المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخوارق النفسية علم أم سحر (5 )



الشيخ درويش عبود المغربى
13-07-2008, 04:30 AM
وفي هذا المستوى بدأت الصور العاطفية تحتل مكان المفاهيم الواضحة والصريحة وهي ليست موضوعا للتفكير بل هي مسألة استعراضات قوية. وبما أن هذه الصور Images تعتبر عن دلالة ما قبل حسية فإنها في نفس الوقت ما تزال غير معروفة إذ يمكن لها على أن تتحكم على أنها رمزية موافقة لدلالة الرمز المعطى لها منن قبل يونج. وفي عالم الصور الرمزية تلعب النماذج دورها كإجراءات منظمة للعوامل المشكلة وهي في الوقت نفسه تلعب دور الوحدة التي تقوم بين الإدراك الحسي والأفكار" وذلك من شأنه أن يطرح مقدمات منطقية هامة لمسألة التنظير في مجال العلوم الطبيعية.
وعلى الرغم من ذلك يجب أن نولي العناية والأهمية لمسألة نقل ما قبل المعرفة العلمية إلى مجال الوعي وأن نعمل على إيجاد العلاقة القائمة بين الأفكار المشكلة على النحو العقلاني . إن المقارنة بين نظرية يونج مع تاريخ تشكيل العلوم الطبيعية التقليدية ومع الأفكار التي طرحتها الفيزياء الكمية وعلى الخصوص النظرية التكاملية لبورو N.Booro يمكن استخلاص النتيجة التالية كما يحددها بولي: "إن الفيزياء الكمية المعاصرة تشير إلى عقيدة خاصة تمثل في التشويش على المقايس وبالتالي فإن علم النفس يستخدم من جديد عادة قوامها الصو الرمزية وخاصة هذه التي تبرز في مجال الأحلام والأفكار. وذلك من أجل إدراك العمليات الجارية في مجال الوعي الجمعي . ووفقا َلهذه الرؤية فإن الإنسان المعاصر يرىفي الفزياءوفي علم النفس انعكاسات لمسألة التعارض القديم بين الكمي والنوعي .ونحن منذ عهد فلود Fludd وكيبلر Kepler نقترب من تحقيق التواصل بين القطبين المتعارضين:
أولا: لقد سمحت النظرية التكاملية في مجال الفيزيا المعاصرة بتشكيل سياق تكاملي جديد للمفاهيم السابقة الذي أخذت على أنها متعارضة (على سبيل المثال) "الموجات الصوتية" Odnes والجزيئات Particul حيث تمت البرهنة على أن ذلك التعارض لم يكن إلا وهميا أو شكليا .
ثانيا: إن استخدام الأفكار الخاصة بالكيميا القديمة في مجال علم النفس عند يونج تشير إلى وحدة الظواهر النفسية والفيزيائية وإن هذه الوحدة ذات بعد أكثر بعدا ودلالة .
إن بعض العلما مهيأ على نحو نحو متفاوت لقبول حقيقة "الخوارق النفسية" وبعضهم الآخر يرفضها كليا ويحكم عليها بأنها لايمكن أن تصنف في إطار العلوم الطبيعية.
إن تحقيق التوافق بين النظريات الفيزيائية الحديثة مع البارابسيكولوجي يعاني من الإخفاق الكلي وخاصة عندما يتعلق الأمر بتفسير المبادئ والمفاهيم الأساسية للنظريات الفيزيائية . والحق يقال أنه هناك عدد من الفيزيائين الغربيين الذين يشعرون بالرضى الخاص عن النسق الشكلي لنظرياتهم التي تتطور دائما نحو الأفضل لكنهم مع ذلك يتجوبون إعطا تفاصيل دقيقة لتفسيراتهم وهم يقدرون بأن ذلك يأتي لعتبارات فلسفية خاصة. وكلن بعضهمم الآخر يولي اهتمامه لمسألة الموقف الواعي من العالم الفيزيائي. وهم يحققون تقدما ملحوظا في هذا الخصوص وفي هذا الموقع، ويعتقد ويكنر E.Winger أن الفيزيا قادرة على أن تتناول جملةمن الظواهر الخاصة بالوعي. ويشير عالم الأعصاب الفيزيولوجي السيد أكلس J.Eclas بأن مخطط دراسة ظواهر المخ وظواهر النفس يجب أن ينطلق من المبدأ الديكاري لثنائية المادة والوعي، ويعلن في هذا السياق الفيزيائي جوسيفزون B.Josephson أن الكمية النفسية تشير فحسب إلى احتمالات توزع القيم الملاحظة للكميات الفيزيائية . وإذا كان الملاحظ يهتم انفعاليا بنتائج التجربة فإن ذلك يمكن له أن يعدل احتمالات التوزع الإحصائي لمعطياتها (46).
ومن أجل الكشف عن حقيقة وجهات النظر الخاصة بالخوارق النفسية P.K.-P.F.S. وخاصة فيما يتعلق بموقف الفيزيا من البارابسيكولوجي فإن كولان وبانش (Pinche) يفسر أن هذا التنوع كشاهد على تبعية العلميات المعرفية والإدراك . ويذهب علم الاجتماع المعرفة بعيدا في هذا الإتجاه إذ يعلن بأنه لا يوجد سعي إلى معرفة الحقيقة إذا كان النجاح البرغماتي يمثل هدف العمليات المعرفية وغايتها . فعلم الخوارق النفسية يجد نفسه اليوم في حالة صراع قوية مع العلوم الأصيلة ، وبالتالي فإن النشاطات الخاصة بالخوارق النفسية توجد في داخل العالم وفي خارجه في آن واحد .
إن الحوار حول مسألة المكانة العلمية الخاصة بالباربسيكولوجي يتدخل في سياق أكثر اتساعا عندما يتعلق الأمر بنمط العقلانية المطلوبة . ولا بد من الإشارة هنا إلى المؤتمر الذي نظمته وحدة الأبحاث العلمية ، والذي شارك فيه عدد من النقاد البارابسيكولوجي وقد ضم ذلك المؤتمر ممثلين عن المنظمة الأمريكية للبارابسيكولوجي وبحضور زعيم هذه المنظمة السيد موريس (R.Morris) والذي دعا في النقاد إلى مناصرة البارابسيكولوجي وأكد أن بعض التجارب البارابسيكولوجية مؤكدة وعلمية إلى حد ما.
لقد اتسم المؤتمر لمواجهة حادة بين آراء فيلسوفين معروفين وهما بينج (M.Bunge) وتولمان (S.Toulman) حيث يرجع الأول البارابسيكولوجي إلى نوع من التخريف العلمي وذلك لأنه :

1- تنطلق من النظرية الذاتية للعلم .
2- لأنها تنطلق من شكلية متواضة لا تعتمد على الرياضيات والمنطق .
3- ترتكز على فرضياتت غير قابلة للإختبار لا بل على فرضيات خاطئة .
4- ترفض اختبار منناهجها على نحو دائم .
5- لا تستفيد من نالفروع العلمية المتاخمة لها ولا تقاربها في أي وجه .
6- لا تنطلق من نظريات علمية اختبرت مصداقيتها .
7- تستند على عقيدة تنطوي إلى مسائل ومشكلات يفسرها العلماء على نحو تصوري تأملي .
8- موضوع البارابسيكولوجي غالبا مكا يكون موضوعا غير عادي ( مثل التفكير ) لا بل ينفصل عن المادة .

وبدوره يستعرض تولمان السياق التاريخي والاجتماعي لمفهوم العقلانية (Rationalism) إذ يعلق في هذا السياق " أنه ليس من السهل دائما التمييز بدقة ووضوح بين النظريات والفرضيات العلمية والخيال العلمي " (Pseudo-sientifi) فالنقاد الذين تناولوا نظرية نيوتن (Newton) قدروا بأن الأرض يمكن لها أن تسقط علىالشمس ونقاد داروين (Darwin) قدروا بأن الشمس لن تستطيع أن تعطي الأرض حرارتها إلا بعد وقت طويل من أجل أن تسمح بتطور الحياة على الأرض . ومن وجهة نظر تولمان فإن هناك معطيات علمية هامة قد رفضت في الماضي لنفس الأسباب التب تتعلق بالريبة والشك المتطرف (Radical Scepticime) وهي الأسباب نفسها التي تدعو إلى رفض الظواهر ما فوق الطبيعية (Paranormaux) إن التحليل العلمي الذي قدمه الطرفان يلامس مسائل معقدة خاصة بعلم اجتماع المعرفة وهو يشير إلى علاقة العمليات المعرفية بالبنية الاجتماعية إن تاريخ الصراع القائم بين البارابسيكولوجي والعلم يشهد بأنه من السذاجة بمكان الإعتقاد بأن علما البارابسيكولوجي يقدمون نتائج تجارب منظمة عبر أقنية شكلية للإتصال . وأن هذه النتائج بالتالي يمكن أن يحكم عليها من خلال فترات غير جزئية براهين، تماسك، وضوح، تكامل . (50) .
إن تاريخ العلم يشهد مع ذلك بأن مبدأ التقويم النظري للدلالات الأمبريقية يتميز بالسهولة والمرونة وإن هذه المعطيات التجريبية يمكن أن توظف في مجابهة المحاججات غير العلمية. وهنا يعني أنه لا توجد هناك وسيلة لاختبار التصورات البارابسيكولوجية أو ما فوق طبيعته إلا من خلال ممارسة فلسفة العلم.
وعندما يتم اختيار التصورات البارابسيكولوجية يمكن للمرء أن يكشف أنها تحمل طابع المثالية والازدواجية.
إن أعمال ديكارت وهيجل واكليس تبرهن أنه يجب ألا نهمل أو ننسى المسألة المعرفية الأساسية والتي بموجبها الطاقة الخلاقة للروح غير ممكنة خارج إطار الممارسات والتجربة ذلك عندما يتعلق الأمر بتغيير الأشياء. فالتفاعلات المادية وحدها فحسب هي القادرة على إحداث تغير حقيقي في العالم المادي وعلى خلقه وإبداعه .
منقول- حكيم

hoseen
15-07-2008, 12:56 AM
جزاك الله خيرا

nada
15-07-2008, 12:58 AM
بارك الله فيك وعليك

نذار الشامى
15-07-2008, 01:01 AM
مشكور شيخنا الكريم

ابو على
15-07-2008, 01:05 AM
جزاك الله كل خير