المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصابيح ملح الهمالايا: ما حقيقتها وما حقيقة عملها؟



صدقى الخازندار
10-10-2017, 10:42 AM
- مصابيح ملح الهمالايا: ما حقيقتها وما حقيقة عملها؟

http://www.9ory.com/uploads/1507631872271.jpg


هناك بدعة جديدة تجتاح العالم وهي مصابيح ملح الهمالايا، البلورات المحمّرة اللون التي تُستخرج من أكثر المناطق الجبلية في العالم.
هذه البلورات يتم حفرها من المنتصف لوضع مصباح كهربائي صغير وتسمى بذلك مصابيح ملح الهمالايا.

فقد ادّعى بائعوا اكسسوارات غرف المنتجع الصحي عدة فوائد لمصابيح ملح الهمالايا منها:
1- أنّها تنقي الهواء من الضباب الالكتروني و وتزود المخ بالأكسجين النقي.

2- تساعد في تقليل أعراض الإصابة بمرض اضطرابات المزاج وكذلك الإصابة بالاضطرابات العاطفية الموسمية.

3- تساعد في تحسين جهاز المناعة.

وادّعى المؤيدون لهذا الكلام أنّ المصابيح تحقق تلك الفوائد بطريقتين

1- تجذب المصابيح مسببات الحساسية والملوثات من الهواء إلى سطحها.

2- تنتج أيونات سالبة.

تُرى هل هذا الكلام حقيقة أم إشاعة ؟! تابعوا المقال لتعرفوا الإجابة
في ذلك السياق قال جون مالين، كيميائي متقاعد من الجمعية الكيميائية الأمريكية،
" إنّ هذه المصابيح منظرها جميل للغاية، وإنّه لأمر ممتع أن يكون لديك مصباح في غرفتك تضعه على الرف أو بجانب سريرك."

ورغم جمالها فلا يوجد دليل علمي يؤكد أنّ هذه المصابيح تنتج كميات هائلة من الأيونات السالبة أو أنّها تقلل الملوثات في الهواء.
ولتحديد الفوائد الصحية لتلك المصابيح ( فوائد المصابيح التى ادّعاها البائعون) لابدّ للعلماءأن يجيبوا أولًا على ثلاثة أسئلة أساسية:

1- هل يحتوي ملح الهمالايا أي مكونات خاصة يمكن أن تؤثر تأثيرًا ايجابيًا على الصحة

2- هل الأيونات السالبة مفيدة للصحة؟

3- وإن كانت إجابة السؤال الثاني نعم إنّها مفيدة، فهل هذه المصابيح تنتج هذه الأيونات بكميات هائلة؟
وكانت إجابة مالين:

يكاد لا يوجد دليل علمي يؤكد صحة هذه الفوائد بناءًا على هذه الأسئلة الثلاث
حسنًا إذن، كيف يُفترض أن تعمل هذه المصابيح ؟!

إنّ مصابيح ملح الهمالايا تتكون بصورة أساسية من كتل الملح الصخري المستخرجة من جبال الهمالايا ( تقع هذه الجبال عادة في الباكستان) ويتم عمل تجويف في هذه الكتل لافساح المجال لمصباح الإنارة أو عنصر التسخين داخل هذه الكتل، وعند تشغيل هذه المصابيح فإنّها تصدر ضوءًا أحمرًا خافتًا.


ولكن كيف تحقق هذه المصابيح الجذابة الفوائد الصحية المتعددة التي ادّعاها البائعون؟
وفقا لشركة Solay Wellness Inc التي تبيع هذه المصابيح، إنّ إنتاج الأيونات السالبة هو أحد أهم المزايا لمصابيح ملح الهمالايا؛ فطبقًا للمعلومات الموجودة على موقع الشركة Solay Wellness Inc إنّ بلورات ملح الهمالايا تمتص الرطوبة بطريقة طبيعية عن طريق امتصاص جزيئات الماء من الهواء، وسنلاحظ أنّ مصباح ملح الهمالايا يظهر عليه قطرات ماء إذا ظل غير مضاء لفترة طويلة فالحرارة المنبعثة من مصباح الانارة الصغير تعمل على إبقاء هذه البلورة الجميلة جافة وفي مقابل ذلك تقوم بإطلاق أيونات سالبة في الهواء
( وتوجد المصابيح الصحية بوفرة في أماكن مثل المحيطات والشلالات )
ونشرت مواقع أخرى أنّ بلورات المصابيح تجذب السموم والملوثات لسطحها الصخري لأنّ جزيئات الماء في الهواء قد تحمل أيضا ملوثات وعفن ومسببات الحساسية، فطبقًا لموقع DrAxe.com فإنّ بخار الماء يلمس سطح المصباح ليترك الملوثات وبعد ذلك يتحرر بخار الماء في الهواء.

كيف تعمل المصابيح؟!

رغم ما تقدم ذكره، قال جون مالين: أنّ هذه الفوئد لا تبدو منطقية من المنظور الكيميائي الأساسي ولا توجد أدلة علمية تؤكد هذه الفوائد، التي منها إنتاج الأيونات السالبة التي تساعد في تحسين الصحة بصورة مباشرة؛ لأنّ الأيونات السائدة في مصابيح ملح الهمالايا هي أيوني الصوديوم والكُلوريد، على عكس ملح بحر الهمالايا الذي يحتوي على تركيزات عالية من المعادن النفيسة الأخرى مقارنة بملح الطعام العادي.

و لفصل أيونات الملح نحتاج رفع درجة الحرارة ل 1500 درجة فرنهايت (816 درجة سليزية) ولا يمكن الوصل لدرجة الحرارة هذه بمصباح إنارة قدرته 15 وات(المستخدم داخل بلورة الملح). وفي حالة كان المصباح ساخنًا بما يكفي لفصل الأيونات سيشكل ذلك مخاطر حدوث حريق.
فإذا كانت المعادن الزهيدة في الملح تنتج الأيونات السالبة ينبغي على البائعين إثبات أنّ ملح الهمالايا يحتوي على كميات هائلة من هذه الأيونات. وإلى الآن لم يهتم أي عالم كان لاثبات احتواء ملح الهمالايا المستخرج من الباكستان على عناصر زهيدة بتركيزات عالية. كما تلتصق كميات صغيرة من بخار الماء بسطح الملح، كما تعمل كميات أخرى على فصل الملح إلى أيونات الصوديوم وأيونات الكلوريد، ولكن بمجرد أن يجف بخار الماء تتحد الأيونات على الفور ويتكون الملح.
وبالنسبة للفكرة القائلة بأنّ بخار الماء يجذب الملوثات من الغرفة ويلصقها بمصباح ملح الهمالايا بعد ذلك، تبدو أيضًا غير منطقية؛ فيمكن لبعض الملوثات في الهواء أن تلتصق مصادفة ببخار الماء الموجود على سطح الملح الصخري البارد لأنّه لا يوجد دليل علمي يؤكد أنّ كمية الحرارة القليلة المنبعثة من المصباح الكهربائي يمكن أن تنتج كمية كبيرة من منقيات الملوثات.
والأكثر من ذلك أنّ كمية الهواء في الحجرة كبيرة للغاية مقارنة بحجم بلورة الملح الصخرية ومعنى ذلك أنّ كمية قليلة من الملوثات في الغرفة هي التي يمكن أن تلتصق بسطح الملح الصخري. وحتى إذا تمكّن المصباح من جذب الملوثات إليه فإنّ سطح الملح الخارجي سيغطى بالملوثات على الفور ولن تتمكن المزيد من الملوثات من الالتصاق بسطح الملح الصخري، وفي نفس الوقت أيضًا يتجدد الهواء دائمًا عن طريق نظام التهوية أو الأبواب والشبابيك المفتوحة، مما يؤدي إلى تواجد الكثير من الهواء الملوث داخل الغرفة.
أمّا بالنسبة للأيونات السالبة:
إذا كانت مصابيح ملح الهمالايا تنتج بالفعل تراكبز عالية من الأيونات السالبة، فهل تلك الأيونات مفيدة بالفعل؟

وللإجابة على هذا السؤال: نقول على مدى عقود من البحث وُجد أنّ الدليل على فوائد الأيونات السالبة للصحة ضعيف للغاية.

ففي عام 2013 استعرضت جريدة BMC Psychiatry معلومات لدراسات عديدة تفيد بوجه عام أن الأيونات السالبة

الموجودة في الهواء ليس لها تأثير على إصابة الانسان بالقلق والمزاج والنوم والإرهاق.
وقال الدكتور ألن مانفيتس وهو طبيب نفسي يعمل في مستشفى (Lenox Hill Hospital)في مدينة نيورك، لا يوجد دليل علمي في تلك اللحظة ينّص على أنّ التركيزات المنخفضة للأيونات السالبة تؤدي إلى الاكتئاب.

وأظهر عدد قليل من الدراسات الفردية تأثيرات غير قاطعة ومتواضعة للأيونات السالبة، فعلى سبيل المثال، فحص مجموعة من الباحثين في جامعة سري في انجلترا عام 1981 حالات إصابة الأشخاص الموجدين في بيئة مكتبية بالغثيان والدوخة والصداع، واكتشفوا أنّ هواء المكتب يحتوي على تراكيز منخفضة من الأيونات السالبة أقل من الموجدة خارج المكتب، لذلك فإنّ الفريق الطبي أجرى دراسة سرية وخلصوا إلى أنّ إعادة ادخال الأيونات عن طريق الهواء يقلل أعراض الإصابة بهذه الأمراض لفترة تمتد إلى 12 أسبوع. وقد نُشرت تلك التقارير في صحيفة ( Environmental (Psychology.

والفائدة المؤكدة للأيونات السالبة أنّها مضادة للبكتريا ففي عام 1979 أظهرت دراسة نُشرت في جريدة الطبيعة (Nature) أنّ التراكيز العالية من الأيونات السالبة في الأكسجين تقضي على البكتريا، فوفقًا لدراسة ظهرت في عام 2009 تفيد أنّ الأيونات تقلل من انتشار الجراثيم خارج الثلاجة وداخلها رغم ذلك لا تنطبق هذه الدراسة إلّا على تعقيم الطعام أو تعقيم الأسطح الخارجية للعمل.
وقال مالين: ربما كان الوهم هو سبب ظهور النتائج الايجابية للأيونات السالبة، فالدراسات القليلة التي أظهرت فوائد الأيونات السالبة لم تبين وجود علاقة واضحة بين الفوائد الملموسة للأيونات السالبة والتراكيز العالية لها، ومايؤكد ذلك أنّه يمكن أن يوجد 300 أيون في كل سنتيميتر مكعب أو مليون أيون في كل سنتيميتر مكعب وعند سؤالك للناس عن شعورهم يجيبوا " نعم انني أشعر بتحسن".
ونتيجة لذلك، فمن المعقول أن نستنتج أنّه إذا لم ندخل هواء جديدًا للغرفة وأخبرنا الناس أن ّهواء الغرفة به أيونات كافية فإنّهم سيقولوا أنهم يشعروا بحالة جيدة.


أعده : Mahmoud Elawady
راجعه : هاجر محمود
قومه لُغويًا : وردة قطوس

فريدة
11-10-2017, 02:18 PM
يستغلون حاجة الناس وياسهم لبيعهم الوهم

مريم
16-10-2017, 04:30 PM
شكرا على المعلومات والافادة

سيدرا
17-10-2017, 04:13 PM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

تفوكت السوسية
18-10-2017, 07:08 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

ميمونة
19-10-2017, 10:03 AM
شكرا على الموضوعات والافادات القيمة جزاكم الله كل خير

زهرة الوادى
21-10-2017, 01:52 PM
شكرا على المعلومات والافادة

الحسناء
27-10-2017, 09:46 PM
شكرا على المعلومات والافادة

الوان الطيف
04-11-2017, 11:11 AM
شكرا على الموضوعات والافادات القيمة جزاكم الله كل خير

ضحى
05-11-2017, 07:26 PM
شكرا على الموضوع والافادة