المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فكرة الحب الرومنسي



البتول
25-07-2017, 02:30 PM
فكرة الحب الرومنسي


http://2.bp.blogspot.com/-azoVrnuH6fc/ULQb4vNjC2I/AAAAAAAAGpI/Fg7yg2Z4NB8/s1600/51.jpg

يحسن بنا قبل أن نتحدث عن مفهوم الحب الرومنسي أن نبين حقيقة مفهوم الحب عند المؤمنين إن المؤمن يدرك أن الله هو معبوده الأوحد فيتوجه إليه بقلب عامر بالحب ولا غرابة في ذلك فالله هو الذي خلقه وهداه وأنعم عليه بالعقل وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فالله تعالى قد منّ عليه بجميع ما يحتاج إليه وهو الذي يوالي عليه خيراته ففي هذه الدنيا ما لا يحصى ولا يعد من النعم.

والعبد حين يخضع لإرادة خالقه يكون مستحقا لحب الله ورضاه الأبدي وعليه فإن الله هو الذي يستحق محبة المؤمنين دون سائر الأشياء يقول الله تعالى:

(وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) الشرح 8

والحب الذي يشعر به الناس تجاه بعضهم البعض ينبغي أن يكون لله وفي الله فيحب المؤمن الأشخاص الذين يدينون لله بالطاعة وهذا هو الحب الحقيقي لأنه حب لصفات الله التي تتجلى في هؤلاء الناس.

ومن الأسباب المثيرة لعاطفة الحب داخل الإنسان ما يراه الشخص في الطرف المقابل من جمال خارق لا يملك نفسه إزاءه فيقع في حبه فإذا وجد هذا الشعور استجابة من الطرف المقابل توطد ذلك الحب وجرفهما في قارب واحد لكن ينبغي أن يكون المهم هنا توجيه عاطفة الحب هذه إلى مستحقّها وهو صاحب العلم وخالق الجمال ومصدره.

فعندما يعرف الإنسان مصدر الجمال وخالقه وصفاته يدرك أن جميع ما يراه من روعة وإبداع إنما يمثل صورا متعددة لتجليات القدرة الإلهية فهذه الصفات الإلهية العظيمة تتجلى بأشكال شتى في عباده وتنعكس في كثير من مخلوقاته.

http://2.bp.blogspot.com/-K1tL9bUtyBQ/ULQcRNxqH7I/AAAAAAAAGpQ/94uuibBXxYQ/s320/nature6__9_.jpg

لهذه الأسباب جميعا ينبغي أن لا يُختص أحد من دون الله بالحب فالحب الذي نشعر به تجاه بعض الأشياء ينبغي أن يكون باعتباره من تجليات القدرة الإلهية أما إذا أحب الإنسان شخصا أو شيئا ما بمعزل عن الله ونظر إليه على أنه وجود مستقل عنه وأحبه كحبه لله أو أشد حبا فإن ذلك يصبح من علامات الشرك.

( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) البقرة 165

هناك ألوان شتى من الوثنية التي تشيع في المجتمعات وتنشأ من الحب الكاذب وغير المشروع. إن تقديس المرء لأبيه أو لأبنه أو لأسرته أو لأسلافه بشكل منفصل عن حب الله إنما هو تعبير عن أشكال الحب الخاطئ وغير المشروع.

وفي الآية أدناه يبين نبيّ الله إبراهيم عليه السلام كيف أن حب الوثنيين لبعضهم بعضا قد أوقعهم في الإعراض عن الله واتخاذ أصنام يتوجهون إليها بالعبادة يقول إبراهيم عليه السلام

(وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ) العنكبوت 25

وهكذا يخبرنا القرآن كيف أن هذه المودة ستتحول إلى عداوة وشنآن في عرصات القيامة والسبب أن الناس حين يهيمون ببعضهم بعضا فإنهم في الواقع يمارسون الوثنية وهو ما سوف يرديهم في عذاب مقيم يوم القيامة، أما المؤمنون فإن قلوبهم لا تقبل أن تحب إنسانا أو شيئا من الأشياء كحب الله أو أشد حبا وفي الآية الكريمة يبين الله تعالى مصير من يشرك مع الله أناسا آخرين في المودة:

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) البقرة 165

توضح الآية الكريمة أن المؤمنين يحبون الله أكثر من أي شيء آخر ومعنى هذا أن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله خلافا لأولائك الذين أشركوا في المحبة فلم يكونوا صادقين في إيمانهم و لم يعرفوا الله حق معرفته. و لم يقدروا الله حق قدره

( قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الزمر 64-65

لذلك فهم يوجهون مشاعر المودة إما إلى أنفسهم أو إلى أناس آخرين مثل الآباء أو الأبناء أو الإخوة أو الأزواج أو الزوجات أو إلى أناس يعتبرونهم قدوة في حياتهم أو إلى أناس قد انبهروا بهم وخطفوا أبصارهم. وبعض الناس يتعلقون بأشياء أخرى إلى جانب محبوبيهم هؤلاء، وقد تكون أشياء محسوسة مثل المال أو البيت أو السيارة أو أشياء أخرى غير محسوسة مثل الجاه والسمعة والمكانة.


http://3.bp.blogspot.com/-QgcJqHhZeXQ/ULQcmK9n6qI/AAAAAAAAGpY/i2lWWwAhdXs/s1600/cennet_3.jpg

صفوة القول أن الحب الذي لا يسترشد بالإيمان إنما هو ضرب من الوثنية لأن فيه نسبة الألوهية لغير الله. وهو بهذا الوصف حب رومنسي لأنه ليس في صلة بالله تعالى وفي القرآن يبين الله تعالى أنه لا خير في مثل هذا الحب وأن الفوز فوز الآخرة:

( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) آل عمران 14

إنه يتعين علينا أن نحب هذه الأشياء بوصفها مخلوقات لله، وأن ندرك أن الله وهبنا هذه الأشياء تفضلا منه ونعمة. والحب الإنساني شعور تتجلى فيه عظمة الله وروعة خلقه ففي القرآن يخبرنا الله أنه خلق الإنسان في أحسن تقويم ولذلك فمن الضروري أن نغذي في قلوبنا حب الله من خلال طاعته والالتزام بالأخلاق الطاهرة. ولا يمكن مقارنة الحب الذي يشعر به المؤمن بالحب الذي يشيع في المجتمعات اللادينية، فحب المؤمن شعور جليل وعميق ومشرق.

وفي المقالات القادمة سوف نتحدث عن أولئك الذين لم يستطيعوا أن يعيشوا نعمة الحب التي أغدق الله به على قلوب البشر، وسوف نتوقف بشكل خاص عند العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة، وهو مثال جيد لتحول المودة الطاهرة إلى شرك يسوق أصحابه إلى المهالك.

براهين الايمان

على خليفة
25-07-2017, 05:23 PM
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه

لطيفة الخالدى
26-07-2017, 12:09 AM
شكرا على المعلومات والافادة

عيون المهى
29-07-2017, 05:10 AM
شكرا على الافادات الجميلة ويسلمووو

بدر التمام
30-07-2017, 04:00 AM
يسلمووو على الطرح والافادة الحلوة

تنسيم
31-07-2017, 01:33 AM
يسلمووووو على الموضوع والمعلومات والافادة الحلوة

ميرليندا
01-08-2017, 02:35 AM
شكرا على المعلومات والافادة

جنة
02-08-2017, 07:04 AM
يسلموووو على الموضوع والمعلومات والافادة الجميلة ونتمنى المزيد

وعد المحبة
04-08-2017, 03:38 AM
شكرا على المعلومات والافادة

حوراء
24-08-2017, 11:18 AM
شكرا على الموضوع واالافادة

تفوكت السوسية
07-09-2017, 03:16 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

نجوى كريم
17-10-2017, 01:34 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

كاميليا السويفي
18-10-2017, 10:18 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

امل الجوهرى
19-10-2017, 06:13 AM
شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

جيهان
01-11-2017, 12:56 AM
شكرا على المعلومات والافادة