نشوى المياسر
10-11-2008, 06:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال صلي الله عليه وسلم : "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا" حديث صحيح أخرجه مسلم في الإيمان من حديث العباس بن عبدالمطلب وقد أجمع العلماء علي أن الرضا مستحب ومؤكد استحبابه واختلفوا في وجوبه علي قولين قال شيخ الإسلام ابن تيمية وكان يذهب إلي استحبابه قال ولم يأتي الأمر به كما جاء الأمر بالصبر وإنما جاء والثناء علي أصحابه ومدحهم قال وأما ما يروي من الأثير : "من لم يصبر علي بلائي ولم يرضي بقضائي فليتخذ ربا سواي"
فهذا أثر إسرائيلي لا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم وقال صلي الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا غفرت له ذنوبه. رواه مسلم باب الصلاة "386" وهذان الحديثان عليهما مقامات الدين وإليهما ينتهي وقد تضمنا الرضا بربوبية الله سبحانه وألوهيته والرضا برسوله والانقياد له والرضا بدينه والتسليم له ومن اجتمع له هذه الأربعة فهو الصديق حقا وهي سهلة بالدعوة واللسان وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان.
* والرضا بالله ربا يتضمن الرضا بتدبيره لعبده ويتضمن إنذاره بالتوكل عليه والاستعانة به والثقة به والاعتماد عليه وأن يكن راضيا بكل ما يفعل به.
* وأما الرضا بنبيه رسولا فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أولي له من نفسه فلا يتلقي الهدي إلا من واقع كلماته ولا يحاكم إلا إليه.
* وأما الرضا بدينه فإذا قال أو حكم أو أمر أو نهي رضي كل الرضا ولم يبق في قلبه حرج من حكمه وسلم له تسليما ولو كان مخالفا لنفسه أو هواها.
قال تعالي في سورة النساء آية 65 "فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما".
درجات الرضا :
قال وهو مع ثلاث درجات:
الدرجة الأولي رضا العامة. الرضا بالله ربا ألا يتخذ ربا غير الله تعالي قال تعالي في سورة الأنعام 164 "قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء".. وله ثلاثة شروط:
1- أن تسبق محبته إلي القلب كل محبة.
2- أن تقهر محبته كل محبة.
3- أن تكون محبة غيره تابعة لمحبته.
الدرجة الثانية: الرضا عن الله:
قال تعالي في سورة المائدة 119 "قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم".
وقال تعالي في آخر سورة المجادلة "ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون".
وقد تضمنت هذه الآيات جزاءهم علي صدقهم وإيمانهم وأعمالهم الصالحة ومجاهدة أعدائهم وعدم ولايتهم بأن رضي الله عنهم فأرضاهم فرضوا عنه وإنما حصل لهم هذا بعد الرضا بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا.
الثالثة: الرضا بقضاء الله:
قال تعالي في سورة الأحزاب: 36 "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".
فاختيار العبد خلاف ذلك مناف لإيمانه وتسليمه ورضاه بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا.
وموضوع الرضا موضوع مهم في حياة الفرد وحياة الأسرة والمجتمع ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم في كل حالاته راضيا قانعا مسلما الأمر إلي الله إذا وجد خبزا أكل وإذا لم يجد نوي الصيام وكان يمر عليه وأهل بيته الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما يوقد في بيوت رسول الله صلي الله عليه وسلم نار ولما سئلت عائشة علامَ كنتم تعيشون يا عائشة قالت علي الأسودين التمر والماء يا الله يا الله بيوت رسول الله صلي الله عليه وسلم تعيش علي التمر والماء شهرين كاملين وما تضرر فيها رسول الله ولا أهل بيته.
ونحن إذا تكرر عندنا طعام مرة علي أخري صببنا جام غضبنا علي الدنيا وما فيها.
أيها الأحباب الكرام هيا بنا نرضي بما قسم الله ونقنع أنفسنا بذلك وننظر إلي من هو دوننا ولا ننظر إلي من هو أفضل منا.
قال تعالي "والله فضل بعضكم علي بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم علي ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون" 71 النحل.
وأعلم أن الله تعالي قال في حديثه القدسي إن من عبادي من لم يصلحه إلا الغني ولو أفقرته لفسد حالته وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لفسد حاله.
وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة ولو اسقمته لفسد حاله وإن من عبادي من لا يصلحه إلا المرض ولو أصححته لفسد حاله.
بقلم الشيخ: محمد الديداموني
قال صلي الله عليه وسلم : "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا" حديث صحيح أخرجه مسلم في الإيمان من حديث العباس بن عبدالمطلب وقد أجمع العلماء علي أن الرضا مستحب ومؤكد استحبابه واختلفوا في وجوبه علي قولين قال شيخ الإسلام ابن تيمية وكان يذهب إلي استحبابه قال ولم يأتي الأمر به كما جاء الأمر بالصبر وإنما جاء والثناء علي أصحابه ومدحهم قال وأما ما يروي من الأثير : "من لم يصبر علي بلائي ولم يرضي بقضائي فليتخذ ربا سواي"
فهذا أثر إسرائيلي لا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم وقال صلي الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا غفرت له ذنوبه. رواه مسلم باب الصلاة "386" وهذان الحديثان عليهما مقامات الدين وإليهما ينتهي وقد تضمنا الرضا بربوبية الله سبحانه وألوهيته والرضا برسوله والانقياد له والرضا بدينه والتسليم له ومن اجتمع له هذه الأربعة فهو الصديق حقا وهي سهلة بالدعوة واللسان وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان.
* والرضا بالله ربا يتضمن الرضا بتدبيره لعبده ويتضمن إنذاره بالتوكل عليه والاستعانة به والثقة به والاعتماد عليه وأن يكن راضيا بكل ما يفعل به.
* وأما الرضا بنبيه رسولا فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أولي له من نفسه فلا يتلقي الهدي إلا من واقع كلماته ولا يحاكم إلا إليه.
* وأما الرضا بدينه فإذا قال أو حكم أو أمر أو نهي رضي كل الرضا ولم يبق في قلبه حرج من حكمه وسلم له تسليما ولو كان مخالفا لنفسه أو هواها.
قال تعالي في سورة النساء آية 65 "فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما".
درجات الرضا :
قال وهو مع ثلاث درجات:
الدرجة الأولي رضا العامة. الرضا بالله ربا ألا يتخذ ربا غير الله تعالي قال تعالي في سورة الأنعام 164 "قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء".. وله ثلاثة شروط:
1- أن تسبق محبته إلي القلب كل محبة.
2- أن تقهر محبته كل محبة.
3- أن تكون محبة غيره تابعة لمحبته.
الدرجة الثانية: الرضا عن الله:
قال تعالي في سورة المائدة 119 "قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم".
وقال تعالي في آخر سورة المجادلة "ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون".
وقد تضمنت هذه الآيات جزاءهم علي صدقهم وإيمانهم وأعمالهم الصالحة ومجاهدة أعدائهم وعدم ولايتهم بأن رضي الله عنهم فأرضاهم فرضوا عنه وإنما حصل لهم هذا بعد الرضا بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا.
الثالثة: الرضا بقضاء الله:
قال تعالي في سورة الأحزاب: 36 "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".
فاختيار العبد خلاف ذلك مناف لإيمانه وتسليمه ورضاه بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا.
وموضوع الرضا موضوع مهم في حياة الفرد وحياة الأسرة والمجتمع ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم في كل حالاته راضيا قانعا مسلما الأمر إلي الله إذا وجد خبزا أكل وإذا لم يجد نوي الصيام وكان يمر عليه وأهل بيته الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما يوقد في بيوت رسول الله صلي الله عليه وسلم نار ولما سئلت عائشة علامَ كنتم تعيشون يا عائشة قالت علي الأسودين التمر والماء يا الله يا الله بيوت رسول الله صلي الله عليه وسلم تعيش علي التمر والماء شهرين كاملين وما تضرر فيها رسول الله ولا أهل بيته.
ونحن إذا تكرر عندنا طعام مرة علي أخري صببنا جام غضبنا علي الدنيا وما فيها.
أيها الأحباب الكرام هيا بنا نرضي بما قسم الله ونقنع أنفسنا بذلك وننظر إلي من هو دوننا ولا ننظر إلي من هو أفضل منا.
قال تعالي "والله فضل بعضكم علي بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم علي ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون" 71 النحل.
وأعلم أن الله تعالي قال في حديثه القدسي إن من عبادي من لم يصلحه إلا الغني ولو أفقرته لفسد حالته وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لفسد حاله.
وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة ولو اسقمته لفسد حاله وإن من عبادي من لا يصلحه إلا المرض ولو أصححته لفسد حاله.
بقلم الشيخ: محمد الديداموني