المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتح الاكبر فى الطريقه التيجانيه



الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم

الكتاب الاول

* * * * * * *




الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله المتعالي عن جميع العبارات والإشارات الذي

منه بدء الوجود واليه أمره يعود واشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله المعظم ونبيه المكرم وحبيبه

الأفخم وصراطه الأقوم وخليفته الأعظم في خلقه منتهي الأسماء والصفات , مهبط الأنوار الإلهية


الحاوي لأسرار الملكوت , و حقائق اللاهوت , و منبع رقائق الناسوت , و مظهر الكمال ومقتضي

الجمال والجلال  وعلي آله وأصحابه القائمين عنه في أحواله النائبين له في أفعاله وأقواله في كل

زمان .
اسأل الله  من كريم فضله وإحسانه أن يعصمنا و إياكم من الحيرة وأن يقدر لنا من جميل

عونه دليلا هاديا الي طاعته , ومن محض جوده وكرمه نسأله أن لا يكلنا الي أنفسنا طرفة عين أو

اقل من ذلك ولا الي ضعف عزائمنا وخور قوانا وضعف بنيتنا وتحير أرائنا وسوء اختيارنا وقلة


تميزنا وفساد أهوائنا وأن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به . آمين .


وبعد ،،،
إن المعرفة الإلهية وطريقها اجل من أن تعرف دون معاناة لدقة معانيها وجلالتها و بعد مضي

شهور من سلوكنا الطريق التجانية استبان لنا ما في كثير من العلائق ، وبان منها ما كان غير

لائق وما كان ظننا فيه خاليا من حظوظ نفوس ، وإنها لله بمراد وصله موصولة ، وعلي أواصر

حبه مجدوله ، ولما دعي الداعي ونادي المنادي هلم يا عبادي هنا الوصل داني في الطريق التجاني

، وتحركت كوامن الشوق إليه واستجابة الأرواح إليه ، بعد أن استوفي الطريق بما عليه فسلكت

الطريق إليه ، فما دقائق بل ثواني وبدون تواني أشرقت الأنوار ، وبانت كثير من الأسرار بعد أن

كانت مغلفه بالأستار, لان معارف التحقيق المنوطة بالإلهام والتوفيق حرما آمنا ، يتخطف الناس

من حوله بالموانع والتعويق , قفاره محفوفة بالغلطات والتزليق , وبحاره مشوبة بالهلكات

والتغريق , وصراطه أدق من الشعر الدقيق وأقطع من الحسام الرقيق لا يكاد المسافر أن يهتدي فيه الي سواء الطريق إلا إذا كان بصحبة العارف الرفيق الشفيق.

و أصبح واضحا لنا في هذا الزمان أن طلب المريدين للأولياء المرشدين وأخذ طرقهم لنيل متاع

الدنيا فقط وتسهيل أمورها بل صار مقياس السير إلى الله  في الغالب الأعم إن المريد الموفق هو

الذي يكون كثير المال صاحب الاستثمارات قليل الابتلاء والسالم من آفات الدنيا كالفقر و الأمراض

وغيرها بخلاف ما كان عليه أهل هذا الشأن من الصوفية . وفي هذا السياق أأكد أنني اجتهدت أن لا


أورد قولا في هذا الكتاب إلا ما شاهدته وأدركته بنفسي أو حدثني به ثقات أهل زماني من إخوان



الصدق الذين شهدوا علي فساد العصر وتعزر السير الي الله  في كثير من الطرق مستدلا في

ذلك بما جري لي ولبعض الإخوان علي سبيل الحقيقة لا متفننا في ذلك ولا مزايدا بل موردا لما

يحضرني فيما جري وحسب وقوعه وحيث انتهي حفظي وقد اسمي من لا ضرر في تسميته حتى

لا يلحقنا والمسمي أذي من ذلك وقدوتي في ذلك أهل العرفان  أجمعين , خاصة قدوتنا وملاذنا


سلطان العارفين شيخنا أحمد بن محمد التجاني الشريفي الحسني المغربي الفاسي قدس اللهم سره

ونور ضريحه وجعل البركة في ذريته وخلفائه وأتباعه آمين . و مرادي من كل ما أورده الحض علي طاعة الله  .
وفي هذا المقام لا بد لي من ذكر من غمرونا بنوالهم وكرمهم من العلوم و الفهوم

والفيوضات والتحققات واخص القطب الكامل ملقن الورد التجاني سيدي الشيخ عبد المجيد موسي

حسين التجاني  والمقدم البركة الهمام ملقن الورد التجاني سيدي الطيب حماد محمد علي حسين

حفيد الشريف حمد أبو دنانه وصاحب الأنوار الظاهرة والأسرار الباهرة سيدي الشريف الفاتح

بن الشريف يوسف التجاني  الدال علي الله بأقواله وأفعاله وأحواله , رزقنا الله والإخوان معه

حسن الصحبة وكمال الأدب والذي سأل الله  بحضرتي أن لا يوصل الي بابه إلا من كان صادقا

في أحواله وطالبا الله  في كل مقاصده وهذا ما يفسر عندي حرمان كثير من الذين صحبوه في

فترات ماضية داخل السودان وخارجه بالرغم من شهادة كل من عاصره بأنه آية من آيات الله 

في العلم والمعرفة والرسوخ والتمكين والورع والتقوى والولاية التى لم يشاركه بكمال الظهور

الذى ظهر به أحد من معاصريه فيما شاهده الأصحاب وشاهدته بنفسي طول حياتي معه .

وقد سئل الشيخ محمد الصابونابي  منذ أكثر من ثلاثين عاما ومن قبل أن يغلق باب إعطاء

الطريق وتسليك المريد الي الحضرة الإلهية عن الحلال من الرزق فأجاب  : اليوم صار الحرام

دواء ( وعند ما تعجب الحضور من ذلك ) أردف قائلا الأمر تعدي الحرام الي السحت ..وقد كانت

الزراعة حلالا ( وكان وقتئذ إدخال الزراعة الآلية في المنطقة ) عندما كان المزارع يزرع ويحصد

بيده فكان ينظف العيش ويبيعه أما اليوم الدقاقة (( آلة تحصد الذرة السودانية )) تحصد العيش


ويلمم بترابه وبعض أجزائه من قصب وخلافه ويباع علي انه عيش . وأما سبب فساد العصر

وانحلال القيم الاخلاقيه والاجتماعية والبعد عن الله وأكثر من ذلك والعياذ بالله كما بينه لنا

مولانا الشريف الفاتح  هو المطعم الحرام والغيبة .

فانظر أخي إلي ورع هؤلاء الأكابر وتحققهم بالتقوى فكيف الأمر اليوم مع وجود أموال


البنوك الربويه في كل مجالات الحياة بل كيف يكون هناك سير الي الله  مع علمنا التام أن جميع

الطرق الصوفية الموصلة الي المعرفة الإلهية من أهم شروط التسليك فيها أكل الحلال وتقوي الله
وهذا بعد توفر أركان الطريق الصوفي الثلاثـــة وهي :

الأول : وجود الشيخ المرشد الكامل الحي صاحب الإذن الإلهي وهو الذي يوصل المريد الي المعرفة الإلهية .
الثاني : وجود تسليك المريد وهو سيره الي الله  .


الثالث : انقياد المريد بالتسليم و إلتزام شروط الطريق.

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:32 AM
وأما ما شاهدته في الطريقة التجانية من سرعة السير فيها وظهور لوائح الفتح الأكبر علي


كثير من الإخوان والوصول الي المعرفة الإلهية بحضراتها الثلاثة الإلهية والمحمدية والاحمدية في

كثير من السالكين لها فذلك لتمكن مرشدها وكماله وصحة إذنه بالإرشاد واتصال ملقني الورد

التجاني به. وأعجب من ذلك ما ورد في فضل هذه الطريقة التجانية والتي منها أن يغفر الله  لهم


جميع ذنوبهم ما تقدّم منها وما تأخر. وأن يؤدى الله  جميع تبعاتهم ومظالمهم من خزائن فضله لا

من حسناتهم . وذلك لرفعة مقام صاحب الطريقة والكرم المفاض بجاهه من حضرة جده رسول الله

 حين طالبه بالتنزل الي إرشاد الخلق الي الله أعطي ذلك وأكثر بكثير , وإن طلبت بعض ذلك

عليك بكتاب فضيلة مولانا الذي أخذنا عليه الورد التجاني المقدم الطيب حماد المزايا ومن كرمه

علي خلق الله وأمة رسول الله يقول شيخنا أحمد بن محمد التجاني الشريفي الحسني المغربي

الفاسي قدس الله سره : مرادي أن يصل مريدي الي ما وصلت إليه برغم علمه بفساد العصر حيث يقول  عن ذلك في كتاب جواهر المعاني عن سيدي علي حرازم رضي الله عنه :

( واعلموا أنّ التقوى قد صعب مرامها وتناءت بعداً عن أن تمد بيد أحد خطامها واحتكامها

وكلّت الهمم دونها فلا يصل بيد أحد أساسها واحتكامها لـما طبعت عليه القلوب والنفوس من الإدبار

عن الله  وعن أمره بكل وجه واعتبار ووحلها فى رتع أحوال البشرية وحلاً , لا مطمع لها فى


الانفكاك عنه وهذا حال أهل العصر فى كل بلد من كل ما على الأرض إلا الشاذ النادر الذى عصمه

الله وبسبب ما ذكرنا هاج بحر الأهوال والفتن وطما بحر المصائب والمحن وغرق الناس فيه

كل الغرق وصار العبد كلما سأل النجاة من مصيبة وعصم منها اكتنفته مصائب وفى هذا قيل

سيأتى على الناس زمان تتراكم فيه بحور المحن. ) انتهي بلفظه .

وما أكرم به من الفضل الخاص رحمة لأمة النبي  في صلاة الفاتح لمن اخذ العهد التجاني فيما

يروي عن سيدي احمد التجاني  في جواهر المعاني أيضا حيث يقول : (( سألته  عن فضلها

فأخبرني أولاً بأنَّ المرّة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات ثم أخبرني ثانياً أنَّ المرّة الواحدة

تعدل من كل تسبيح وقع فى الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ومن القرآن ستة

آلاف مرّة لأنّه من الأذكار . كما هو مقر في كتب الطريق الصوفي .

وأيضا فيما يروي عن شيخنا أحمد بن محمد التجاني الشريفي الحسني المغربي  في فضلها فما

توجّه متوجّه إلى الله  بعمل يبلغها وإن كان ما كان ولا توجّه متوجه إلى الله بعمل أَحبّ إِليه منها



ولا أّعظم عند الله جدوي منها إلا مرتبة واحدة وهى من توجه إلى الله  باسمه العظيم الأعظم لا

غير هو غاية التوجّهات والدرجة العليا من جميع التعبدات ليس لفضله غاية ولا فوقه مرتبة نهاية



وهذه صلاة الفاتح تليه فى المرتبة والتوجّه والثواب والفوز بمحبة الله لصاحبها وحسن المآب فمن

توجّه إلى الله  مصدقاً بهذا الحال فاز برضاء الله  وثوابه فى دنياه وأخراه بما لا تبلغه جميع الأعمال يشهد بهذا الفيض الإلهي الذى لا تبلغه الآمال ولا يحد بقيل وقال .


وأنبه علي انه مما بلغنا في فضل ذكر الله  بإسمه العظيم الأعظم أن المرة الواحدة منه تعدل

ستة ألف مرة من صلاة الفاتح , فإنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء فإنّ لله  فضلاً خارجاً عن

دائرة القياس ويكفيك قوله  ( وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) .النحل (8) .


وانه اعطي لكثير من إخواني التجانيين الآن مما شملتهم العناية الإلهية ومما شوهد عليهم من لوائح

المعرفة والوصل و الفيوضات الإلهية والعبد الفقير جامع هذا الكتاب احدهم ولله الفضل والمنة

وجزي الله خيرا من كان سبب في وصول تلك النعم إلينا .

وأما, ما أورده بعضهم في أكل الحرام:

( فإن أكل الحرام قد يحول بين المرء وبين إجابة الدعاء كما ثبت في الحديث الصحيح عن أبي

هريرة، قال: أن النبي  قال إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به

المرسلين فقال  (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وقال 


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ثم ذكر النبي 

الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه للسماء يا رب يا رب وملبسه حرام و مطعمه حرام وغذي

بالحرام قال النبي  فأنى يستجاب له أو كما قال  صحيح مسلم في كتاب الزكاة باب :باب قبول

الصدقة من الكسب الطيب وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأتى. يستجاب لذلك ؟ فاستبعد النبي 

أن يستجاب لهذا الرجل مع أنه فعل الأمور التي تكون سبباً في إجابة الدعاء وهذا وعيد شديد

وتحذير عظيم من أكل المال بالباطل نسأل الله  لنا ولكم السلامة.

أما أكل درهم من الربا يعادل خمس وثلاثون زنيه بذات محرم . ثم يقول: والغيبة ذنب أعظم

من الربا. احذروا لا تظلموا المسلمين وتذهبوا بماء وجوههم ! إن الله يحب ماء وجوه المسلمين.

وأما ما ورد باب الغِـيَبة : قوله 
.
) أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (الحجرات (12).

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:44 AM
وفي كتاب الكبائر الكبيرة الثانية عشرة : الربا .. قال صلى الله عليه و سلم : " الربا سبعون باباً

أهونها مثل أن ينكح الرجل أمه ، و أن أربي الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم " فصح

أنه باب من أعظم أبواب الربا . و " عن أنس قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر

الربا و عظم شأنه فقال : الدرهم الذي يصيبه الرجل من الربا أشد من ست و ثلاثين زنية في

الإسلام " ، و عنه صلى الله عليه و سلم قال : " الربا سبعون حوباً أهونها كوقع الرجل على أمه و

في رواية أهونها كالذي ينكح أمه " و الحوب : الإثم . كما ايضا هناك روايات للحديث في سنن الدار

قطني ج ( 7 )..وتفسير القرطبي ج (3 )

وروي أن رسول الله  كان يحدث أصحابه عن الغيبة فقال : إنها أشد من سبعين زنيه بأمه في


البيت الحرام فقام سلمان من مجلسه قائلا: يا رسول الله أقول الذي هو فيه !!قال: : نعم ، تلك
الغيبة ، أما إذا قلت الذي ليس فيه فهو البهتان وهو أعظم من الغيبة فهل يبقى لنا بعد هذا كّله مبرر

للغيبة ؟ !.اللهم أعنا على أنفسنا يا الله وقد ذكر بعض العلماء في شروحا تهم للدعاء أن من أعظم

الذنوب التي تحبس الدعاء هي الغيبة.

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:45 AM
وأقول : إذا الأمر هكذا فمن أين تكون كفارة الذنوب دعك من السير الي الله  ؟ ومنذ أكثر من

ثلاث عشرة سنة مضت أسّر لي احد الصالحين بأن جميع الأبواب أوشكت أن تغلق وتعذر الدخول

منها فلم يبق إلا باب الصلاة علي النبي  والاستغفار فعليك بهما وهذا ما فسر عندي بقاء رسم

كثير من الطرق بعد انقطاع التسليك فيها الي المعرفة الإلهية ألا وهو العناية بالصلاة علي النبي 

.
وأقول رغم ضيق الأمر ووعورة طريق السير الي الله و استحكام زكام الأنوف بتشعب

سبل الحياة المعاصرة عن شموم نسيمات السعادة بما يفاض من الحضرات العلية في زماننا هذا .

إلا أن الأمر فيه متسع . بقوله  في حق نبيه  : )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء107 .

فهو الرحمة المهداة من الله  الي خلقه كافة , فإذا لم نكن ممن لم تسعفهم العناية الإلهية بالتلقي منه

 . بعرض حالنا وما نحن فيه من ضيق الأمر فيجب علينا أن لا نسوف الأمر ولا نقنط من رحمة

الله خشية من قوله  )قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ (الحجر56. ) وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ

بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (الروم36.
ونحكم اتصالنا بورثته الحقيقيين آل بيته الطيبين الطاهرين لأنه  لم يورث درهما ولا دينارا


إنما هذا ما ورثوه رضوان الله عليهم ) إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ( فهم وحدهم الذين لديهم المخرج مما نحن

فيه بحكم اكتمال وراثتهم واتصالهم الدائم بالحضرات العليه في كل زمان الي أن تقوم الساعة . إنها


لم تقم للآن لكنها أوشكت بل شواهد الحال تقول إنها علي الأبواب . ولمن يقول كيف نعرفهم.


أقول له سئل سيدي احمد التجاني عن قول ابن عطاء الله (( سبحان من لم يجعل الدليل علي أوليائه إلا من حيث الدليل عليه ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه))

قال: معناه ما قاله  حين سئل عن أولياء الله ؟؟ قال لهم (( هم الذين إذا رأوا ذكر الله )) ( الحديث

مروي في مسند أحمد ج (27 ) وكتاب شعب الإيمان ج ( 24 ) لكن هذا الحديث لا يصدق إلا في

طائفة خاصة وهم مفاتيح الكنوز لا من عداهم حتى القطب ومعني الحكمة هو انه إذا أوصل الله عبدا

الي ولي وأقر سبحانه في قلب ذلك العبد إن هذا من الأولياء قطعا لا يتردد ولا يشك ثم خدمه

بالصدق والأدب وأشرقت محبه ذلك الولي في قلبه ولتكن المحبه فيه من حيث انه من أهل حضرة

الله وممن اصطفاه الله  لنفسه فيحبه لأجل هذا الغرض من غير هذه المحبه فلا شك إن هذا يصل

الي الله  ولو بعد حين وأما إذا وصل الولي واقبل علي أغراضه وشهواته ولم ينل من الولي إلا ما

طابق أغراضه فليس هذا من أهل الوصول الي الله  ولا من أهل الوصول الي الولي غاية الولي

في هذا انه يديم معاشرته من باب الإحسان للخلق الذي أمره الله  به ومعاشرتهم بالمعروف

ويقبض عنه أسراره فهذا لو بقي مع الولي ألف عام لم ينل منه شيئا لان لسان حال الولي يقول له

ما وصلتنا لله ولا وصلتنا لأجلنا وإنما وصلتنا لغرضك الذي كنت تناله لا نسبة بيننا وبينك
والسلام .
واعلم بعد مضي شهور وبعد سلوكنا الطريق التجانية استبان لنا ما في كثير من العلائق ،

وبان منها ما كان غير لائق وما كان ظننا فيه خاليا من حظوظ نفوس ، وإنها لله بمراد وصله

موصولة ، وعلي أواصر حبه مجدوله ، ولما دعي الداعي ونادي المنادي هلم يا عبادي هنا الوصل

داني في الطريق التجاني ، وتحركت كوامن الشوق إليه واستجابة الأرواح إليه ، بعد أن استوفي

الطريق بما عليه فسلكت الطريق إليه ، فما دقائق بل ثواني وبدون تواني أشرقت الأنوار ، وبانت

كثير من الأسرار بعد أن كانت مغلفه بالأستار, لان معارف التحقيق المنوطة بالإلهام والتوفيق

حرما آمنا ، يتخطف الناس من حوله بالموانع والتعويق , قفاره محفوفة بالغلطات والتزليق ,

وبحاره مشوبة بالهلكات والتغريق , وصراطه أدق من الشعر الدقيق وأقطع من الحسام الرقيق لا

يكاد المسافر أن يهتدي فيه الي سواء الطريق إلا إذا كان بصحبة العارف الرفيق الشفيق.

ومن مما أفيض علينا من من المعارف حضرة مولانا الشريف الفاتح  ودونته بنفسي

وانشره الان لفائدة الأخوان حتى لا يندثر في سرعة مرور أحداث أخر الزمان فكان مما وقفت

عليه وحاولت لاحقا الإجابة عليه ونفعني الله  بذلك أيما فائدة بانكبابي علي كتب المعارف

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:47 AM
متقصيا ومتتبعا تسلسل الحقائق ومستخرجا الرقائق فكان ما حصلت عليه ما أورده لكم الآن حتى

تعم الفائدة لكل طالب لطريق العرفان قاصدا بذلك رفع همة الإخوان بالانعطاف الي الاقتراف من

بحر العرفان حتى لا يكون عليهم من النفس والشيطان سلطان قاصدا في ذلك وجه الحنان المنان

ومتوسلا إليه بسيد ولد عدنان ليس فقط أن يجعله لي في الميزان بل ينفع به من كان محروما ومن

شم أريج النفحات القدسية انفه مزكوما وبصيرته عن مشاهدة أنوار حضرات جماله وجلاله بحجب

الأوهام مشغولة فأول ما ابتدئ به من ذلك .

علم التصوف :
يقول ابن خلدون المتوفى بفأس سنة 757هـ في كتابه تاريخ ابن خلدون في علم التصوف.


تدوين هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة و أصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند

سلف الأمة و كبارها من الصحابة و التابعين و من بعدهم طريقة الحق والهداية و أصلها العكوف

على العبادة و الانقطاع إلى الله  و الإعراض عن زخرف الدنيا و زينتها ، و الزهد فيما يقبل

عليه الجمهور من لذة و مال و جاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة و كان ذلك عاما في


الصحابة و السلف . فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني و ما بعده و جنح الناس إلى مخالطة

الدنيا اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية و المتصوفة . و قال القشيري رحمه الله : ولا


يشهد لهذا الاسم اشتقاق من جهة العربة و لا قياس . و الظاهر أنه لقب . و من قال اشتقاقه من


الصفاء أو من الصفة فبعيد من جهة القياس اللغوي، قال: و كذلك من الصوف لأنهم لم يختصوا


بلبسه. قلت : و الأظهر إن قيل بالاشتقاق أنه من الصوف و هم في الغالب مختصون بلبسه لما كانوا

عليه من مخالفه الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف فلما اختص هؤلاء بمذهب الزهد و

الانفراد عن الخلق و الإقبال على العبادة اختصوا بمآخذ مدركة لهم و ذلك أن الإنسان بما هو إنسان



إنما يتميز عن سائر الحيوان بالإدراك و إدراكه نوعان :
* إدراك للعلوم و المعارف من اليقين و الفن و الشك و الوهم .
* و إدراك للأحوال القائمة من الفرح و الحزن و القبض و البسط و الرضي و الغضب و الصبر و الشكر و أمثال ذلك .


فالروح العاقل والمتصرف في البدن تنشأ من إدراكات و إرادات و أحوال و هي التي يميز بها

الإنسان . و بعضها ينشأ من بعض كما ينشأ العلم من الأدلة و الفرح و الحزن عن إدراك المؤلم أو

المتلذذ به و النشاط عن الحمام و الكسل عن الإعياء . و كذلك المريد في مجاهدته و عبادته لابد أن

ينشأ له عن مجاهدته حال نتيجة تلك المجاهدة . و تلك الحال إما أن تكون نوع عبادة فترسخ و



تصير مقاما للمريد و إما أن لا تكون عبادة و إنما تكون صفة حاصلة للنفس من حزن أو سرور أو


نشاط أو كسل أو غير ذلك من المقامات . و لا يزال المريد يترقى من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي

إلى التوحيد و المعرفة التي هي الغاية المطلوبة للسعادة . قال  : " من مات يشهد أن لا إله إلا الله

دخل الجنة " فالمريد لابد له من الترقي في هذه الأطوار و أصلها كلها الطاعة و الإخلاص و

يتقدمها الإيمان و يصاحبها ، و تنشأ عنها الأحوال و الصفات نتائج و ثمرات . ثم تنشأ عنها أخرى

و أخرى إلى مقام التوحيد و العرفان . و إذا وقع تقصير في النتيجة أو خلل فنعلم أنه إنما أتى من

قبل التقصير في الذي قبله . و كذلك في الخواطر النفسانية و الواردات القلبية . فلهذا يحتاج المريد

إلى محاسبة نفسه في سائر أعماله و ينظر في حقائقها لأن حصول النتائج عن الأعمال ضروري و


تصورها من الخلل فيها كذلك. و المريد يجد ذلك بذوقه و يحاسب نفسه على أسبابه. و لا يشاركهم

في ذلك إلا القليل من الناس لأن الغفلة عن هذا كأنها شاملة. و غاية أهل العبادات إذا لم ينتهوا إلى


هذا النوع أنهم يأتون بالطاعات مخلصة من نظر الفقه في الأجزاء و الامتثال . و هؤلاء يبحثون

عن نتائجها بالأذواق و المواجد ليطلعوا على أنها خالصة من التقصير أو لا ، فظهر أن أصل


طريقتهم كلها محاسبة النفس على الأفعال و الترك و الكلام في هذه الأذواق و المواجد التي تحصل

عن المجاهدات ثم تستقر للمريد مقاما يترقى منها إلى غيرها ثم لهم مع ذلك آداب مخصوصة بهم و

اصطلاحات في ألفاظ تدور بينهم إذ الأوضاع اللغوية إنما هي للمعاني المتعارفة . فإذا عرض من

المعاني ما هو غير متعارف اصطلحنا عن التعبير عنه بلفظ يتيسر فهمة منه . فلهذا اختص هؤلاء

بهذا النوع من العلم الذي ليس لواحد غيرهم من أهل الشريعة الكلام فيه. و صار علم الشريعة على صنفين :
* صنف مخصوص بالفقهاء و أهل الفتيا و هي الأحكام العامة في العبادات و العادات و المعاملات.
* و صنف مخصوص بالقوم في القيام بهذه المجاهدة و محاسبة النفس عليها و الكلام في الأذواق

و المواجد العارضة في طريقها و كيفية الترقي منها من ذوق إلى ذوق و شرح الاصطلاحات التي

تدور بينهم في ذلك . فلما كُتبت العلوم و دُونت و ألف الفقهاء في الفقه و أصوله و الكلام و التفسير

وغير ذلك . كتب رجال من أهل هذه الطرق في طريقهم فمنهم من كتب في الورع و محاسبة النفس


على الاقتداء في الأخذ و الترك كما فعله القشيري في كتاب الرسالة و السهرودي في كتاب

عوارف المعارف و أمثالهم . و جمع الغزالي رحمه الله بين الأمرين في كتاب الإحياء فدون فيه

أحكام الورع و الاقتداء ثم بين آداب القوم وسننهم و شرح اصطلاحاتهم في عباراتهم و صار علم

التصوف في الملة علما مدونا بعد أن كانت الطريقة عبادة فقط و كانت أحكامها إنما تتلقى من

صدور الرجال كما وقع في سائر العلوم التي دونت بالكتب من التفسير و الحديث و الفقه والأصول


و غير ذلك . ثم إن هذه المجاهدة و الخلوة و الذكر يتبعها غالبا كشف حجاب الحس و الاطلاع على


عوالم من أمر الله ليس لصاحب الحس إدراك شيء منها . و الروح من تلك العوالم . و سبب هذا


الكشف أن. الروح إذا رجع في الحس الظاهر إلى الباطن ضعفت أحوال الحس و قويت أحوال

الروح و غلب سلطانها و تجدد نشئه أعان على ذلك الذكر فإنه كالغذاء لتنمية الروح و لا يزال في


نمو و تزيد إلى أن يصير شهودا بعد أن كان علما. و يكشف حجاب الحس، و يتم وجود النفس التي

لها من ذاتها. و هو عين الإدراك . فيتعرض حينئذ للمواهب الربانية و العلوم اللدنية و الفتح الإلهي

و تقرب ذاته في تحقيق حقيقتها من الأفق الأعلى أفق الملائكة . و هذا الكشف كثيرا ما يعرض

لأهل المجاهدة فيدركون من حقائق الوجود مالا يدركه سواهم و كذلك يدركون كثيرا من الواقعات

قبل وقوعها و يتصرفون بهممهم و قوى نفوسهم في الموجودات السفلية و تصير طوع إرادتهم.

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:48 AM
فالعظماء منهم لا يعتبرون هذا الكشف و لا يتصرفون و لا يخبرون عن حقيقة شيء لم يؤمروا

بالتكلم فيه بل يعدون ما يقع لهم من ذلك محنة و يتعوذون منه إذا هاجمهم. و قد كان الصحابة رضي

الله عنهم على مثل هذه المجاهدة و كان حظهم من هذه الكرامات أوفر الحظوظ لكنهم لم يقع لهم بها

عناية . و في فضائل سادتنا أبي بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم كثير منها . و تبعهم


في ذلك أهل الطريقة ممن اشتملت رسالة القشيري على ذكرهم و من تبع طريقتهم من بعدهم. انتهي بلفظه .
قدم الطريق الصوفي :
ومما يؤيد عندي قول ابن خلدون بقدم الطريق الصوفي (طريق معرفة الله ) ما كتبه الإمام


الحافظ الحكيم الترمذي ( توفي سنة 320 هـ ) والذي عاش في القرون الخيرة في كتابه ختم الأولياء

الذي أورد فيه (155 ) سؤالا في المعرفة الإلهية وما بلغنا عنها إنها لا يجاوب عليها مجتمعة إلا


ختم الأولياء والتي أجاب عليها ابن عربي  ( توفي سنة 738 هـ ) و سيدي الشيخ قاضي المغرب

الشيخ أحمد سكيرج بالمغرب  , الذي افرد لها كتابا سماه قرة العين .



ومما يقوله الحكيم الترمذي  في كتابه خاتم الأولياء عن الذين كثروا في زماننا هذا بإدعاء

المشيخة والإرشاد الي معرفة الله , قال: ومن لم يصل الي الله  في مجلس القربة , حتى تحرق

تلك الأنوار جميع ما في نفسه من الأدناس , فهو بعد في الطريق لا يدري أين هو وإنما جرأته علي

الأمور , من بعض أنوار العطاء فكيف يخاطر المرء بنفسه , وينخدع لها , ويخالط ويباشر

الأمور, التي تتدنس نفسه فيها وتأخذ بنصيبها ؟ ثم يزعم انه ذو حظ من الله. هيهات فهذا رجل لم

يصبر علي السير , فمله , ولم يرتفع له ما أمل من الوصول الي الله  . فأقبل علي النساك يتصنع

بأعمالهم , وينطق بكلام الأولياء الي ما لا يعمله . فكفي بهذا ترديا في أبار المهالك. انتهي بلفظه

ويمضي في كتابه الي أن يقول  : قال له قائل : فهل يجوز أن يكون في هذا الزمان من يوازي أبا


بكر وعمر ؟ قال الشيخ  :إن كنت تعني في العمل فلا وان كنت تعني في الدرجات فغير مدفوع.

وذلك إن الدرجات بوسائل القلوب, وقسمة الدرجات بالأعمال. فمن الذي حرز رحمة الله تعالي عن

أهل هذا الزمان, حتى لا يكون فيهم سابق ولا مقرب ولا مصطفي ؟
أو ليس المهدي كائنا آخر الزمان ؟ فهو في الفترة يقوم بالعدل فلا يعجز عنه . أو ليس كائن في
الزمان من له ختم الولاية ؟ وهو حجة علي جميع الأولياء يوم الموقف .كما إن محمدا  آخر

الأنبياء فأعطي ختم النبوة, فهو حجة الله تعالي علي جميع الأنبياء. فكذلك هذا الولي هو آخر الأولياء في آخر الزمان .
ويمضي في ذكر فضلهما رضي الله عنهما الي أن يقول : ألا تري في تلك الفتن, إذا قام احد بالعدل

وطمس الجور يلحقهما بالفضل ؟ وكذلك قال أنس رضي الله عنه: ( ليس لعامل زمان خير عن

زمانكم إلا أن يكون مع نبي ) فهذا وقت غربة الحق أفضل. وكذلك قال رسول الله : ( طوبي

للغرباء قيل ومن هم ؟ قال: الذين يصلحون عند فساد الناس ) . وروي عن رسول الله  انه قال :

( إن أهل الغرف ليرون في اعلي الدرجات كما يري الكوكب الدري في الأفق , وان أبا بكر وعمر

منهم ) . أفليس قد صيرهما من أهل الغرف ؟ وأهل الغرف هم أهل عليين , فهم المقربون .


وقد وصفهم الله  في تنزيله, فقال: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا

خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ) سورة الفرقان الآية 63. فهل أخبر في الكتاب أو في الخبر عن رسول الله  إن ( أهل الغرف) كانوا في أوائل الأمة أو في أواخرها ؟

فإنما وصف أهل الغرف بما يعقل من ظواهر أمورهم , وإنما نالوها بما في باطنهم , ألا


تري انه  قال : (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً ) الفرقان الآية 75


. فإنما يصبر علي هذه الأخلاق والآداب والهيبة , من ملأ الله قلبه معرفة به وشرح صدره بنوره


وأحيا قلبه به _ والصبر : الدوام والثبات علي الشئ _ فهل يكون ذلك إلا لمن يكون باطنه مشحونا

بما ذكرناه ؟ .
ومما روي عن وهب بن منبه, رحمه الله, إن الملك الذي كلم عزيزا قال له عزيز: ( إن الله

تعالي كلل حكمه بالعقل وجعله له زينة ونظاما. فليس لزمان عنده فضيلة, ولا لقوم عنده أثرة إنما

فضيلته وأثرته لأهل طاعته, حيث كانوا ومن كانوا ومن أين كانوا ). ويمضي الإمام في حديثه عن

فضل أبو بكر وعمر  الي أن يختم كتابه بقوله : ( والحمد لله وصلي الله علي من لانبي بعده محمد

خاتم الأنبياء المخصوص بالمقام المحمود وحده وعلي اله وسلم تسليما كثيرا . ونسأل الله تعالي


ونتضرع إليه في اقتفاء سنن ختم أولياء الذات وروح الكلمات التامات وأن يجمعنا به ويوصلنا

بسببه وصلة يتلوها شاهدها بتحقيق بينتها انه وهاب جواد محسان والحمد لله رب العالمين . وهذا آخر ما أوردته من كتاب ختم الأولياء للحكيم الترمذي (توفي سنة 320 هـ ).


فانظر يا أخي الي الأمر وتفكر وتدبر .


حديث " بدأ الإسلام غريباً. . . "

وأعظم فائدة لك أيها الطالب، وأكبر العلم وأجل المحصول، إن فهمت ما صح عنه  أنه قال: "بدأ

الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ "حدثنا محمد بن عباد و ابن أبي عمر ، جميعاً عن


مروان الفزاري ، قال ابن عباد : حدثنا مروان بن يزيد - يعني ابن كيسان - عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال:
قال : بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء.
وفي سنن الترمذي الجزء التاسع كتاب الإيمان عن رسول  باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريباً

وسيعود غريباً : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس. حدثني كثير بن عبد

الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده أن رسول الله  قال: إن الدين ليأرز إلى

الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل، إن

الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وفي سنن الدرامي كتاب ومن كتاب الرقاق باب إن الإسلام بدأ غريبا حدثنا زكريا بن عدي : ثنا

ا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال :


قال لنا رسول الله  : إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا ، أظن حفصا قال : فطوبى

للغرباء . قيل : ومن الغرباء ؟ قال : النزاع من القبائل .

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:56 AM
حقيقة المعرفة بالله

ويقول سيدي علي حرازم  سألت شيخنا عن حقيقة المعرفة بالله  فأجاب ( سيدي احمد

التجاني  ) بقوله :
المعرفة الحقيقية أخذ الله للعبد أخذا لا يعرف له أصلا ولا فصلا , ولا سببا ولا يتعلق فيه

كيفيه مخصوصة , ولا يبقي له شعور بحسه , وشواهده وممحواته ومشيئته وإرادته بل تقع عن

تجلي الهي ليس له بدايه ولا غايه , ولا يوقف له علي حد ولا نهاية ومحق العبد محقا لا يبقي له

شعور بشئ , ولا بمحقه , ولا يميز أصلا من فرعه ولا عكسه بل لا يعقل إلا من حيث الحق بالحق

في الحق عن الحق فهذه المعرفة الحقيقية , ثم يفيض عليه من أنوار قدسه فيضا يعطيه كمال التمييز

والتفصيل بين المراتب وخواصها ,وما تعطيه حقائقها في جميع أحكامها ومقتضياتها ولوازمها ,

وتفصيل صفات الأسماء ومراتب أثارها ومعارفها وعلومها , وهذا التمييز يسمي بالبقاء التام



والصحو الكامل , والأصل الأول يسمي بالفناء التام والصحو الكامل , ولا قيام لهذا البقاء إلا بفناء

الأول علي أصله وقاعدته , ومتى انهدم الأول انهدم الثاني والسلام انتهي ما أملاه علينا رضي الله

عنه و من تجلي بهذا الوصف المتقدم صح له الظهور في الخلق والتقدم عليهم واليه يلقي المريد نفسه

ويقتفي أثاره , ويمتثل أوامره ويمتثل نواهيه , ومعارضته ولو بقلبه , فإذا فعل هذا سال من محض

فضل الله وكرمه بإظهار فقره ولسان ذله وبجاه حبيبه ونبيه أن يرحمه بالفتح الأكبر علي يد


قدوته , ومن لم يطلب الفتح من أبوابه طرد ولم ينتفع بأسبابه , قال سيدنا رضي الله عنه ( قـاعدة )

اعلم أن الفتح والوصول الي الله في حضرة المعارف لا يبعثه الله تعالي إلا علي أصحاب الإذن

الخاص كإذن الرسالة , ومتى فقد الإذن الخاص لم يوجد من الله له فتح ولا وصول , وليس لصاحبه

إلا التعب ومن تعلق بمطالعة كتب التصوف وسار الي الله بالنقل منها والأخذ عنها والرجوع إليه


ا والتعويل عليها ليس له من سيره إلا التعب , ولا يحصل له من الله شئ نعني من الوصول الي

حضرة المعارف والاختصاص , وأما الثواب فيحصل له بقدر إخلاصه والسلام .

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:57 AM
الإيمان
ما أورده سيدي الشيخ عبد الكريم الجيلي في كتابه الإنسان الكامل في معرفة الأواخر و الأوائل عن


الإيمان حيث قال  عنه : الإيمان هو أول مدارج الكشف عن عالم الغيب ,وهو المركب الذي

يصعد براكبه الي المقامات العلية و الحضرات السنية , فهو عبارة عن تواطؤ القلب علي ما بعد عن

العقل دركه , فكل ما علم بالعقل لا يكون تواطؤ القلب علي ذلك إيمانا , بل هو علم نظري مستفاد

بدلائل المشهود , فليس هو الإيمان يشترط فيه قبول القلب للشئ بغير دليل , بل تصديق محض ,

ولهذا نقص نور العقل عن نور الإيمان , لان طائر العقل يطير بأجنحة الحكمة وهي الدلائل , ولا


توجد الدلائل إلا في الأشياء الظاهرة الأثر وأما الأشياء الباطنه فلا يوجد لها دليل البتة , وطير

الإيمان يطير بأجنحة القدرة ولا وقوف له أوج دون أوج , بل يسرح في جميع العوالم , لان القدرة

محيطة بجميع ذلك . فأول ما يفيد الإيمان صاحبه أن يري ببصيرته حقائق ما اخبر به , فهذه

الرؤية إنما كشفت بنور الإيمان , ثم لا يزال يرقي بصاحبه الي حقيقة التحقيق بما آمن به , قال الله

 : (( الم{1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{

4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5})) البقرة . فلم يكن الريب منتفيا عن

الكتاب إلا للمؤمنين , لأنهم امنوا به ولم يتوقفوا للنظر الي الدليل , ولم يتقيدوا بما قيدهم العقل , بل

قبلوا ما القي إليهم , فقطعوا بوقوعه من غير ريب , فمن توقف إيمانه بالنظر الي الدلائل والتقيد

بالعقل فقد ارتاب بالكتاب , وما أسس علم الكلام إلا لأجل مدافعة الملاحدة وغيرهم من أهل البدع ,

لا لأجل وقوع الإيمان في القلوب , فالإيمان نور من أنوار الله تعالي يري به العبد ما تقدم وما

تأخر , ومن ثم قال : (( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله تعالي )) ولم يقل : اتقوا فراسة

المسلم ولا العاقل ولا غيره بل قيد بالمؤمن .

الكرامات :

ما أورده سيدي الشيخ عبد الكريم الجيلي في كتابه الإسفار عن رسالة الأنوار لابن عربي  عن

الكرامات حيث يقول : قال الشيخ  عنه : الكرامات من الحق من اسمه البر, ولا تكون إلا للأبرار

من عباده جزاءا وفاقا , فان المناسبة تطلبها وان لم يقيم طلب بمن ظهرت عليه , وهي علي قسمين

حسية ومعنوية , فالعامة لا تعرف إلا الكرامة الحسية مثل الكلام علي الخاطر, والإخبار بالمغيبات

الماضية والكائنة والآتية والأخذ من الكون ,والمشي علي الماء , واختراق الهواء , وطئ الأرض ,

والاحتجاب عن الأبصار , وإجابة الدعوي في الحال, فالعامة لا تعرف الكرامة إلا مثل هذا , وأما

الكرامة المعنوية فلا يعرفها إلا الخواص من عباد الله , والعامة لا تعرف ذلك وهي أن يحفظ عليه

أدب الشريعة وان يوفق لإتيان مكارم الأخلاق واجتناب سفاسفها , والمحافظة علي أداء الواجبات

مطلقا في أوقاتها , والمسارعة الي الخيرات , وإزالة الغل للناس من صدره , والحسد والحقد ,

وطهارة القلب من كل صفة مذمومة , وتحليه بالمراقبة في الأنفاس , ومراعاة حقوق الله في نفسه

وفي الأشياء وتفقد أثار ربه في قلبه , ومراعاة أنفاسه في دخولها وخروجها فيتلقاها بالأدب

ويخرجها وعليها خلعة الحضور , هذه كلها عندنا هي كرامات الأولياء المعنوية التي لا يدخلها مكر

ولا استدراج , فان ذلك كله دليل علي الوفاء بالعهد وصحة المقصود والرضاء بالقضاء في

الوجود , ولا يشارك في هذه الكرامات إلا الملائكة المقربون وأهل الله المصطفون الأخيار , وأما

الكرامات التي ذكرنا إن العامة تعرفها فكلها يمكن أن يدخلها المكر , ثم إذا فرضناها كرامة فلا بد

أن تكون نتيجة عن استقامة لابد من ذلك , وإلا فليست بكرامة وإذا قدمت عليه يمكن أن يحاسبك


بها , وما ذكرناه من الكرامات المعنوية فلا يدخلها شئ مما دعاه فان العلم يصحبها وقوة العلم

وشرفه يعطيك أن المكر لا يدخلها , فان الحدود الشرعية لا تنصب حباله للمكر الإلهي فإنها عين

الطريق الواضحة الي نيل السعادة , والعلم يعصمك من العجب بعملك فان العلم من شرفه أن

يستعملك ومتى استعملك جردك منه وأضاف ذلك الي الله تعالي وأعلمك انه بتوفيقه وهدايته ظهر

منك من طاعته والحفظ لحدوده , فإذا ظهر عليه من كرامات العامة ضج الي الله منها فسأل الله


ستره بالعوائد وان لا يتميز عن العامة بأمر يشار إليه فيه ما عدا العلم هو المطلوب وبه تقع المنفعة


ولو لم يعمل به فانه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون فالعلماء هم الآمنون من التلبيس ,


فالكرامة من الله لعباده إنما تكون للوافدين عليه من الأكوان ومن نفوسهم لكونهم لم يروا وجه الحق

فيهما , فأسني ما أكرمهم من الكرامات العلم خاصة لان الدنيا موطنه وأما غير ذلك من خرق

العادات فليست الدنيا بموطن لها ولا يصح كون ذلك كرامة إلا بتعريف الهي لا بمجرد خرق العادة

وإذا لم يصح إلا بتعريف الهي فذلك هو العلم , فالكرامة الإلهية إنما هي ما يهبهم من العلم به

سبحانه , سئل أبو يزيد  عن طي الأرض فقال :ليس بشئ فان إبليس يقطع من المشرق الي

المغرب في لحظة واحدة وما هو عند الله بمكان وسئل عن اختراق الهواء فقال : إن الطير يخترق

الهواء والمؤمن عند الله أفضل من الطير , فكيف يحسب كرامة من شاركه فيها طائر : وهكذا علل

جميع ما ذكر له ثم قال :الهي إن قوما طلبوك لما ذكروه فشغلتهم به وأهلتهم له اللهم مهما أهلتني

لشئ فأهلني لشئ من أشيائك أي : من أسرارك , فما طلب إلا العلم لأنه أسني تحفة وأعظم كرامة

انتهي كلام الشيخ  .

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 06:58 AM
رؤية الله 

قول سيدي عبد القادر الجيلاني  في كتاب الفيوضات الربانية حيث يقول:- في الغوثيه وهي

بطريق الإلهام القلبي والكشف المعنوي وأورد لكم مقتطفات منها : كل طور بين الناسوت


والملكوت فهو شريعة وكل طور بين الملكوت والجبروت فهو طريقة . وكل طور بين الجبروت

واللاهوت فهو حقيقة . ثم قال لي غوث الأعظم ما ظهرت في شي كظهوري في الإنسان. ثم سألت

يا رب لك مكان قال لي يا غوث الأعظم أنا مكون المكان وليس لي مكان.


ويقول أيضا ثم قال لي ياغوث الأعظم الإنسان سري وأنا سره لو عرف الإنسان منزلته عندي

لقال في كل نفس من الأنفاس لمن الملك اليوم . ثم قال لي ياغوث الأعظم ما أكل الإنسان شيئا وما

شرب وما قام وما قعد وما نطق وما صمت وما فعل فعلا وما توجه لشئ وما غاب عن شئ إلا وأنا

فيه ساكنه ومحركه . ثم قال لي ياغوث الأعظم جسم الإنسان ونفسه وقلبه وروحه وسمعه وبصره

ويده ورجله ولسانه وكل ذلك ظهرت له نفس بنفس لا هو إلا أنا ولا أنا غيره

ثم قال لي ياغوث الأعظم من حرم عن سفري في الباطن ابتلي بسفر الظاهر ولم يزدد مني إلا بعدا

في سفر الباطن. ثم قال لي ياغوث الأعظم الاتحاد حال لا يعبر عنه بلسان المقال فمن امن به قبل

وجود الحال فقد كفر ومن أراد العبادة بعد الوصول فقد أشرك بالله العظيم .


ثم قال يا غوث الأعظم من سألني عن الرؤية بعد العلم فهو محجوب بعلم الرؤية فمن ظن أن الرؤية

غير العلم فهو مغرور برؤية الله تعالي ثم قال لي ياغوث الأعظم من راني استغني عن السؤال في كل حال ومن لم يرني فلا ينفعه السؤال وهو محجوب بالمقال. انتهي بلفظه .

حقيقة الذكر :

يقول سيدي احمد التجاني  عنه في الذكر :- حقيقة الذكر ادني مراتبه أن ينسي ما دونه ,

وأعلاه هي اعلي مراتب الاصطلام , واعلي مراتب الاصطلام أن يشهد نفسه عين ذلك الوجود ,

وهو المعبر عنه بالسحق والمحق, وحقيقة الاصطلام أوله ذهول عن الأكوان وهو المعبر عنه


بالسكر ووسطه فناء عن الأكوان مع علمه بفنائه , وأعلاه فناؤه عن الأكوان وفناؤه عن فنائه ,

والمرتبة العليا منه أن يشهد نفسه عين ذلك الوجود , وهو المعبر عنه بالسحق والمحق , وحقيقة

السحق والمحق عبارتان مترادفتان , وهما فنا العبد بالكلية , قال ابن الفارض  :
ومنذ عفا رسمي وهمت وهمت في وجودي فلم تعثر بكوني حقيقتي
( وقال غيره )
حيرتني في أمري مذ غبت عني حق خاطبتني في سري من أنت قلت أنت

حقيقة العارف :

العارف يكون كامل اليقظة والرضا لأمرين لابد منهما الأمر الأول ما يفاتح به فى مقامه من

الفتوحات والفيوض والتجليات وعجائب الحقائق والأسرار التى لا يطيق العقل إحاطة الإدراك لها



فضلا عن التلفظ بها , فيعرف مايلزمه فى كل فعل وفى كل أمر من ذلك على حدته ، من الوظائف

والآداب والمقابلات التى هى مقتضيات العبودية , والأمر الثاني تيقظه ورصده لما يتقلب فيه


الوجود من الأطوار من خير أو شر أو غير ذلك , فيعلم فى كل فصل من ذلك وفى كل أمر أي

تجلى لحق هو البارز فيه ومن أي حضرة كان ذلك الطور ولماذا وجد ؟ وماذا يراد منه ؟ ويعطى

لكل أمر ما يستحقه بحكم الوقت من الوظائف والآداب والمقابلات التى هى مقتضيات العبودية حتى

لا يشذ عليه من ذلك فى كل مقدار طرفة عين من الزمان . وهذا الأمر هو المعبر عنه بالمراقبة فى

مقام العارفين وهى مشروطة بتقديم المشاهدة وكمال المعرفة فلا تقع مالم تقع المعرفة والمشاهدة

فان الروح عند مطالعة الجمال القدسي مقتضاها الذهول عن الأكوان لما فى الجمال القدسي من

الشغل عنها وهذه المراقبة لأكابر الكمل من العارفين وهى بساط الخلافة الكبرى وصاحبها هو

الذى يتأتى له أن يكون خليفة الله على خلقه لاستكمال مرتبة العبودية فان دامت هذه للعارف يتأتى له

التحقق بالله فى كل مرتبة وهو المعبر عنه بالقطب وقد لايكون قطب . قال  المتحقق بالحق من


يراه فى كل متعين بلا تعين والمتحقق بالحق والخلق يرى أن كل ذرة فى الوجود لها وجه إلى الإطلاق ووجه إلى التقييد .
حقيقة القطبانية :

حقيقة القطبانية هى الخلافة العظمى عن الحق مطلقا فى جميع الوجود جملة وتفصيلا حيثما

كان الرب إلها كان هو خليفة فى تصريف الحكم وتنفيذه فى كل من عليه إلوهية الله تعالى ثم قيامه

بالبرزخية العظمى بين الحق والخلق فلا يصل الي الخلق شئ كائنا ما كان من الحق إلا بحكم القطب

وتوليه ونيابته عن الحق فى ذلك وتوصيله كل قسمة إلى محلها ثم قيامه فى الوجود بروحانيته فى


كل ذرة من ذرات الوجود فترى الكون كله أشباحا لا حركة لها وإنما هو الروح القائم فيها وقيامه


فيها فى أرواحها وأشباحها ثم تصرفه فى مراتب الأولياء فيذوق مختلفات أذواقهم فلا تكون مرتبة

فى الوجود للعارفين والأولياء خارجة من ذوقه فهو المتصرف فى جميعها والممد لأربابها وله الاختصاص بالسر المكتوم الذى لا مطمع لأحد فى دركه والسلام

هذا ما أورده سيدي علي حرازم  في الجواهر عن حقيقة القطبانية وإليك أيضا ما أورده سيدي

مولانا الشريف الفاتح البركاتي الحسني  في كتابه خزانة الجوامع حيث يقول : أعلم وفقك الله -

ودلك عليك - أن مقام القطبانية هو أعلى مراتب الولاية على الإطلاق وهو عين مقام الأفراد لان


القطب هو أحدهم وهو إمام الوقت وواحد الزمان الذي يظهر بالصورة الإلهية في الأكوان وهو
الغوث والخليفـة .
والأفراد مقامهم على مقام العالين الكروبيين المقربين المعتكفين المفردين المأخوذين عن أنفسهم بما

أشهدهم الحق من جلاله وهم الأرواح الملكية المهيمة الذين لا علم لهم بغير الله ولا يعلمون أن الله


خلق شيئا سواهم ومنهم المسمى بالعقل الأول ومثاله كالقطب مع الأفراد لأنهم وإياه في مرتبة

واحدة وليس له عليهم سلطان ولا يستفيدون منه شيئا . وجلال الله في قلوب الأفراد على مثل جلاله

في قلوب الأرواح المهيمة فلا يشهدون سوى الحق . وليس للقطب تصرف في الأفراد لأنهم

خارجون عن حكمه ولا يدخلون تحت دائرته وهم مؤهلون لما ناله من القطبية وفى الأفراد من

يكون أكبر منه في العلم بالله لكن الأمر اقتضى ألا يكون في الزمان إلا واحدا يقوم بأمر القطبانية .


قال تعالى ) : لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) الانبياء (22) وقال تعالى ) : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) القرة (30) وقال رسول اللـه  :.
( إن اللـه خلـق أدم على صورتـه ( رواه مسلم .

وللـه در القائل :
جمع الأنـام على الأمـام الواحـد عين الدليـل على الإله الواحـد


فكل مايصلح أن يناله الرجل من المقامات والمراتب والصفات يمكن أن يكون لمن شاء الله من

النساء كما كان لمن شاء الله من الرجال .قال رسول الله  : ( إن النسـاء شقـائـق الـرجال)


فالمرأة تشترك مع الرجل في جميع المراتب حتى في القطبانية إذا شاء الله ذلك لأن العبرة

بالإنسان الكامل فكلمة الإنسان تجمع الذكر والأنثى والذكورية والأنثوية هما عرضان ليستا من

حقائق الإنسانية وذلك لمشاركة جميع الحيوانات فيها وأيضا ما كل إنسان خليفة على الصورة

الكاملة فالإنسان الحيوان ليس بخليفة سواء كان ذكرا أو أنثى وإنما الخلافة في الصورة الكاملة من

الرجال والنساء فقد تصل المرأة إلى مرتبة القطبانية إذا شاء الله وتنال الكمال الإنساني كما يصل

إليها الرجل وقد شهد رسول الله  بالكمال الإنساني لنساء كما شهد به للرجال فقال ) : كمل



من الرجال كثيرون وكملت من النساء مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون( . وممن وصل الي

القطبانية من النساء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالي عنها وصلي الله علي أبيها سيدنا رسول

الله .

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 07:00 AM
وقد سئـل أحـد الأوليـاء كـم يكـون الأبـدال :

فقال: أربعـون نفسـا، فقيـل لـه لم لا تقـول أربعـين رجـلا، فقال: قد يكون فيهم نساء. وانظروا إلى

الإشارة في قوله:(( لـن يفلـح قـوم ولـوا أمرهـم امرأة )). فنحن لا نتكلم في تولية الناس للمرأة

وإنما في تولية الله لها والحديث جاء فيمن ولاه الناس وفضل الرجل بالنبوة والرسالة والبعثة إنما

هو فضل أكمليه لا فضل كمالية وهى درجه لم تكن للمرأة وكل ميسر لما خلق له والله المـسـتـعـان . تمت رسالة القطبية الكبرى



البرزخية العظمى :

قيامه بين الحق والخلق بالنيابة عن الحقيقة المحمدية واختصاصه بالتحقيق بأمر الله فى كل

مرتبة من مراتب الوجود وإعطائه لكل مرتبة من المراتب حقيه أو خلقية حقها بما تستحقه من

الآداب وليس هذا لغيره من العارفين ولا لمفاتيح الكنوز فهو فى جميع هذه الأمور خليفة النبي 


دون جميع الأولياء وجملة ما فيه انه فى جميع المراتب فى حضرة الحق نسبته عند الله الى جميع

الوجود من العارفين ومن ورائهم بمنزلة إنسان العين من العين به يرحم الوجود وبه يفيض الإفادة

على جميع الوجود وبه يبقى الوجود فى حجاب الرحمة واللطف وبه يبقى الوجود فى بقاء الوجود

رحمة لكل العباد وسحابة ماطرة فى سائر البلاد وجوده فى الوجود حياة لروحه الكلية وتنفس نفسه

يمد الله به العلوية والسفلية , ذاته مرآة مجردة يشهد كل قاصد فيها مقصد حضرته صباغة تصبغ

كل من أم له فيما توجه إليه وأمله ما شهدته الأولياء الصادقون كل واحد منهم فى قوته قوة مائة رجل وما نسبته إليه صيره إليك ,
• وإياك أن تحرم احترام أصحاب الوقت فتستوجب الطرد والمقت

• ومن أنكر على أهل زمانه حرم بركة أوانه

• والمتسوف من بضاعة الزمان ممتد بمدد رزق الأوان


• ومن أنكر وأكثر الهراء فقد منع نفسه الشراء ورضي الله عن هذا الإمام وحشرنا فى

زمرة هذا الهمام بجاه خير الأنام عليه من الله فى كل لمحة أفضل الصلاة وأزكى السلام
.
الشيخ الحى :


اعلم إن الله سبحانه وتعالى جعل فى سابق علمه ونفوذ مشيئته ، إن المدد الواصل إلى خلقه من

فيض رحمته هو فى كل عصر يجرى مع الخاصة العليا من خلقه من النبيين والصديقين ، فمن فزع

إلى أهل عصره الأحياء من ذوى الخاصة العليا وصحبهم ، واقتدى بهم واستمد منهم فاز بنيل المدد


الفائض من الله ، ومن اعرض عن أهل عصره مستغنيا بكلام من تقدمه من الأولياء الأموات طبع

عليه بطابع الحرمان ، وكان مثله كمن اعرض عن نبي زمانه وتشريعه مستغنيا بشرائع النبيين الذين خلوا قبله فيسجل عليه بطابع الكفر والسلام .
ثم قال  : والدليل على أن الصحبة لا تكون إلا للحى قوله  لأبى جحيفة  (( سل العلماء

وخالط الحكماء واصحب الكبراء )) .

• فالعالم دلالته على الأمر العام أمرا ونهيا بما يوجب المدح عند الله وسقوط الأئمة على

العبد ونهايته الجنة

• والحكيم دلالته على التقرب إلى الله تعالى بالطهارة من أهوية النفوس ومتابعة الهوى

ونهايته منن منازل القربة ،
• والكبير دلالته على الله من حيث محو النفس والبراءة من التدبير لها بكل ما يجلب

المصلحة لها دنيا وأخرى ، وبكل ما يدفع المضرة عنها دنيا وأخرى ، ونهايته الله ، ثم قال : يؤخذ

من هذا إن الصحبة لا تكون إلا للحى إذ الميت لا يصحب ، ولا يكلم ولا يخالط . انتهي بلفظه .


الفقير ابن وقته :
وسئل  عن قولهم الفقير ابن وقته فأجاب بقوله : معناه هو ما يراه واجبا عليه في وقته ينتهجه

ويترك ما وراءه مما لا حاجة له به , فالمريد ينظر ما كان مصلحة له في وقته , وإن فارقه

تضرر , فينتهجه ويترك ما عداه هذا هو المريد الصادق , والعارف بالله هو في كل وقت , بحكم


تجليه يعطي لكل ذي حق حقه , والعالون من العارفين هم مرتقبون ما يبرز من الحضرة الإلهية ,

فيقابلونه بالعبودية والأدب التي تختص به , وبعبارة أخري معناه أن الفقير ابن وقته هي لأصحاب

المراقبة الكبرى هو في كل وقت بحسب ما يصادمه من التجلي يتلون بتلون تجلياته في مقابلتها

بالعبودية والأدب , ليعطي لكل تجمل حقه من العبودية والأدب . انتهي

معنى عالم الملك والملكوت والجبروت وعالم الأمر:


عالم الملك هو من السماء الى الأرض وعالم الملكوت هو من السماء الأولى الى السماء السابعة

وعالم الجبروت هو من السماء السابعة الى الكرسى وعالم الأمر هو من الكرسى الى العرش الى ما

ورائه ومعنى الملك هو عالم الناسوت وهى شدة الكثافة وهو التجلى بالأجسام الكثيفة والملكوت عالم

الأنوار وهو التجلى بصور الأجسام اللطيفة والجبروت عالم الأسرار وهو التجلى بصور الأجسام

القدسية من الكروبيين ومن ضاهاهم وعالم الأمر هو التجلى بصور الأجسام الروحانية القدسية


المنزهة عن المادة والطبيعة وكل عالم التجلى فيه بنسبه من نسب الحضرة الإلهية.

الشيخ درويش عبود المغربى
07-10-2012, 07:02 AM
قوة الولي:

قال  إن الأولياء الصادقين كل واحد منهم فى قوته قوة مائة رجل والعارفون بالله أهل عالم

الملك كل واحد فى قوته قوة ثلاثمائة رجل وأهل عالم الملكوت لكل واحد منهم قوة خمسمائة رجل

وأهل عالم الجبروت لكل واحد منهم قوة سبعمائة رجل وقوة كل واحد من عالم الأمر قوة ألف رجل

وقوة قطب الأقطاب ألف وخمسمائة رجل وقوة مفاتيح الكنوز قوة كل واحد منهم قوة ألفى رجل.

حقيقة الولي:
عن حقيقة الولي هو من تولي الله أمره بالخصوصية مع مشاهدة أفعال الحق سبحانه , ومرة

قال مع مشاهدة الأفعال والصفات , قلنا له : أيجهل الولي أو العارف شيئا من أحكام الشريعة


المطلوبة في حقه ؟ قال : نعم ! إلا بالتعليم , والسؤال ولا تفاض من غير تعلم إلا علي النادر من

العارفين , ولا يحاط بمعرفة أحكام الشريعة وجميع العلوم التي يحتاج إليها الناس إلا الفرد الجامع لأنه هو الحامل للشريعة في كل عصر , ولو كان أميا لم تسبق له قراءة ,
حقيقة الولاية :
يقول سيدي أحمد التجاني  في الجواهر علي لسان سيدي علي حرازم حين ساله عن حقيقة

الولاية : الولاية عامة وخاصة ,

فالعامـة : هي من ادم عليه السلام الي عيسي عليه السلام ,


والخاصة : هي من سيد الوجود  الي الختم ,


والمراد بالخاصة هو من اتصف صاحبها بأخلاق الحق الثلاثمائة علي الكمال , ولم ينقص منها


واحد إن لله ثلاثمائة خلق من اتصف بواحد منها دخل الجنة , وهذا خاص بسيد الوجود , ومن

ورثه من أقطاب هذه الأمة الشريفة الي الختم هكذا قال , ونسبه للحاتمي  , ثم قال سيدنا  :

ولا يلزم من هذه الخصوصية التي هي الاتصاف بالأخلاق علي الكمال أن يكونوا كلهم أعلي من



غيرهم في كل وجه , بل قد يكون من لم يتصف بها أعلي من غيره في المقام , وقول سيدي علي

حرازم  : وأظنه يشير الي نفسه  وبعض الأكابر , لأنه أخبره سيد الوجود  بأن مقامه أعلي من جميع المقامات كما تقدم . انتهي
ويقول سيدي احمد التجاني  : إن لنا مرتبة عند الله تناهت فى العلو عند الله تعالى إلى حد يحرم


ذكره ليس هي ما أفشيته لكم ، ولو صرحت بها لأجمع أهل الحق والعرفان على كفري فضلا عن ما



عداهم ، وليست هي التى ذكرت لكم بل هي من ورائها ومن خاصية تلك المرتبة أن من لم يحافظ




علي تغيير قلبه من أصحابنا بعدم حفظ حرمة أصحابنا طرده الله من قربه وسلبه ما منحه انتهي .
حقيقة العلم :
ملكة تحصل فى الشخص بحسب استقرائه لضوابط العلم , وقوانينه يقدر بسببها أن يدفع


جميع وجوه الإشكال والتلبيس عن ذلك العلم , وان يتأتى فيه باستشهادات تفصل حقائق ذلك العلم

من مجاراته وارتباط لوازمه من ملزوماته , وانفصال ما يوجب الفرق بين متفرقاته من غير أن

يسمع ذلك من مدارسة كتب ولا تعليم و لا مطالعة كتب ولا تفهم بل بحسب ما تعطيه القوة الملكية


لا الصورة المنقولة, والمنقولة عندهم إما عن قوة ضرورية , وإما عن أسماع خبرية .
حقيقة الإنسان :
(( الدر النفيس في الفرق بين الروح والنفس من غير تلبيس ))

أما السؤال عن حقيقة الإنسان ومم وجد الخ وما يراد به الخ , ( الجواب ) عن حقيقة الإنسان

فهو مجموع الروح والجسد لا استبدادا لحقيقة احدهما دون الأخر والله  ما ذكر من حقيقة الإنسان

إلا الجسد مثل قوله  ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ )) المؤمنين (12 ) ومثل قوله  ((


اقرأ باسم ربك )) العلق (1) الي غير ذلك من آيات القران الكريم ,فانه كلما ذكر خلق الإنسان ما


ذكر إلا صورة جسده , وأما روحه فقد كتم الله أمرها واستبد بعلمها عن خلقه حيث قال حين وقع


السؤال عنها : (( قل الروح من أمر ربي )) ولم يزد في بيانها لاستبداده سبحانه وتعالي بعلمها ,


فهذه حقيقة الإنسان الظاهرة , وأما حقيقته الباطنه فهي مرموزة في قوله  ((إن الله خلق ادم علي

صورته )) , وقد أشار الي هذا بإشارة لطيفة بقوله الإنسان حضرة كمال قوبل بها حضرة الجمال


حوت سر الإله بأسره , وقد قال في الفتوحات : ما صفة ادم ؟ قال : إن شئت قلت صورة الحضرة


الالهيه , وان شئت قلت مجموع الأسماء الإلهية , وأما السؤال عما يراد من الإنسان , المراد منه


مظهر صفات الحق , فإنه وقع فيما سبق علي ما اخبر به بعض أهل الكشف إن الله خلق الروح

طوله تسعمائة سنة وثمانون ألف سنة , وعرضه كذلك وتركه في تربيته يلاطفه بعواطف بره

وامتنانه , وإظهار آثار محبته له , فقام في هذه التربية , فلما ذاق الم الفراق اشتكي , وقال : الهي

وسيدي ومولاي لا أطيق هذا الفراق فقال له ربه  : (( ما خلقناك لتكون مريدا لنفسك , وإنما

خلقناك لنظهر فيك سر وحدانيتنا )) هذا الذي يراد من الإنسان , ولهذا خلق له باطنا , والذي خلق له

ظاهرا قوله  ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) (الذاريات 56 ) , فهذا خطاب في عالم

الحكمة , والخطاب في عالم المشيئة باطنا هو ما سبق في العبارة , والمراد من الإنسان في كل وقت

هو ما أجاب به الجنيد  حين سئل ما مراد الله من العالم قال : (( ما هم فيه )) أراد انه لذلك خلقهم


, وليس المراد بالجواب انه ليس إلا صورة التقلبات والحركات بل المراد من كلام الجنيد أن جميع


تحركات العالم وتقلباته وقصوده وخواطره كلها مظاهر الإلوهية لأنها آثار الأسماء والصفات ,

ومن هذا المعني يقول : من قال من العارفين ما في الكون كله إلا الكمال ما فيه صورة نقص أصلا

لان تلك كمالات إلوهية إنما النقص فيها أمر نسبي وفي الحقيقة ما ثم إلا الكمال لأنها كمالات

إلوهية , ثم قال  : فكل من بلغ المعرفة عثر علي هذه الحقيقة لا محالة , وبالله التوفيق , انتهي
النفس والروح والقلب والسر:

يقول سيدي علي حرازم  :
وسألته  عن النفس والروح والقلب والسر, هل هم لمسمي واحد أو كل واحد من ذلك علي حدته

؟؟ فإن قلنا أسماء لمسمي واحد فما فائدة التعدد ؟ وإن قلنا كل واحد من ذلك علي حدته , فالخطاب

إنما للروح , وهي التي تتنعم وتذوق الم العذاب , بين لنا بيان شافيا والسلام علي سيدنا وأستاذنا

ورحمة الله وبركاته , ( فأجاب  بما نصه ) قال :-
اعلم إن هذه الأسماء المتعددة إنما هي لمسمي واحد لا تعدد فيها , وإنما تتعدد أسماؤها أي الروح


لتعدد مراتبها , بيان ذلك أن الله تبارك وتعالي خلق الروح الانساني من صفاء صفوة النور الإلهي

وأنشأها من فيض العما الرباني , وأسكنها محل الروح لم تزل فيه كاملة المعرفة بالله تعالي مستقرة

في محبته ووحدانيته عارفة بأسمائه وصفاته , لا تلتفت لغيره ولا تبالي بسواه , فلم تزل علي هذا

في غاية الصفاء , وفي غاية البعد عن فهوم العقول , ثم أسكنها قارورة الجسم الانساني اكتسب

الجسم بحسب استقرارها فيه حياة وإدراكا وتكون في الجسد بحسب الروح نفسا , وهي البخار


اللطيف الحامل لقوة الحياة اجتماع الروح والجسد , فان افترقا انعدم وجوده أي النفس وهو البخار

اللطيف , وهذا الشئ المعبر عنه بالنفس هو منبع الأخلاق الذميمة الأوصاف الفاسدة السقيمة ما

دام حكمه مستوليا علي العبد , فالروح أسير في يده لا يسعي إلا في مرضاته وهو في غاية الهلاك


والبعد عن الحضرة الإلهية علي قوة نورانية الروح بسبب استقراره في الجسم لما تلطخ بأدرانه

وأوساخه واستولي عليه حكم النفس الخبيثة وصار فاسقا عن أمر ربه , لان ذلك آثار حكم الجسم ,

لان الجسم متكون في محل الظلمة وهو الماء والتراب وكان في غاية الكثافة , والروح من صفاء

صفة النور الإلهي غاية الصفاء والتجوهر فهو أصفي الجواهر وأعلاها واكتسبت الروح الظلمة

في عالم الجسد , فما دامت الروح ميالة الي المعاصي والمخالفات ومتابعة الهوى تسمي في هذا


المقام النفس الأمارة بالسؤ , فإذا طرأ عليها من الأنوار الإلهية ما يخرجها عن بعض ما كانت

متصفة به من المعاصي والمخالفات بوجود التوبة , في توبيخ نفسها ولومها لذاتها عما فرطت فيه

من الحقوق الالهيه , وتأخذ نفسها بالزجر والتوبيخ الشديد للرجوع الي باب الجواد الكريم , فهي في

هذا المقام تسمي النفس اللوامة لأنها تلوم نفسها علي ما فرطت فيه من حقوق الله تعالي , ثم إذا طرأ

عليها من الأنوار الالهيه ما يقضي بإخراجها عن كثائف المعاصي والمخالفات المعبر عنها


بالكبائر , وبقي عليها لطائف المخالفات ودقائقها , تسمي في هذا المقام قلبا لأنها شمت رائحة

الحضرة القدسية , وتارة يهزها شم تلك الروائح القدسية فتحن شوقا الي ما كانت عليه من وجودها

الأول , وتارة تغلب عليها كثافة ظلمات طبيعتها الجبلية المكتسبة من استقرارها في الجسم , فتحن

الي مقتضيات شهواتها ومتابعة هواها , فلتقلبها بين هذين الأمرين سميت قلبا لأنها تتقلب في حنين


الي الحضرة القدسية , والنهوض إليها ومن حنين الي ظلمة طبعها من الشهوات والمخالفات ,

فتركن الي التثبط بها , فلهذا سميت في هذا المقام قلبا لكثرة تقلبها , ثم إذا فاض عليها من الأنوار

الإلهية من حضرة القدس ما يقضي بكمال طهارتها من جميع المخالفات كثيفها ولطيفها ودقيقها

وجليلها , ورسخت قدمها في العمل لطاعة الله والتوجه إليه وسكن اضطرابها من ذلك تسمي في


ذلك المقام النفس المطمئنة لكنها بقيت عليها من الميل لغير الله , وإن كان حلالا , وبقي فيها اثر


الاعوجاج عن الاستقامة , وبقي فيها ضروب من التدبير والاختيار في مصالحها , ثم إذا فاض

عليها من الأنوار الالهيه ما يقضي بهدم أبنية جميع اختياراتها ومألوفاتها بالرجوع الي الله تعالي


عارية عن كل ما سواه , فهي في هذا المقام تسمي النفس الراضية لكنها بقيت فيها آثار من الأبنية


التي تهدمت قبلها , وتلك الآثار كآثار الجروح إذا برئت فهي بتلك النسبة فيها كزازة عن حضرة


الحق , ثم إذا فاض عليها من أنوار حضرة القدس ما يقضي بكمال طهارتها من آثار الأوهام

وبخورات المحسوسات وقطع ذلك عينا وأثرا وانمحق وجوده وانعدم شهوده , وهذا الفيض هو

النور الأكبر المعبر عنه في اصطلاح العارفين بالفتح الأعظم فهي تسمي في هذا المقام بالنفس

المرضية إلا أنها انعدم منها الحس والإدراك , فلا علم ولا رسم ولا اسم إلا مشاهدة الحق بالحق

في الحق للحق عن الحق , فهذا هو المعبر عنه بفناء الفناء , ها هنا قد كمل رضا خالقها عنها , ولذا

تسمي النفس المرضية , فإذا فاض عليها من أنوار حضرة القدس ما يقضي لها بتمييز المراتب ,

وتفصيلها ومعرفة خواصها واستحقاقها , وإحاطتها بمقتضيات المراتب ولوازمها جملة وتفصيلا

تسمي في هذا المقام النفس الكاملة , ثم إذا فاض عليها من أنوار حضرة القدس ما يقضي بهدم بناء

الإشارات , ودك محسوسات العبارات واتصفت بذلك ظاهرا وباطنا , ثم إذا فاض عليها من أنوار


حضرة القدس بعد ذلك ما يقضي لها بما نسبته في الصفاء الأول في مرتبة الخـفاء كنسبة ضؤ


الشمس الي الليل سميت في هذا المقام إخفاء لأنها بعدت عن إدراك العقول وأفكار الفهوم , ثم بعد

هذا هي دائمة في الترقي في المقامات بلا نهاية في طول عمر الدنيا , وفي مدة البرزخ , وفي الخلود

الأبدي في الجنة لا ينقضي ترقيها ولا يتناهي , فهي في كل مقام ينكشف لها من صفات الله

وأسمائه وأسراره وأنواره وفتوحاته وفيوضاته ما يكون بالنسبة للمقام الذي ارتقت عنه كالبحر

للنقطة في الاتساع , وهكذا دائما , وكلما ارتقت مقاما اكتسبت بسبب فيوضه وتجلياته ومعارفه

وعلومه وأسراره وفتوحاته , ما يكون نسبته لها في المقام الذي ارتقت عنه كنسبة ضياء الشمس

الي سواد الليل في الصفاء , ففي المقام الذي ترتقيه فوق مقام الإخفاء تسمي سرا لشدة بعدها عن

مقام الإخفاء في المقام الذي فوق مقامها التي تسمي فيه سرا تسمي فيه سر السر , وفي المقام الثالث

بعده تسمي سر سر السر , وفي المقام الرابع تسمي سر سر سر السر أربع مرات وفي المقام


الخامس تسمي فيه سر سر سر سر السر خمسة مرات , وهكذا دائما كلما ارتقت مقاما تأخذ فيه


أسماء السر الي عشر مراتب في السر الي مائة الي ألف الي ما لانهاية له , وهكذا فتبين لك من هذا

إن هذه الأسماء المتعددة إنما هي لمسمي واحد هي الروح لا تغاير في المسمي وهو الروح , إنما


تغايرت أسماؤه لتغاير مراتبه كما ذكرنا وبالله التوفيق .
.
من المخاطب هل الروح أو النفس أو الجسد :

وأما قول السائل من المخاطب هل الروح أو النفس أو الجسد الخ , ( فالجواب : ) إن المخاطب

بالخطاب الإلهي التكليفي إنما هي الروح لأنها هي القلب , وهي النفس , كما قدمنا في مراتبها

وليس الجسد هو المخاطب , وإنما خلق مقرا للروح ومطية لها تركب عليه لتؤدي به الحقوق التي

كلفها به خالقها , فهي المكلفة أي الروح وهي المأخوذ عليها الميثاق , وهي المثابة والمعذبة ,

وهي المنعمة والمنغصة , فلا ينالها عذاب ولا نعيم إلا بواسطة جسم باختيار الهي فقط , فهي

مركبة في هذا الجسم تعذب بعذابه , وتنعم بنعيمه وبعد الموت تركب في البرزخ في جسد آخر تدرك

بسببه النعيم والعذاب , يشهد لذلك قوله  : )( أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر ))سنن

الدارمي ج(7) كتاب الجهاد , وقوله  : (( إذا مات المؤمن أعطي نصف الجنة )) , الحديث ,

والمراد بهذا التنصيف نصف النعيم في الجنة لان كمال النعيم في الجنة باجتماع الروح والجسد ,


فلها نصف النعيم وله نصف النعيم , ولعدم تركبها في جسدها في البرزخ تتنعم بدونه في الجنة ,

فلها نصف النعيم وهو المعبر عنه في الحديث بنصف الجنة وهذا للعارف فقط وللشهيد , والباقي من

المؤمنين محجورون عن السباحة في الجنة ليس لهم إلا أن تعرض عليهم مقاعدهم في الجنة بالغداة والعشي ..
عدد أنفاس الإنسان:

ويقول سيدي علي حرازم  :- سألته عن عدد أنفاس الإنسان فأجاب  بقوله:- عدد أنفاس

الإنسان أربعة وعشرون ألفا , نصفها داخل ونصفها خارج , وأما الخواطر فعددها سبعون ألفا

خاطر تخطر كل يوم علي القلب حتما لا يتخلف عنها واحد لان القلب مثل البيت المعمور , كما انه


كل يوم يدخله سبعون ألف ملك , وإذا خرجت لم تعد له أبدا كذلك القلب كل يوم يدخله سبعون ألف


خاطر وجميعها مقسومة علي أربعة أقسام بالنسبة الي القلب المحجوب , فقسم منها يلبسه الشيطان

عند دخوله للقلب , ويلقي له من وساوسه وقسم تلبسه النفس , وقسم يدخل معه الملك , وقسم لا


يدخل معه شيئا , ولذلك قسموا الخواطر علي أربعة أقسام : شيطاني ونفساني وملكي ورباني

وبيانها أن الشيطان لا يأمر إلا بالمخالفة , ولا يثبت في أمر واحد بل ينتقل من أمر الي أمر وكيده


ضعيف , كما قال الله تعالي (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) سورة النساء 76 ؛ وأما النفساني فلا

يأمر إلا بالانهماك في الشهوات سواء كانت محرمة أو مباحة , وانتقالها عما أمرت به أو ألفته

صعب لا يزول إلا بالمجاهدة , وأما الملكي فلا يأمر إلا بالخير من فعل أو قول , وأما

الرباني فلا يأمر إلا بالتعلق بالله والزهد فيما سواه , فهذا هو الفرق بينهما لمن أراد معرفتها

ليميزها ولا يميزها إلا أهل المحاسبة , وأما الغافلون فلا دراية لهم بها . وأما القلب المجرد وهو

قلب العارف فخواطره كلها قسم واحد فلا تأتي إلا بخير ولا تأمر إلا به , لطهارة البيت الذي ترد

عليه , وبعده من النفس والشيطان , وأما القلب الذي بينهما أي بين المحجوب والمفتوح عليه , فترد عليه بحسب حاله أيضا . انتهي
شرك الأغراض :

ومن كلامه  قال: شرك الأغراض هو احد الأقسام الستة , المراد به عند أهل الشريعة هو عمل

من اعمال البر لغير الله بل لأجل نيل محمدة من الخلق أو تحصيل غرض من قبلهم أو دفع مضرة


منهم أو اتقاء مذمة . أو العمل لنيل القصور والحور العين في الجنة مجردا وخلوه عن امتثال أمره

, وأما إذا نوى بعبادته وعمله وجه الله تعالي , وامتثال أمره وأداء حق ربوبيته , والتقرب إليه

وعبادته لأجله لا لشئ غيره هو رجاء مع ذلك فضل الله  ما يهيأ له في الجنة من الحور

والقصور , وغيرها لأجل عبادته بمحض الفضل والكرم والتصديق بوعد الله  , فذلك لا حرج

فيه ولا قادح في إخلاصه , وإنما يذهب إخلاصه إذا عمل لأجل نيلها خاليا عن إرادة وجه الله عز

وجل , وعن عبادته لأجله فهذا هو الذي يقال له عابد وعمله هواه وعمله محبط بغير خلاف بل

وعليه الإثم زائدا علي الإحباط , وان من عبد الله لأجله أو لإرادة وجهه , أو ابتغاء مرضاته أو


امتثال أمره , أو توفية أمره بعبادته , أو أداء لحق العبودية أو قياما بحقوق الربوبية أو تعظيما له ,


أو إجلالا له أو محبة له حياء منه أن يراه تخلف عن أمره شوقا إليه , أو شكرا لنعمة فهو مخلص


حقا ولا يخالطه رياء حيث تجرد عن الأغراض التي تقدمت.
الي أن يقول:
وأما ما جاء من الأذكار والعبادات لسعة الرزق ودفع الضرر وهلاك الظالم ودفع الفقر وقضاء


الحوائج الي غير ذلك , فما كان من ذلك من جلب رزق ودفع فقر وقضاء حاجة ذاته بذلك الذكر أو

العبادة , فهو شرك الأغراض , وهو حرام بالإجماع , وان كان ذلك المطلوب ليعين علي عبادة الله
 .
ثم يقول كل هذا تكشفه الأدلة النقلية والله الموفق والحاصل من هذا كله أن من عبد الله عز وجل


لوجهه لم يخرج عن دائرة الشرع دون غيره إلا أنهم مختلفون , فبعضهم الحامل له علي عبادة الله

 وجهه اعني الذي ثورهم ونهضهم إليها رجاء فضل الله تعالي , واتقاء عقابه , وهؤلاء هم أهل

الشريعة , وبعضهم حملهم علي عبادة الله  ونهوضهم إليها معرفتهم بجلاله وكبريائه وعظمته ,

فعبدوه علي الحب والشوق إليه أداء لحق ربوبيته لا لغرض , وهم العارفون , وسوي هذين هالك لا عبادة له فضلا عن الثواب .
ومن وصايا سيدي الشيخ احمد التجاني :

تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة , وإياكم ثم إياكم أن يهمل أحدكم حقوق إخوانه مما هو جلب مودة أو دفع مضرة أو إعانة علي كربة , فإن من ابتلي بتضييع حقوق الإخوان ابتلي بتضييع

الحقوق الإلهية والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه , وصونوا قلوبكم إذا رأيتم أحدا فعل

حقا يخالف هواكم أو هدم باطلا يخالف هواكم أن تبغضوه أو تؤذوه , فان ذلك معدود من الشرك عند الله تعالي , فقد قال صلي الله عليه وسلم : (( الشرك في أمتي أخفي من دبيب النمل علي

الصفاء, واقل ذلك أن تحب علي باطل أو تبغض علي حق )) . أو كما قال  مما معناه هذا وكذا

صونوا قلوبكم عمن فعل باطلا أو هدم حقا يطابق هواكم أن تحبوه , أو تثنوا عليه فانه أيضا معدود

من الشرك عند الله  فان المؤمن يحب الحق , ويحب أهله , ويحب أن يقام الحق ويعمل به

ويبغض الباطل ويبغض أهله ويبغض أن يقام الباطل ويعمل به وما ذكرنا من مراعاة حقوق

الإخوان فليكن ذلك في غير حرج و ثقل ولا كلفة بل بما تيسر وأمكن في الوقت , إلا أن يكون في

بعض العوارض يخاف من أخيه العداوة والقطيعة أو فساد القلب , فليسرع لإصلاح قلبه فان ذلك

يستجلب الرضا من الله  , وأما ما ذكرنا من بغض أهل الباطل , فليكن محله القلب فقط , وان

خرج الي جارحة من الجوارح أدي الي منكر أعظم منه فترك إخراجه من القلب أولي . الي أن يقول

 : فالذي أعظك و أوصيك به عليك بالله  في سرك وعلانيتك بتصفية قلبك من مخالفة أمره ,

والتعويل علي الله بقلبك من مخالفة أمره , والتعويل علي الله بقلبك والرضا بحكمه في جميع أمورك

والصبر لمجاري مقاديره في كل أحوالك , واستعن علي جميع ذلك بالإكثار من ذكر الله علي

الاستطاعة وبحضور قلبك , فهو معين لك علي جميع ما أوصيك به , واكبر ذكر الله فائدة

وأعظمه جدوى وعائدة هي الصلاة علي رسول الله  مع حضور القلب , فإنها متكفلة بجميع

مطالب الدنيا والآخرة دفعا وجلبا في كل شئ , وان من أكثر استعمالها كان من اكبر أصفياء الله
,
والأمر الثاني مما أوصيك به ترك المحرمات المالية شرعا واكلا ولباسا ومسكنا , فان الحلال هو

القطب الذي تدور عليه سائر العبادات ومن ضيعه ضيع فائدة العبادة , وإياك أن تقول أين تجده فانه


كثير الوجود في كل ارض وفي كل زمان , لكن يوجد بالبحث عن توفية أمر الله ظاهرا وباطنا

ومراعاة ضرورة الوقت إن لم يوجد الحال الصريح وهذا المحل يحتاج الي فقه دقيق واتساع


معرفة بالأحكام الشرعية ومن كان هكذا لم يصعب عليه وجود الحلال , والأمر الذي لابد منه هذا

وهو بداية جميع الأمور ونهايتها هو تعلق القلب بالله  بالإنحياش إليه , والرجوع إليه وترك كل

ما سواه عموما وخصوصا , فان قدر العبد علي ارتحال القلب الي الله بكل وجه وعلي كل حال


بحركة القلب حسا فهو الغاية , وان لم يقدر فيلازم بعد كل صلاة هذا الدعاء ثلاثا أو سبعا , ثم يمر

به علي قلبه في غير الصلوات , ويحمل نفسه عليه حتى يصير له ذلك حالا , ( والدعاء هو هذا )

: اللهم عليك معولي وبك ملاذي واليك إلتجائ , وعليك توكلي وبك ثقتي وعلي حولك وقوتك

اعتمادي وبجميع مجاري أحكامك رضاي , وبإقراري بسريان قيوميتك في كل شئ , وعدم احتمال

خروج شئ دق أو جل عن علمك وقهرك حتى لحظة سكوني . فإذا داوم عليه كلما رأي من أحوال

النفس ما لا يطابق هذا الدعاء ذكر نفسه بمعاني هذا الدعاء , وصبر علي حمل نفسه سهل عليه

تعلق القلب بالله تعالي برفض كل ما سواه , وهذا باب كبير من العلم يعلمه من ذاق أدني شئ من

علوم الرجال ويعلم قدره فلا تهمله , وعليك بإصلاح نفسك قدر الاستطاعة , فان العمر قصير

والسفر طويل والعقبة كؤود والحمل ثقيل , والحساب بين يدي الله شديد والعمل بأمر الله هو المنجي

من جميع هذه الأمور , قال الشيخ الصالح والصدر المبرز العارف بالله سيدي محمد السماك  :

من اقبل علي الله بقلبه اقبل الله عليه برحمته وصرف وجوه الناس إليه , ومن اعرض عن الله

اعرض الله عنه جملة , ومن كان مرة ومرة فالله يرحمه وقتا ما , و الحاصل عليك بالله برفض ما

سواه , وإذا ابتليت بمعاملة الناس ومخالطتهم , فخالطهم وعاملهم لله , فان الله يحب الإحسان الي

خلقه واكبر ما أحضك عليه هو كثرة الصلاة بحضور القلب علي رسول , فهو الكنز الأعظم والذخر الأفخم . اهـ
سندي في الطريقة التجانية :
أنا خالد عبد الفراج إدريس ابراهيم التجاني من مدينة سنجة أخذت هذه الطريقة التجانيه

الأحمدية المحمدية الإبراهيمية الحنيفيه ذات الأسرار العلية والفيوضات الجلية والفتح الأكبر من

المقدم الطيب حماد محمد على حسين حفيد الشريف ابو دنانة من الفراحسين شندي والذي أخذها عن

الشيخ عبد المجيد موسى حسين التجاني برفاعة والذي أخذها عن الشيخ أحمد محمد عمر الملقب

بالشريف تجاني بنيجيريا والذي أخذها عن الشيخ أحمد على أبو الفتح رضي الله عنه بيروا بنيجيريا

والذي أخذها عن شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم نياس الكولخى رضي الله عنه بالسنغال والذي أخذها

عن قاضي المغرب الشيخ أحمد سكيرج بالمغرب والذي أخذها عن الشيخ احمد العبدلاوي رضي الله

عنه بصحراء المغرب والذي أخذها عن القطب الحاج على التماسينى بتماسين بالمغرب والذي

أخذها عن سيدي القطب المكتوم والخاتم المحمدي المعلوم سـيدي ووسيلتي إلي الله أبو العباس الشيخ

أحمد بن محمد التجاني الشريف الحسني المغربي رضي الله عنه وأرضاه والذي أخذها عن جده رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم .

الخاتمة :

في مسك الختام أقول إن سلوكنا للطريقة التجانية هي محض الفضل الإلهي أكرمنا الله بها

بمشيئته فاستبان لنا كثيرا من أمورنا من العلائق ، فبان لنا منها ما كان غير لائق وما كان ظننا فيه

خاليا من حظوظ نفوس ، وإنها لله بمراد وصله موصولة ، وعلي أواصر حبه مجدوله ، ولما دعي

الداعي ونادي المنادي هلم يا عبادي هنا الوصل داني في الطريق التجاني ، وتحركت كوامن الشوق

إليه واستجابة الأرواح إليه ، بعد أن استوفي الطريق بما عليه فسلكت الطريق إليه ، فما دقائق بل

ثواني وبدون تواني أشرقت الأنوار ، وبانت الأسرار بعد أن كانت مغلفه بالأستار, لان معارف

التحقيق المنوطة بالإلهام والتوفيق حرما آمنا ، يتخطف الناس من حوله بالموانع والتعويق , قفاره

محفوفة بالغلطات والتزليق , وبحاره مشوبة بالهلكات والتغريق , وصراطه أدق من الشعر الدقيق

وأقطع من الحسام الرقيق لا يكاد المسافر أن يهتدي فيه إلي سواء الطريق إلا إذا كان بصحبة

العارف الرفيق الشفيق الرقيق . فهذا نهاية ما أوردته في هذا الكتاب, فأرجو من الله الحنان المنان

المغفرة والرضوان بتطاولي علي موائد الكرام وان يرزقنا والإخوان من ثمار المعارف المفاضة

من حظائر قدسه ومسامرات انسه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .









منقول للافادة

جنات على
07-10-2012, 10:08 AM
مشكور شيخنا المغربى على الطرح الطيب بارك الله فيك وفى اشياخك السادة التيجانية احياءا ومنتقلين اللهم امين

نسائم الرحمن
07-10-2012, 05:16 PM
بارك الله فيك شيخنا وزادك من فضله وعطاياه وجعلها لك ذخرا بميزان اعمالك الصالحة اللهم امين

عبد الله
07-10-2012, 09:09 PM
شكرا شيخنا على الطرح الطيب بارك الله فيك وقواك واعانك

فايق المعداوى
08-10-2012, 05:31 AM
الف شكر شيخنا على الموضوع الطيب وبارك الله فيك

مشهور
08-10-2012, 05:45 AM
مشكور شيخنا المغربى على الطرح الطيب بارك الله فيك وفى اشياخد السادة التيجانية احياءا ومنتقلين اللهم امين

طه حبيب
08-10-2012, 06:09 AM
مشكور شيخنا على الطرح الاكثر من رائع بارك الله فيك وفى انفاسك

هدى راضى
08-10-2012, 07:27 AM
مشكور شيخنا المغربى وبارك الله فيك وفى علمك ومجهودك وابقاك الله لنا ذخرا وعونا

اميرة القلوب
08-10-2012, 05:31 PM
شكـــــــ وبارك الله فيك وعليك ـــــــــــــــرا ...........

غالية
08-10-2012, 06:12 PM
بارك الله فيك شيخنا وزادك من فضله وعطاياه وجعلها لك ذخرا بميزان اعمالك الصالحة اللهم امين

خلف الله المشد
08-10-2012, 07:05 PM
مشكور شيخنا وبارك الله فيك وعليك وغفر الله لك ولاشياخك السادة التيجانية ولكل اهل الطريقة التيجانية الاحمدية العلية

زخارى
09-10-2012, 10:46 AM
مشكور وبارك الله فيك يا شيخنا وجعله فى ميزان حسناتك

هاشم
09-10-2012, 06:11 PM
شكرا شيخنا على الطرح الطيب بارك الله فيك وقواك واعانك

جنة
09-10-2012, 06:31 PM
مشكور شيخنا الجليل على الطرح الطيب وبارك الله فيك وعليك وادامك لنا فى خير وصحة وعافية

ظفار العدوى
09-10-2012, 07:59 PM
مشكور شيخنا المغربى وبارك الله فيك وفى علمك ومجهودك وابقاك الله لنا ذخرا وعونا

شكرى
09-10-2012, 09:05 PM
مشكور شيخنا الفاضل عبود المغربي على المواضيع القيمة التي تسطرها باناملك بارك الله فيك وعليك

سيف من لا سيف له
10-10-2012, 01:58 AM
جزاكم الله خيرا ..