائع واتخاذ القرارات الصحيحة فضلاً عن عدم قدرته على التخطيط لعدة مراحل مقبلة إلى جانب أشياء أخرى تتطلب عقلاً وتفكيراً وإدراكاً فالإلهام الإلهي هو الذي يحكم ويقود ويلهم الكائنات الحية كل هذه التصرفات
.


وهنا لابد أن نطرح سؤالا على دعاة نظرية التطور

فإدا كانت هذه الكائنات الحية حقا مبرمجة على أداء هذه الأعمال فمن يا ترى وضع هذا البرنامج ؟ وما هي القوة التي تجعل نحل العسل يفرز الشمع الخاص لبناء الخلية ؟ والجواب واضح ودقيق وهو استحالة تولد هذه الأنماط السلوكية من تلقاء نفسها أو محض المصادفة بل الواضح أن هناك قوة تحكم هذه الطبيعة وتديرها ولها تأثير مباشرعلى تلك الكائنات وصاحب هذه القوة بلا شك هو الله الخلاق العليم

أما هذه النظرية التي تعجز عن تفسر كيفية خلق الكائن الحي لا بد لها أن تقف عاجزة أمام تفسير سلوكه ومصدره لذا فإجراء الأبحاث حول الكائنات الحية له أهمية قصوى بلا شك لأن هذه الأبحاث تثبت أنه لا يوجد كائن حيّ يعيش جزافاً أو دون ضابط فالله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يقوم بخلق الكائن الحي من العدم ويدبر أموره ويراقبه في كل حين وينظم له سلوكه بقدرته ربّ السماوات والأرض وما بينهما وهذه الحقيقة وردت في القرآن الحكيم.

( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) هود 56

روح التضحية لدى الكائنات الحية تفنّد ادعاء داروين بأن البقاء للأقوى

مثلما أسلفنا القول في المقالات السابقة فإن الأمر حسب ادعاء داروين يعتمد على قانون الانتخاب الطبيعي أي أنّ الكائنات الحية التي تستطيع أن تتكيف مع شروط الوسط الذي تعيش فيه تستطيع مواصلة حياتها والحفاظ على نسلها وأمّا الكائنات الضعيفة التي لا تستطيع التكيف مع تلك الشروط فهي معرضة للهلاك والفناء وبناء على هذا يكون التعريف المنطقي للطبيعة وفقاً لقانون الانتخاب الطبيعي لداروين هو المكان الذي تقوم فيه الكائنات الحية بكفاح مرير فيما بينها من أجل البقاء فيبقى القوي ويفنى الضعيف

واستناداً إلى هذا التعريف ينبغي على كل كائن حي أن يكون متميزاً بالقوة عن الآخرين في سبيل الكفاح والبقاء وفي وسط مثل هذا لا يمكن الحديث عن بعض الميزات مثل الإيثار والتضحية والتكافل فهي قد تصبح ذات آثار سلبية على الكائن الحي نفسه ووفقاً لهذا المنطق يجب أن يتميز الكائن الحي بمنتهى الأنانية ولا همّ له سوى البحث عن الغذاء وإنشاء البيت الذي يؤويه وحماية نفسه من الأعداء
.


ولكن هل صحيح أن الطبيعة هي المكان الذي يضمّ كائنات تخوض صراعاً مريراً للقضاء على بعضها البعض بمنتهى الوحشية والأنانية ؟ إن الأبحاث الجارية بهذا الشأن حتى يومنا هذا قد أبطلت ادّعاءات دعاة التطور فالطبيعة تحوي في أركانها أمثلة لا حصر لها تكشف صوراً غاية في التضحية من أجل الغير وهنا يذكر جمال يلدرم في كتابه التطرف وقانون التطور

( إن الأسباب التي جعلت داروين وغيره من رجالات العلم في عصره يصورون الطبيعة على أنها تمثل مسرحاً للحرب بين الأحياء يمكن إجمالها في النقاط التالية كان رجال العلم في القرن التاسع عشر يقبعون في مختبراتهم أو أماكن عملهم لمدة طويلة ولا يدرسون الطبيعة ميدانياً ولهذا ذهب خيالهم ببساطة إلى الاستسلام لفكرة كون الكائنات الحية في حالة حرب صامتة فيما بينها وعالم فذ مثل هالي لم يستطع إنقاذ نفسه من براثن هذا الوهم ) 16

أما العالم بتركروبوتكين الذي يؤمن أيضاً بنظرية التطور فيذكر في كتابه الهدف المشترك العامل المؤثر في التطور الخطأ الذي وقع فيه داروين ومؤيدوه قائلاً

( داروين ومؤيدوه عرّفوا الطبيعة على أنها مكان تخوض فيه الكائنات الحية حروباً مستمرة فيما بينها ويصور هاكسلي عالم الحيوان باعتباره حلبة مصارعة تقوم فيه الحيوانات بصراع مرير فيما بينها وتكون الغلبة من بينها للذكي والسريع وهو الذي يستطيع العيش ليبدأ في اليوم التالي صراعاً جديداً وهكذاويتبين لنا منذ الوهلة الأولى أن وجهة نظر هكسلي بشأن الطبيعة ليست علمية ) 17

وهذا الوضع يعتبر شاهداً على عدم استناد نظرية التطور إلى ملاحظات علمية ويغلب على العلماء من دعاتها التزمت الفكري من خلال تحليل بعض الظواهر الموجودة وفقاً لهواهم والحقيقة أن الحرب التي يدعي داروين انتشارها في أرجاء الطبيعة تبيّن أنها خطأ كبير فلا نجد الأحياء التي تكافح من أجل البقاء فقط بل نجد أيضاً كائنات حية تبذل تعاوناً ملحوظاً نحو الكائنات الحية الأخرى والأعجب من هذا أنها تؤثرها أحياناً على نفسها ومن هنا فدعاة التطور عاجزون عن تفسير ظواهر الإيثار وقد ورد في مقال صادر في إحدى المجلات العلمية نص يصور عجز هؤلاء

( المشكلة تكمن في السبب الذي من أجله تتعاون الكائنات الحية وبالنسبة إلى نظرية داروين فهي تقول إنه ينبغي على كل كائن حي أن يكافح من أجل البقاء والتكاثر ومعاونة باقي الكائنات الحية يقلل من فرص نجاح ذلك الكائن الحي في البقاء وعلى هذا الأساس ينبغي أن يُزال هذا النمط السلوكي عبر التطور ولكن الملاحظ أن الإيثار لا يزال موجوداً في سلوك الكائنات الحية ) 18
.


وأبسط مثال على هذا الإيثار هو سلوك عاملات النحل فهي تقوم بلسع أي حيوان يدخل إلى خليتها مع علمها يقيناً أنها ستموت فإبرتها اللاسعة تبقى مغروزة في الجسم الذي تلسعه ونظراً لارتباط هذه الإبرة الوثيق بالأعضاء الداخلية للحشرة تسحب معها هذه الأعضاء خارجاً متسببة في موت النحلة مما يوضح من ذلك أنّ النحلة العاملة تضحي بحياتها من أجل سلامة باقي أفراد الخلية

أمّا ذكر البطريق وأنثاه فيقومان بحراسة عشهما حتى الموت فالذكر يسهر على رعاية الفرخ بين ساقيه طيلة أربعة أشهر متصلة ولا يستطيع طيلة هذه الفترة أن يتناول شيئاً من الغذاء أمّا الأنثى فتذهب إلى البحر لتجلب الغذاء وهي تجمعه في بلعومها وتأتي به إلى فرخها ويبديان تفانياً ملحوظاً من أجل فرخهما
.


ويعرف عن التمساح كونه من الحيوانات المتوحشة إلا أنّ الرعاية التي يوليها لأبنائه تثير الحيرة الشديدة فعندما تخرج التماسيح الصغيرة بعد فقس البيض تقوم الأم بجمعها في فمها حتى تصل بها إلى الماء ثم تعكف على رعايتها وحملها حتى تكبر ويشتد عودها وتصبح قادرة على مواجهة المصاعب بنفسها وعندما تشعر التماسيح الصغيرة بأي خطر سرعان ما تلوذ بالفرار ملتجئة إلى فم أمّها وهو الملجأ الأمين بالنسبة إليها إن هذا السلوك يثير الاستغراب خاصة إذا علمنا أن التماسيح حيوانات متوحشة والمنتظر منها أن تأكل أبناءها وتلتهمهم لا أن ترعاهم وتحميهم
.


وهناك بعض الأمهات من الحيوانات تترك القطيع الذي تعيش فيه لترضع أولادها فتتخلف الأم مع ولدها وتظل ترضعه حتى يشبع معرّضة حياتها لخطر جسيم والمعروف عن الحيوانات أنها تهتم بأولادها الذين ولدوا حديثاً أو الذين خرجوا من البيض لمدة طويلة تصل إلى أيام أو أشهر أو حتى بضع سنين فتوفر هذه الحيوانات لصغارها الغذاء والمسكن والدفء وتقوم بالدفاع عنهم من خطر الأعداء المفترسين
.


وأغلب أنواع الطيور يقوم بتغذية صغاره من 4 - 20 مرة في الساعة خلال اليوم الواحد أمّا إناث اللبائن فأمرها مختلف إذ يحتم عليها أن تتغذى جيداً عندما ترضع صغارها حتى توفر لهم اللبن الكافي وطيلة هذه الفترة يزداد الرضيع وزناً بينما تفقد الأم من وزنها بشكل ملحوظ
.
أما الطبيعي والمتوقع في هذه الحالات فهو أن تهمل هذه الحيوانات غير العاقلة صغارها وتتركها وشأنها لأنها لا تفهم معنى الأمومة أو العطف ولكنها بالعكس من ذلك تتحمل مسؤولية رعايتها والدفاع عنها بشكل عجيب

ولا تقوم الأحياء باتخاذ مثل هذا السلوك مع صغارها فقط وإنما قد تبدي العطف نفسه والحنان نفسه إزاء الحيوانات الأخرى أو الأفراد الآخرين التي تعيش معها في المجموعات نفسها ويمكن ملاحظة ذلك عندما تشح مصادر الغذاء فالمتوقع في مثل هذه الحالات العصيبة أن ينطلق القوي منها ليبيد الضعيف ويستحوذ على ما يوجد من الغذاء غير أن الذي يحدث هو عكس ما يتوقعه دعاة التطور

وهنا يورد كروبوتكين وهو معروف بتأييده لهذه النظرية أمثلة عديدة تتعلق بهذا الموضوع منها مثلا أن ( النمل يبدا بتناول ما ادخره عندما تشح مصادر الغذاء بينما تبدأ الطيور بالهجرة بشكل جماعي إلى مكان آخر وعندما يكون عدد كبير من القنادس في نهر تتوجه القنادس الشابة إلى الشمال والكبيرة في السن إلى جنوب الأنهار) 19أما جون ماينيرد سميت فيسأل وهو من التطوريين المشهورين سؤالاً لأقرانه في الفكر يتعلق بهذا النوع من السلوك لدى الحيوانات ( إذا كان الانتخاب الطبيعي يعني اختيار الصفات الصالحة للكائن الحي والتي تضمن له بقاؤه وتكاثره فكيف يمكن لنا أن نفسر صفة التضحية لدى بعض الحيوانات ) 20




الذي يُفهم من هذه الأمثلة أنه لا وجود لمنافسة أو مزاحمة بين الحيوانات من أجل الغذاء بل بالعكس يمكن مشاهدة نماذج عديدة لتعاونها وتضحياتها حتى في أقسى الظروف وهي تعمل في أحيان كثيرة على التخفيف من وطأة الظروف وقسوتها ومع هذا فهناك مسألة يجب أخذها بعين الاعتبار وهي أنه لا يوجد بين هذه الأحياء من يملك القدرة على التفكير لكي تتخذ هذه القرارات وتنشئ هذا النظام

إذن كيف يمكن تفسير تجمع هذه الحيوانات في مجموعات وتعيين هدف واحد مشترك وعملها مجتمعة لتحقيق هذا الهدف المشترك ؟ بلا شك إن الذي خلق هذه الأحياء وألهمها اتباع ما ينفعها والذي يحافظ عليها هو الله رب العالمين جلت قدرته مصداقاً لقوله عزَّ وجلَّ

( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) هود 6

أمام هذه الحقائق تسقط ادعاءات نظرية التطور عن كون الطبيعة مسرحاً للحرب لا ينتصر فيها إلا من كان أنانياً ومن لا يرى سوى مصالحه فقط

جمال الرصافي
24-07-2017, 12:10 AM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات والافادة

جيهان
25-07-2017, 04:02 AM
شكرا على الموضوع الشيق

خالد الغمرى
29-07-2017, 05:55 AM
سبحان الله
شكرا على الموضوع الشيق

بلال
01-08-2017, 03:10 PM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات

رفيدة حسين
02-08-2017, 07:29 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

بو حمد
10-08-2017, 01:31 AM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات والافادة

تبارك
11-08-2017, 05:10 PM
شكرا على الطرح والمعلومات المفيدة

سمراء النيل
31-08-2017, 06:19 PM
شكرا على المواضيع الشيقة والممتعة

تفوكت السوسية
07-09-2017, 03:19 AM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات والافادة

وليد البلوشى
04-11-2017, 12:25 PM
شكرا على الموضوع الممتع والمعلومات المفيدة

ماهيتاب السويدى
05-11-2017, 07:10 PM
شكرا على الموضوع الشيق

تنسيم
06-11-2017, 04:34 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

الفقير الى الله
07-11-2017, 12:55 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

nada
18-02-2018, 09:35 PM
شكرا على المعلومات والافادة

كريمة
20-02-2018, 08:36 AM
شكرا على المعلومات والافادة

رحمة
22-02-2018, 05:34 PM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات والافادة

habiboallah
23-02-2018, 02:41 PM
بارك الله فيكم

ام سارا
06-03-2018, 06:30 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات الشيقة

سلسبيل
12-03-2018, 08:32 AM
شكرا على المعلومات والافادة

الغزوانى
13-03-2018, 11:59 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه