المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخوارق النفسية علم أم سحر (4 )



الشيخ درويش عبود المغربى
13-07-2008, 04:29 AM
وهنا يقول تايلر "إذا لم يقوم جيللير بالتجربة فإن اسطورته قد بدأت الآن" وإن قوته ليست حقيقية إذ لم يطبق التجربة تحت هذه الشروط (29). وبالنتيجة فإن تايلور يعتقد بوجود طبيعة فيزيولوجية نفسية خاصة بالقدرة على طي الملاعق وأنه في نهاية بعض الدقائف يتوقف القائم بالتجربة عن توجيه جهوده العظيمة وضبطها، وأ، هذه الجهود تقوم على نحو عفوي لاإرادي وتلك هي فكرة فاراداي في القرن التاسع عشر وهذا ما أكدتهتجارب أخرى أجريت على بعض المجربين الذين حاولوا إحياء تجارب جيللير .
ووجدت التجارب الفيزيائية التي يقوم معهد أبحاث ستانفورد اهتمام تايلور . وهي تجارب حول "الإدراك فوق الحسي" والتي يقوم بها كل من بيتهوف وتارج Targ -Puthoft حيث قام اثنان من تلامذته بطلب حضور هذه التجارب ولكن طلبها رفض. وهذا وفي هذا الصدد يقول تايلور "إنهما يميلان إلى إجراء الدراسات الخاصة بالظواهر النفسية الخارقة وقد قاما بإجراء بعض الدراسات الخاصة بالظواهر النفسية الخارقة وقد قاما بإجراء بعض الدراسات ولهذا السبب رفض طلبهما بالمشاركة في تجارب معهد الأبحاث وأن ذلك يشير الدهشة والإستغراب، ونحن لا نستطيع أبدا أن نعرف كيف نحت مثل هذه التجارب عند بتهوف وتارج (30). وفي سياق هذه الإهتمامات افترض عالما الاجتماع ماركس D.Marks وكامان R.Kmmann (من زيلاندة الجديدة) أنه إذ استطاع بعض الناس الذين لا يملكون القدرة الخارقة للقيام ببعض الأعمال التي يقوم بها جيللير فإنه يمكن القول بأن جيللير يستخدم المنهج نفسه الذي يستخدمه الناس العاديون. وانطلق الباحثان من فكرة معادها أ، جيللير لا يملك قوة غير عادية: يستطيع جيللير على سبيل المثال أن يعرف بعض الرسوم المخبأة في صندوق، وهذا ما يستطيع القيام به بعض الطلاب من المجموعة الضابطة وبالطريقة نفسها ، جيللير يستطيع أن يجعل بعض الساعات المعطلة تدور والطلاب يستطيعون فعل ذلك أيضا وبما أن ساعات اليد والتي تجعل الزيت أكثر سيولا بواسطة الحرارة ويضاف إلى ذلك أن ظاهرة جيللير حظت باهتمام بانش T.J.Pinch والسيد كولان H.M Collin من جامعة بات Path حيث قام الباحثان بدراسة ظاهرة "طي الملاعق" التي يقوم بها بعض الأطفال المهتمين.
وبينت التجارب أن الأطفال ملوعين بتجارب القوة الخارقة لجيللير ولكن يمك ن التأكيد بأنه لم يلاحظ أي حادثة تدل على وجود ظاهرة طي الملاعق أو تشويه الأشياء والتي تحدث من غير القوة الطبيعية (32). ولقد اعترف الأطفال أكثر من مرة أنهم يعيشون عندما يقومون بعملية طي الملاعق (وهذا يعني أنهم يفعلون ذلك بالقوة الطبيعية) وقد أعلن بعض من هؤلاء الأطفال بأنهم يقومون بذلك لأنهم محرومين من القدرات الخارقة، ولكنهم لا يريدون إحباط المجربين، وفي هذا الخصوص يقول المخلصين لفكرة الخوارق النفسية بأن الأطفال يملكون القوة غير الطبيعية لكنهم لا يعرفون ذلك وأن المجربين (الباحثين) يعيقون ظهور هذه الطاقات بحضوروهم، وهذا ما يدفع الأطفال إلى الغش والمخادعة. وفي النهاية يطل كل من بانش وكولان إلى النتيجة التالية وهي أنه إذ وافق المجتمع على وجود اليارايسكولوجي كأمر طبيعي واقعي وعلى خلاف ذلك فإن ذلك لن يقف عقبة أمام تطور الأبحاث والدراسات الجارية في هذا المجال (33) . وعلى العموم فإن الريبة والشك قلما ينظر إليها بعين الإعتبار في مجال "الخوارق النفسية". لقد انتهت أسطورة جيللير في مجال الإدراك الخارق وذلك لأن المخادعين المختصين انهمكوا بتأدية أعمالهم. وعلى المستوى الأخلاقي وجه اللوم إلى جيللير لأنه وضع أعماله في خدمة الدعاية الإعلامية. وفي معرض الهجوم على جيللير كتب الساحر المعروف جيمس راندي James Randi مؤلف يهاجم فيه جيللير المخادع على حد تعبيره. وفي عام 1983 أنجز راندي تجربة استمرت أربع سنوات حاول فيها أن يبين حدود المسافة الفاصلة بين العلم والبارايسيكولوجي (36). لقد أرسل راندي اثنين من تلامذته البارعين للمشاركة في مخبر البارايسيكولوجي في جامعة واشنطن. وهناك في المخبر دهش علماء الخوارق النفسية من قدراتهما على قراءة الحروف المخفية، وقدرتهم على طي الملاعق، وتحريك الأشياء والطاولات. وقد حذر راندي العلماء مئات المرات من احتمالات استخدام الغش والخداع دون أن يشير بذلك إلى ما يقوم به تلمذته. ولكن إدارة المخبر تجاهلت كل توصياته وتتحفظاته. وفي ربيع 1973 وفي إطار ندوة صحفية قام بها إثنان من دعاة (الإدراك الخارق) بعرض بعض من قدراتهم الخارقة انتهز راندي وتلاميذته الفرصة المناسبة لكشف الخداع الذي يتصل بالظواهر الخارقة من هذا النوع. وهنا حقق راندي ما لم يستطيع العلماء النقديون تحقيقه على مدى سنوات طويلة في الهجوم على دعاة الخوارق النفسية وفضح ألاعيبهم.
لقد بين راندي أن الظواهر الخارقة كانت خدعة "Coupsmonte" وستخلص من ذلك أن التجارب التي جربت لصالح القوى الخارقة لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد إذا لم يكن هناك سحرة متخصصون بين الحضور.
وذلك لأن الأكثرية الساحقة من العلماء يجهلون العمليات السحرية ومناورات المخادعة التي تجرى في سياق هذه التجارب, ويضيف ديتزي R.Dirtzy هو لاعب وساحر أن العلماء عادة رجال مخلصون صادقون ويحتاجون إلى الخبرة في فن السحر للخداع الذاتي (38). وتلك هي النتيجة التي يصل إليها عالم الفيزياء الروسي فولكونشتاين "Volkencheian" الذي كتب يقول "إن الإجراءات المستخدمة في هذا النوع من التجارب لها أهمية على المستوى النفسي والمادي وأنه لمن المستحيل دراستها من غير مشاركة المختصين كالمجرمين والسحرة وهي صفات لا تتوافر في الفيزيائين أو البيولوجين. ومما لا شك فيه أن ظاهرة القوى النفسية الخارقة تمثل ظاهرة جديرة بالإهتمام ولكن كل ما هو أهم هو دراسة الكيعية التي تتم من خلالها (39). إن كل ما قيل حتى الآن ليس له أي قيمة إذا لم يقم العلماء بإسقاط الغشاوة عن أعينهم فبما يتعلق "بالخوارق الطبيعية والنفسية" وإذ لم يستطع علماء نفس الخوارق إلى الوصول إلى صياغة علمية دقيقة لأبحاثهم وتقصياتهم.من جهة أن الفيزيائين المهتمين "بروح العالم الفيزيائي" والذين يوافقون على وجود ظواهر فيزيائية ونفسية خارقة في مجال أبحاثهم يجدون أنفسهم في موقع مادية متبدلة أو مواقع روحانية مثالية ساذجة. أن تنوع الإتجاهات الخاصة بالخوارق النفسية يمكن في حدود المسألة المعرفية الأساسية الفلسفية الخاصة بأسبقية الوجود. وانطلاقا من ذلك يمكن أن نستعرض بعض وجهات النظر ذات الطابع الفلسفي والتي يمكن لها أن تلقي الضوء على جوانب المسألة المعرفية كمنطلق محوري لمسألة الخوارق النفسية أو الطبيعية. وفي هذا الخصوص لا بد من استعراض نظرية العلاقة الزمنية اللاسببية للأحداث والتي طورها يونغ G.Tung وهو فيزيائي سويسري معروف والذي يعترف بوجود ظاهرة الخوارق النفسية، وهو يعرف التواصل الزمني "Syncrkronirme" كظاهرة تجمع بين أحداث متعددة في آن واحد وهي غير مترابطة سببيا وهذا يعني أنه يمكن لذلك أن يتم بين حدثين فيزيائيين وهما غير مترابطيين عبر نموذج محدد. فالنماذج تلعب دورا كبيرا في تشكيل مفاهمنا عن الحقيقة وهي تتم خارج إطار الزمان والمكان المحددين ولا يمكن لنا أن نجسدهما لأنهما نوع من الذاكرة الجمعية للإنسانية، وقالب من قوالب السلوك الإنساني، وعلى الخصوص في الحالات المأساوية حيث تدخل هذه النماذج بطريقة قهرية في وعي الإنسان وتثير فيه انفعالات قوية، ولأنها لا تتمايز في إطار زمني فيزيائي فإنها تسهم في تزامنية الأحداث وحول مسألة التزامنية يتجلى اهتمام البيولوجي النمساوي كاميرير "P.Cammerer" في بداية القرن العشرين الذي حاول إثبات مبدأ غستقلال العالم في مجموعها والذي يقدر بأن تزامن حدوث الظواهر الفريدة أو المعقدة هي أشكال لتجليات الميدأ الكلي للطبيعة، وهي تنفصل عن أسبابها الفيزيائية. وقدر لأفكار كامير هذه أن تحظى بموافقة أنشتاين "A.Einstein" وتقديره حيث يقرر أنشتاين هذا أن أفكار كاميرير شرعية وأصيلة ولا يمكن لها أن تكون اعتباطية (41).
ويلاحظ في هذا الخصوص أن الفيزيائين المعاصرين لجينك يونج المسألة المعرفية في مجال اختصاصهم أهمية خاصة ويوافقون على آراء يونج Jung ويبرز ذلك عند بولي W.Pauli يشكل خاص حيث يقدر أفكار يونج بدرجة عالية، وينجلي ذلك عندما كتب يقول "إن البرهنة على العمليات المعرفية عملية مستمرو تبدأ في مجال اللاوعي قبل تشكل موضوع المعرفة نفسه. دفع عالم الننفس المعاصر إلى تركيز الإهتمام على إستجلاء مستويات ما قبل الوعي التاريخي للمعرفة" .

ابو على
15-07-2008, 01:06 AM
ما شاء الله عليك يا شيخنا

rouh
15-07-2008, 01:08 AM
مشكور على كل ما تقدمه لنا من معلومات قيمة

الأمير
15-07-2008, 01:09 AM
ربنا يبارك فيك ويجعله فى ميزان حسناتك

نور الهدى
15-07-2008, 01:10 AM
الله يعطيك العافية ويزيدك كمان وكمان

ماشى فى نور الله
15-07-2008, 01:11 AM
بارك الله فيك واطال عمرك ووفقك لكل خير