المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدخول الى فضاء العقل الكونى (2 )



الشيخ درويش عبود المغربى
12-07-2008, 11:19 PM
الدخول غير مسموح به لِمَنْ لا يدرك أن مفاد القانون الحقيقي الوحيد في هذا الكون هو أن لا ثبات للأشياء، وأن كلَّ شيء قابل للتغيير في أية لحظة؛ بعبارة أخرى، القانون هو “لاقانون”! ونعود من جديد ونقول إن رأي هيغل في هذا الجانب هو الرأي الصائب: “التناقض أصيل في طبيعة الكون.” ومتى ما تحرَّرنا من فكرنا كلِّه، نكون قد دخلنا في عالم جديد تتغير فيه القوانين كلَّ لحظة. علينا حينئذٍ التسليم بتلقائية انسياب الأفكار. هذه الأفكار التي ستنساب لا تخلو من خطورة، ولا تخلو كذلك من احتمال الخطأ. لكننا بالممارسة نصل إلى تكوين لغة تَخاطُب مفهومة فيما بين “ظاهر” وعينا وبين “باطنه”.

ما الذي نتوقع حصوله بعد ذلك؟ إننا نعود من جديد إلى التكهُّن؛ لكنه هذه المرة تكهن يستحق التوقف والتأمل من جديد.
سنكتشف أن عالم اللازمان واللامكان أشبه براصد أو “شاهد” يرصد هذا العالم، وأن التغيير الذي يمكن أن نجريه في هذا العالم هو ببساطة تحريف قيم الثوابت الكونية universal constants. على سبيل المثال، فإن ثابت الجاذبية الأرضية المساوي لـ9.8 من الممكن أن نغيِّره عبر الدخول إلى فضاء العقل الكوني لنجعل الأجسام تتطاير في الهواء.

إن الاعتقاد السائد، بحسب تصورات القرن العشرين (قرن الاتصالات الموجية، كما أسلفنا) فيما يتعلق بتحريك الأشياء عن بُعد، أو ما يسمى بالـpsycho-kinesis، كان تصورًا مبنيًّا على أساس الموجات وكيف يمكن أن تنطلق من الفكر البشري لتفعل في المادة عن بُعد ما تفعل.
عند تجميع الصورة الكاملة عن حقيقة ما يجري في تحريك الأشياء، ندرك أن المسالة في بساطة تتمثل في إعادة برمجة الحاسوب الكوني العملاق بتغيير قيم الثوابت الكونية تغييرًا مؤقتًا، بحيث تظهر بفعل ذلك “المعجزات” في التاريخ.

ولعل ازدواجية السلوك الموجي/الجسيمي للفوتون الضوئي دليل على أن جذور النظام الكوني البرمجية قابلة للتغاير. كذلك مصفوفات هايزنبرغ ونُظُم حركة الإلكترون في الذرة إنما تشير بإيماءة واضحة إلى أن قوانين الكون، في رتبة من رُتَب تسلسلها، عبارة عن “فكر”. هنالك، على ما يبدو، ما يشبه الحياة في صميم الجمود المادي، قد لا تكون “حياة” بالمعنى المعروف للحياة.

لكن، وعَوْدًا على بدء، فإن الإقرار بانتماء العقل إلى عالم ماوراء الزمان والمكان أمر لا مفرَّ منه، في الوقت الذي نحاول أن نفهم كيف تتغير قيم الثوابت الكونية، مثل موقع الإلكترون وعزمه. فبحسب مبدأ عدم التعيين Indetermination Principle (مبدأ اللايقين uncertainty) لهايزنبرغ في الميكانيكا الكوانتية Quantum Mechanics، فإن الموقع والعزم يخضعان لقيم متغيِّرة احتمالية.

وهنا نسأل: لماذا لا يكون العقل البشري قد أدرك، بقدراته التقليدية، الموضع الذي يقوم به “العقل الكوني” بتغيير الثوابت الكونية؟ هذا الموضع هو الذرة بالتأكيد. فلماذا لا تكون الپاراسيكولوجيا، في ضوء ما سبق، هي لحظة من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري للدخول إلى العقل الباطني، الذي يتمكن من الاندماج مع نُظُم الكون العليا التي تتحكم في تغيير الثوابت الكونية، فتجري الأمور وكأن “معجزات” تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت، فتحصل التغييرات في المادة.
هل هناك ثوابت في هذا الكون إذن؟

الحقيقة المُرَّة التي يخشاها جبن الفكر البشري هي أن يصحو الإنسان في يوم من الأيام ليكتشف أن لا شيء ثابت في هذا الكون على الإطلاق. وتلك بالتأكيد لحظة الولادة الكبرى، لحظة الحقيقة البكماء التي توحي ولا تنطق!
“لقد كنتَ في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءَك فبصرُك اليومَ حديد” (سورة ق 22).

ملكة الاحزان
15-07-2008, 02:27 PM
شكرا لكم ووفقكم الله الى ما يحبه ويرضاه

moon light
15-07-2008, 02:29 PM
اراحك الله من كل هم وغم في الدنيا والاخرة
وجزاكم الله خير جزاء امين

semsem
15-07-2008, 02:31 PM
مشكووووووووووووور بارك الله فيك وعليك

hoseen
15-07-2008, 02:34 PM
جزاك الله ألف ألف ألف خــــــــــــــــيــــــــــــر

nada
15-07-2008, 02:36 PM
فتح الله عليك يا شيخنا بما فتح به على أوليائه