المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خصائص البيت الحرام في القرآن الكريم خصائص البيت الحرام فى القرآن الكريم



الشيخ درويش عبود المغربى
03-09-2008, 05:01 PM
خصائص البيت الحرام في القرآن الكريم

خصائص البيت الحرام في القرآن الكريم
بقلم أحمد حسن الخميسي

لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أماكن لها أهمية في حياة المسلمين من أشهرها: الكعبة المشرفة التي رفع الله مقامها وجعلها قبلة للمسلمين في صلاتهم: يحجون إليها من كل حدب وصوب.
وقد عرف القرآن الكعبة وحدد مكانها، وذكر من بناها، وعدد خصائصها، وتحدث عنها في معظم الآيات باسم "البيت" ولم يذكر اسم الكعبة إلا مرتين، وسنتعرف عليها فيما يلي إن شاء الله تعالى.
البيت الحرام وبناؤه:
إن البيت الحرام هو الكعبة المشرفة كما هو واضح في قول الله تعالى " )جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاس)(المائدة: من الآية97).
فالكعبة هي البيت الحرام والبيت الحرام هو الكعبة، ويقع هذا البيت في مكة قال سبحانه " )إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) (آل عمران:96) وبكة هنا هي مكة نفسها.
وكل بيت لا بد له من بانٍ، فمن الذي بنى البيت الحرام (الكعبة)؟
إن الذي بنى الكعبة هو سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وقد وردت روايات حول بنائها، كان أدقها رواية الطبري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: "جاء إبراهيم فوجد إسماعيل يصلح نبلاً له من وراء زمزم.
فقال إبراهيم: يا إسماعيل إن ربك قد أمرني أن أبني له بيتاً. فقال له إسماعيل فأطع ربك فيما أمرك. فقال إبراهيم: قد أمرك أن تعينني عليه. قال: إذاً أفعل فقام معه، فجعل إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان: (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم)، فلما ارتفع البنيان وضعف الشيخ عن رفع الحجارة، قام على حجر، وهو مقام إبراهيم، فجعله يناوله ويقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. فلما فرغ إبراهيم من بناء البيت الذي أمره الله عز وجل ببنائه أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج فقال له: )وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج:27).
وجاءت الآية 127 في سورة البقرة تؤكد أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هما اللذان بنيا البيت الحرام قال تعالى " )وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:127).
ولقد بين القرآن الكريم الهدف من بناء هذا البيت، وقرر أن هذا البيت أمر الله تعالى ببنائه ليحج إليه الناس في كل سنة، وليكون مكاناً للعبادة والصلاة وليكون قبلة لهم في صلاتهم.
قال الله تعالى ) وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)(آل عمران: من الآية97).
وقال تعالى ")وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (الحج الآيات 26-27-28-29)
والدعوة إلى البيت الحرام لتأدية مناسك الحج والعبادة والصلاة واضحة في هذه الآيات.
وقد ورد عن ابن عباس: لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت قيل له:
أذن في الناس بالحج، قال يا رب: وما يبلغ صوتي؟ قال: أذن وعلي الإبلاغ، فصعد إبراهيم على جبل أبي قبيس وصاح: يا أيها الناس إن الله قد أمركم بحج هذا البيت ليثيبكم به الجنة، ويجيركم من عذاب النار فحجوا، فأجابه من كان في أصلاب وأرحام النساء: لبيك اللهم لبيك.
صفات البيت وخصائصه:
إن الله تعالى وصف هذا البيت بعدة صفات، فوصفه بالحرام، والعتيق، والمثابة، والأمن، والمبارك…
قال تعالى " )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً...)(المائدة: من الآية2).
وقد وصف البيت بالعتيق مرتين في قوله تعالى " ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " الحج الآية 29.
وفي قوله " )لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (الحج:33) وسمي بالعتيق لأنه أول بيت وضع للناس للعبادة.
وأما عن المثابة والأمن فقد ورد في سورة البقرة " )وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (البقرة:125).
)وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ " جعلنا الكعبة المعظمة حجة للناس يقبلون عليها من كل جانب و"أمنا" أي مكان آمن من لجأ إليه وجد الأمن والسلام، وذلك لما أودع الله في قلوب العرب من تعظيمه وإجلاله.
بالإضافة إلى هذه الصفات السامية للكعبة (البيت الحرام) فقد وصفها بالبركة قال تعالى " )إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) (آل عمران:96) " ومعنى "مباركاً للعالمين" أي كثير الخير والنفع لمن حج واعتمر، ومصدر الهداية والنور لأهل الأرض لأنه قبلتهم.
هذا البيت الحرام العتيق المبارك، خصه الله بخصائص منها: أنه مقام إبراهيم والداخل فيه يجد الأمن والأمان قال الله تعالى "فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً.." آل عمران الآية 97.
وهو قبلة للمسلمين قال سبحانه " )قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (البقرة:144).
والقبلة هنا في هذه الآية هي الكعبة، والمسجد الحرام هو المكان الذي حول الكعبة فمن توجه للمسجد الحرام فقد توجه للكعبة، لذلك قال المفسرون في " ) وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه)(البقرة: من الآية144) " أي حيثما كنتم أيها المؤمنون فتوجهوا في صلاتكم نحو الكعبة.
ولقد خص الله تعالى أهل البيت ومن زار البيت بخصائص: ففيه تضاعف الحسنات، ومن دخله كان آمناً قال تعالى ")فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً...)(آل عمران: من الآية97).
والأمن في البيت الحرام، قد أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما فتح مكة بقوله (ومن دخل المسجد فهو آمن …).
وهذا البيت الذي يعم فيه الأمن يقع في بلد أمين قال تعالى ")وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (التين:1ـ 3).
وهذا الأمن يتطلب السلام وعدم الحرب ولا سيما في الأشهر الحرم وموسم الحج.
الاهتمام بالبيت الحرام:
إن البيت الحرام لاقى اهتماماً من المسلمين على مر العصور، فقد بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام، ودعا الناس للحج إليه، كما أنه أشرف عليه وعلى تطهيره وإعداده للركع السجود، قال تعالى " ) وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)(الحج: من الآية26)
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم نظف الكعبة من الأوثان فكسر الأصنام عندما فتح مكة، وأمر الله أن يبعد المشركون عن المسجد الحرام لأنهم نجس قال تعالى " )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا...)(التوبة: من الآية28).
إن البيت (الكعبة) ورد في القرآن معرفاً ب(الـ) التعريف، ومعرفاً بالإضافة وهذا يدل على شهرته ومقامه، ويكفي هذا البيت شرفا؟ً أن الله نسبه إليه فقال (بيتي) في وقوله( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)(الحج: من الآية26)
ومما يرفع مقام هذا البيت أيضاً وجود بيت مماثل له في السماء يسمى "البيت المعمور" وقد ذكر في القرآن " )وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) (الطور:1ـ 4).
فالناس يطوفون حول الكعبة (البيت الحرام) في الأرض، والملائكة تطوف حول (البيت المعمور) في السماء.
وهكذا رأينا كيف خص الله البيت الحرام بخواص لم تكن لغيره، وقد صدق من قال: "لله خواص في الأمكنة والأزمنة والأشخاص"

شاهين
09-09-2008, 12:11 AM
مشكور شيخنا وبارك الله فيك وعليك

زهرة الربيع
09-09-2008, 12:15 AM
مشكور شيخنا وجزاكم الله خير الجزاء فى الدنيا والاخرة بالجنة ان شاء الله

فيحاء
09-09-2008, 12:17 AM
بارك الله فيك وعليك شيخنا الجليل وزادك الله علما فوق علمك وبورك فيك
وكل عام وانتم بخير

نهلة
09-09-2008, 12:19 AM
بارك الله فيك شيخنا الجليل ادعو الله لى ولك بزيارة بيته الحرام اللهم امين


كل عام وانتم بخير

طه حبيب
09-09-2008, 12:21 AM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل وانار الله لك طريقك بنوره الذى لا يخبو

خالد
09-09-2008, 01:04 AM
جزاك الله خير وبارك فيك ياشيخ درويش