المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معظمنا يمارسها ببراعة … فنون هدم المستقبل وقتل الطموح



وداد مريم
23-12-2017, 03:30 PM
معظمنا يمارسها ببراعة … فنون هدم المستقبل وقتل الطموح


أيمن الرفاعي رصد لكم هذا الموضوع لحياتكم..

عندما نسأل أي شخص عن أقصى طموحاته فسوف تأتينا الإجابة دون تردد أنه يحلم بمستقبل باهر ملئ بالنجاحات.

نعم التفكير في المستقبل هو شغلنا الشاغل دائما وهو الهدف الذي نحيا من أجله، كما أننا نسخر حياتنا بجميع تفاصيلها لأجل الفوز بحياة مستقبلية تتميز بالنجاح والرقي والاستقرار، فجميع ما نفعله في حياتنا نقوم به خدمة لهذا الهدف.

فنحن نلتحق بمقاعد الدراسة ونعمل ونحافظ على صحتنا ونتعلم مهارات جديدة ونمارس الهوايات والرياضات التي تؤهلنا لكي نكون شخصيات عظيمة في المستقبل.

وعلى الرغم من ذلك كله إلا أن هناك بعض الممارسات الشائعة والتي من شأنها تدمير المستقبل والحكم على أحلامنا بالإعدام في مراحل مبكرة جدا.

وفي الغالب فنحن نقوم بهذه الممارسات الخاطئة دون أي دراية بالعواقب الوخيمة المترتبة عليها بل والأنكى من ذلك أننا نعتقد أنها وسائل فعالة تساعدنا على الوصول إلى أهدافنا وتحقيق ما نطمح إليه ونخطط له.

هنا سوف نتوقف قليلا على أشهر هذه الممارسات الخاطئة والتي يطلق عيها الخبراء مصطلح ” فنون هدم المستقبل” كي نوضح سلبيات هذه الطرق ودورها في القضاء على أي هدف مستقبلي.

لتحقيق أحلام المستقبل

علينا بتمهيد التربة أولا

لا يمكننا التخطيط لمستقبل ناجح إلا بتمهيد وتجهيز التربة أولا كي تكون صالحة لزرع الأهداف. وإذا حدث ذلك سوف تنمو هذه الأهداف وتنضج وتثمر نجاحا نحصده في المستقبل.

تمهيد هذه التربة يتطلب منا تنقيتها من الشوائب ونقصد هنا الممارسات الخاطئة التي ننتهجها في حياتنا ونحن نعتقد أنها تخدم أهداف حياتية. لمزيد من التوضيح سوف نتعرف مباشرة على فنون قتل الطموح وتدمير المستقبل من خلال عرضنا لها كالتالي فكونوا معنا.

1- التفكير في المستقبل

أول معاول الهدم التي تهدد طموحنا وتقضي على أحلامنا يتمثل في التفكير المرضي في المستقبل.

ونقصد هنا نوعية البشر الذين يشغلون أذهانهم طوال الوقت بالقلق على ما يمكن أن يحدث لهم مستقبلا. ويترتب على هذه الطريقة في التفكير عدم التركيز على اللحظات الحالية وهي الأولى والأهم.

فجميع ما سوف يحدث في المستقبل تحدده اللحظات التي نعيشها في الماضي ولذلك وجب الاهتمام بها. بدلا من القلق عن أمور في عالم الغيب علينا بالتفكير والتخطيط في وقتنا الحاضر بل والبحث عن أفضل طرق التعلم والعمل وتفادي الوقوع بالأخطاء.

الهموم المستقبلية التي تثقل تفكيرنا تسبب نوعا من التشويه الفكري فيما يحدث حولنا، وفي هذه الظروف لن تكون القرارات سليمة كما أن التخطيط سوف يكون منقوصا أو معيبا وبالتالي تأتي النتائج مخيبة في المستقبل. ولنعلم جميعا أن ما نبذره اليوم ونهتم به سوف يكون هو الحصاد مستقبلا.

ولهذه الأسباب مجتمعة لابد من الاهتمام بحياتنا الحالية والتركيز على العمل الجاد المنظم وهذا كله لا يمنع من التفكير في المستقبل ولكن بصورة معتدلة ودون أن يؤرقنا القلق بشأن هذا المستقبل.

2- البحث عن الكمال

من الآفات التي ابتلي بها البعض الرغبة في المثالية والبحث عن الكمال. وهذه الفئة المريضة تزحم تفكيرها وترهق أذهانها بأهداف لن تتحقق لأن الكمال ليس له وجود في حياة البشر. هذا الإرهاق الذهني يعطل الشخص تماما ويعمي عينيه عن التخطيط لأهدافه المستقبلية كما يعطله أيضا عن هذه الأهداف.

ويضرب علماء النفس العديد من الأمثلة لهذه الحالة فمثلا الشخص الذي يبحث عن عمل يبدأ به الخطوات الأولى نحو المستقبل. إذا كان هذا الشخص مريضا بداء المثالية والبحث عن الكمال نجده يؤجل الالتحاق بالحياة العملية لأكثر من مرة.

ففي البداية يقرر ألا يعمل إلا بالحصول على المؤهل الذي يمكنه من الالتحاق بالعمل في حين أن غيره من نفس الفئة العمرية يعملون ويواصلون الدراسة في نفس الوقت.

وبعد أن ينتهي من هذه المرحلة يرفض العمل إلا بعد أن يحصل على دورات عملية في مجال التخصص في حين أنه بإمكانه التنسيق بين الإثنين كما يفعل البعض.

وأخيرا لا يرضي إلا بنوعية العمل الذي رسمه في ذهنه ولا يوافق على أن يبدأ السلم من درجاته الأولى ويظل باحثا عن سراب اسمه الكمال في حياته دون أن يجده.

وفي ظل هذه الظروف ينتظره مستقبل معتم غير محدد الملامح. علينا أن نبدأ بالإمكانات المتاحة لدينا ثم نحاول تطوير أنفسنا واكتساب الخبرات وتعلم المهارات التي من شأنها المساعدة على تقدمنا وحثنا على تحقيق ما نصبو إليه.

3- عدم فهم الذات

نقولها بكل وضوح ومصداقية أن معظم قصص الفشل في الحياة كان سببها عدم فهمنا لأنفسنا. كما أن تأخير النجاح والتقدم يرجع في الغالب إلى هذا السبب الرئيسي والمهم للغاية.

جميعنا نهمل ونقصر في حق أنفسنا فيما يخص هذه النقطة تحديدا. فنحن لا نبذل أي جهدا يذكر لمحاولة اكتشاف أنفسنا. بل إن هناك من يصل إلى أرذل العمر دون أن يعي مناطق قوته ونقاط تميزه. معظم الشباب يغفل تماما عن إدراك مهاراته والتعرف على قدراته أو مواهبه.

عندما نعجز عن فهم أنفسنا نسير في دروب الحياة بصورة عشوائية متخبطة وعلى إثر ذلك تأتي النتائج عشوائية وغير مرضية أيضا.

في كثير من الأحيان يتخذ الشخص مسارا دراسيا معينا ويمضي في ذلك لبضع سنين. وبعد أن يصل إلى مستوى متقدم في هذا الاختصاص يكتشف أنه لا يتناسب مع مهاراته ولا يتماشى مع قدراته ولا يدخل في نطاق اهتماماته وبالتالي يقرر العزوف عنه والبدء من جديد في مجال آخر.

هذه السنوات التي تضيع هباء من عمره تعطل تحقيق أهدافه بالطبع. سمعنا كثيرا عن طبيب يمارس المهنة لسنوات ثم يقرر التوقف والاتجاه نحو عمل آخر كالتمثيل أو الكتابة والتأليف، لقد أدرك بعد أن مر به قطار العمر لمحطات عديدة أن مهنته لا تمثله وأنه بارع في هذا المجال الجديد. ولنا أن نتخيل هذا الشخص إذا وصل إلى هذه الاكتشاف في بداية مراهقته.

من المؤكد أنه كان سيصبح كاتبا مشهورا أو ممثلا مرموقا يشار إليه بالبنان. علينا أن نفهم أنفسنا ونحاول جاهدين الكشف عن مناطق القوة والمواهب التي نمتلكها والقدرات التي تميزنا والمهارات المكنونة بداخلنا، وبناء على ذلك كله نبدأ بالتحرك نحو المستقبل.

4- البكاء على اللبن المسكوب

فن آخر من فنون قتل الطموح والقضاء على أي نجاح حتى قبل أن يولد. هذه العادة المقيتة تعمل على وأد أي فكرة يمكن أن تحقق لنا نجاحا يذكر. نقصد هنا الندب والعويل على أخطاء الماضي. فبعض الأشخاص لا هم لهم سوى الندم والنواح على ما بدر منهم من أخطاء في الماضي.

يتخيل هذا الشخص أن وقوعه في الخطأ في الأيام الماضية قد قضى تماما على تقدمه في الحياة ويظل أسير هذه الفكرة التي تتركه متجمدا في مكانه في حين أن العالم يدور من حوله ولا يتوقف. فالشخص الذي ينعي حظه طوال الوقت بسبب فشله في الحصول على مؤهل دراسي معين يسجن نفسه في زنزانة هذه الفكرة ولا يخرج منها ولا يلمح أي شعاع للأمل.

نفس الحال أيضا بالنسبة للفتاة التي تغلق عليها الأبواب وتعتزل الناس وتعيش حياة الوحدة لأن قطار الزواج لم يتوقف عند محطتها. هذه المسكينة تحرم نفسها من حياة مليئة بما هو أفضل وأقيم وأجمل من الزواج. تحكم على نفسها بالإعدام بسبب إخفاق ليس لها ذنب فيه من ناحية ، ومن ناحية أخرى لا يلخص الحياة بأسرها. أليس من المستغرب أن نغفر للآخرين أخطائهم وزلاتهم ونجلد أنفسنا ونعاقبها بسبب أخطاء ولت وانتهت؟! بعد ارتكابنا للأخطاء لابد وأن تستمر الحياة ولن نتوقف عن الوقوع في المزيد من الأخطاء لأنها ببساطة صفة بشرية.

وطالما أنها أمر واقع لابد من التعامل معها بذكاء بحيث نتوقف عن الاستمرار في التفكير بها كما نتعلم الدروس المستفادة منها أيضا، وبهذه الطريقة نتفرغ للتفكير في المستقبل بذهن لا يشوبه هموم الماضي.

ولنعلم جميعا أن استمرار التفكير في أخطاء الماضي لن يغير منها شيئا. هذه النقاط الأربعة يطلق عليها علماء النفس اسم ” فنون تدمير المستقبل وقتل الطموح”.

فلنحاول جميعا الحذر منها والابتعاد عنها إذا أردنا التخطيط الجيد للمستقبل والوصول إلى ما نهدف إليه وتحقيق أحلامنا.


مجلة اليقظة

تفوكت السوسية
23-12-2017, 04:08 PM
http://www.up-9.com/uploads/148797167008981.gif

ندى الصباح
24-12-2017, 01:39 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

قمر الزمان
25-12-2017, 02:05 PM
يسلمووووو على الحلويات اللذيذة

قدرى العلى
26-12-2017, 06:53 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

غالية
27-12-2017, 09:52 AM
يسلمووو على الطرح والافادة الحلوة

nona
28-12-2017, 04:51 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

سلسبيل
29-12-2017, 01:07 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

نسائم الرحمن
30-12-2017, 12:01 PM
كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة

حوراء
11-01-2018, 05:36 AM
شكرا على الموضوعات والافادات القيمة جزاكم الله كل خير

عايدة البكرى
12-01-2018, 08:22 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

نسيم الليل
16-01-2018, 08:39 AM
شكرا على المعلومات والافادة

اسامه العشرى
22-01-2018, 05:54 AM
شكرا على الافادات القيمة

لمياء الدميرى
27-01-2018, 11:34 AM
بارك الله فيك وجعلك الله نفعا لنا في الخير

الوان الطيف
28-01-2018, 11:09 AM
يسلمووووو وشكرا على الافادة والموضوع الرائع

rouh
01-02-2018, 01:57 PM
https://3.bp.blogspot.com/-fM_KYXMu-qI/WPO39jqO9GI/AAAAAAAAw3k/eEy-y7dMr547dGW75YFSPxQCzyhrYH4cACLcB/s200/images-c2fad6ad0241.gif

صافى
21-02-2018, 03:39 PM
شكرا على المعلومات والافادة

محمود
22-02-2018, 04:40 PM
شكرا على الطرح والمعلومات المفيدة والممتعة