هل الفتح الأكبر من لوازم المعرفة بالله
س. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ سيدي هل الفتح الأكبر من لوازم المعرفة بالله؟ أم هو غير ذلك؟
ج. بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ وعلى آله وصحبه والتابعين، إلى يوم الدين.
وعليكم السلام والرحمة والبركات.
1. ليس الفتح الأكبر من لوازم المعرفة على إطلاقها، وإن كان هو من تمامها. وهذا يعني أن العارف لا يكون حتما صاحب فتح أكبر؛ وإنما الفتح الأكبر من شأن الأقطاب أصحاب الخلافة الإلهية. وكل أهل التصرف لهم من هذا الفتح ما يناسب مرتبتهم؛ لأن تصرفهم يقوم عليه. وإن أصغر هؤلاء السادة، يعلم بإعلام الله من أهل بلده أو إقليمه، ما ذُكر في آخر سورة لقمان، في قول الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34].
2. إن اهتمام العامة لشأن الفتوح، هو من حظوظ النفس؛ وهو أمر مذموم. والعبد ينبغي أن يكون تشوفه إلى ربه ونظره إليه. لا يبغي عنه بديلا سبحانه. وإن العباد الذين أعطاهم الله الفتح الأكبر، ما كانوا يأبهون له قط؛ بل لو عُرضت عليهم أسرار السماوات والأرض والدنيا والآخرة، ما التفتوا إليها جميعا! فلما حمّلهم الله ما حملهم، حملوه به سبحانه، عبودية وتقربا. فلا ينبغي أن تؤخذ هذه الأمور بما تعطيه الأوهام وافتراضات العقول القاصرة.
والله ورسوله أعلم
