المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الفضل والإمتنان إلى كافة الأحباب والإخوان للخليفة سيدي الحاج علي حرازم



الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 02:51 PM
رسالة الفضل والإمتنان إلى كافة الأحباب والإخوان للخليفة سيدي


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وآله وصحبه وسلم تسليم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأتُ لكم سادتي أهل الطريقة الـتجانيـة رسالة الفضل والإمتنان إلى كافة الأحباب والإخوان للخليفة سيدي الحاج علي حرازم برادة من كتاب رفع النقاب بعد كشف الحجاب للعلامة سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد واله ، الحمد لله الذي نور قلوب أوليائه بنور معرفته، وملأها بشهود عظمة جلاله وجماله من هيبته ومحبته، وعرفهم به فعرفوه، وقربهم به إليه فتاهوا في بحار عظمته، وحلاهم بسمة التقریب، وكساهم خلعة توفيقه وكرامته، وجعلهم بعد أنبيائه ورسله نخبة عباده وخير خليقته ، فكلامهم شفاء، ونظرهم لأمراض القلوب دواء ، وجعلهم دالين به عليه لمن اختصوه بعنایته ، بوجودهم تنزل الرحمات، وبدعواتهم وتوجهاتهم تشرق الأنوار الإلهيات . والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي محبته مبنى أساس الإیمان، وباب المعرفة وسر الإمكان ، من نوره الشریف تصورت جميع الصور، ومن فيضه العلي یستمد البشر والشجر ، فهوالأب الأصلي، والختم المحقق الداعي إلى الحق بالحق ، به ظهرت الموجودات، ومنه تفرعت الممكنات، إذ هوصاحب ریاسة لولاك، وقاب قوسي الوجود وعروة الإستمساك ، فبالصدق في محبته صلى الله عليه وسلم یحصل للعبد سُولَهْ ، وبالإضمحلال في نوره الباهر یتم فتحه ووصوله، صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه أجمعين . وبعد ، فهذه رسالة لط يفة، ومعان شریفة ، جمعتها من كلام شيخنا الرباني، والفرد الصمداني، مولانا أبي العباس التجاني الحسني رضي الله عنه وأرضاه، وجعل النظر في الوجه الكریم متقلبه ومثواه ، إسعافا لمن رغب في ذلك من الإخوان، وتذكرة لنفسي ولكل إنسان، رجاء من المولى الكریم الإ نتساب إليه، والإندراج فيه والقبول لدیه، وحسن التوجه إليه في الحركة والسكون، والصدق في الظاهر والمكنون ، وهوحسبي وحسب المتوكلين، والحمد لله رب العالمين . ورتبتها على مقدمة ومقصد وخاتمة . فالمقدمة : في حقيقة المرید الصادق وكيفيته ، والآداب له بين یدي الشيخ وفي غيبته ، والأمور التي تقطع بين الشيخ ومریده وتصده عن حضرته وطریقه . وأصدر هذه المقدمة بقاعدة هادیة، لأنواع الرشد والفلاح داعية .والمقصد : في فضل الشيخ رضي الله عنه وما خصه الله به ، وفي فضل ورده وما أعد الله لتاليه ولمن صحبه من المؤمنين . والخاتمة : في فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنها أفضل من جميع الأعمال الذكریة ، وأذكر بعض خاصيتها ، وأنها مقبولة قطعا دون سائر الأعمال ، وذلك بأنواع صيغ الصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأذكر صلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر فضلها وما أعد الله لمن التزم ذكرها . وذلك اله بلفظ الشيخ رضي الله عنه من إملائه علينا، إلا ما مست الحاجة إليه أنسبه لمحله إن شاء الله تعالى . والله أسأل أن یجعل ذلك خالصا لوجهه الكر یم بجاه نبيه العظيم ، فأقول وبالله التوفيق

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 02:52 PM
مقدمة هادیة، لأنواع الرشد والفلاح داعية

قال شيخنا رضي الله عنه : قاعدة : إعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل في سابق مشيئته أن المدد الواصل إلى خلقه من فيض رحمته هوفي كل عصر یجري مع الخاصة العليا من خلقه من النبيئين والصدیقين ، فمن فزع إلى أهل عصره الأحياء من الخاصة العليا وصحبهم واقتدى بهم واستمد منهم فاز بنيل المدد الفائض من الله ، ومن أعرض عن أهل عصره مستغنيا بكلام من تقدمه من الأولياء الأموات طبع عليه بطابع الحرمان، وكان مثله كمن أعرض عن نبي زمنه وتشریعه مستغنيا بشرائع النبيئين الذین خلوا قبله ، فيسجل عليهم بطابع الكفر والعياذ بالله . والدليل على أن الصحبة لا تكون إلا للحي ، قوله صلى الله عليه وسلم لأبي جحيفة رضي الله عنه : " سل العلماء وخالط الحكماء واصحب الكبراء " ، فالعالم دلالته على الأمر العام أمرا ونهيا بما یوجب المدح عند الله وسقوط اللائمة على العبد، ونهایته الجنة ، والحكيم دلالته على التقرب إلى الله تعالى بالطهارة من أهویة النفوس ومتابعة الهوى، ونهایته منازل القربة ، والكبير دلالته على الله تعالى من حيث محوالنفوس والبراءة من التدبير للنفس من كل ما یجلب المصلحة لها دنيا وأخرى وبكل ما یدفع المضرة عنها دنيا وأخرى، ونهایته الله . قال شيخنا رضي الله عنه : یؤخذ من هذا أن الصحبة لا تكون إلا للحي ، إذ الميت لا یصحب ولا یكلم ولا یخالط . إنتهى من إملائه رضي الله عنه علينا . ثم قال : إعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في حياته یلقي الأحكام العامة للعامة ، یعني إذا حرم شيئا حرمه على الجميع، وإذا افترض شيئا افترضهعلى الجميع ، وكذلك سائر الأحكام الشرعية الظاهرة ، ومع ذلك ك ان صلى الله عليه وسلم یلقي الأحكام الخاصة للخاصة ، وكان یخص ببعض الأمور بعض الصحابة دون بعض ، وهوشائع ذائع في أخباره صلى الله عليه وسلم . فلما انتقل إلى الدار الكخرة ، وهوكحياته في الدنيا سواء ، صار یلقي إلى أمته الأمر الخاص للخاص ، ولا مد خل للأمر العام هنا فإنه انقطع بموته صلى الله عليه وسلم ، وبقي فيضه للأمر الخاص للخاص . ومن توهم أنه صلى الله عليه وسلم انقطع جميع مدده على أمته كسائر الأموات فقد جهل رتبته صلى الله عليه وسلم وأساء الأدب معه ، ویخشى عليه سوء الخاتمة ، نسأل الله السلامة والعافية والموت على أحسن الخاتمة . إنتهى من إملائه رضي الله عنه .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 02:52 PM
وأما حقيقة المرید الصادق فقد قال الشيخ رضي الله عنه : إعلم أن المرید الصادق هوالذي عرف جلال الربوبية وما لها من الحقوق في مرتبة الألوهية على كل مخلوق، وأنها مستوجبة من جميع عبيده على دوام الدءوب بالخضوع والتذلل إليه، والعكوف على محبته وتعظيمه، ودوام الإنحياش إليه، وعكوف القلب عليه ، معرضا عن كل ما سواه حبا وإرادة، فلا غرض له ولا إرادة في شيء سواه، لعلمه أن كل ما سواه كسراب بقيعة یحسبه الظمكن ماء حتى إذا جاءه لم یجده شيئا . فلما عرف هذا وعرف ما عليه من دوام العكوف على الإنقطاع عن الحضرة الإلاهية ، وعرف خسة نفسه وكثرة شؤمها وشرها ، وأنها في جميع توجهاتها مضادة لحضرة الألوهية ، وأن جميع حظوظها ومراداتها مناقضة للحقوق الربانية، وعرف ما فيها من التثبط والتثبيط عن النهوض للقيام بحقوق الحق ومعرفة ما یجب له من الخدمة والأدب ، وعرف ما ألفته من الميل إلى الراحات، والعكوف على الشهوات، والإنقطاع عن خالق الأرض والسموات ، وأن جميع حظوظها لا تدور إلا في هذا الميدان ، وعرف عجزه عن تقویم هذه ال نفس الأمارة بالسوء وعن ردها إلى الحضرة الإلهية منقطعة عن هواها وشهواتها ، وعرف أنه إن أقام معها على هذا الحال استوجب من الله في العاجل والكجل من الغضب والمقت وشدة العذاب والنكال المؤبد الخلود مما لا حد له ولا غایة ، وارتعب قلبه من هذا البلاء الذي وقع فيه والعلة المعضلة التي لا خروج له منها ، فلا یمكنه المقام مع نفسه على ما هي فيه مما ذكر قبل لاستيجابة الغضب والمقت من الله ، ولا قدر على نقل نفسه عن مقرها الخبيث إلى استيطان الحضرة الإلاهية ، فحين عرف هذا رفع بصدق وعزم وجد واجتهاد في طلب الطب يب الماهر الذي یخلصه من هذه العلة المعضلة، ویدله على الدواء الذي یوجب له كمال الشفاء والصحة . فهذا هوالمرید الصادق ، وأما غيره ممن لم یتصف بهذه الصفات المتقدمة فهوطالب لا غير، تعلقت نفسه بأمر فطلبه، قد یجد وقد لا یجد . وأما الأول فلكمال صدقه فالشيخ أقرب إليه من طلبه ، فإن عنایة الحق به التي وهبته ذلك العلم المذكور هي التي تقوده إلى الشيخ الكامل، وتلقيه في حضرة الشيخ الواصل، وتقلب له قلب الشيخ بالمحبة والتعظيم، فيقع الائتلاف بينهما والآداب فينفتح باب الوصول، لأن عنایة الحق متى وقعت على أمر جذبته جذبا قویا لا یمكن توقفه ولوكان ما كان . فالذي یجب على المرید الصادق في الطلب مع كمال لعلم المتقدم وشدة الإهتمام بالأمر المطلوب وعمایة القلب عن سوى مطلوبه فلا یشتغل بشيء سوى ما یرید . هذا هوالصدق المفيد، وهوسبحانه وتعالى فعال لما یر ید. إه.. من إملائه رضي الله عنه .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 02:54 PM
ثم قال رضي الله عنه : والحذر الحذر من كثرة التخليط في الأذكار، وكثرة تشعيب الفكر بين أقاویل المتصوفة ، فإنه ما اتبع ذلك أحد فأفلح قط ، لكن یجعل لنفسه ذكرا واحدا یهتم به، ووجهة واحدة یهتم بها، وأصلا ثابتا یعول عليه من الطرق . فهذا سلوك المرید وتربيته قبل لقاء الشيخ . فإن منّ الله عليه بمحض الفضل والجود والكرم وألقاه بالشيخ الكامل الواصل ، فاللازم على المرید في حقه أن یلقي نفسه بين یدیه كالميت بين یدي غاسله، لا اختيار له ولا إرادة، ولا إعطاء له ولا إفادة ، وليجعل همته منه تخليصه من البلية التي هوأغرق فيها إلى كمال الصفاء لمطالعة الحضرة الإلهية بالإعراض عن كل ما سواها ، وینزه نفسه عن جميع الإختيارات والمرادات مما سوى هذا ، ومتى أشار عليه بفعل أمر فليحذر من سؤاله بِلِمَ وَ آَيْفَ وَ عَلَامَ وَ لِأَيِّ شَيْءٍ فإنه باب المقت والطرد ، وليعتقد أن الشيخ أعرف بمصالحه منه، وأي مدرجة أدرجه فيها فإنه یجري به في ذلك اله على ما هولله بالله بإخراجه عن ظلمة نفسه وهواها والسلام . إنتهى من إملائه رضي الله عنه .

وأما الآداب المرضية له بين یدي الشيخ وفي غيبته حيا وميتا : فأول ما یعتقد الإنسان في شيخه على وجه الإختصار هوأن یعتقد أنه لا أكمل منه حسبما علمه في البشر بزمانه من شيخه ، ولا یرى في الوجود إلا شيخه ونفسه ، ویعتقد أن الشيخ رقيب على أحواله، وليس هورقيب على غایة حال الشيخ ولوب لغ ما بلغ فإنه في كفالته وقبضته، وما أدرك من سر سره إلا قدر رشحة رشحت وبدت للخلق ودلالته على خصوصيته، ولا یعرف كيفية الأمانة إلا من استودعها وودعت عنده . فإن كان المرید محبا ناصحا مراقبا فانيا كخذا مجتهدا عطف عليه الشيخ وسرت فيه مودته، وسلم من الكفات ، فإنه من حسن ظنه في شيء انتفع به ومن توهم في شيء لم یظفر به . فالواجب على المرید الصادق أن یحسن ظنه بشيخه وبإخوانه وأن یؤثرهم على نفسه وإن كانت به خصاصة . ومنها : عدم اعتقاده فيه العصمة، وإنما یعتقد الحفظ، وأن لا یبلغ درجة نبي أبدا بل یرث الأنبياء .ومنها : عدم صحبته لغرض. ومنها : حفظ حرمته حسب الإمكان ، فلا یجهر له بالقول كجهر الإنسان لصاحبه، ولا یرفع صوته على صوته، ولا یقل له على شيء ذكره ما حكمته ، وإن أشكل عليه الأمر اعتقد صدق مقالة أستاذه، وإن سلم هوأسلم . ومنها : محادثة الفقير لمن بجانبه في حضرة أستاذه إلا في أمر یلزم به الشرع ، بل یكون موجه الفكر والظاهر لما یرد من حضرة الشيخ . ومنها : أن لا یضحك في حضرة الشيخ إلا تبسما من مقتضى اللهم إلا عند الغلبة. ومنها : أن لا یكون في مجالسته لشيخه إلا على طهارة كاملة . ومنها : عدم مسابقته قوله ، بل ینصت إلى أن ینتهي الشيخ من كلامه . ومنها : أن یجلس في حضرته كجلسته للتشهد، كأنما على رأسه الطير، غاض الطرف، یسارق وجه شيخه النظر . ومنها : عدم مخاصمته لأحد من أصحاب الشيخ ، وحفظ باطنه وظاهره منهم حفظا لحرمة الشيخ . ومنها : رعایة منصبه في حریمه وأهل بيته ، فمن ابتلي بإخلالٍ مَا بشيء لا یفلح أبدا . ومنها : مراعاته في الغيب كمراعاته في الحضور في جميع الأحوال والأقوال والأفعال. ومنها : حفظ متعلقاته على الجرأة عليها ، فلا ی لبس ثوبه ولا نعله، ولا یركب دابته ولا مجلس سجادته، ولا یشرب من الإناء الذي أعد له ونحوذلك . ومنها : أن یحاسب نفسه على ما فتح له من صحبة الشيخ ، فإن وجد تأخرا نسبه إلى نفسه .ومنها : أن یكون شيخه أحب إليه من والده وولده وماله والناس أجمعين ومنها : أن یداوم على الجد فيما یأمره به الشيخ غير ناظر في حكمة أمره، ولا شاغل قلبه بسبب ذلك ، بل یعتقد أن ذلك هومحض المصلحة، حذرا من الإعتراض بریئا من انتقاده. ومنها : أن لا یستبد برأیه في أحواله بل یعرضها على أستاذه ، فإن أشار له بشيء امتثله في حينه ، وإن سكت لم یراجعه في ذلك الوقت، وبعده یتلطف له في عرض ذلك وإعادته ، فإن سكت أیضا لم یراجعه ذلك الوقت، ثم یعيد على الوجه المذكور ، فإن سكت فليتأدب ولا یراجعه بعدها في ذلك الشيء أبدا . ومنها : أن لا یختار طاعة معينة من ال نوافل یضبط نفسه عليها ، بل یجعل ذلك لخيرة شيخه فإنه ذوبصيرة بالأمزجة وعلم بالنوافل فيصف له ما یليق به . ومنها : أن لا یذكر لأستاذه ما یهمه من الخواطر ویزعجه، لا كل خاطر یرد عليه یعرضه عليه في محل خلوة . ومنها : استحضار المرید أنه بين یدي شيخ ه في كل نفس من أنفاسه ، وتذكره أن شيخه في الحضرة المحمدیة ، وتذكره مكانتها من الحضرة الإلاهية فليزمه الأدب في كل نفس منفوس . ویجعل ما ذكر نصب عينيه ولا یخل بشيء على قدر طاقته ووسعه ، فإن الله یتفضل عليه من محض جوده وفضله ، فلا بد لطالب الإ نتفاع من الإقتداء بالأتباع وأتباع الرسل هم أهل الله المشغولون به عن كل ما س واه ، ولا بد لك من إلقاء القياد وكمال الإنقياد وتأدب بالآداب الحضریة في كل قضية ، ولا تسأل الشيخ عن شيء حتى یحدث لك ذكرا ، واحذر أن تقول له لقد جئت شيئا نكرا فيما لم تحط به خبرا لأنك لن تستطيع له صبرا ، والشيخ یدري ما یليق بمقامك في صحتك وسقامك فخذ عنه علوم أعمالك في جميع أحوالك فإن الكل عبادة لأهل الإرادة والعبد لا ینفك عن أوصافه ولوعم الوجود بإسعاده وإسعافه ، وخذ آداب الطریق عن الرفيق وتأدب بآدابهم وتذلل تحت أعت ابهم ، واحذر أن تقيم حجة على شيخك فتزیغ عن المحجة ، فإن من احتج على شيخه أدركه المقت في وقته ، والله یحفظنا من جميع ذلك بمحض فضله إنه جواد كریم .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 02:55 PM
مَا حُرْمَةُ الشَّيْخِ إِلاَّ حُرْمَةُ اللهِ فَقُمْ بِهَا أَدَبًا للهِ بِاللهِ
هُمُ الأَدِلاَّءُ وَ القُرْبَى تُؤَیِّدُهُمْ عَلَى الدّلاَلَةِ تَقْرِیبًا مِنَ اللهِ
الوَارِثُونَ هُمُ لِلرُّسْلِ أَجْمَعِهِمْ فَمَا حَدِیثُهُمُ إِلاَّ عَنِ اللهِ
كاَالأَنْبِيَاءِ تَرَاهُمْ فِي مَحَارِبِهِمْ لاَ یَسْأَلُونَ مِنَ اللهِ سِوَى اللهِ
فَإِنْ بَدَا مِنْهُمُ حَالُ تَوَلُّهِهِمْ عَنِ الشَّرِیعَةِ فَاتْرُآْهُمْ مَعَ اللهِ
لاَ تَتَّبِعْهُمْ وَ لاَ تَتْرُكْ لَهُمْ أَثَرًا فَإِنَّهُمْ طُلَقَاءُ اللهِ فِي اللهِ
لاَ تَقْتَدِي بِالَّذِي زَالَتْ شَرِیعَتُهُ عَنْهُ وَ لَوْ جَاءَ بِالأَنْبَا عَنِ اللهِ

وأما الأمور التي تكون سببا لطرد المرید عن الشيخ ، قال الشيخ رضي الله عنه: إعلم أن الأمور التي تكون سببا لطرد المرید عن الشيخ أمور أربعة : الأمر الأول الأغراض ، الأمر الثاني الإعتراض بالقلب واللسان ، الأمر الثالث كزازة المرید من ظهور بشریة الشيخ بأمر لا یطابق المعرفة ، الأمر الرابع سقوط حرمة الشيخ من القلب إلى الأبد . فأما الأغراض سواء كانت دنيویة أوأخرویة ، وذلك أن الشيخ لا یصحب إلا لله عز وجل لا لشيء ، والصحبة في أمرین : أن یواليه لله تعالى بأن یقول هذا ولي الله وأنا أواليه ، وسر ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم مخبرا عن الله وفي طيه : من والى لي ، من عادى لي وليا فقد كذنته بالحرب : تعالىوليا لأجل أنه وليي اصطفيته واتخذته وليا ، وهذا هوالسر الأكبر الجاذب للمریدین إلى حضرة الله تعالى . والأمر الثاني : یعلم أن الشيخ من عبيد الحضرة، ویعلم ما یجب للحضرة من الأدب، وما یفسد الأمر فيها من الأوطار والإرب ، فإذا علم هذا یصحبه ليدله على الله وعلى ما یقربه إليه . والصحبة في هذین الأمرین لا غير ، ومن صحب لغيرها خسر الدنيا والكخرة . فإذا عرفت هذا ، فاعلم أن الرب سبحانه وتعالى یعبد لا لغرض بل لكونه إلها یستحق الألوهية والعبادة من ذاته تعالى لما هوعليه من محامد الصفات العلية والأسماء البهية ، وهذه هي العبادة العليا . وكذلك الشيخ یصحب لا لغرض بل لتجذبه موالاته إلى ولایة الله تعالى ویتعرف منه الآداب المرضية وما یشين العبد في حضرة الله ، ولذا أمرت الشيوخ بقمع المریدین وزجرهم عن متابعة الهوى ولوفي أقل قليل ، لأن المرید في وقت متابعة الهوى كافر بالله تعالى صریحا لا تلویحا. لكونه نصب نفسه إلها وعصى أمر الله وخالفه، فهویعبد غير الله تعالى على الحقيقة ليس من الله في شيء ، وإن قال لا إله إلا الله قال له لسان الحق كذبت ما تحت قب ة : بل أنت مشرك . ومن هذا القبيل خرج قوله صلى الله عليه وسلم . فإذا عرف السماء من إله یعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع المرید هذا فلا یغضب على الشيخ ولا یتغير إذا لم یوافق هواه في غرضه ، فإن الشيخ أعرف بالمصالح وأدرى بوجوه المضار ، والتلميذ جاهل بذلك . فإذا طلب منه غرضا من أي فن كان ولم یساعد ه الشيخ عليه ، فليعلم أن الشيخ منعه منه لأجل مصلحته ودفع مفسدته ، فإذا عود نفسه التغير على الشيخ في مثل هذا طرد عن حضرة الله تعالى وانقطع عن الشيخ ، فإذا غضب المرید عن الشيخ بعد تغيره انقطع انقطاعا كليا لا رجوع له أصلا . وأما الإعتراض بالقلب أوباللسان ، فإنه سيف صارم یقطع الحبل بين الشيخ ومریده، فلا یعترض شيئا من أمور الشيخ ، فإن لم یوافق ما عنده من ظاهر العلم أوباطنه فاعلم أن هنالك دقائق بين الشيخ وبين ربه لا یدریها التلميذ ، والشيخ یجري على منوال تلك الدقائق . فإذا خالف ظاهر الشرع ف ليعلم أنه في باطن الأمر على منوال الشرع من حيث لا یدریه الخلق . وأما كزازة المرید من ظهور بشریة الشيخ ، فإنها من جهله بالله تعالى وبمراتبه الخلقية . وذلك أن الحق سبحانه وتعالى تجلى في كل مرتبة من مراتب خلقه بأمر وحكم لم یتجل به في غيرها من الم راتب ، وذلك التجلي تارة یكون كمالا في نسب الحكمة الإلهية وتارة یكون صورته صورة نقص فيها ، ثم إن ذلك التجلي وإن كانت صورته النقص في نسب الحكمة الإلهية فلا محيد لتلك المرتبة عن ظهور التجلي فيها بصورة ذلك النقص ، لأن ذلك ناشىء عن المشيئة الربانية، وكل تعلقات المشيئة یستحيل تحولها لغير ما تعلقت به ، فلا بد لكل عارف من ظهور النقيض في ذاته . ثم إن ذلك النقص یلابسه بصورة الكمال للدقائق التي بينه وبين الحق ، وتارة یلابسه معتقدا أنه نقص، وليس له في هذه الملابس إلا معاینة الحكم الإلهي الذي مقتضاه القهر والغلبة بحيث أن لا محيد للعبد عنه ، فإذا رأى المرید من شيخه بشریة تقتضي النقص إما شرعا وإما مما یخل بالمروءة ، فليلاحظ المعاني التي ذكرناها، وليعلم أن ذلك لا یخرج الشيخ عن حضرة ربه، ولا یزعجه عن محل قربه، ولا یحطه عن كمال أدبه ، فإذا عرف هذا فلا یرف ض شيخه بظهور البشریة . وكل مرید یطلب مرتبة للحق یتعلق بها للقرب والوصول یرید أن لا یظهر فيها نقص كان لسان حاله ینادي عليه : لا مطمع لك في دخول حضرة الله، لأن كل المراتب لا بد لها من نقص، وليس یظهر الكمال صورة ومعنى وحسا بریئا من النقص بكل وجه وبكل اعتبار إلا في ثلاثة مراتب فقط لا ما عداها ، وهي الرسالة لمن دخل حضرتها ، والنبوءة لمن دخل حضرتها ، والقطبانية لمن دخل حضرتها ، فإن هذه لا صورة للنقص فيها، والباقي من المراتب یظهر فيها النقص في الغالب وقد لا یظهر ، فإن هذه المراتب الثلاثة ولوظهرت ف يها صورة النقص فذلك النقص هوغایة الكمال، وإنما ینتقصه المرء بجهله ، وإليه یشير قوله صلى ما بال أقوام یتنزهون عن الشيء أفعله فوالله إني لأعلمهم  : الله عليه وسلم .  بالله وأخشاهم له وأما سقوط حرمة الشيخ ، فهي أكبر قاطع عن الله . وسقوط الحرمة هوعدم المبالاة إذا أمره أونهاه . ومن أكبر الشروط الجامعة بين الشيخ ومریده ، هوأن لا یشارك في محبته غيره، ولا في تعظيمه ولا في الإستمداد منه ولا في الإنقطاع إليه بقلبه . ونتأمل ذلك في شریعته صلى الله عليه وسلم ، فإن من ساوى رتبة نبيه صلى الله عليه وسلم مع رتبة غيره من النبيئين والمرسلين في المحبة والتعظيم والإستمداد والإنقطاع إليه بالقلب والتشریع ، فهوعنوان على أنه یموت كافرا إلا أن تدركه عنایة إلاهية بسبق محبة ربانية . فإذا عرفت هذا فليكن المرید مع شيخه كما هومع نبيه صلى الله عليه وسلم في التعظيم والمحبة والإستمداد والإنقطاع إليه بالقلب ، فلا یعادل به غيره في هذه الأمور ولا یشارك غيره . ومن أكبر القواطع عن الله أن ینسب ما عنده من الفتح والأسرار لغير شيخه ، وذلك لأن الأنوار الإلاهية الواردة على العبد بالأسرار والأحوال والمعارف والعلوم والترقي في المقامات كل نور منها یحن إلى مركزه ، وهذه الحضرة الإلاهية التي منها برز وفيها نشأ ، فلكل شيخ من أهل الله حضرة لا یشترك فيها مع غيره، فإذا ورد نور بأمر من الأمور التي ذكرناها ونسب إلى غير تلك الحضرة من الحضرات الإلاهية ، اغتاظ ذلك النور وطار ورجع إلى محله . وصورة ذلك في نسب الحكمة الإلاهية ، أن الله قضى في كتابه بنسبة كل والد إلى أبيه ، قال تعالى " أدعوهم لكبائهم هوأقسط " ، فمن نسب نورا إلى غير محله من الحضرة الإلاهية فقد أساء الأدب في حضرة الحق وكذب على الله ، والحضرة لا تحتمل الكذب، فلذا یطرد ویسلب والعياذ بالله ه من إملائه رضي الله عنه . واعلم أن هذه الشروط التي ذكرها الشيخ رضي الله عنه قد أغفلها غالب الشيوخ في كتبهم ، وكل مرید أصيب في دینه وسلب من نوره فبإخلاله بهذه الشروط التي ذكرها الشيخ رضي الله عنه . فعلى العاقل اللبيب المجد في طلب الصدق وكل عارف أدیب أن یحافظ على هذه الشروط قدر الطاقة والوسع . ونسأل الله تعالى من فضله أن یمن علينا بما من به على أكابر الصدیقين من خلقه بجاه حبيبه وصفيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أه لبيته، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 02:56 PM
المقصد في كرامة الشيخ وورده وما خصه الله من محض فضله

فأقول : اعلم أن شيخنا هوالشيخ الإمام العلامة البحر الفهامة، صاحب الإشارات العلية، والعبادة السنية، والحقائق القدسية، والأنوار المحمدیة، والأسرار الربانية، والهمم العرشية، والمنازلات الحقيقية ، علم المهتدین، والحامل في وقته لواء العارفين، والمقيم فيه دولة علوم المحققين، وإمام الصدیقين، وكهف قلوب السالكين، وقبلة همم المریدین، وزمزم أسرار الواصلين، وجلاء قلوب العارفين ، منشىء معالم الطریقة بعد خفاء كثارها، ومبدي علوم الحقائق بعد خبئ أنوارها، ومظهر عوارف المعارف بعد خفائها واستتارها ، أوحد أهل زمانه علما وحالا، ومعرفة ومقالا ، القطب الغوث الجامع الوارث الرباني، الفرد الصمداني، ذوالنسبتين الطاهرتين الجسدیة والروحية ، والسلال تين الطينيتين الغيبية والشاهدیة ، والولایتين الكریمتين الملكية والملكوتية ، الصحيح النسبتين والكریم العنصرین المحمدي ، أبوالعباس مولانا أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن سالم التجاني الحسني المضاوي دارا ومنشأ ، بها ولد ونشأ، وهي مقر أسلافه رضي الله عنهم، ودارهم دار علم وولایة وصلاح، ورشد وفلاح، وشرف وكرم ، وأمرهم شهير بين في ناحيتهم كنار على علم . وأما كمال نسبه الطاهر فلم یحضرني الكن لعدم الحفظ . ولنذكر الكن ما خصه الله به من الكرامات : وهوأن جمع له الله بين القطب انية والفردانية ، ومنها الشفاعة في أهل عصره من ولادته إلى مماته ، ومنها أن یصل على یدیه إلى كمال المعرفةالعيانية الشهودیة عشر مائة ألف مضروبة في نفسها، وهي عشر مائة ألف ألف ألف ألف أربع مراتب، وقریب من ذلك النساء، وكذلك الجن، كل هذا العدد یصل إلى كمال المعرفة والمحبة والمشاهدة واليقين والتوحيد والآداب والعلم والإستقامة ، ومنها دور الأنوار وقد علمه له رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة، ولم یكن له وجود في الكون إلا ما أبرزه الله لسيدنا رضي الله عنه على ید رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهوكالإسم الأعظم في الإستجابة ، ومنها أنه علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسماء الإدریسية .

ومنها أنه أكرمه الله وأعطاه وجعله في قطبانية شيخ التربية والنظرة ،یوصل المرید إلى كمال المعرفة والمشاهدة واليقين والتوحيد والآداب والعلم والإستقامة من أول سلوكه إلى غایته في مقدار طرفة العين بأن یتصرف في قلوبهم بسره رضي الله عنه لا بالعادة ، بل یوصله إلى الله في طرفة عين واحدة، ویخرجه بها عن عوائق مقام الإسلام، ومن عوائق مقام الإیمان، ومن عوائق مقام الإحسان ، ویحليه في تلك النظرة بحلى المقامات الثلاث ، ویوصله بها سكرا وصحوا وبقاء وفناء، بحيث لا ینظر في أحد بقلبه ولوكان في غایة البعد، ولوكان كافرا أوسلطانا جائرا إلا انقلب عارفا كاملا وشيخا موقنا في قدر طرفة البصر. وهذا اله في غير أن یحتاج إلى صحبة أوتربية ، بل ینظر إل يه بقلبه أینما كان في سائر أقطار الأرض وإن كان لم یره ولا لقيه وهوفي مكانه یقلبه عارفا كاملا في الحين ، وأن یبقى مدده في مریده إلى قيام الساعة ، وأن تكون طرقه رضي الله عنه في بني كدم أزید من عشرة آلاف طریق ، كل طریق لتلميذ من تلامذته، وكل طریق تتف رع على طرق كثيرة من المعرفة ، ثم تتفرع كل طریق أیضا على طرق إلى قيام الساعة ، وأن تكون طرقه في الجن أزید من عشرین ألف طریق، كل طریق تتفرع لفروع كثيرة إلى قيام الساعة، لا تنقطع أبدا حتى یرث الله الأرض ومن عليها وهوخير الوارثين . وخاصية الورد ب اقية إلى قيام الساعة ما دام یتلى ویذكر، ورضي الله عن هذا الإمام وحشرنا في زمرة هذا الهمام، بجاه نبينا عليه الصلاة والسلام . ومنها الإسم الأعظم الكبير الذي هوخاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، وغير هذا مما لا نطيل بذكره، ومن أراده فليطالعه في " جواهر المعاني " . ولنذكر رسالة لشيخنا بنصها لتعلم قدره وفضله ومنصبه ورفعته عند الله، وما أعد الله لمن صحبه من المؤمنين . وسبب كتب هذه الرسالة أنه سمع ما وقع بين الفقراء ، وأن كل واحد منهم یعظم شيخه حتى یرفعه على الكل ، وخاف عليهم أن یصدر منهم التجاسر على أولياء الله تعالى ، وإن كان الواجب على كل واحد أن یعظم شيخه على الغير لينتفع به مراعاة لحرمة أولياء الله . ونصها بعد البسملة والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كاتبه إليكم أحمد بن محمد التجاني وبع د ، نسأل الله عز وجل أن یتولاكم بعنایته وأن یفيض عليكم بحور فضله وولایته، وأن یكفيكم هم الدنيا والكخرة، وأن ینجيكم من فقر الدنيا وعذاب الكخرة . یليه إعلامكم أن فضل الله لا حد له ، وأن الفضل بيد الله یؤتيه من یشاء ، وليس لأحد من الرجال أن یدخل ك افة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب إلا أنا وحدي ، ووراء ذلك مما ذكر لي فيهم وضمنه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لا یحل لي ذكره لا یرى ولا یعرف إلا في الكخرة . ومع هذا اله فلسنا نستهزىء بحرمة الأولياء الأحياء والأموات ، فإن من عظم ح رمتهم عظم الله حرمته، ومن أهانهم أذله الله وغضب عليه ، فلا تستهينوا بحرمة الأولياء والسلام.

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 02:57 PM
ونص هذه الرسالة یكفي في فضله وكرامته وما أعد الله لأتباعه وحزبه ، وهذا القدر یكفي في هذا الوقت والمحل . ولنذكر رسالة أخرى بنصها في فضل الورد وما أعد الله لمن صحبه من المؤمنين وأخذ ورده وأحبه و اتبع طریقته . ونصها : قال رضي الله عنه بعد البسملة والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم: یليه إعلامكم عما استخبرتموني عنه أن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم في شهر رجب سنة مائتين وألف بعد أن أخبرني بنزول درجة القطبانية ، وكل أنت من الامنين  : إخباراته لنا صلى الله عليه وسلم یقظة لا مناما ، قال لي من راك یوم  : ثم قال بعده .  وكل من راك من الامنين إن مات على الإیمان الجمعة ویوم الإثنين دخل الجنة بغير حساب ولا عقاب، ولا یدخل النار ولا یراها . سواء كان مطيعا أوعاصيا فلما رأیت ما صدر منه صلى الله عليه وسلم ، تذكرت الأحباب ومن وصلني إحسانهم ومن تعلق بخدمتي وأنا أسمع أكثرهم یقول لي : نحاسبك بين یدي الله إن دخلنا النار وأنت ترانا ، فأقول لهم : لا أقدر لكم على شيء . فلما رأیت منه هذه المحبة صلى الله عليه وسلم وصرح لي بها بلسانه صلى الله عليه وسلم ، سألته صلى الله عليه وسلم لكل من أحبني ولم یعادني بعدها ، ولكل من أحسن لي بشيء من مثقال ذرة فأكثر ولم یعادني بعدها وككد ذلك من أطعمني طعامه ، ولكل من أخذ عني ذكرا ، سألته في جميع هؤلاء أن تغفر لهم جميع ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر ، وأن تؤدى عنهم تبعاتهم من خزائن فضل الله یوم القيامة لا من حسناتهم ، وأن یرفع الله عنهم محاسبتهم على كل شيء ، وأن یكونوا امنين من عذاب الله من الموت إلى دخول الجنة ، وأن یدخلوا الجنة بغير حساب ولا عقاب في أول الزمرة الأولى ، وأن یكونوا الهم معي في عليين في جوار النبي صلى الله عليه وسلم . ضمنت لكم هذا اله ضمانة لا تنقطع عنك حتى  : فقال لي صلى الله عليه وسلم . تجاورني أنت وهم في عليين وكل هذا وقع یقظة لا مناما وبعده في مرة أخرى قال لي صلى الله عليه وسلم : .  أنت حبيبي وكل من أحبك حبيبنا ولا یموت حتى یكون من الأولياء  وقد تفضل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ضمن لي دخول من ذكرتهم الجنة بلا حساب ولا عقاب واستقرارهم في عليين ، وأن من ركني فقط غایته أن یدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب ولا یعذب بشرط أن لا یعادیني بعدها ، ولا مطمع له في عليين إلا أن یكون ممن ذكرتهم وهم أحبابنا ومن أحسن إلينا ومن أخذ عنا ذكرا فإنه یستقر في عليين معنا ، وقد ضمن لنا صلى الله عليه وسلم هذا بوعد صادق لا خلف له ، إلا أني استثنيت من عاداني بعد المحبة أوالإحسان فلا مطمع له في ذلك .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 02:58 PM
ضمنت لك كل ما ترید ضمانة لا تنقطع أبدا  : وقال صلى الله عليه وسلم هذا ما أخبركم به فإن كنتم مستمسكين بمحبتنا فأبشروا بما أخبرتكم به فإنه واقع لجميع الأحباب قطعا ، وطلبته أیضا أن یموتوا كلهم على الإسلام ، فضمن لي ذلك، وضمنت الولایة لكل من أحبني أن لا یموت إلا وليا ولوكان على أي حالة ، فتمسكوا بعهدنا والسلام. وأما فضل الورد ، فقال رضي الله عنه : وأما من أخذ ورد نا فإنه یدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب هو ووالداه وأزواجه وذریته المنصلة عنه لا الحفدة بشرط الإعتقاد وعدم نكث الصحبة ، ویبعث من الامنين من كل شيء من الموت إلى الإستقرار في أعلى عليين ، ویدخل الجنة في الزمرة الأولى ، وتؤدى عنه تبعاته من خزائن فضل الله لا من حسناته ، ویكون في جوار النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين ، وأن تغفر له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر إلى غير هذا مما ذكر سابقا . وسمعته رضي الله عنه یقول : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن له ورد من أوراد المشایخ رضي الله عنهم وأراد أخذ هذا الورد كيف یصنع ؟ هل یترك ورده ویتمسك بوردنا أم كيف یكون العمل ؟ یا أحمد ، قل لهم وردي هذا عظيم ، وأضافه إلى نفسه عليه : فقال له الصلاة والسلام ، یغني عن جميع الأوراد وفيه سر جميع الأوراد ، فمن تمسك به وترك جميع أوراد المشایخ فلا حرج عليه من أشياخه، ولا خوف ولا ضرر عليه من أحد في الدنيا والكخرة ، وهوكمن من كل ضرر في الدنيا والكخرة ، ویكفيه هذا الورد العظيم ، ومن أراد أن یأخذ هذا فليترك جميع ما عنده وأن لا یمكث على والسلام .  حاله ویترك وردنا فإن هذا الورد لا یقبل إلا الإنفراد وحدهومن لازم طریقة الوظيفة صباحا أومساء في وقت واحد كالورد، ولا تغني عن الورد إلخ ، ولا الورد یغني عنها ، وتكفي مرة بين اليوم والليلة ، وكذا بعد صلاة عصر یوم الجمعة یذكر الهيللة مع الإخوان مجتمعين إن كان له إخوان ، وإلا ذكر وحده إلى قرب الغروب

فهذه ملزومة الطریقة یعني الورد صباحا ومساء والوظيفة مرة بين اليوم والليلة والذكر بعد صلاة عصر یوم الجمعة . ونص الورد : أستغفر الله مائة مرة ، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي صيغة وكونها بصلا ة الفاتح لما أغلق أفضل وأكمل لما فيها من الخير مائة ، ولا إله إلا الله مائة . ونص الوظيفة : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هوالحي القيوم ثلاثين مرة ، ثم صلاة الفاتح لما أغلق خمسين مرة ، ثم لا إله إلا الله مائة ، ثم جوهرة الكمال إحدى عشرة مرة . وسمعته رضي الله عنه یقول : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : یا سيدي قال الشيخ مولانا عبد القادر الجيلاني لا ینزل على طابعي طابع . یا أحمد طابعك ینزل على كل طابع، ولا ینزل  : فقال له صلى الله عليه وسلم ه .  على طابعك طابع وقد كتب الشيخ مجيبا لبعض الفقهاء : أما ما ذكرتم من أخذكم الورد عن فلان وترككم لورد سيدي فلان فلا حرج عليكم من صاحبكم . وما ذكره لكم هوكذلك ، ولكن تعلقكم بوردنا أحسن وأولى لما سمعت فيه من الخير المضمون لمن أخذه بوعد صادق لا یتخلف، ولكونه أیضا من ترتيب سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ، وهوالذي أمر بإعطائه . فمن هذا الوجه ینبغي للعاقل مثلكم أن یترك جميع الأوراد ویتعلق به ، وإن كان أوراد المشایخ الها على هدى من الله ، وهذا الورد أعظمها قدرا لما سمعت فيه من الخير المضمون لمن أخذ ه بوعد صادق ، فشد یدك عليه شدا وثيقا، فقد سبق في الأزل أنه لا یوفق لهذا الورد العظيم إلا من هوأكبر أهل السعادة عند الله ، وهذا على سبيل القطع لمن داوم على المحبة بلا شك ولا ریب . فاستبشروا ببيعكم الذي بایعتم به وتمسكوا بخير حبل من الله والسلام . وقد سمعت بعض الإخوان یذكر أنه لا تضره معصية إن سمع بذلك ، وسرح نفسه في معاصي الله لأجل ما سمع ، واتخذ ذلك حبالة إلى الأمان من عقوبة الله في معاصيه ألبس الله قلبه بغضنا حتى یسبنا ، فإذا سبنا طرده الله من قربه وسلبه ما منحه من فضله . فالحذر الحذر من مخالفة أمر الله ، وإن وقعت مخالفة والعبد غير معصوم ، فالمبادرة إلى التوبة والرجوع إلى الله ، وإن لم یكن ذلك عاجلا فليعلم العبد أنه ساقط من عين الله متعرض لغضبه ، إلا أن یمن الله بعفوه عليه ، ویستدیم في قلبه أنه مستوجب لهذا من الله فيستدیم بذلك انكسار قلبه وانحطاط رتبته في نفسه دون تعزز ، فما دام العبد على هذا الحال فهوعلى سبيل خير . وإیاكم والعياذ بالله من لباس حلة الأمان من مكر الله في مقارفة الذنوب باعتقاد العبد أنه كمن من مؤاخذة الله له في ذلك ، فإنه من وقف هذا الموقف بين یدي الله تعالى ودام عليه فهودليل على أنه یموت كافرا ، نسأل الله العافية والسلامة من بلائه . وما سمعتم من الخاصية في الورد فهي واقعة لا محالة ، وإیاكم والتفریط في الورد ولومرة من الدهر . وشرط الورد المحافظة على الصلوات بالأمور الشرعية . وإیاكم ولباس حلة الأمان من مكر الله في الذنوب فإنها عين الهلاك والسلام.

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 03:00 PM
وأما سند طریقته رضي الله عنه فقال في بعض رسائله : وأما سؤالكم عن سند طریقتنا ، فإنا أخذنا عن مشایخ عدة فلم یقض الله منهم بتحصيل المقصود ، وإنما سندنا وأستاذن ا في هذه الطریقة فهي عن سيد الوجود وعلم الشهود صلى الله عليه وسلم ، قد قضى الله بفتحنا ووصولنا على یده صلى الله عليه وسلم اتصالا منه إلينا، ليس في غيره من الشيوخ فينا تصرف وكفى . لا واسطة بينك وبين الله إلا أنا ولا یصلك خير : وقد قال له صلى الله عليه وسلم ، من الله إلا على یدي، فاترك عنك جميع ما أخذته عن الأشياخ جملة وتفصيلا أوكما قال عليه الصلاة والسلام مما معناه هذا . فاعرف رتبة هذا السيد الكریم مع النبي العظيم ، وما سمعنا في أخبار الأولياء أحد یساعفه سيد الوجود في كل ما طلب منه م ثل وسيلتنا رضي الله عنه . فاعرف یا أخي قدر هذه النعمة التي أسدى الله إليك واشكرها بدوام الإتباع والإنقطاع إليه لتدوم عليك بلا واسطة بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا القدوة التي جعلته لك إماما، ولمصالحك زماما، فلازم یا أخي على بابه، وعفر التراب تحت أعتابه، وتأدب بين یدیه بالآداب المرضية، واتبع أقواله الزكية ، فبذلك ترافق أهل السریة ، فإنه ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح. واعرف قدر هذه الطریقة السنية ، فإنها أعلى طریق في البریة، لأنها عن الأستاذ عن خير البریة صلى الله عليه وسلم وعلى اله وأصحابه، والقائمين من بعده بالطریقة المرضية.

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 03:01 PM
خاتمة نافعة لأنواع الخير جامعة

قال العارف بالله، المحب في جانب رسول الله، سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه في العهود المحمدیة : أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ونهارا ، ونذكر لإخواننا ما في ذلك من الأجر والثواب، ونرغبهم فيه كل الترغيب إظهارا لمحبته صلى الله عليه وسلم وشوقا إليه، وقدره أهل لذلك صلى الله عليه وسلم . وكذ لك أخذ العهد علينا شيخنا رضي الله عنه أن نكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سائر الأوقات الليلية والنهاریة ، ونذكر ذلك لإخواننا ونحضهم عليها والإكثار منها ، وهي طریقته . ثم قال الشعراني : إعلم یا أخي أن طریق الوصول إلى حضرة الله تعالى من طریق الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أقرب الطرق إلى الله تعالى، فمن لم یخدم الخدمة الخاصة به وطلب دخول حضرة الله تعالى فقد رام المحال، ولا یمكنه حجاب الحضرة أن یدخل ، وذلك لجهله بالآداب المرضية مع الله تعالى. وقد حبب إلي أن أذكر إليك یا أخي جملة من فوائد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تشویقا لك لعل الله تعالى أن یرزقني وإیاك محبته الخاصة ، ویصير شغلك في أكثر الأوقات الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتصير تهدي ثواب كل عمل عملته في صحيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أشار إليه خبر كعب بن أبي عجرة : إني أجعل لك صلاتي الها، أي أجعل لك ثواب .  إذن یكفيك الله هم دنياك وكخرتك  : أعمالي، فقال له صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما ذكره ابن فرحون القرطبي قال : إعلم أن في ا لصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر كرامات : إحداها وهي أهمها صلاة الملك الجبار ، والثانية شفاعة النبي المختار ، والثالثة الإقتداء بالملائكة الأبرار ، والرابعة مخالفة المنافقين والكفار ، والخامسة محوالخطایا والأوزار ، والسادسة عون على قض اء الحوائج والأوطار ، والسابعة تنویر الظاهر والأسرار ، والثامنة النجاة من دار البوار ، والتاسعة دخول دار القرار ، والعاشرة سلام العزیز الغفار. ومنها ما ذكره الحضرمي قال : إنها سلم ومعارج وسلوك إلى الله تعالى إذا لم یجد الطالب شيخا مرشدا . وقال تلميذه الشيخ زروق : إن الصلاة عليه ترفع همة المتوجه وإن كان في مقام التخليط ، لأن ذكره اله نور وهدى . وقال ابن عباد : إن الصلاة عليه تؤثر تقویة اليقين . وقال السنوسي : من فقد شيخ التربية فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، فإنه یصل إلى الفتح المبين . وقال بعضهم : إن الصلاة عليه قركن القران وفرقان الفرقان ، وقال بعضهم : إن الصلاة عليه تفتح لصاحبها شهود الذات وحقائق الصفات . وقال الحافظ ابن حجر : إن الصلاة عليه تفتح من كيمياء السعادة أبوابا لا یفتحها غيرها ، وتفتح من مزایا الزیادة ما لا ینقطع على المصلى سيرها ، وأنها توصل إلى كافة المؤنة الدنيویة والأخرویة ، وتمنح اللحظات المحمدیة والتجليات الإستفاضية . وقال الرصاع : إن الرحمة تحيط بالمصلي، ومن أحاطت به الرحمة كيف لا تجاب الدعوة له . وقال أ یضا : إذا كان الدعاء مقبولا عند كثير من الصالحين فكيف بذكر من هولجميع العارفين قدوة . وقال بعض شيوخ الطریق : لا یزال أحدنا یكثر الصلاة عليه حتى یصير یشاهده في اليقظة والنوم ویسأله عما یشكل في قلب المصلي عليه نورا، وقد سماه الله نورا وسراجا منيرا . وقال الخروبي: المصلي عليه ممتثل لأمر الله والقيام بالأمر ذكر، والمصلي عليه یناجي ربه والمناجاة ذكر . وأیضا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن تكون مقرونة باسم من أسماء الله أوصفة من صفاته وإمرار ذلك على اللسان ذكر . وهذه الأوجه الثلاثة تكون لكل مصل عليه صلى الله عليه وسلم من الخصوص والعموم ، ووجه رابع لخواص المصلين عليه صلى الله عليه وسلم وهواستحضار صورته وصفاته العظيمة

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 03:02 PM
ومنها ما ذكره شيخنا رضي الله عنه أنه قال : من مكفرات الذنوب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة ثمانين مرة بصلاة الفاتح لما أغلق إلخ لمن یحفظها ، وبغيرها لمن لم یحفظها . فإنها تكفر ذنوب مائتي سنة بالتثنية متقدمة ومائتي سنة كذلك متأخرة ، وما دمتم تقدرون على صلاة الفاتح لما أغلق فلا تؤثرون عليها شيئا في تكفير الذنوب ولو مرة واحدة فتستغرق ذنوب العبد في جميع عمره وتزید عليه أضعافا مضاعفة ، ولوأتى بجميع ذنوب العباد استغرقتها مرة واحدة من صلاة الفاتح لما أغلق ، ذلك فضل الله یؤتيه من یشاء . فإذا كانت هذه الخصال العظيمة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فالواجب على العبد أن یعكف على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ویجعلها هجيراه كناء الليل وأطراف النهار ، ویجعلها محبة فيه ولا یقصد بها سوى محبته صلى الله عليه وسلم وإجلالا وتعظيما وتوقيرا، وقدره أهل لذلك صلى الله عليه وسلم . قال بعضهم لا یتوهم المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاتنا عليه شفاعة منا له عند الله تعالى في زیادة رفعته وبلوغ أمنيته ، فإن مثلنا لا یشفع له لعظيم القدر عند ربه ، ولكن الله سبحانه أمرنا بمكافأة من أحسن إلينا وأنعم علينا ، ولما أحسن إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحسانا لم یحسن أحد إلينا مثله، ولا أكرمنا مخلوق مثل إكرامه ، وكنا عاجزین عن مكافأة سيد المرسلين وحبيب رب العالمين ، أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نرغب إليه أن یصلي هوعليه لتكون صلاة مولانا عليه مكافأة له منه سبحانه لإحسانه إلينا وإفضا له علينا ، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه إلا إحسان خالقه المنعم ببعثته رحمة إلى خلقه صلى الله عليه وسلم . قال ابن عطاء الله في كتابه تاج العروس : ومن قارب فراغ عمره ویرید أن یستدرك ما فاته فليذكر بالأذكار الجامعة ، فإنه إذا فعل ذلك صار العمر القصير طویلا . قال : ومن فاته كثرة القيام والصيام فليشغل نفسه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنك لوفعلت في عمرك كل طاعة ثم صلى الله عليك صلاة واحدة رجحت تلك الصلاة الواحدة بكل ما عملت في عمرك اله من جميع الطاعات، لأنك تصلي على قد ر وسعك، وهوسبحانه یصلي على حسب ربوبيته ، هذا إذا كانت صلاة واحدة فكيف إذا صلى عليك عشرا بكل صلاة كما في الحدیث . فما أحسن العيش إذا أطعت الله فيه بذكر الله أوصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم انبسط جاهه صلى الله عليه وسلم حتى بلغ المصلي عليه لهذ ا القدر العظيم ،وإلا فمتى كان یصلي الله عليك ؟ وفي بغية السالك للساحلي : إن من أعظم الثمرات وأجل الفوائد المكتسبات بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم انطباع صورته الكریمة في النفس انطباعا ثابتا متصلا متأصلا ، وذلك بالمداومة على الصلاة عليه بإخلاص القصد وتحصيل الشروط والآداب، وتدبر المعاني حتى یتمكن فيه من الباطن تمكنا صادقا خالصا، یصل بين نفس الذاكر ونفس النبي صلى الله عليه وسلم، ویؤلف بينهما في محل القرب والصفا تأليفا بحسب تمكن النفس ، فالمرء مع من أحب . والحب یوجب الإتباع للمحبوب والإتباع یؤذن بالوصال .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 03:03 PM
ولنقصر العنان ولا طاقة باسقصاء البيان ، وقد رغبتك یا أخي بذكر بعض فضائلها تشویقا إليك ومحبة في النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الفضائل المذكورة في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بأنواع الصيغ . وأردت بحول الله وقوته أن أذكر لك یا أخي صلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم رویناها عن شيخنا أبي العباس التجاني رضي الله عنه : الأولى للعارف الكبير أبي عبد الله سيدي محمد البكري الصدیقي رضي الله عنه دفين مصر وهي : اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى اله حق قدره ومقداره العظيم ه . وذكر لها البكري أن المرة الواحدة بستمائة ألف صلاة ه . والصلاة الثانية من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيخنا یقظة وهي : اللهم صل وسلم على عين الرحمة الربانية، والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني، ونور الأكوان المتكونة الكدمي صاحب الحق الرباني، البرق الأسطع بمزون الأرباح المالئة لكل متعرض من البحور والأواني، ونورك اللامع الذي ملأت به كونك الح ائط بأمكنة المكاني، اللهم صل وسلم على عين الحق التي تتجلى منها عروش لحقائق، عين المعارف الأقوم، صراطك التام الأسقم، اللهم صل وسلم على طلعة الحق بالحق، الكنز الأعظم، إفاضتك منك إليك، إحاطة النور المطلسم، صلى الله عليه وعلى اله صلاة تعرفنا بها إیاه ه . والصلاة الثالثة من إملائه الشریف عليه الصلاة والسلام أیضا على شيخنا یقظة وهي: الله الله الله اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت العالي في عظمة انفراد حضرة أحدیتك التي شئت فيها بوجود شؤونك، وأنشأت من نورك الكامل نشأة الحق، وأنطتها وجعلتها صورة كاملة تامة تجد منها بسبب وجودها من انفراد أحدیتك قبل نشر أشباحها، وجعلت منها فيها بسببها انبساط العلم، وجعلت من أثر هذه العظمة ومن بركاتها شبحة الصور الها جامدها ومتحركها، وأنطتها بإقبال التحریك والتسكين، وجعلتها في إحاطة العزة من كونها قبلت من ها وفيها ولها، وتشعشعت الصور البارزة بإقبال الوجود، وقدرت لها وفيها ومنها ما یماثلها مما یطابق أرقام صورها، وحكمت عليها بالبروز لتأدیة ما قدرته عليها، وجعلتها منقوشة في لوحها المحفوظ الذي خلقت منه ببركاته، وحكمت عليها بما أردت لها وبما تریده بها، وجعلت كل الكل في كلك، وجعلت هذا الكل من كلك، وجعلت الكل قبضة من نور عظمتك، روحا لما أنت أهل له ولما هوأهل لك. أسألك اللهم بمرتبة هذه العظمة وإطلاقها في وجد وعدم، أن تصلي وتسلم على ترجمان لسان القدم، اللوح المحفوظ، والنور الساري الممدود، الذي لا ی دركه دارك ولا یلحقه لاحق، الصراط المستقيم، ناصر الحق بالحق، اللهم صل وسلم على أشرف الخلائق الإنسانية والجانية، صاحب الأنوار الفاخرة، اللهم صل وسلم عليه وعلى اله وعلى أولاده وأزواجه وذریته وأهل بيته وإخوانه من النبيئين والصدیقين، وعلى من كمن به واتبعه من الأولين والكخرین، اللهم اجعل صلاتنا عليه مقبولة لا مردودة، اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد واله، اللهم واجعله لنا روحا ولعبادتنا سرا، واجعل اللهم محبته لنا قوة أستعين بها على تعظيمه، اللهم واجعل تعظيمه في قلوبنا حياة أقوم بها وأستعين به ا على ذكره وذكر ربه، اللهم واجعل صلاتنا عليه مفتاحا وافتح لنا بها یا رب حجاب الإقبال، وتقبل مني ببركات حبيبي وحبيب عبادك المؤمنين ما أنا أؤدیه من الأوراد والأذكار والمحبة والتعظيم لذاتك لله لله لله كه كمين هوهوهوكمين وصلى الله على سيدنا محمد كمين ه .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 03:03 PM
ولنذكر لك یا أخي فضل الصلوات الثلاث التي ذكرها الشيخ رضي الله عنه قال في بعض رسائله : وأما سؤالكم عن صلاة الفاتح لما أغلق ، فإنها وردت على هذه الكيفية من الغيب وما ورد من الغيب كماله ثابت خارج عن القواعد العلویة ، ليست من تأليف مؤلف ، وخاصية الفاتح لما أغلق أمر إلاهي لا مدخل فيه للقياس، فلوقدرت مائة ألف أمة، في كل أمة مائة ألف قبيلة، في كل قبيلة مائة ألف رجل، وعاش كل واحد منهم مائة ألف عام، یذكر كل واحد منهم كل یوم مائة ألف صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير صلاة الفاتح لما أغلق، وجمعت ثواب هذه الأمم الها في مدة هذه السنين الها في هذه الأذكار المذكورة الها ما لحقوا الهم ثواب مرة واحدة من صلاة الفاتح لما أغلق ، فلا تلتفت لتكذیب مكذب ولا لقدح قادح فيها، فإن الفضل بيد الله یؤتيه من یشاء ، فإن لله سبحانه وتع الى فضلا خارجا عن دائرة القياس ، ویكفيه قوله سبحانه وتعالى " ویخلق ما لا تعلمون " . فما توجه متوجه إلى الله تعالى بعمل أحب إليه منها ولا أعظم حظوة منها إلا مرتبة واحدة ، وهي من توجه إلى الله باسمه العظيم الأعظم لا غير . فإن الإسم الأعظم هوغایة التوجهات والدرجة العليا من جميع التعبدات، ليس لفضله غایة، ولا فوقه مرتبة نهایة ، وهذه صلاة الفاتح لما أغلق تليه في المرتبة في التوجه والثواب والفوز بمحبة الله لصاحبها وحسن المكب . فمن توجه إلى الله تعالى مصدقا بهذا الحال فاز من رضى الله وثوابه في دن ياه وأخراه بما لا تبلغه جميع الأعمال ، یشهد به الفيض الإلاهي الذي لا تبلغه الكمال، وليس له إلا التسليم ولا یفيد فيه استقصاء حجج المقال . واترك عنك محاججة من یطلب منك الحجج ، فإن الخوض في ذلك ردا وجوابا كالبحر لا تنقطع منه الأمواج ، والقلوب في ید الله هوالمتصرف فيها والمقبل بها . فمن أراد سعادته والفوز بهذه الياقوتة الفریدة جذب الله قلبه إلى التصدیق بما سمع فيها ، وعرفه التسليم لفضل الله سبحانه وتعالى ، فإنه لا یأخذه الحد والقياس ، فصرف همته في التوجيه إلى الله تعالى بها والإقبال على الله بشأنها ، فلا تعلم نفس . ما أخفي لهم من قرة أعين ومن أراد الله حرمانه من خيرها صرف الله قلبه بالوسوسة وبقوله : من أین یأتيخبرها؟. فاشتغل بما قلناه لك ومن أطاعك في ذلك، وأعرض عمن ناقشك في البحث یتحقق ذلك ، فإنا أخذنا من الوجه الذي تعلمه وكفى . وذكر في رسالة أخرى ملخصة أن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الفاتح لما أغلق . إلخ.. مرة واحدة حصل له ثواب ما إذا صلى بكل صلاة وقعت في العالم من كل جني وملك وإنسي ستمائة ألف مرة من أول الدهر إلى وقت تلفظ الذاكر بها ، وكل صلاة یصلي بها ، بفتح اللام ، بستمائة ألف صلاة من جميع المصلين عموما ملكا وجنا وإنسا ، وكل صلاة من ذلك بأربعمائة غزوة وكل غزوة بأربعمائة حجة مقبولة تامة ، وكل صلاة من ذلك بطائر على الحد المذكور في الحدیث الذي له سبعون ألف جناح إلخ ، وكل صلاة بذلك بزوجة من الحور العين، وعشر حسنات ومحوعشر سيئات ورفع عشر درجات ، وأن الله سبحانه یصلي عليه وملائكته بكل صلاة عشر مرات . وذكر في رسالة أخرى أن المرة الواحدة منها بستة كلاف مرة من كل ذكر صدر من كل مخلوق في كورة العالم إلا في القران فإنها بست مرات . هكذا سمعته من سيد الوجود صلى الله عليه  : قال لي رضي الله عنه وكل إخباراته یقظة رضي الله عنه . ،  وسلم مشافهة ثم اعلم یا أخي أن الملازمة على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بركتها تدرك الرجل وأولاده وأولاد أولاده ، وأما صلا ة الفاتح لما أغلق فهي ضامنة لخير الدنيا والكخرة لمن التزم دوامها ، لكن بالإذن الصحيح . ثم اعلم یا أخي أنه لا وسيلة عند الله أعظم منها نفعا وأرجى في استجلاب رضا الرب على العبد في حق العامة أكبر من الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن تدافعت الع لماء في القطع بقبولها ؛ فمن قائل بأن قبولها قطعي ، ومن قائل بعدم القطع بقبولها كسائر الأعمال . والذي نقول به أنها مقبولة قطعا . والحجة لنا في من صلى عليك صليت عليه  : ذلك أن الله تعالى یقول للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا الوعد صادق من الله لا یخلف وعده، .  ومن سلم عليك سلمت عليه وهولا من حيثية العبد بل من حيثية شدة العنایة منه سبحانه بنبيه صلى الله عليه وسلم، وقيامه عنه سبحانه وتعالى بالمكافأة لمن صلى عليه صلى الله عليه وسلم أن لا یترك صلاة العبد تذهب دون شيء ، وهومعنى قبول الصلاة من العبد وبالله التوفيق .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 03:04 PM
وأما فضل الصلاة الثانية فقد ذكر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خواص منها : أن المرة الواحدة تعدل تسبيح العالم ثلاث مرات ، ومنها أن من قرأها سبعا فأكثر یحضره روح النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة ما دام یذكرها ، ومنها أن من لازمها أزید من سبع مرات یحبه النبي صلى الله عليه وسلم محبة خاصة ولا یموت إلا من الأولياء قطعا ، ومن داوم عليها سبعا عند النوم على طهارة كاملة وفراش طاهر یرى النبي صلى الله عليه وسلم . وأما فضل الصلاة الثالثة أن من لازمها بدوام الورد مرتين في الصباح ومرتين في المساء فإنها تضمن له خير الدنيا والكخرة ، وتكفر له الذنوب الصغائر والكبائر ما تقدم منها وما تأخر ، ولا یقع له وهم في التوحيد . وسمى الشيخ هذه الصلوات الثلاث؛ سمى الأولى : الياقوتة الفریدة، والثانية : جوهرة الكمال ، والثالثة : یاقوتة الحقائق في التعریف بسيد الخلائق . وهذا ما یسر الله في الوقت في فضل هذه الصلوات ، ومن أراد غير هذا فليطالعه في كناشنا الكبير . وقد شرح الشيخ رضي الله عنه الصلاتين ، ومن أرادهما فليطالعهما في كناشنا الكبير أیضا والسلام . ولنختم هذه الخاتمة بوصية نافعة إن شاء الله لنفسي ومن أراد الله بعدي .

فأقول وبالله التوفيق : قال الشيخ رضي الله عنه : ( تحذیر ) : إعلم أن من ادعى الإذن الخاص من الله وهوكاذب في دعواه وانبسط للخلق با لدعوة إلى الله تعالى ، فإنه یموت كافرا إلا أن یتوب . نسأل الله السلامة والعافية من بلائه ، وحسن الخاتمة التي ختم الله بها لخاصته من خلقه وأصفيائه . ثم قال أیضا : ( قاعدة ) : إعلم أن الفتح والوصول إلى الله في حضرة المعارف لا یبعثه الله تعالى إلا على أیدي أصحاب الإذن الخاص كإذن الرسالة ، ومتى فقد الإذن الخاص لم یوجد من الله فتح ولا وصول وليس لصاحبه إلا التعب . ومن تعلق بمطالعة كتب التصوف وسار إلى الله بالنقل منها والأخذ عنها والرجوع إليها والتعویل عليها ليس له من سيره إلا ا لتعب ولا یحصل له من الله شيء ، نعني من الوصول إلى حضرة المعارف والإختصاص ، وأما الثواب فيحصل له بقدر إخلاصه ه . فمن علامة الإستفتاح الإستقامة على الطاعة والدوام عليها ، والطاعة والعبادة لا تصح ولا تنجح إلا بالمعرفة ، ومن عدم المعرفة عدم كل خير وفائدة . ثم اعلم أنه لا تصح العبادة إلا بسبعة أشياء : بالنية والعلم والمعرفة والشریعة والحقيقة والسنة والشيخ . فمن عبد الله بالنية دون العلم فهوجاهل في حق العلم ، ومن عبد الله بالنية والعلم دون المعرفة فهوجاهل في حق المع رفة، ومن عبد الله بالنية والعلم والمعرفة دون الشریعة فهوجاهل في حق الشریعة ، ومن عبد الله بالنية والعلم والمعرفة والشریعة دون الحقيقة فهوجاهل في حق الحقيقة ، ومن عبد الله بالنية والعلم والمعرفة والشریعة والحقيقة دون السنة فهوجاهل في حق الس نة ، ومن عبد الله بالنية والعلم والمعرفة والشریعة والحقيقة والسنة دون الشيخ فهوجاهل في حق الشيخ ، ومن عبد الله بالنية والعلم والمعرفة والشریعة والحقيقة والسنة والشيخ فهوعلى بينة من ربه . فذلك هوالمنهاج القویم والصراط المستقيم ودأب العارفين ومنهاج الصالحين وميزاب شراب المحبين .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 03:05 PM
( تنبيه شریف ) : وإیاك یا أخي واستبطاء الوصول بذلك ولوبعد الملازمة للسلوك ، فإنه سبب لعدم بلوغ المأمول . فإنك لوعشت سالكا عمر الدنيا ألف مرة وظفرت بعد ذلك من الله بقدر ذرة آَانَ ما وصلت إليه أعظم من كل شيء سلكت عليه ، بل لولم تصل إلى التوفيق بدوام الخدمة لكان ذلك أوفى وأوفر نعمة . والله أسأل إليك مقاليد الحكمة، وأن یعاملنا وإیاك بمحض الفضل والرحمة .  ختم ووصية  قد أودعت لك یا أخي في هذه الرسالة فروعا وأصولا إن حفظ تها وأتقنتها سهل عليك الفتح والوصول . واعلم أنه لا یتأتى لأحد من الله قدم في طریق القوم والسير والسلوك إلى حضرة ملك الملوك إلا بالإنقطاع إلى الله والخروج عن مراده إلى مراد الله ، ولا یكون له وصول إلا بالإنقطاع عن المأمول ، ویكون ملقى بين یدي الله على سنة رسول الله ، قائما بأمر الله فانيا في الله باقيا في ذات الله . واعلم أن الحق سبحانه وتعالى إذا وهبك من العلم به ما وهبك فلا یهبك حتى یعدك لذلك ، فيصطنعك لنفسه فتقبل منه ما یلقي عليك من العلم به ، فقد أعطى وجودك القبول منك لمواهبه أمر ا بربطك به ، لولا ذلك لم تعرفه من حيث الوهب ولا قبلت منه ، فالعلم لله اختصاص غير مكسوب ، فلا تتعين في طلب معرفتك منك وإن طلب الحق تجد الحق من الحق أقرب إليك منك ، قال تعالى :" ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون " . وانظر علمك بالحق من الحق تجده غير متصور لك ، فهذا هوالعلم الحقيقي وكل علم متصور فهوكذب ، والعلم بالله مزلة القدم إلا لمن ثبته الله ، والإثبات لا یكون إلا لأصحاب الحدود الموفون بالعهود .

الشيخ درويش عبود المغربى
05-10-2012, 03:07 PM
( غریبة ) : إعلم یا أخي أن كل طائفة اصطلحت على لغة ولسان للتوصل ، فاجعل طائفتك معالم الحق فافهم عنه واحفظ لسانه ولغته . وإذا خاطبك فلا تسمع خطابه إلا به ، فإنه یغار أن یسمعه غيره ، وما ثم غيره فنزهه و لسلام . وهذا ما یسر الله ومن به ، وهوالمنان ، لِمَا قصدت إثباته حسب الإستطاعة في الوقت والإمكان ، وأن یجعل ذلك خالصا لوجهه الكریم ، ویمدني من فائض فضله العميم ، ویجعلني ومن یطالعه في جنة النعيم ، إنما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى واللسان لا یبرز من الجنان إلا ما حوى . ونسأله سبحانه أن یمن علينا بالرشد والهدایة ، ویسلك بنا بمنه سبيل أهل العنایة ، فإنا مؤمنون بكل ما جاء به رسول الله على مراد الله ، اللهم ثبتنا على ذلك حتى نلقاك وأنت راض عنا بمحض كرمك إنك ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين . قال مؤلفها : ووافق الفراغ من تبييض هذه الرسالة المباركة في الحادي عشر من جمادى الأخير سنة ثمانية ومائتين وألف على ید العبد الحقير علي حرازم بن العربي برادة المغربي الفاسي التجاني طریقة المحمدي حقيقة ، لطف الله به امين .

ذكوان
06-10-2012, 03:44 AM
بارك الله فيك شيخنا الجليل وادامك لنا وزادك من فضله وعطاياه

شاهين
06-10-2012, 04:09 AM
بارك الله فيك شيخنا وفى اشياخك السادة التجانية رضى الله عنهم اجمعين

فتحى المعلم
06-10-2012, 07:48 AM
بارك الله فيك شيخنا وفى اشياخك السادة التجانية رضى الله عنهم اجمعين

محسن على
06-10-2012, 08:12 AM
مشكور شيخنا وبارك الله فيك وعليك وغفر الله لك ولاشياخك السادة التيجانية ولكل اهل الطريقة التيجانية الاحمدية العلية

طه حبيب
06-10-2012, 08:20 AM
مشكور شيخنا وبارك الله فيك وعليك وغفر الله لك ولاشياخك السادة التيجانية ولكل اهل الطريقة التيجانية الاحمدية العلية

الفقير الى الله
06-10-2012, 08:42 AM
جعلها الله فى ميزان حسناتك شيخنا هى وكل ما تقدمه لنا من اسرار السادة التيجانية بارك الله فيك وعليك

غالية
06-10-2012, 09:11 AM
الف شكر شيخنا على الطرح الطيب وكل عام وانتم بخير

خزيمة الجابرى
06-10-2012, 09:23 AM
بارك الله فيك شيخنا وفى اشياخك السادة التجانية رضى الله عنهم اجمعين

رزقة
06-10-2012, 09:38 AM
الف شكر شيخنا على الطرح الطيب وكل عام وانتم بخير

عسران الجيار
06-10-2012, 10:14 AM
بارك الله فيك شيخنا وفى اشياخك السادة التجانية رضى الله عنهم اجمعين

لطيفة الخالدى
06-10-2012, 10:31 AM
فى ميزان حسناتك شيخنا وبارك الله فيك

غزلان الرميثى
06-10-2012, 10:51 AM
مشكور وبارك الله فيك شيخنا على الطرح الطيب ورضى الله عن جميع اولياء الله الصالحين اللهم امين

دعاء البشرى
06-10-2012, 11:06 AM
بارك الله فيك شيخنا الجليل وادامك لنا وزادك من فضله وعطاياه

جنة
06-10-2012, 11:38 AM
بارك الله فيك شيخنا وفى اشياخك السادة التجانية رضى الله عنهم اجمعين

نسائم الرحمن
07-10-2012, 05:15 PM
بارك الله فيك شيخنا وزادك من فضله وعطاياه وجعلها لك ذخرا بميزان اعمالك الصالحة اللهم امين

اميرة القلوب
08-10-2012, 05:19 PM
شكـــــــ وبارك الله فيك وعليك ـــــــــــــــرا ...........

غالية
08-10-2012, 06:04 PM
بارك الله فيك شيخنا وزادك من فضله وعطاياه وجعلها لك ذخرا بميزان اعمالك الصالحة اللهم امين

خلف الله المشد
08-10-2012, 06:52 PM
مشكور شيخنا وبارك الله فيك وعليك وغفر الله لك ولاشياخك السادة التيجانية ولكل اهل الطريقة التيجانية الاحمدية العلية

زخارى
09-10-2012, 10:44 AM
مشكور وبارك الله فيك يا شيخنا وجعله فى ميزان حسناتك