المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة



وداد مريم
04-01-2018, 05:40 PM
رسالة



هذه رسالة إلى أولئك الذين يفكرون كثيراً، الذين يحترفون تحليل المواقف، أولئك الذين يبحثون عن سبب لكل شيء، يحاولون إيجاد نمط وقاعدة ليتعلموا من أخطائهم وأخطاء الآخرين، أولئك الذين لا يدخلون معاركاً لم يعتدّوا لها، الذين يريدون عالمهم منظماً، حتى المساحة للعشوائية والعفوية في حياتهم مدروسة ومخطط لها. هذه رسالتي لي ولكم.

أنا أقدّر رغبتكم في إصلاح واقعكم، وأرى أن مبالغتكم في التفكير ما هي إلا دليل على اهتمام شديد بترتيب المعطيات والظروف المحيطة بكم، وما هي إلا محاولة بائسة للسيطرة!

نحاول جاهدين أن نُعرّف أركان حياتنا، وأن نعرف حاجاتنا وسبل تحقيقها. إن مرّ يوم نسينا أن نقلق به، نقلق على غفلتنا عن القلق! خريطتنا لما نتوقع من الحياة واضحة جداً، وإن يوماً تاهت الحياة عن خريطتنا يتزلزل عالمنا وتهتزّ طمأنينتنا المزيفة. ولنكن صادقين، لطالما خذلت الحياة صورتنا عما نريد منها! لطالما منعت عنا ما تمنّينا!

من غير المنطقي أن ينكر علينا أحد محاولتنا للاستعداد لما سيحمل لنا المستقبل، ولكن من غير المنطقي أبداً أن نظن أن استعدادنا سيكفينا. الحياة لا تأبه لكل الاحتمالات التي هيأت نفسك لمواجهتها! ستأتيك بصفعة من اليد التي ظننتها ستربت على كتفك. بالمقابل، سيحتويك حضن لا تدري أي أقدار ساقته إليك.

تلك الدوامة التي شاهدت الناس يتلاشون فيها.. ستدخلها! وربما قلقك من دخولها قد جعلك تتهيأ لها، لكنها - الدوامة - لن تكفّ عن كونها دوامة. المعطيات لن تكون واضحة كما في مسائل الرياضيات، الأسئلة ستتبدل، الخيارات قد تبدو جميعها سيئة، وإيجاد الإجابة أحياناً سيكون معضلة.

تظن أن الأشياء المهمة ستفلت من يديك، لأنك لن تدرك كل القوانين والمعطيات. نعم، عليك أن تحاول، وأن تبحث بجدّ وتستفيد من أخطائك. لكن لا تعتقد للحظة أن الأمر في يدك! فعل صغير جداً قد يأتي بنتيجة ضخمة، وجهود كبيرة أجهدتك قد تأتي بعكس النتيجة التي توقعتها. كما في الكيمياء، عنصرين قد يصنعوا مركباً ما، وفي ظروف أخرى اختلاط العنصرين لن ينتج أي شيء، وقد ينتج مركباً بخصائص مختلفة تماماً عن المركب الأول. وقد لا تفهم كيف ولماذا يحدث ذلك كله!

لذا ما معنى كل هذا القلق حقاً؟ غداً سيأتي، ستأتي معه معطياته وظروفه، عانقه، عانق اضطرابه واضطرابك معه. تعريفك للخير قد لا يكون صحيحاً أو كاملاً، فالله أعلم وأنتم لا تعلمون. ببساطة، لا تعلمون.

قد تركب سفينة لتذهب إلى الجزيرة التي تتمنى العيش فيها، فتغرق بك، لتسبح إلى أقرب يابسة فتجد هناك كنزاً لم تحلم به. أحياناً يكون كنزك في جهلك وضعفك، فقط حين ترى نفسك عاجزاً حتى بكل ما عندك، تعرف أنك وإن طِرت فالله يحملك وليست أجنحتك، وحينما تدرك ذلك تصبح قوياً حقاً، قوياً في التسليم لله والاتكال عليه فقط.

(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

م/ن

نورة حسن
05-01-2018, 06:19 AM
شكرا على الموضوع الشيق

نهلة
09-01-2018, 09:34 PM
يسلمووووو على الخواطر الجميلة

تسنيم
10-01-2018, 10:46 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

هيام العسال
11-01-2018, 06:42 AM
شكرا على الموضوع الشيق

كلثوم
12-01-2018, 06:42 AM
شكرا على الموضوع الشيق

دعاء البشرى
13-01-2018, 08:23 AM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

تبارك
14-01-2018, 11:03 AM
شكرا على المواضيع الجميلة

شاهنده الميرغنى
16-01-2018, 02:56 PM
شكرا على الموضوع المتميز

ضحى
18-01-2018, 04:24 PM
شكرا على الموضوع الشيق

صافيناز العتيبي
19-01-2018, 03:55 PM
شكرا على الموضوع الممتع

حنان رشدى
05-02-2018, 12:52 PM
شكرا على المعلومات والافادة

ترنيم
16-02-2018, 03:36 PM
شكرا على المعلومات والافادة

حوراء
18-02-2018, 02:42 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

ذاكية البحيرى
21-02-2018, 08:50 AM
شكرا على الموضوع الشيق

وعد المحبة
25-02-2018, 07:07 AM
شكرا على الموضوع المتميز دمتم ودام عطاؤكم

رزقة
26-02-2018, 03:51 PM
شكرا على المواضيع الشيقة والممتعة

ثريا حامد
02-03-2018, 03:38 PM
شكرا على الموضوع والافادات القيمة

فايزة
05-03-2018, 03:09 PM
شكرا على الموضوع والافادة

tafouket
06-03-2018, 05:19 PM
شكرا على المعلومات والافادة

جيهان
12-03-2018, 05:25 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

ميمونة
13-03-2018, 05:52 AM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات والافادة

ندى الصباح
20-03-2018, 12:34 PM
شكرا على المواضيع الشيقة والممتعة

نائلة كرم
30-03-2018, 10:09 AM
شكرا على المواضيع الشيقة والممتعة

يسرا المرشدى
03-04-2018, 01:11 PM
شكرا على الافادات الجميلة ويسلمووو

يمنة
05-04-2018, 07:00 AM
شكرا على الموضوع الشيق