المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول إهداء ثواب الأعمال لسيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم



امغار
26-12-2017, 08:12 PM
حول إهداء ثواب الأعمال لسيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم



بسم الله الرحمن الرحيم .


اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

يقول سيدنا و شيخنا أحمد التجاني رضي الله عنه في هذه الرسالة مجيبا عن سؤال حول إهداء ثواب الأعمال لسيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم

** اعلم أنه صلى الله عليه و اله و سلم غني عن جميع الخلق جملة و تفصيلا فردا فردا و عن صلاتهم عليه, و عن إهدائهم ثواب الأعمال له صلى الله عليه و اله و سلم بربه أولا و بما منحه من سبوغ فضله, و كمال طوله فهو في ذلك عند ربه في غاية لا يمكن وصول غيره إليها, و لا يطلب معها من غيره زيادة أو إفادة. يشهد لذلك قوله تعالى (و لسوف يعطيك ربك فترضى) و هذا العطاء و ان ورد من الحق بهذه الصفة سهلة المأخذ قريبة المحتد, فإن لها غاية لا تدرك العقول أصغرها, فضلا عن النهاية التي هي أكبرها فإن الحق سبحانه و تعالى يعطيه من فضله على قدر سعة ربوبيته, و يفيض على مرتبته صلى الله عليه و اله و سلم على قدر حظوته و مكانته عنده, و ما ظنك بعطاء يرد من مرتبة لا غاية لها, و عظمة ذلك العطاء على قدر تلك المرتبة, ثم يرد على مرتبة لا غاية لها ايضا و عظمته على قدر وسعها أيضا, فكيف يقدر هذا العطاء, و كيف تحمل العقول سعته, و لذا قال سبحانه و تعالى (و كان فضل الله عليك عظيما) و أقل مراتبه في غناه صلى الله عليه و اله وسلم أنه من لدن بعثه إلى يوم قيام الساعة كل عامل بعمل لله ممن دخل في طوق رسالته صلى الله عليه و اله و سلم يكون له مع ثواب عمله بالغا ما بلغ, فليس يحتاج مع هذه المرتبة إلى زيادة لهذا الثواب لما فيها من كمال الغنى الذي لا حد له, و هذه أصغر مراتب غناه صلى الله عليه و اله و سلم, فكيف بما وراءها من الفيض الأكبر و الفضل الأعظم الأخطر الذي لا تطيق حمله عقول الأقطاب فضلا عمن دونهم, و إذا عرفت هذا فاعلم أنه ليست له حاجة إلى صلاة المصلين عليه صلى الله عليه و اله و سلم, و لا شرعت لهم ليحصل له النفع بها, و ليست له حاجة إلى إهداء الثواب ممن يهدي له ثواب الأعمال, و ما مثل المُُهدي له في هذا الباب ثواب العمل متوهما أنه يزيده به صلى الله عليه و اله و سله, أو يحصل به نفعا إلا كمن رمى نقطة قلم في بحر طوله مسيرة عشرة مائة ألف عام, و عرضه كذلك, و عمقه كذلك متوهما أنه بمد هذا البحر بتلك النقطة يزيده فأي حاجة لهذا البحر بهذه النقطة, و ما عسى أن تزيد فيه, و إذا عرفت رتبة غناه صلى الله عليه و اله و سلم, و حظوته عند ربه, فاعلم أن أمر الله للعباد بالصلاة عليه صلى الله عليه و اله و سلم, ليعرفهم علو مقداره عنده و شفوف مرتبته لديه و علو اصطفائه على جميع خلقه, و ليخبرهم أنه لا يقبل العمل من عامل إلا بالتوسل إلى الله تعالى به صلى الله عليه و اله و سلم, فمن طلب القرب من الله تعالى و التوجه إليه دون التوسل به صلى الله عليه و اله و سلم معرضا عن كريم جنابه, و مدبرا عن تشريع خطابه كان مستوجبا من الله غاية السخط و الغضب و غاية اللعن و الطرد و البعد و ضلّ سعيه و خسر عمله, و لا و سيلة إلى الله تعالى إلا به صلى الله عليه و اله و سلم كالصلاة عليه, و امتثال شرعه, فاذا فالصلاة عليه صلى الله عليه و سلم فيه تعريف لنا بعلو مقداره عند ربه, و فيها تعليم لان بالتوسل به صلى الله عليه و اله و سلم في جميع التوجهات و المطالب لا غير هذه من توهم النفع له بها صلى الله عليه و اله و سلم لما ذكرناه سابقا من كمال الغنى, و أما إهداء الثواب له صلى الله عليه و اله و سلم, فتعقل ما ذكرناه من الغنى أولا, ثم تعقل مثالا آخر يضرب لإهدا الثواب له صلى الله عليه و اله و سلم بملك عظيم الممكلة ضخم السلطنة قد أوتي في مملكته من كل متمول خزائن لا حد لعددها كل خزانة عرضها من السماء الى الأرض مملوءة كل خزانة على هذا القدر ياقوتا أو ذهبا أو فضة أو زروعا و غيرها من المتمولات, ثم قدر فقيرا لا يملك مثلا غير خبزتين من دنياه, فسمع بالملك و اشتد حبه و تعظيمه له في قلبه فأهدى لهذا الملك إحدى الخبزتين معظما له و محبا و الملك متسع الكرم فلا شك أن الخبزة لا تقع منه ببال لما هو فيه من الغنى الذي لا حد له فوجودها عنده و عدمها على حد سواء, ثم الملك لاتساع كرمه و علم فقر الفقير و غاية جهده, و علم صدق حبه و تعظيمه في قلبه و أنهما أهدى له الخبزة إلا لأجل ذلك, و لو قدر على أكثر من ذلك لأهداه له, فالملك يظهر له الفرح و السرور بذلك الفقير و بهديته لأجل تعظيمه له و صدق حبه لا لأجل انتفاعه بالخبزة, و يثيبه على تلك الخبزة بما لا يقدر قدره من العطاء لأجل صدق المحبة و التعظيم لا لأجل النفع بالخبزة, و على هذا التقدير و ضرب المثل قدر إهداء الثواب له صلى الله عليه و اله و سلم, و ما أغناه عنه صلى الله عليه و اله و سلم, فقد تقدم ذكره في ضرب المثل بعظمة البحر المذكور أولا و إمداده بنقطة القلم, و أما إثابته صلى الله عليه و اله و سلم, فقد ذكر لمثال لها بإهداء الخبزة للملك المذكور و السلام**.



التيجانية

وداد مريم
26-12-2017, 09:41 PM
شكرا بارك الله فيك

تفوكت السوسية
26-12-2017, 09:42 PM
http://www.up-9.com/uploads/148797167008981.gif

محمد المازن
28-12-2017, 05:11 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

التميمى العراقى
29-12-2017, 12:32 PM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

جنات على
30-12-2017, 06:43 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

ابو حاتم
31-12-2017, 06:05 PM
مشكور وبارك الله فيك على الطرح والافادة القيمة

احمد عزيز
01-01-2018, 05:51 PM
جزاكم الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناتكم

خالد الغمرى
02-01-2018, 03:12 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

ماجد
03-01-2018, 07:55 PM
جزاكم الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناتكم

جعفر محمد
04-01-2018, 04:41 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

حسين الرفاعى
12-01-2018, 05:50 AM
شكرا على الطرح العرفانى الجميل وجزاكم الله كل خير

صديق
13-01-2018, 03:14 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

سيد مختار
14-01-2018, 11:33 AM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

عزمى
16-01-2018, 11:19 AM
مشكور وبارك الله فيك على الطرح والافادة القيمة

فتحى المعلم
17-01-2018, 01:15 PM
شكرا على الطرح الطيب العطر بارك الله فيكم

مروان التيفاشى
18-01-2018, 01:48 PM
بارك الله فيكم وجعلها فى ميزان حسناتكم

محمد مشعل
19-01-2018, 02:22 PM
بارك الله فيك واثابك

على خليفة
27-01-2018, 12:33 PM
جزاكم الله خيرا

زين العسيرى
31-01-2018, 09:38 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

زرقاء اليمامة
01-02-2018, 05:24 PM
https://www.anaqamaghribia.com/Gallery/images/rd/0013.gif

حمدى زاهر
09-02-2018, 10:40 AM
شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

غالية
11-02-2018, 08:06 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير على الموضوع والافادة

رحمة
12-02-2018, 07:36 PM
شكرًا بارك الله فيكم

الفرغل ابو الرجال
16-02-2018, 07:36 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

صالح
17-02-2018, 09:33 AM
مشكور وجزاكم الله كل خير

رشاد عزام
24-02-2018, 11:48 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

بيرم محمد
27-02-2018, 07:53 AM
مشكور وجزاكم الله كل خير

habiboallah
28-02-2018, 12:18 PM
بارك الله فيكم