المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة وأثرها على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية 3



نسائم الرحمن
20-03-2019, 05:40 PM
القصة وأثرها على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية 3



أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند الأطفال:

تعمل القصة على تنمية ثروة الطفل اللغوية، وتساعد على نموه اللغوي، بما تحتويه من مفردات جديدة وعبارات جيدة، قد يحفظ بعضها، كما أنها تقوٍم أسلوبه وتصحح ما لديه من أخطاء لغوية، وتؤدي إلى اتساع معجمه اللغوي وتقوي قدرته على التعبير والتحدث، فالقصة من أهم مصادر الحصول على المفردات وزيادتها فهي تعرض الطفل للكلمة مباشرة من خلال رؤيتها وسماعها ونطقها، كما أنها تصحح ما علق بذهنه من كلمات عامية وتجعله يبدلها بكلمات فصيحة تناسب حصيلته اللغوية، وكلما ازداد تعلق الطفل بالقصة وتمسكه بها كلما أصبح لديه رصيد لغوي أكبر، لأن القصة تعود الطفل على القراءة وتحببه بها فيصبح الطفل شغوفاً بالقراءة يقرأ كل ما يقع بين يديه.



إن لغة الطفل تنمو من خلال التقليد، فإنا إذا قدمنا للطفل النماذج الجيدة من القصص فسوف يقلدها في حياته اليومية وتزداد الحصيلة اللغوية للطفل من خلال كلمات القصة وعبارات اللغة العربية وتعويده النطق السليم.



والكتاب الذي يقرؤه الطفل مصدر هام من مصادر اللغة، بالإضافة إلى المعلومات والخبرات والمتعة، وهو عالم جديد بالنسبة له، فاللغة كما هو معلوم أداة أو وسيلة تعبير واتصال وإدراك لكثير من الأشياء لهذا نرى الطفل يلتقط الكلمات الجديدة ويرددها، لذلك نرى غالبية المربين والنفسيين يعتقدون أنه من الأفضل للطفل أن نقدم في القصة المطبوعة مزيداً من الألفاظ الجديدة تفوق مستواه الفعلي، حتى يستطيع أن يثري حصيلته اللغوية وينميها. الكيلاني (1411: ص 145).



لذلك فإنه من الضروري عند كتابة قصص الأطفال أن تراعي سهولة الألفاظ، وقربها من مستواه العقلي، وليس معنى أن تفوق مستواه العقلي أن تكون صعبة لا يفهمها الطفل ولا تثري حصيلته اللغوية فيصاب بالإحباط فيحجب عن قراءة القصة.



فالطفل في البداية يريد ألفاظاً تحمل دلالات محسوسة يراها أو يسمعها أو يلمسها، ويصعب عليه فهم الألفاظ المجردة، فالقصة تخرج الألفاظ من صفتها المجردة إلى صفتها المحسوسة فهي تجسد الألفاظ في صورة حكايات وأحداث يفهمها الطفل فتصبح محببة إلى نفسه فتنال إعجابه ويتفاعل معها ويضيفها إلى محصوله اللغوي، فالقصة هي الحياة في شكلها اللغوي، واللغة والألفاظ في وجودها الاجتماعي.



لذلك فالقصة نص يضج بالمعنى بالنسبة للطفل فهي كالغذاء له الذي يمده بالمفردات والجمل التي يضيفها إلى قاموسه اللغوي فتزداد حصيلته وتتطور لغته، وبالتالي يزداد تواصله مع الآخرين ويتفاعل مع البيئة المحيطة به تفاعلاً إيجابياً يستطيع من خلاله أن يوظف تلك الكلمات والألفاظ التي اكتسبها، فتزداد ثقته بنفسه ويكبر مفهومه لذاته من خلال فهم الآخرين له وتلبية حاجاته ورغباته.



إن الطفل الذي يصبح صديقاً للكتب والقصص منذ نعومة أظفاره ينمي معارفه ويصقل لغته ويبرع في القراءة الصحيحة ويتمكن من تنمية مهاراتها المختلفة، فيصبح بارعاً في اللغة، ومتحدثاً ومستمعاً جيداً، فالقصة تنمي مهارتي الاستماع والتحدث عند الطفل، فيستمع الطفل للقصة وينصت إليها بكل شغفٍ واهتمام محاولة منه لفهم مضمونها والتقاط الألفاظ التي يستحسنها ليضيفها إلى محصوله اللغوي، ثم يبدأ بتركيب هذه الألفاظ والكلمات ليستخدمها في تفاعله مع الآخرين وبذلك تكون القصة قد طورت الطفل من جوانب متعددة ومهمة في حياته فنمت لغته وزادت حصيلته وتطورت مهارتي الاستماع والتحدث لديه وأصبح شغوفاً بالقراءة.



إن ازدياد حصيلة الطفل من الثروة اللغوية، يتناسب طردياً مع تحصيله الثقافي والعلمي ومع خبرته وإنماء الثروة اللغوية لديه. الكيلاني (1461: ص 147 ــ 148).



ومن المعروف أن القصة لا يقتصر دورها على تنمية اللغة عند الطفل، بل تتعدى ذلك إلى أن يصبح عند الطفل طلاقة لغوية من خلال شغفه بالقراءة وإقباله عليها، فالقصة بألفاظها السهلة وكلماتها البسيطة ومضامينها الرائعة ومخاطبتها لعقل الطفل تجعله يقبل عليها بكل شغف ويعتقد أن كل مايقع بين يديه يشبه القصة فيقرؤه بحماس، فتنمو لغته وتتطور لديه مهارات الكتابة لأنه يريد أن يوظف هذه العبارات والكلمات التي اكتسبها فيصبح كاتباً بارعاً في المستقبل.



لذلك يجب علينا كمربيين أن نحسن اختيار مضمون القصة أولاً، ونتحرى اختيار الألفاظ التي تناسب عقل الطفل والمرحلة العمرية التي يمر بها فمضمون القصة واللغة التي صيغت بها سواءً كانت بالفصحى أم العامية تؤثر على لغة الطفل، فمن الواضح أن اللغة العربية الفصحى إذا تم استخدامها بكثرة في قصص الأطفال فإنها تؤدي إلى أثر طيب وواضح على لغة الأطفال في اكتسابهم للغة وفي تركيبهم للعبارات والجمل فيصبح الطفل أكثر دقة وإتقاناً لمهارات اللغة، بعكس اللغة العامية أو المحلية فإنها تنمي مهارة الاستماع أكثر من تنميتها لمهارة التحدث، وهي لا تثري محصوله اللغوي ولا تزيد من مفرداته بالقدر الكافي الذي يؤهله لتكون لديه طلاقة لغوية، فالطفل العربي يعيش في ازدواجية لغوية وهي الفصحى والعامية وتختلف الآراء في معالجة هذه النقطة، ولكن أغلب الباحثين يتفقون على استخدام لغة مبسطة تجمع بين الفصحى والعامية ولا تطغى العامية عليها وإدخال المأثور الشعبي والطرائف في النص، الهرفي (1417: ص 52).



كما أن مضمون القصة له أثر كبير على تطوير لغة الطفل وإثرائها، فالمضمون عندما يكون قريباً من واقع الطفل محبباً إلى نفسه، جميل الصياغة بسيط الألفاظ قريب من عقله وتفكيره، فإن الطفل يعمد إلى اقتباس تلك الألفاظ وإدراجها في قاموسه اللغوي، فتصبح ضمن حصيلته اللغوية التي تنمو وتتطور شيئاً فشيئاً كلما ازداد في القراءة.



كما يجب أن نفهم نفسية الطفل وحاجاته ومتطلباته والطرق السليمة لإشباع تلك الحاجات لنستطيع كتابة قصص هادفة موجهة إلى الأطفال بشكلٍ جيد.



وهكذا نرى أن احتياجنا إلى قاموس لغوي للأطفال، لا يقل عن احتياجنا إلى منهج تعليمي تربوي يلبي حاجات أطفالنا الفطرية ولا يتصادم مع قيمنا الدينية وتقاليدنا وأعرافنا الإسلامية. الكيلاني (1411:ص 149).



كيف نختار القصة المناسبة للأطفال؟!

بعض الناس يعتقد أن القصة الجيد هي القصة التي تعجب الوالدين وبعضهم يعتقد أنها القصة التي يحبها الأطفال، والواقع أن كلا الرأيين صواب وليس بينهما تناقض، فيجب أن نلاحظ عند الشراء، ظاهر القصة ومحتواها.



أما القصة من حيث الظاهر فيجب أن تراعى فيها عدة مسائل هي:

1- أن يكون حجم القصة مناسب لأعمار الأطفال، من حيث عدد صفحاتها و ترتيبها وتنسيقها مع الإهتمام بإخراج القصة بالصور المناسبة للأطفال.


2- أن تكون حروف الطباعة واضحة، وحجم القصة مناسب، مع توضيح الألوان وانسجامها سواء في العناوين الرئيسية والجانبية، وكذلك تنسيق الفقرات مع مراعاة المسافات وعلامات التشكيل والترقيم والتنقيط وكذلك طول السطر.


3- ملائمة التصميم الفني للغلاف وموضوع الكتاب، وأن يلفت هذا التصميم انتباه الأطفال على أن يتضمن الغلاف، عنوان الكتاب، أسماء المؤلفين، الطبعة وتاريخها، والجهة التي أصدرته، وأن لا يتمزق الغلاف بسرعة.


4- اختيار ورق الكتاب من النوع الجيد مع الاهتمام بالتجليد والتلوين.


أما الكتاب من حيث المحتوى، فيجب ان يكون ملائم لسن الطفل من حيث:

1- أن تكون القصة بسيطة.

2- أن تلاءم القصة واقع الطفل وخبرته.

3- أن تكون ألفاظها سهلة ليستطيع الطفل حفظها بسهولة.

4- أن تتناسب مع الجو الاجتماعي للطفل.

5- تتوافق مع التعاليم الدينية والإسلامية.

6- أن تكون متسلسلة الحوادث.

7- ألا تتضمن القصة المواقف المزعجة والمخيفة.

8- أن يكون الموضوع ضمن دائرة اهتمام الطفل.

البيداء والقلم
20-03-2019, 11:16 PM
يسلمووووو وشكرا على الافادة

محمد مشعل
20-03-2019, 11:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرًا وجزاكم الله عنا خيرا على الطرح القيم

عيوشة
21-03-2019, 08:29 PM
يسلمووووو وشكرا على الافادة

فيونا
24-03-2019, 04:50 AM
شكرًا وجزاكم الله عنا خيرا على الطرح القيم

امال مهاجر
25-03-2019, 07:50 AM
شكرًا وجزاكم الله عنا خيرا على الطرح القيم

الحسناء
26-03-2019, 12:22 PM
مشكووووووربارك الله فيك على الطرح الراقي

hekmat
27-03-2019, 08:39 PM
شكرا االله يعطيك العافية دمت في رعاية الله

دعد الرايدى
15-04-2019, 12:55 PM
مشكووووووربارك الله فيك على الطرح الراقي