العنقاء
09-09-2017, 11:34 AM
ليســـــت هبّــــــــــــــــه
https://fkarkari.files.wordpress.com/2017/08/999.jpg?w=460&h=339
يتهم بعض الناس أهل العزائم والهمم العالية بأنهم أصحاب “هبّه”. وهذه الكلمة لمن لا يعرف معناها تعني التوجه لهواية أو فكرة جديدة من وقت لآخر. وصاحب “الهبّات” هو ذلك الذي ينجذب لأمر ما لفترة محدودة ثم يتركه ليجرب أمرا آخر ودواليك.
هذه الصفة التي تقال في حق هؤلاء ليست صحيحة من جهتين. الأولى أنهم لا يقومون بذلك تقليدا للناس (كما تفعل بعض الفتيات مثلا عندما يغرمن بشنطة أو ساعة معينة لفترة من الزمن) بل لأنهم راغبون باكتشاف العالم من حولهم والتميز في شيء يستحق التميز فيه.
الجهة الثانية أن أصحاب الهمم العالية عندما “يهبّون” في شيء جديد فإنهم يفعلون ذلك برغم عزوف الناس عنه. أي أنهم يفعلون ما لا يفعله العموم ممن حولهم. وبالتالي فإن رغبتهم الحقيقية هي التميز عن الآخرين بفعل ما هو صعب على بقية البشر. وهو الأمر الذي يشعرهم بالتميز والتفوق.
بالإضافة لذلك، فإن من ينحو باللائمة على هؤلاء هو بالغالب من يعيش حياة رمادية لا تكسوها الألوان ولا الطموحات ولا الرغبة في اكتشاف العالم من حوله. وهي ذات الصفات التي يرغب برؤية الآخرين يتصفون بها حتى يرتاح لكونه “طبيعيا” في المجتمع.
متى كان الركون للـ “الطبيعي” أمرا حميدا؟ هل من الأجدر بأصحاب الهمم الجلوس في البيت والاكتفاء بما يفعله الآخرون حتى يحوزوا على رضاهم؟ هل ستتغير حياتنا للأفضل إذا ما كنا ذوو صبغة واحدة وتوجه واحد؟
إن من يقود التغيير في أي مجال هم أولائك الذين يبحثون باستمرار عن فعل غير المألوف (والمفيد طبعا). وكم من صاحب رؤية جديدة أو مشروع جديد أو حتى هواية جديدة واجه من التندر والتهكم ولكنه لم يلتفت له إيمانا منه بأهمية وفائدة ما يقوم به.
فعوضا عن التهجم على هذه النوعية من أهل العزم والفكر المتجدد والمتقد، حري بنا احتضانهم وتحفيزهم على اكتشاف الجديد في هذا العالم الكبير من حولنا. فنحن لا نعلم أي أشخاص سيكون هؤلاء لو أنهم تركوا ما يقومون به واستمروا في فعل ما نفعله يوما بعد يوم وسنه بعد أخرى.
فيصل محمد كركري
https://fkarkari.files.wordpress.com/2017/08/999.jpg?w=460&h=339
يتهم بعض الناس أهل العزائم والهمم العالية بأنهم أصحاب “هبّه”. وهذه الكلمة لمن لا يعرف معناها تعني التوجه لهواية أو فكرة جديدة من وقت لآخر. وصاحب “الهبّات” هو ذلك الذي ينجذب لأمر ما لفترة محدودة ثم يتركه ليجرب أمرا آخر ودواليك.
هذه الصفة التي تقال في حق هؤلاء ليست صحيحة من جهتين. الأولى أنهم لا يقومون بذلك تقليدا للناس (كما تفعل بعض الفتيات مثلا عندما يغرمن بشنطة أو ساعة معينة لفترة من الزمن) بل لأنهم راغبون باكتشاف العالم من حولهم والتميز في شيء يستحق التميز فيه.
الجهة الثانية أن أصحاب الهمم العالية عندما “يهبّون” في شيء جديد فإنهم يفعلون ذلك برغم عزوف الناس عنه. أي أنهم يفعلون ما لا يفعله العموم ممن حولهم. وبالتالي فإن رغبتهم الحقيقية هي التميز عن الآخرين بفعل ما هو صعب على بقية البشر. وهو الأمر الذي يشعرهم بالتميز والتفوق.
بالإضافة لذلك، فإن من ينحو باللائمة على هؤلاء هو بالغالب من يعيش حياة رمادية لا تكسوها الألوان ولا الطموحات ولا الرغبة في اكتشاف العالم من حوله. وهي ذات الصفات التي يرغب برؤية الآخرين يتصفون بها حتى يرتاح لكونه “طبيعيا” في المجتمع.
متى كان الركون للـ “الطبيعي” أمرا حميدا؟ هل من الأجدر بأصحاب الهمم الجلوس في البيت والاكتفاء بما يفعله الآخرون حتى يحوزوا على رضاهم؟ هل ستتغير حياتنا للأفضل إذا ما كنا ذوو صبغة واحدة وتوجه واحد؟
إن من يقود التغيير في أي مجال هم أولائك الذين يبحثون باستمرار عن فعل غير المألوف (والمفيد طبعا). وكم من صاحب رؤية جديدة أو مشروع جديد أو حتى هواية جديدة واجه من التندر والتهكم ولكنه لم يلتفت له إيمانا منه بأهمية وفائدة ما يقوم به.
فعوضا عن التهجم على هذه النوعية من أهل العزم والفكر المتجدد والمتقد، حري بنا احتضانهم وتحفيزهم على اكتشاف الجديد في هذا العالم الكبير من حولنا. فنحن لا نعلم أي أشخاص سيكون هؤلاء لو أنهم تركوا ما يقومون به واستمروا في فعل ما نفعله يوما بعد يوم وسنه بعد أخرى.
فيصل محمد كركري