المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخوارق النفسية علم أم سحر (1 )



الشيخ درويش عبود المغربى
13-07-2008, 04:20 AM
الخوارق النفسية علم أم سحر
بقلم :أ.د.علي أسعد وطفة
كلية التربية - جامعة الكويت
إضاءة سوسيولوجية

منذ عشرات السنين والإنسان في بلدان العالم المختلفة يبدي إعجابه واهتمامه المتزايدن بالظواهر الطبيعية والنفسية الخارقة (باربسيكولوجي، بارانورمال، باراسيانص) مثل غول (لوض نيمر) والصحون الطائرة والإدراك فوق معي بصري ومثلث بورمودا والظواهر الأخرى التي توصف بأنها خارقة فوق طبيعية أو فوق حسية أو ما وراء علمية وهي ظواهر ما زالت عصية على التفسير العلمي المقنع.
وما تزال وسائل الإعلام في كثير من بلدان العالم وأقطاره تثير مسألة الظواهر الخارقة " بارانومال "دون أن تقدم أية رؤية نقدية أو علمية حول طبيعة هذه الظواهر وعوامل وجودهاز ويلاحظ اليوم نمو كبير في عدد الكتب والدوريات العلمية التي بدأت تتناول هذه المسألة والتي يزيد عددها عن 130 دراسة وكتابا في عام 1965 إلى 1071 غي عام 1975. ومن الواضح أن عدد هذه الكتب يستعصي في الوقت الراهن على الحصر والتحديد. ومن جهة أخرى يلاحظ اليوم نمو عدد من المؤسسات العلمية والاجتماعية التي كرست نفسها لدراسة ظاهرة الخوارق النفسية والطبيعية، ويمكن لنا في هذا السياق أن نذكر الجمعية الملكية البريطانية والجعمية الفلسفية الأمريكية ومؤسسة رولفير وفولبرت التي تنظم مؤتمرات وندوات حول الظواهر النفسية والطبيعية الخارقة ( ما فوق الطبيعة ) . لقد أثارت مسألة الخوارق النفسية جدلا كبيرا بين العلماء والمفكرين من فروع علمية مختلفة ومن أصول فلسفية متباينة. وفي قلب الحوار الدائم بين المفكرين والعلماء نجد تيارات متناهية في درجة رفضها أو قبولها لمسألة الخوارق النفسية وفي الوقت الذي يذهب فيه فريق من الباحثين إلى الإنتصار كليا لمسألة الخوارق والبرهنة على وجودها عبر صيغ واطروحات علمية يذهب فريق آخر إلى نفيها ورفضها كليا. والنظر إليها على أنها تروهات وخدع وأوهام،وهم لا تنقصهم من أجل ذلك التوجهات العلمية والمناهج العلمية المناسبة . وبين الفريقين المتطرفين في الرفض والقبول تتمركز اتجاهات معتدلة تتأرجح بين الرفض والقبول الجزئيين لبعض مظاهر الحوادث النفسية والطبيعية الخارقة .
وفي لحمة الجدل القئمة بين المفكرين والباحثين تقع غاية هذه المقالة التي تحاول أن تلقي الضوء على ملامح وسمات المواقف المختلفة بين العلماء والمفكرين حول مسألة الخوارق النفسية حينا والخوارق المختلفة حينا آخر . فما هي إذن مواقف العلماء وما هي أدلتهم وبراهينهم حول هذه المسألة وما هي دوائر الصراع والإختلاف في ؟؟؟ توجهاتهم نحو الظواهر الخارقة أو غير الطبيعية ؟
يرى روزاك (T.H.Roszak) الذي يعالج مسألة التوازن الضائع بين الإنسان والطبيعة وبين العقل والعواطف أن ثقافة مضادة (Contre Culture ) هي التي يمكن لها وحدها أن تعيد الإنسان إلى ماضيه وغلى أصوله الأولى . وغاية ذلك بالنسبة لروزاك تخليص الأنسان من هيمنة العقلية التيكنوقراطية على مصير الإنسانية . وفي ذلك نزعة معادية للعلم والروح العلمية وتوجه شامل وعميق نحو قانونية الخوارق العلمية (Paranormal) . وتلقى هذه الأفكار صداها عند بوسلوف (G.bauseýlauph) الذي يعتقد بأن التطور العلمي يؤدي في نهاية المطاف إلى تجريد اللإنسان من طاقاته وقدرته على الاستكشاف الأسطوري ذلك لأن التطور يضعنا في فراغ ميتافيزيائي وبالتالي فإن العلم والعقلانية العلمية لا يستطيعان ردم هذا الفراغ الميتافيزئائي (3).
فالإيمان بالخوارق النفسية والطبيعية كما يبدو لهؤلاء المفكرين يمنح الإنسان قدرة هائلة على ملء هذا الفراغ الميتافيزيائي الذي يوجد في قلب الثقافة الغربية المعاصرة ، وفي ذلك دعوة صريحة إلى الإيمان بالإيمان بالتخاطر والقوى الخفية والصحون الطائرة والظواهر الخارقة والذي بدأ يحتل شكلا جديدا من أشكال الوعي الديني الذي يرتدي حلة ذات طبيعة خاصة(4).لقد حظيت مسألة الظواهر الخارقة على اهتمام علماء الفيزياء وتأييد بعضهم مثل جوزيفسون (B.D.josephson) وستاب (H.Stapp) وكوستا (O.Costa)وبيروكارد (Beurregard) كما وجدت هذه الظواهر أنصارا لها في مجال علم النفس مثل أيزنك (H.Eysenck) الذي نشط في سبيل تعميم ظاهرة الخوارق النفسية وفي تقديم أدلة على وجودها . وبالحظ اليوم أ، الدراسات والبحاث الجارية في مجال البارابسيكولوجي قد تكاد لا تختلف من حيث المظهر عن هذه التي تجري في ميدان العلوم والأبحاث العلمية ذات الطابع المؤسساتي المنظم ، ومن جهة أخرى يلاحظ أن بعض الأبحاث والدراسات في مجال الخوارق النفسية ينطلق من معطيات العلوم الحديثة ومن نتائجها وهي بذلك تراود جهل رجل الشارع ومحدوديته وعدم قدرته على التمييز بين مناهج العلوم ومبادئها من أجل الوصول إلى درجة عالية من العمومية التي لا تضاهيها هذه التي حققتها العلوم الحديثة . وفي هذا الخصوص يشير الدكتور راندير (M.Rander) بأن الرجل العادي يميل إلى الاعتقاد بمعجزات العلم والتكنولوجية لأنه يملك معارف غامضة ومبهمة فيما يخصالمبادئ اللأساسية للنظريات العلمية وفيما يخص وظائف الأجهزة المعقد مثل الترنزستور والتلفزة والكمبيوتر إلخ... ويضاف إلى ذلك أن هؤلاء الباحثين يتساءلون لماذا لا يضيف اللإنسان العادي إلى مجموعة معتقداته الاعجازية إيمانه بالسحر والتنجيم (5) .

ويعتقد عدد من الباحثين الغربيين أن الإيمان بالخوارق اليوم هو أكثر خطرا على الإنسان من إيمانه بمعجزات العلم والتنقنية . وذلك لأن مبادئ العلم ومعجزاته يمكن أن تدرك وأن تفسر عقليا مثل سر الترنزستور أو الكمبيوتر . ولكن هذه المبادئ بقية عصية على التفسير بالنسبة لظواهر مثل التخاطر والتنجيم والسحر . إن مجال الخوارق مجال بالغ التناقض والتعقيد إذ لا توحد هنال وحدة ترابط بين جوانب هذا المجال ، أوبين هؤلاء الذيسن يدافعون عن ظاهرة الخوارق فوق النفسية أو الطبيعية .

وإذا كان بعض العلماء والمثقفين والفتيين يأخذون هذه الظواهر على محمل الجد ويسرون بذلك فإن المتخصيينن في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية يفضلون على الرغم من كل شيء وضع نسق علمي لتفسير الظواهر وهم يعتقدون بأن كل ظاهرة " غير طبيعية " لا يمكن لها أن تتوافق مع العلم ومع رؤية علمية للعالم ". وفي هذا السياق يذكر (ك.ر.راو). (K.R.Rao) في كتابه الأسس التجريبية لعلم نفس الخوارق (Parapsychologie) ، أن علم نفس التخاطر غالبا ما يتداخل مع " االروحانية "(Spiritisme)والتنجيم وقراءة الكف مع الأرواح وأخير مع ممارسات عبادية أخرى ، ورغم ذلك فإن " ما وراء علم النفس يتقارب مع القوى الفيزيائية التي تخضع للدراسات التجريبية ، وهذا يعني في إطار شروط الملاحظات والتجارب ، وبالنتيجة فإن " ما وراء علم النفس " هو دراسة منهجية علمية للظواهر "(6) وبهذه الطريقة تجري المحاولة للربط بين هذا الفرع " ما وراء علم النفس " مع المجال العام للخوارق ومن ثم مع العلم ومناهجه ، وهنا نستطيع أن نحدد مجال هذه المقالة حيث سنعالج مسألة " ما وراء علم النفس من خلال وجهتي النظرالتي نؤيدها ونرفضها في إطار الدراسات الجارية.

يعرف القاموس الموسوعي السوفيتي " وهو ما وراء علم النفس (Parapsychologie) " كمجال لبحث يهدف إلى دراسة أشكال الادراك الذي يتم من غير تدخل أعضاء الحس كالبص والسمع ودراسة أشكال التأثير التي يمارسها الكائن على الأشياء الفيزيائية الخارية دون توسط الأعضاء الصحية أي بتوسط الإدارة والتفكير الخ... وهو علم يؤرخ له منذ القرن التاسع عشر، فالخداع والمخاتلة الذي يلاحظ في "علم نفس الخوارق" مثل الظواهر التي يطلق عليها "خوارق نفسية" لم تستطع أن تجد تفسيرا علميا مناسبا وهي تتطلب رؤية تقدية ووتبصر علمي فعال (7) .

عيون المهى
15-07-2008, 01:38 AM
بارك الله فيك يا شيخنا ربنا يزيدك

نجم الليل
15-07-2008, 01:39 AM
ماشاء الله عليك يا مولانا ربنا يبارك فيك وينور طريقك كمان وكمان

سمية
15-07-2008, 01:41 AM
مشكور يا شيخنا وربنا ما يحرمنا من مواضيعك الجميلة والمفيدة

نورة حسن
15-07-2008, 01:42 AM
ربنا يخليك يا مولانا الموضوع شيق جدا

جيهان
15-07-2008, 01:44 AM
ما شاء الله على مواضيعك الجميلة شيخ عبود بصراحة تستحق منا جميعا كل تقدير واحترام

محمود
15-07-2008, 01:45 AM
بارك الله فيك

خالد الطيب
15-07-2008, 01:46 AM
جزاك الله كل خير ونفعنا الله واياك

ريحانة
15-07-2008, 01:47 AM
ربنا يكثر من امثالك ويطيل عمرك

ساندى
12-09-2012, 08:54 PM
بارك الله فيك يا شيخنا ربنا يزيدك من علمه

كارم المحمدى
17-09-2012, 04:55 PM
مشكور شيخ عبود وبارك الله فيك

ضاحى العربى
23-09-2012, 11:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

نسائم الرحمن
14-10-2012, 08:48 PM
بارك الله فيك وحفظك

تبارك
15-10-2012, 12:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

سيف من لا سيف له
15-10-2012, 03:07 PM
بارك الله فيك شيخنا لما اسلفت ...