المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاج بالصدَقَة



الشيخ درويش عبود المغربى
27-08-2008, 12:54 AM
العلاج بالصدَقَة
ــــــــــــــ



منذ أربعة عشر قرناً حدثنا النبي الكريم عن مداواة المرضى بالصدقات، فهل فعلاً الصدقة تشفي من الأمراض، وكيف نقتنع بذلك في عصر المعلومات اليوم؟..
في عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم نرى كثيراً من الناس لا يقتنعون بالعلاج النبوي الشريف، بحجة أن العلم قد تطور ويجب أن نلجأ دائماً للأطباء. ولكننا نرى بالمقابل أن الغرب الملحد قد بدأ باكتشاف وسائل علاجية جديدة تعتمد على الكلام فقط مثل البرمجة اللغوية العصبية.
فمن أهم أساليب هذه البرمجة أن يسترخي المريض ويكرر عبارة مثل "يجب أن أقاوم هذا المرض لأنه باستطاعتي التغلب عليه"، وقد لاحظ علماء البرمجة أن هذه المعلومة إذا ما كررها الإنسان عدة مرات وبخاصة قبل النوم وعند الاستيقاظ فإنها تساهم في شفاء هذا المريض وتجعل جسمه أكثر مقاومة للمرض، والسؤال كيف يحدث ذلك؟
إن المعلومة التي تحملها هذه العبارة وغيرها من العبارات تؤثر في خلايا الدماغ وخلايا الدماغ تعتمد في عملها على المعلومات أيضاً، بل إن جسم الإنسان بأكمله عبارة عن شبكة معلومات دقيقة جداً، وإن أي خلل في نظام عمل هذه الشبكة سيؤدي إلى ظهور الأمراض.
ولذلك نجد أن كتب البرمجة اللغوية العصبية اليوم هي الأكثر مبيعاً في العالم بسبب الفوائد التي يجنيها قراء هذا النوع من الكتب، ولكن ربما نعجب إذا علمنا أن النبي الكريم هو أول من وضع أساساً لهذا العلم، فلو تأملنا تعاليمه صلى الله عليه وسلم وجدناها بمثابة إعادة برمجة لحياة الإنسان بالكامل.

يقول علماء البرمجة اليوم إن الصدقة ضرورية جداً أي أن تعطي المال لمن يحتاجه، فذلك سيجعلك تشعر بالقوة وأنك تقدم شيئاً مفيداً وسوف يمنحك إحساس بالراحة النفسية، وهذا الإحساس ضروري لكي تزيد من مناعة جسمك.

إذ أن جهاز المناعة يتأثر كثيراً بالحالة النفسية للإنسان، فكلما كانت الحالة النفسية أكثر استقراراً كان جهازك المناعي أقوى وكانت مقاومتك للمرض أكبر، وكلما كان حالتك النفسية مضطربة وغير مستقرة فإن مناعة جسمك تنخفض بشكل كبير.

ولذلك يمكننا القول إن الصدقة هي معلومة أيضاً، تصل إلى الدماغ وتمارس عملها الإيجابي، بعكس الفيروسات التي هي عبارة عن أشرطة معلومات تصل إلى خلايا الجسم وتمارس عملها بشكل تدميري، فالفيروس لا يملك أسلحة أو معدات أو مواد كيميائية أو عناصر حية، كل ما لديه شريط المعلومات (د.ن.آ) أو(ر.ن.آ)، وهذا الشريط يعطي تعليمات للخلية لتصنع فيروسات جديدة، مما يؤدي إلى تكاثر الفيروسات وانفجار الخلية.


الفيروس عبارة عن شريط معلومات يحيط به غلاف، وكل ما يقوم به الفيروس هو التدخل في برنامج الخلية والسيطرة عليه وتسخيره لمصلحة هذا الفيروس، ويستخدم الفيروس شريط المعلومات الذي لديه من أجل تحقيق ذلك، وبالتالي تحدث الأمراض التي قد تنتهي بالموت.


قوة الخلية هنا تعتمد على قوة البرنامج الذي تحمله، هذا البرنامج يمكن تقويته من خلال معلومات نغذي بها خلايانا باستمرار، ومن هذه المعلومات "الصدقة"، فإنك عندما تتصدق وتعطي المال للفقير، أو تنفذ عملاً لإنسان محتاج، أو حتى عندما تبتسم لأخيك، فإن الدماغ يتلقى معلومة ويعالجها داخل خلاياه، هذه المعلومة تساهم في تغذية جهاز المناعة وتطوير عمل الخلية.

ويمكنني عزيزي القارئ أن ألجأ إلى تشبيه بسيط لتقريب فهم آلية عمل الصدقة داخل الجسم، وأضرب لك مثلاً من جهاز الكمبيوتر الذي تستعمله، ألا يحتاج بشكل دائم إلى تحديثات وتطويرات لتحسين أدائه؟ الكمبيوتر الذي يحوي برامج ضعيفة من السهل اختراقه والسيطرة عليه، بينما الكمبيوتر الذي يحوي برامج متطورة ويتم تحديثها باستمرار يصعب اختراقه أو السيطرة عليه.

ولذلك اعتبر النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أن الصدقة تداوي المرض، بل تدفع عنا أعراض هذا المرض، يقول عليه الصلاة والسلام: (داووا مرضاكم بالصدقة فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض) [رواه الديلمي].

ولذلك أخي الحبيب عندما يشتد المرض بك أو بأحد معارفك فانصحه بأن يكثر من الصدقة، وإنفاق المال، والصدقة لا تقتصر على إنفاق المال، بل إن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأن تزيح الأذى عن الطريق صدقة، وأن تتكلم كلمة طيبة صدقة، وأن تؤدي خدمة لمن يحتاجها صدقة......

ولا تنس بالطيع الأجر العظيم الذي ينتظرك يوم القيامة، فأنت عندما تتصدق بما يقابل قيمة تمرة واحدة، فإن الله يتقبلها وينمّيها لك حتى تجدها أمامك يوم القيامة بحجم الجبل، هذا في الآخرة وفي الدنيا فإن هذه الصدقة هي تصرف نبيل منك يتلقاه دماغك على أنه شيء إيجابي يساهم في شفائك من الأمراض وتحسين حالتك النفسية بل ومنحك القوة.

الصدقة:

وخرج الطبراني بإسناده عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصدقة تسد سبعين بابا من السوء".

وخرج أبو يعلى والبراز باسنادهما عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان".

وخرج الطبراني من طريق كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده عمرو بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن صدقة المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتة السوء، ويذهب الله بها الكبر والفخر".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة" رواه البيهقي في الشعب مرفوعا هكذا وموقوفا على أنس، وروي أيضا من طريق الحارث بن عمير عن حميد عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " تصدقوا فإنّ الصدقة فكاك من النار".

خرج أبو القاسم الإصبهاني بإسناده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله فقال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين" (1) رواه الطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد إلا أنه قال: "لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجة وأشار بإصبعه أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين".



يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار
يا كعب بن عجرة الناس غاديان فبائع نفسه فموبق رقبته ومبتاع نفسه في عتق رقبته "
وأخرج ابن حبان عن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت النار أولى به يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها وغاد موبقها
يا كعب بن عجرة الصلاة قربان
والصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا "
وأخرج أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر " سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كل امرىء في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس "
وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه عن عمر قال : ذكر لي أن الأعمال تباهي فتقول الصدقة : أنا أفضلكم
وأخرج أحمد والبزار وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ما يخرج رجل بشيء من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانا "
وأخرج الطبراني والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " إن الصدقة لتطفىء على أهلها حر القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته "
وأخرج البيهقي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة "
وأخرج البيهقي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار "
وأخرج الطبراني عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها "
وأخرج الطبراني عن ميمونة بنت سعد أنها قالت : يا رسول الله أفتنا عن الصدقة ؟ قال : إنها فكاك من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله
وأخرج الترمذي وحسنه وابن حبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن



الصدقة لتطفىء غضب الرب وتدفع ميتة السوء "
وأخرج الطبراني عن رافع بن خديج قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " الصدقة تسد سبعين بابا من السوء "
وأخرج الطبراني عن عمرو بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله بها الكبر والفخر "
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي ذر قال : ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيا سبعين شيطانا كلهم ينهى عنها
وأخرج ابن المبارك في البر والأصبهاني في الترغيب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء "
وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن الله ليدخل باللقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة رب البيت الآمر به والزوجة تصلحه : والخادم الذي يناول المسكين
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الحمد لله الذي لم ينس خدمنا "
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن عدي بن حاتم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة "
وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ليتق أحدكم وجهه من النار ولو بشق تمرة "
وأخرج أحمد عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " يا عائشة اشتري نفسك من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان "
وأخرج البزار وأبو يعلى عن أبي بكر الصديق قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على أعواد المنبر يقول " اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان "
وأخرج ابن حبان عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاما فأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال : لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا فنزل ومعه رغيف



أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأوما إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية فرجحت الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له "
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود
أن راهبا عبد الله في صومعة ستين سنة فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه فنزل إليها فواقعها ست ليال ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا فأتى برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه وأعطى آخر عن يساره نصفه فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه فوضعت الستون في كفة ووضعت الستة في كفة فرجحت الستة ثم وضع الرغيف فرجح
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري
نحوه
وأخرج البيهقي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يقال له خصفة بن خصفة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " هل تدرون ما الشديد ؟ قلنا : الرجل يصرع الرجل ! قال : إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب تدرون ما الرقوب ؟ قلنا : الرجل لا يولد له ! قال : إن الرقوب الرجل الذي له الولد لم يقدم منهم شيئا ثم قال : تدرون ما الصعلوك ؟ قلنا : الرجل لا مال له ! قال : الصعلوك كل الصعلوك الذي له المال لم يقدم منه شيئا "
وأخرج البزار والطبراني عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " اتقوا النار ولو بشق تمرة "
وأخرج البزار والطبراني عن النعمان بن بشير " أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة "
وأخرج البزار والطبراني عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة "
وأخرج البزار والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال " يا عائشة اشتري نفسك من الله لا أغني عنك من الله شيئا ولو بشق تمرة يا عائشة لا يرجعن من عندك سائل ولو بظلف محرق "
وأخرج مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " يصبح على كل سلامى من



أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى "
وأخرج البزار وأبو يعلى عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " على كل ميسم من الإنسان صدقة كل يوم
فقال بعض القوم : إن هذا لشديد يا رسول الله ومن يطيق هذا ؟ قال : أمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة وإن حملك على الضعيف صدقة وإن كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة صدقة "
وأخرج الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال " إن ابن آدم ستون وثلثمائة مفصل عن كل واحد منها في كل يوم صدقة فالكلمة يتكلم بها الرجل صدقة وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة والشربة من الماء تسقى صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة "
وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة وإن إفراغك من دلو أخيك يكتب لك به صدقة وإماطتك الأذى عن الطريق يكتب لك به صدقة وإرشادك للضال يكتب لك به صدقة "
وأخرج البزار عن أبي جحيفة قال " دهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ناس من قيس مجتابي الثمار متقلدي السيوف فساءه ما رأى من حالهم فصلى ثم دخل بيته ثم خرج فصلى وجلس في مجلسه فأمر بالصدقة أو حض عليها فقال : تصدق رجل من ديناره تصدق رجل من درهمه تصدق رجل من صاع بره تصدق رجل من صاع تمره
فجاء رجل من الأنصار بصرة من ذهب فوضعها في يده ثم تتابع الناس حتى رأى كومين من ثياب وطعام فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم تهلل كأنه مذهبة "
وأخرج البزار عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حث يوما على الصدقة فقام علية بن زيد فقال : ما عندي إلا عرضي وإني أشهدك يا رسول الله أني تصدقت بعرضي على من ظلمني ثم جلس
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنت المتصدق بعرضك قد قبل الله منك "



وأخرج البزار عن علية بن زيد قال " حث رسول الله صلى الله عليه و سلم على الصدقة فقام علية فقال : يا رسول الله حثثت على الصدقة وما عندي إلا عرضي فقد تصدقت به على من ظلمني فأعرض عني فلما كان في اليوم الثاني قال : أين علية بن زيد أو أين المتصدق بعرضه فإن الله تعالى قد قبل منه "
وأخرج أحمد وأبو نعيم في فضل العلم والبيهقي عن أبي ذر " أنه قال : يا رسول الله من أين نتصدق وليس لنا أموال ؟ قال : إن من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وأستغفر الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتعزل الشوك عن طريق الناس والعظم والحجر وتهدي الأعمى وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها وتسعى بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ولك في جماعك زوجتك أجر قال أبو ذر : كيف يكون لي أجر في شهوتي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك فرجوت أجره فمات أكنت تحتسب به ؟ قلت : نعم
قال : فأنت خلقته ؟ قلت : بل الله خلقه
قال : فأنت هديته ؟ قلت : بل الله هداه
قال : فأنت كنت ترزقه ؟ قلت : بل الله كان يرزقه
قال : فكذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه فإن شاء الله أحياه وإن شاء أماته ولك أجر "
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن حارثة بن وهب الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " تصدقوا فإنه يوشك أن يخرج الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها "
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سلمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ما نقصت صدقة من مال قط فتصدقوا "
وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت " أهديت لنا شاة مشوية فقسمتها كلها إلا كتفها فدخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال : كلها لكم إلا كتفها "
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والأصبهاني في الترغيب وابن عساكر عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية إن تبدو الصدقات فنعما هي إلى آخر الآية في أبي بكر وعمر جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على رؤوس الناس وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد أن يخفيه من نفسه
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ما تركت




لأهلك ؟ قال : عدة الله وعدة رسوله
فقال عمر لأبي بكر : ما سبقناك إلى باب خير قط إلا سبقتنا إليه "
واخرج أبو داود والترمذي والحاكم وصححاه عن عمر قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله
وأتى أبو بكر يحمل ما عنده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله
فقلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا "
وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب قال : إنما أنزلت هذه الآية إن تبدو الصدقات فنعما هي في الصدقة على اليهود والنصارى
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قرأ وتكفر عنكم من سيئاتكم وقال : الصدقة هي التي تكفر
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة ابن مسعود خير لكم تكفر بغير واو
آية
أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا فنزلت هذه الآية ليس عليك هداهم إلى قوله وأنتم لا تظلمون فرخص لهم
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأمرنا أن لا نتصدق إلا على أهل الإسلام حتى نزلت هذه الآية ليس عليك هداهم إلى آخرها
فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين "
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال " كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يتصدق على المشركين فنزلت وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله فتصدق عليهم "




وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا تصدقوا إلا على أهل دينكم
فأنزل الله ليس عليك هداهم إلى قوله وما تفعلوا من خير يوف إليكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تصدقوا على أهل الأديان "
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن الحنفية قال : كره الناس أن يتصدقوا على المشركين فأنزل الله ليس عليك هداهم فتصدق الناس عليهم
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : كان أناس من الأنصار لهم أنساب وقرابة من قريظة والنضير وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم ويريدونهم أن يسلموا فنزلت ليس عليك هداهم
الآية
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجالا من الصحابة قالوا : أنتصدق على من ليس من أهل ديننا ؟ فنزلت ليس عليك هداهم
الآية
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجالا من الصحابة قالوا : أنتصدق على من ليس من أهل ديننا ؟ فنزلت ليس عليك هداهم
وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : كان الرجل من المسلمين إذا كان بينه وبين الرجل من المشركين قرابة وهو محتاج لا يتصدق عليه يقول : ليس من أهل ديني
فنزلت ليس عليك هداهم
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : سأله رجل ليس على دينه فأراد أن يعطيه ثم قال : ليس على ديني
فنزلت ليس عليك هداهم
وأخرج سفيان وابن المنذر عن عمرو الهلالي قال : سئل النبي صلى الله عليه و سلم أنتصدق على فقراء أهل الكتاب ؟ فأنزل الله ليس عليك هداهم
الآية
ثم دلوا على الذي هو خير وأفضل فقيل للفقراء الذين أحصروا البقرة الآية 273 الآية
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : كانوا يعطون فقراء أهل الذمة صدقاتهم فلما كثر فقراء المسلمين قالوا : لا نتصدق إلا على فقراء المسلمين فنزلت ليس عليك هداهم الآية
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : أما ليس

نشوى المياسر
27-08-2008, 07:15 AM
بارك الله فيك شيخنا على هذا الموضوع فذكر إن نفعت الذكرى

( داووا مرضاكم بالصدقة )

مشهور
02-09-2008, 12:52 AM
بارك الله فيك يا شيخنا وجعله الله فى ميزان حسناتك

نبيل مصطفى
02-09-2008, 12:54 AM
جزاك الله خيرا

احمد عمر
02-09-2008, 12:58 AM
مشكور شيخنا الجليل على كل ما تقدمه من علم نافع

شكرى
02-09-2008, 12:59 AM
ربنا يزيدك يا شيخنا من علمه ويجازيك بجنة الخلد ان شاء الله

خالد
02-09-2008, 01:02 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خير

orphan
17-03-2012, 08:12 PM
مشكوورر يا شيخ

ويضا نشركم هذه المعلومات ممكن تشافي بعض الناس وتكون لك صدقة

قمر الزمان
23-03-2012, 02:01 PM
بارك الله فيك يا شيخنا وجعله الله فى ميزان حسناتك

لمياء الدميرى
24-03-2012, 04:44 PM
ما شاء الله عليك شيخنا الجليل وزادك الله علما وعملا وجعلك من العلماء العاملين اللهم امين

يمنة
25-03-2012, 12:44 AM
ما شاء الله عليك يا شيخنا زادك الله من علمه وجعلك من عباده الاخيار

ضاحى العربى
26-03-2012, 07:00 AM
جميل ما شاء الله عليك شيخنا الجليل وزادك الله علما

ساندى
27-03-2012, 02:27 PM
يعطيك العافية ياشيخ درويش وادام الله عليك نعمته

داليا
31-03-2012, 03:09 AM
بارك الله فيك يا شيخنا وجعله الله فى ميزان حسناتك

فايزة
08-04-2012, 01:36 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خير

جنة
19-04-2012, 06:37 AM
بارك الله فيك يا شيخنا وجعله الله فى ميزان حسناتك

نعيم الجبالى
02-05-2012, 12:55 AM
شكرا وبارك الله فيكم على كل ما تقدمونه من مفيد المواضييع

عسران الجيار
08-05-2012, 12:20 PM
شكرا وبارك الله فيكم على كل ما تقدمونه من مفيد المواضييع

فايق عزب
14-05-2012, 12:34 AM
ما شاء الله عليك شيخنا الجليل وزادك الله علما وعملا وجعلك من العلماء العاملين اللهم امين

قمر الزمان
20-05-2012, 05:20 AM
شكرا على الطرح الطيب وبارك الله فيكم